الزكام
يصيب الزكام الجهاز التّنفسيّ العلوي، حيث يؤذي هذا الالتهاب الأنف والجيوب الأنفية والحلق. ويُعدّ الزّكام التهاباً طفيفاً وشائعاً. وعادةً ما يشفى هذا الالتهاب من تلقاء نفسه خلال عدّة أيامٍ، غير أنّه قد يستمرّ إلى أسبوعين.
وتتضمن الأعراض الشّائعة للزّكام ما يلي:
- سيلان الأنف أو احتقانه.
- ألم الحلق
- السّعال
- العطس
كما وقد يصاب الشخص في بعض الأحيان بأعراض أخرى تعدّ أكثر شدّة، منها ما يلي:
- الآلام الجسديّة
- الصّداع
- ارتفاع درجات الحرارة
لكن هذه الأعراض غالباً ما تدلّ على إصابة الشخص بالإنفلونزا.
الفرق بين الزّكام والإنفلونزا
قد يكون من الصّعب في بعض الأحيان التّفريق بين الزّكام والإنفلونزا كوْن أعراضهما متشابهة. لكنّ معرفة الفرق تساعد في اختيار العلاج المناسب. كما وتساعد المعرفة الفرق بين الحالتين في تجنّب المريض استخدام الأدوية غير المناسبة لحالته والتي قد تجعل حالته في بعض الأحيان تزداد سوءاً.
تحدث الإنفلونزا نتيجةً لفيروسات تختلف عن الفيروسات المسبّبة للزّكام. وتكون الإنفلونزا أشدّ من الزكام، وذلك على الرّغم من أن المرضين يسبّبان سيلان الأنف والاحتقان وآلام الحلق والسّعال. لكن الإنفلونزا قد تسبب ارتفاعاً في درجات الحرارة لمدّة قد تصل إلى 4 أيامٍ، فضلاً عن الآلام الجسدية العامة والإرهاق والصداع. فهذه الأعراض تعدّ أقل شيوعاً بين مصابي الزّكام. ولكن بشكلٍ عامٍ، فإنّ المرضين يعدّان من أمراض الجهاز التنفسي التي تؤثّر بشكل سلبيّ على التنفس.
أعراض الزّكام
عادةً ما يبدأ الزّكام بآلام في الحلق تستمرّ ليومٍ أو يومين، أمّا الأعراض الأنفيّة، فهي قد تستمرّ لما يصل إلى 5 أيام، وذلك كما هو الحال لدى السّعال. أمّا عن ارتفاع درجات الحرارة، فهو يعد أكثر شيوعاً بين الأطفال.
وعلى الرّغم من أنّه غالباً ما ينزل سائل مائي من الأنف أثناء الزّكام، إلّا أنّ ذلك يكون في الأيام الأولى منه، لكنّ بعد ذلك يبدأ المخاط الكثيف ذو اللّون الدّاكن بالظّهور. وعلى الرّغم من الاعتقاد الشّائع بأنّ ذلك يعني أن الشّخص مصابٌ بالتهاب بكتيريّ، إلّا أنّ هذا شيءٌ غير صحيحٍ.
أعراض الإنفلونزا
عادةً ما تكون أعراض الإنفلونزا أكثر شدةً مقارنة بأعراض الزّكام، غير أنّها تتضمن أعراضاً مشابهةً للزّكام، منها احتقان الأنف وألم الحلق. أما الأعراض الأخرى فتتضمن الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والصداع والآلام الجسدية.
وعادةً ما تتحسّن أعراض الإنفلونزا خلال مدةٍ تتراوح من يومين إلى 5 أيام. لكنّها قد تستمرّ لمدة تزيد عن أسبوعٍ كامل.
الفرق بين أعراض الزكام وأعراض الإنفلونزا
وتختلف أعراض الزكام عن أعراض الإنفلونزا كما يلي: (وفقاً للمركز الامريكي لمراقبة والسيطرة على الامراض CDC)
الأعراض |
الزكام |
الإنفلونزا |
ارتفاع درجات الحرارة |
أحيانا، وحتى وإن ارتفعت، فهي لا ترتفع كثيراً |
عادةً، وغالباً ما تصل إلى ال 37.8 - 39، وخصوصاً لدى الأطفال، وتستمرّ من 3 - 4 أيام |
الصّداع |
أحياناً |
عادةً |
الآلام الجسديّة |
بسيطة |
عادةً ما تكون شديدةً |
الضّعف والإرهاق |
في بعض الأحيان |
عادةً، ويستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع |
انسداد الأنف |
شائعٌ |
في بعض الأحيان |
العطس | عادةً | في بعض الأحيان |
آلام الحلق | عادةً | في بعض الأحيان |
السّعال وآلام الصدر |
بسيط إلى متوسط |
شائعٌ وقد يكون شديداً |
مضاعفات الزّكام
سواء تم استخدام الأدوية أم لا، فإنّ الزّكام عادةً ما يزول خلال عدة أيامٍ كما ذكر أعلاه. لكنّ الفيروس المسبّب له قد "يسهّل" الإصابة بالتهابات أخرى، منها التهابات القصبات الهوائيّة والجيوب والأذن. وتتضمن مضاعفات الزّكام الشّائعة ما يلي:
- السّعال المتواصل الّذي عادةً ما يكون جافّاً ويستمر لأسابيع أو أشهر بعد الشّفاء من الزّكام. وعادةً ما يقوم هذا السّعال بإيقاظ الشّخص من نومه ليلاً. هذا النوع من السّعال عادةً ما يكون مشابهاً لسعال الرّبو ويعالج بعلاجه.
- التهاب الجيوب الأنفيّة البكتيريّ الحاد، والّذي يصيب البالغين والأطفال على حدٍ سواء. ويحدث هذا الالتهاب في 1 - 5% من حالات الزّكام. فعند استمرار الزّكام لمدة 7-10 أيام من دون أيّ تحسن أو تفاقم، فعندها يكون الشّخص مصاباً بهذا الالتهاب، ما يحتاج إلى علاجٍ إضافيٍّ على علاج الزّكام.
- تفاقم التهاب القصبات الهوائيّة المزمن والرّبو في حالة وجودها حتى إلى ما بعد الشّفاء من الزّكام.
ومن بين المضاعفات التي توجب استشارة الطّبيب ما يلي:
- الأعراض الشّديدة غير المعتادة للزّكام
- الصداع المشابه لصداع الجيوب الأنفيّة
- ازدياد السعال سوءاً رغم تحسّن الأعراض الأخرى
- ألم الأذن، والّذي عادةً ما يصيب الأطفال، غير أنّه يصيب البالغين في أحيانٍ قليلةٍ
- تفاقم أيّ مرضٍ رئويٍ مزمنٍ، من ذلك التهاب القصبات الهوائيّة المزمن
عادةً ما يبدأ الزّكام بالسّعال والعطس، وذلك بعد الشّعور بحكّةٍ أو خشونةٍ في الحلق. بعد ذلك، يبدأ سيلان الأنف مشيراً إلى بدء حالة من الزّكام.
أما السّبب وراء ذلك، فهو كائن صغير لا يرى بالعين المجردة يعرف بالفيروس. ويُشار إلى أنّ هناك أكثر من 200 فيروسٍ مسببٍ للزّكام.
الفيروسات المسببة للزكام:
- الفيروسيّة الأنفيّة (Rhinovirus)، وهي المسؤولة عن نحو 40% من حالات الزّكام، غير أنّها نادراً ما تسبب الحالات الشّديدة منه. ويكون هذا الفيروس في قمة نشاطه في فصل الرّبيع والصّيف وبداية فصل الخريف.
- الفيروسُ المَخْلَوِيُّ التَّنَفُّسيّ (Respiratory Syncytial Virus) وفيروسُ نَظيرِ الإنفلونزا (Parainfluenza) وهما مسؤولان عن نحو 20% من حالات الزّكام. وقد يؤديا إلى إصابة الأطفال بمضاعفاتٍ خطرةٍ، منها التهاب ذات الرئة (Pneumonia).
- الفيروس التاجي (Coronavirus)، وهو مسؤول عن نحو 20% من حالات الزّكام. ويكون هذا الفيروس في قمة نشاطه في فصل الشّتاء وبداية الرّبيع. وعلى الرّغم من وجود نحو 30 نوعاً من هذا الفيروس، إلا أن هناك 3 - 4 أنواع منه فقط هي الّتي تسبب الزّكام للبشر.
- وذلك فضلاً عن أنواع أخرى من الفيروسات.
ويذكر أنّ ما يصل إلى 30% من حالات الزكام التي تصيب البالغين تحدث نتيجةً لهذه الفيروسات غير المعروفة. ويذكر أنّه لا يوجد دلائل علميةً على أنّ الزّكام يحدث نتيجة للتعرض لزيادة الحرارة أو التعرض للأجواء الباردة.
عادةً ما يتمّ تشخيص الزّكام بناءً على الأعراض والعلامات التي توسعنا بها من ذي قبل. أمّا في حالات مستعصية اذ يشكّ الطّبيب بوجود التهابٍ بكتيريٍّ أو سببٍ آخر للأعراض، فعندها يقوم بإجراء فحوصاتٍ طبيةٍ معينةٍ للكشف عن مضاعفات خطيرة اخرى، أهم هذه الفحوصات صورة الأشعة السّينية (X-Ray). فهي تكشف عن وجود مضاعفات، منها التهاب ذات الرّئة (Pneumonia) أو التهاب القصبات الهوائيّة.
أمّا في البداية، فعلى الطّبيب القيام بفحصٍ سريريٍّ للمريض. ويتمّ خلال الفحص السريريّ فحص الجيوب الأنفيّة والأذنين والرّئتين. كما وأنّ عليه أخذ التّاريخ المرضيّ للمصاب، ومن ضمن ذلك طرح الأسئلة الّتي تساعد على التّشخيص حول الأعراض وكيفيّتها ومتى بدأت.
ومن ضمن الأساليب التشخيصيّة أيضاً أخذ مزرعة من الحلق (Throat Culture)، وذلك عبر أخذ مسحةٍ من الحلق، ما يُساعد الطّبيب على تشخيص المرض ومعرفة ما إن كان الالتهاب بكتيرياً أم لا. كما وقد يقوم بطلب فحص دم.
وعلى الرّغم من وجود بعض الفحوصات التي تكشف عن وجود الفيروسات الشائعة التي تسبب الزّكام، إلا أنّها نادراً ما تستخدم كون الزّكام عادةً ما يشفى قبل الحاجة إلى ذلك. أمّا في بعض الحالات، منها بعض الحالات التي يكون المصاب فيها كبيراً في السنّ أو يمتلك جهاز مناعةٍ ضعيفٍ أو كان سنّه يقلّ عن عامين، فعندها قد يطلب الطّبيب هذا الفحص.
عادةً ما يزول الزّكام من تلقاء نفسه خلال أسبوعٍ واحدٍ إلى أسبوعين. أمّا إن كان بسيطاً، فقد يزول خلال أيّام. من هنا يمكنكم الستخلاص
وللتّقليل من مدّة استمرارية الزّكام، يُنصح بالقيام بالخطوات التّالية:
- الحصول على نومٍٍ كافٍ: فعندما يكون الشّخص مصاباً بالزّكام، فإنّه يكون بحاجة إلى الرّاحة. وذلك لان الإرهاق يسبب استمرار المرض لمدّة أطول. فإن شعر الشخص بأنّه بحاجةٍ إلى الرّاحة، عليه الاستماع لجسده فوراً وأخذ قسطٍ كافٍ منها.
- تناول مكملات الزّنك، حيث أنّها تُساعد على تعزيز الخلايا المناعيّة، فقد وجدت دراسةٌ أنّها تقلّل من مدّة أعراض الزّكام بنسبةٍ تصل إلى 40%. ويُشار إلى أنّ استخدام الزّنك يساعد أيضاً على الوقاية من الزّكام.
- تجنب التعرض للضّغط النفسيّ، فهو يضعف جهاز المناعة ويقلل من مقاومة الأمراض، كما وأنّه يجعل الزّكام يستمرّ لمدّة أطول. فإيجاد الأسلوب المناسب للسّيطرة على الضغط النفسيّ يساعد في تقوية جهاز المناعة.
- أخذ أقساطٍ كافيةٍ من الراحة.
- شرب الكثير من السّوائل، وذلك لتعويض ما يتمّ فقدانه عبر سيلان الأنف والعرق. كما وأنّ السّوائل تساعد في ترطيب بطانة الحلق والأنف، ما يسهّل خروج المخاط من الأنف. ولكن يجب التنويه هنا إلى ضرورة الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين (البُنّين) والكحول كونها تؤدّي إلى الجفاف.
- تناول الأطعمة الصحية، حيث ينصح بتناول حميةٍ قليلة الدهون وكثيرة الألياف، من ذلك تناول الخضروات والفواكه. لكنّه بشكلٍ عامٍ لا يُنصح بتناول الطّعام من دون الشّعور بالجوع.
- تجنّب التّدخين، فاستنشاقه يزيد من تهيّج الحلق ويزيد من شدّة السّعال.
استخدام الأدوية لعلاج الزكام
لا تُستخدم المضادات الحيويّة في علاج الزّكام كونها تعمل ضدّ البكتيريا، بينما الزّكام هو مرضٌ فيروسيٌّ. وعلى الرّغم من عدم وجود علاجٍ شافٍ منه حالياً، إلا أنّ مصابيه ينصحون باستخدام الأدوية التّالية:
مضادات الاحتقان (Nasal Congestion) والتي تستخدم ضدّ انسداد الأنف وتأتي بأشكال صيدليّة عدّة، فعلاوة على الحبوب والكبسولات، فهي تأتي أيضاً على شكل سوائل ومعلّقات وبخّاخات أنفيّة. وأحياناً قد تأتي هذه الأدوية كخليط مع دواءٍ مضادٍّ للهيستامين (Antihistamine).
المسكّنات، والّتي تتضمّن الباراسيتامول (Paracetamol) ومضادّات الالتهاب اللّاستيرويدية، كالأيبيوبروفين (Ibuprofen) كونها تخفّض درجات الحرارة وتخفّف الألم. أما الأسبرين (Aspirin)، فعلى الرغم من أنّه يقع ضمن الفئة الأخيرة من الأدوية، إلّا أنّه لا يُنصح باستخدامه للزّكام ويمنع إعطاؤه لمن تقلّ أعمارهم عن الـ 16 عاماً كونه قد يسبّب لهم مرضاً خطيراً ونادراً يُعرف بمتلازمة راي (Reye's Syndrome). وتُعرّف هذه المتلازمة بكونها تصيب الكبد والجهاز العصبيّ المركزيّ.
أدوية الزّكام، والتي تكون خليطا بين المسكّنات والأدوية المضادّة للاحتقان. وبما أنّ المسكنات موجودةٌ في هذه الأدوية، فيجب عدم استخدامها معها إلا بعد استشارة الطبيب أو الصيدلانيّ.
وتباع معظم هذه الأدوية من دون وصفةٍ طبيّةٍ. كما وتُعدّ آمنةً لاستخدام البالغين والأطفال الكبار، غير أنّه يجب الاستفسار من الطّبيب قبل استخدام فئات معيّنة لها، منهم الفئات التّالية:
- الحوامل.
- الرّضع.
- الأطفال الصغار.
- من يستخدمون أدويةً معيّنةً.
- من لديهم أمراضٌ معينةٌ.
- كما وتجب قراءة النشرة المرفقة مع الدّواء قبل استخدامه.
علاج الزّكام بالأعشاب الطبيعية
- نبات القنفذية (إيكينيسيا) Echinacea، فهذه العشبة تعد أكثر الأعشاب انتشاراً لمحاربة الزّكام، وعلى الرّغم من أن دراسة حديثة قد أثبتت بأنّها غير مفيدةٍ، إلّا فعاليّتها تختلف بناءً على كيفية استخدامها. فقد نُصِح بخلط 15 - 20 قطرةً من صبغة هذه العشبة بالماء الدّافئ وشربها 4 أو 5 مراتٍ في اليوم الواحد، حيث أظهرت الدّراسة أنّها بهذا الشّكل تكون أكثر فعاليّة من الحبوب الدوائية، لكن بشكل بسيطٍ.
- الجينسينغ (Ginseng) والتي تستخدم لتحسين الصّحة العامّة وتعزيز الطاقة، فقد وجد باحثون بعد أن بدؤوا حديثاً باختبارها ضد الزّكام أنّها تقلل من مدة وشدة أعراض الزّكام إن استخدمت يومياً، كما وأنّها تعمل على الوقاية منه.
- نبات البيلارغونيوم سايدويدس (Pelargonium sidoides)، فعلى الرغم من أن هذه العشبة غير مشهورة، إلا أنه قد وجد بأن خلاصتها تخفّف من أعراض التهاب القصبات الهوائيّة، حيث سرعت بعلاج الألم وارتفاع درجات الحرارة والسّعال لدى المصابين بهذا الالتهاب.
- ما يحتوي على فيتامين C (سي - او فيتامين ج). والذي يعد أكثر العلاجات البديلة شهرةً بين النّاس وفي الدراسات العلميّة أيضاً. لكن نتائج فعاليته ضد الزّكام كانت مختلطة. وذلك على الرّغم من أنّ الخبراء يؤكدون على فعاليته. أمّا بشكل عام، فيقال بأنه يحسّن الزّكام ويقلّل من مدته لدى البعض، لكنه لا يقي منه. أمّا الجرعة التي يُنصح بها، فهي 75 مليغراما في اليوم الواحد لدى البالغين. أمّا مصابي الزّكام، فيُنصحون بأخذ غرامٍ كاملٍ منه في اليوم الواحد، وذلك إن لم يكن هناك مانعٌ صحيٌ من ذلك.
- الزّنك (Zinc)، فقد وجدت دراسة أنّ حبوب المصّ التي تحتوي على الزّنك تقلّل من مدّة أعراض الزّكام. وذلك على الرّغم من أنّ هناك بعض الدراسات المختلطة حول مدى فعاليته. ونذكر هنا أن بعض مستخدمي نوع معين من بخاخ الزّنك قد سجّلوا فقدانهم لحاسّة الشم.
- الثّوم، وهو يُعدّ مضاداً حيوياً ومضاداً للفطريات، كما وأنّه مفيدٌ لأعراض الزّكام، فهو قادر على علاج أيّ مرض تقريباً. أمّا عن كيفية الاستخدام، فينصح بفرم فصّ إلى فصّين منه بشكل جيّد ومن ثَمّ وضعها بكوبٍ من الماء وشربه، وذلك للحصول على أقصى فائدة. ويُنصح بشربه بشكلٍ سريعٍ لتفادي طعمه. ويُذكر أنّه ليس بإمكان الحوامل الحصول على أكثر من فصٍّ واحدٍ من الثّوم في اليوم الواحد.
- السّوائل السّاخنة، فالحرارة الآتية من عصير اللّيمون مع الماء السّاخن، فضلا عن مشروبات الأعشاب تقوّي جهاز المناعة، خصوصاً عند شربها عند أوّل علامةٍ للمرض.
- بيروكسيد الهيدروجين، أو ما يُعرف بماء الأكسجين (hydrogen peroxide)، وهو يعمل على الشّفاء من الزّكام والتهاب الجيوب الأنفيّة والتهاب الأذن والإنفلونزا، وذلك إن استخدم عند أوّل علامةٍ لها. أمّا عن كيفيّة الاستخدام، فيُنصح بوضع قطّارةٍ كاملةٍ منه في الأذنين كلّ بضعة ساعاتٍ، وذلك إلى أن يزول الالتهاب. ويُذكر أنّ بيروكسيد الهيدروجين يُعدّ أكثر فعاليّة لدى الأطفال.
- القرفة، فعند الشّعور بالمرض، ينصح بالقيام بخلط ملعقةٍ صغيرةٍ منها مع الماء والعسل للحصول على شرابٍ مضادٍ للاحتقان والسّعال والحمّى الخفيفة. فالقرفة مفيدةٌ كمضادٍ حيويٍ ومضادٍ للفيروسات.
- الزّنجبيل، والذي يُعدّ شديد الفعالية للتّخلص من الغثيان والتقيؤ اللّذين يتصاحبان مع الزّكام والإنفلونزا. كما وأنّه يُعدّ مفيداً للصّداع والحمى. ويأتي الزّنجبيل على شكل كبسولات. كما وبالإمكان وضع جذر الزّنجبيل الطازج بالماء المغلي وشربه لعلاج الاحتقان وأعراض التهاب الجيوب الأنفيّة.
- البيلسان (Elderberry)، حيث يقوم بتقوية الجسم عند الإصابة بالإنفلونزا. ويتواجد شراب البيلسان بالأسواق كما ويمكن عمله في المنزل.
- البابونج، والذي يعدّ مهمّا بشكل خاص لدى الأطفال. ويقوم البابونج بالمساعدة على تهدئة الأعراض الالتهابية والحمى، كما ويُساعد على النّوم ويهدّئ الأعصاب.
- الزّعتر، فشراب الزّعتر يُعدّ فعالاً ضدّ الزّكام والإنفلونزا. كما وبالإمكان تدليك الجلد بزيته لمحاربة الالتهابات. لكنّه يجب عدم استخدام الحوامل والأطفال الصّغار له.
- زيت جوز الهند، والذي يقوم بإذابة القشرة الدُّهنيّة لبعض الفيروسات، وذلك لتسهيل عملية مهاجمتها من قبل جهاز المناعة. أمّا عن كيفية الاستخدام، فيُنصح بالقيام بأخذ 5 - 6 ملاعق كبيرةً منه باليوم الواحد أو إذابته ووضعه بالشّاي السّاخن.
علاج الزّكام للحامل
كما هو الحال لدى جميع مصابي الزّكام، فعلى المرأة الحامل الالتزام بالنّصائح التّالية:
- الحصول على كميّاتٍ كافيةٍ من السّوائل.
- أخذ أقساطٍ كثيرةٍ من الرّاحة.
- الغرغرة بمحلولٍ ملحيٍ دافئٍ، وذلك لتلطيف السّعال وألم الحلق.
- استنشاق هواءٍ رطبٍ ودافئٍ أو استخدام المحلول الملحيّ الذي يكون على شكل بخّاخ أنفيّ أو قطراتٍ أنفيّةٍ، وذلك لتحليل الاحتقان وتسهيل إخراج المخاط.
- استخدام الكمّادات السّاخنة والباردة للتّخفيف من آلام الجيوب الأنفيّة.
- رفع الرّأس عند النّوم بوسادةٍ إضافيةٍ.
- وضع العسل أو اللّيمون على كوبٍ دافئٍ من الشاي الخالي من الكافيين، وذلك للتّخفيف من ألم الحلق.
- تناول شوربة الدّجاج، وذلك للتّخفيف من الاحتقان والأعراض الالتهابية.
الادوية لعلاج الزكام للحامل
معظم أطبّاء النّسائية والتّوليد يشيرون إلى أنه يُنصح بتجنّب جميع الأدوية خلال الـ 12 أسبوعاً الأولى من الحمل، حيث أنّ أعضاء الطّفل الحيويّة تتكوّن في ذلك الوقت. كما وأنّ العديد من الأطباء ينصحون بذلك بعد الأسبوع الـ 28 من الحمل. أمّا ما يجب على المرأة الحامل القيام به، فهو استشارة الطّبيب قبل أخذ أي دواءٍ خلال الحمل.
بشكل عام، فتعد الأدوية التالية ضمن الأدوية الآمنة للاستخدام بعد الأسبوع الـ 12 من الحمل:
- الباراسيتامول (paracetamol)، وذلك لخفض الحرارة والتخّفيف من الآلام التي تصاحب الزّكام.
- الديكستروميثورفان (dextromethorphan)، وهو شرابٌ مضادٌ للسعال.
- كربونات الكالسيوم (calcium carbonate) وذلك لعلاج حرقة المعدة واضطرابها والغثيان.
علاج الزّكام عند الرضع
كما ذُكر أعلاه، فإن المضادّات الحيوية لا تنفع في علاج الزّكام كونه مرضاً فيروسياً وليس بكتيرياً، غير أنّ هناك أساليب أخرى لمساعدة الرّضع على التّحسن، من ذلك الحرص على إبقاء الجو رطباً والقيام بشفط المخاط من أنف الرضيع بالشفاطة الخاصة بذلك. ولتسهيل هذه العملية، قد ينصح الطبيب باستخدام القطرات الأنفيّة المكونة من محلول ملحي كونها تساعد على إزالة المخاط السّميك من أنف الرّضيع.
وبشكلٍ عامٍ، يجب تجنب إعطاء الرّضيع الأدوية، حتى تلك التي تباع من دون وصفة طبية (OTC). لكنه بالإمكان استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مع الحرص على اتّباع التّعليمات المرفقة مع الدواء في النّشرة من حيث الجرعة وطريقة الاستخدام. أما أدوية الزّكام وأدوية السّعال، فهي لا تعد آمنة للرضع والأطفال الصّغار.
كما وينصح بإعطاء الرّضيع كمياتٍ كافيةٍ من السّوائل (لكن لا حاجة للكميات الزّائدة)، وذلك لتجنّب إصابته بالجفاف الذي ينجم عن الزّكام. وإن كان الرّضيع يرضع طبيعياً، فعليه بالاستمرار في ذلك كون حليب الأم يمنح حمايةً إضافيةً ضد الفيروسات المسببة للزّكام.
علاج الزّكام للأطفال
يجب عدم إعطاء الأطفال الّذين تقلّ أعمارهم عن الـ 4 أعوام أي دواء للسّعال أو الزّكام وذلك بحسبما أشار إليه صانعو هذه الأدوية. فضلاً عن توصيات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).
وينصح باللجوء إلى الطبيب إن لم يتحسن الطّفل خلال أيّامٍ قليلةٍ أو كان لديه سعالٌ جافٌ أو ضيقٌ في التّنفس أو ارتفاعٌ في درجات الحرارة أو تقيؤ. فعندها قد يكون الطفل غير مصاب بالزّكام، بل بمرض آخر مثل الإنفلونزا أو التهاب ذات الرّئة (Pneumonia). وأيضاً تجب استشارة الطّبيب في الحالات التالية:
- خروج البلغم مع السّعال
- تسارع أو صعوبة التّنفس
- الشعور بآلام جسديّة
كما وينصح باستشارة الطبيب إن كان الطفل مصابا بمرض مزمن، كمرض السكري من النوع الأول أو مرض الربو وغيرهم من الامراض.
بما أّنّه لا يوجد تطعيم ضدّ الفيروسات المسبّبة للزّكام، فيجب اتّباع خطواتٍ وقائيّةٍ للحماية منه. وتُعدّ هذه الخطوات مفيدةٌ في إبطاء أو منع الفيروسات من الانتشار. وتتضمّن هذه الخطوات ما يلي:
ممارسة التّمارين الرّياضيّة، فذلك يعزّز جهاز المناعة
وقد وجدت دراسةٌ حديثةٌ أن الأشخاص الّذين يمارسون التّمارين الرّياضيّة بشكلٍ منتظمٍ يكون الزكام لديهم أبسط من غيرهم، كما وأنّ احتمالية الإصابة به تكون أقلّ مقارنة بغير الممارسين. أما عن الكيفيّة الّتي أجريت بها الدّراسة المذكورة، فقد تمّت في فصلي الخريف والشّتاء عبر متابعة 1,000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 إلى الـ 85 عاماً. حيث قام الباحثون بطرح بعض الأسئلة الحياتيّة العامّة عليهم، والّتي تضمّنت أسئلةً حول مدى التّعرض للضّغط النّفسي وأسئلة أخرى حول التّغذية.
وطلبوا منهم القيام بتتبّع عدد المرّات الّلاتي يصابون بها بالتهابات الجزء العلوي من الجهاز التّنفسي، منها الزّكام. كما وطلبوا منهم إعلامهم بمقدار الرّياضة الهوائيّة الّتي مارسوها خلال تلك الفترة.
وقد تبيّن أن من قاموا بممارسة الرّياضة لمدة 5 أيّام أو أكثر في الأسبوع الواحد كانت إصاباتهم بالزّكام أقل ممّا هو الحال لدى من لم يكونوا ممارسين لها إلا ليومٍ واحدٍ أو أقلّ في الأسبوع بنسبة 46%، كما وأن عدد الأيّام التي قضوها في المرض كانت أقلّ بما نسبته 41% أو أقلّ مقارنةً بالفئة الثّانية. وهذا يعود --بحسب الباحثين-- إلى أنّ جهاز المناعة يهاجم فيروسات الزّكام بشكلٍ أسرع.
تجنب الاصابة بعدوى الزكام
- تجنّب التّواصل القريب مع الأشخاص المصابين بالزّكام، وخصوصاً خلال الأيّام الأولى من إصابتهم به، إذ أنّ الشّخص يكون أكثر قدرةً على العدوى في تلك الأيّام.
- غسل اليدين بالماء والصّابون لمدّة 20 ثانيةً على الأقلّ، أمّا في حالة عدم وجود ماءٍ وصابونٍ، فعندها بالإمكان استخدام معقّمات اليدين الكحوليّة. كما ويجب تعليم الأطفال على ذلك وعلى أهميّة غسل اليدين في المنع من انتشار الجراثيم.
- استخدام المناديل عند العطس والسّعال، ثم القيام بغسل اليدين فور التّخلص منها. كما ويجب تعليم الأطفال على ذلك. وفي حالة عدم وجود المناديل، يجب ثني المرفق والعطس أو السّعال داخله. وذلك لتجنّب استخدام اليدين لتغطية الفم. فذلك يؤدي إلى انتشار الجراثيم.
- تعقيم الحاجيّات، أهمها أسطح المطابخ والحمامات، وذلك بمادةٍ معقمةٍ، وخصوصاً في حالة تواجد شخصٍ مصابٍ بالزّكام في المنزل.
- غسل ألعاب الأطفال بانتظام وعند انتهائهم من اللّعب بها.
- عدم مشاركة الحاجيات مع شخصٍ مصابٍ، منها الأكواب والملاعق والمناشف.
- إبعاد اليد عن العين والأنف والفم قبل غسلها، فهذه أحد أساليب انتقال الجراثيم.
- الاعتناء بالذّات وذلك عبر تناول الأغذية الصّحيّة المتوازنة والابتعاد عن الضّغوطات النّفسيّة وممارسة الرّياضة.