الوجه المتناسق
في حيرة بشأن جراحة تجميليّة لبروفيل الوجه؟ د. شلومو تسرفاتي، هو طبيب مختصّ وجرّاح أنف، أذن وحنجرة منذ أكثر من 40 عامًا، يشرح لنا صورة واسعة ومهنيّة عن أهميّة بروفيل الوجه، ويذكّرنا أنّ الصحّة تتفوّق على التجميل.
لبروفيل الوجه أهميّة كبيرة جدًا، لكنّه بدأ يتصدّر العناوين الطبيّة في السنوات الأخيرة فقط. التقنيّات المتقدّمة، الشبكات الاجتماعيّة وتوفّر الجراحات التجميليّة جعلت مجال بروفيل الوجه أكثر شعبيّة، توفّرًا وإتاحةً. وبرأيي، يزيد الأمر عن حدّه أحيانًا. يبدو لي أننا نسينا الاتّزان، التناسق والأهميّة الصحيّة لبروفيل الوجه السليم، بالإضافة إلى المظهر التجميليّة.
لماذا أنت غاضب؟
حتى قبل 20-15 سنة، تصدّر بروفيل الوجه العناوين الطبيّة الرئيسيّة، لكن لم تكن له أهميّة كما عليه في السنوات الأخيرة. ما الذي تغيّر؟ تغيّرت التقنيّات وتطوّرت، وأصبح بإمكاننا الانطلاق والنجاح في إجراء العمليّات المعقّدة التي كانت حتى قبل بضع سنوات تعتبَر حلمًا فقط بالنسبة للعديد من المتعالِجين. تجدر الإشارة إلى أنّ التغيير الأساسي هو في النظر بشكل شامل ليس فقط إلى الأنف، بل إلى الأنف ومقاييس الفكّ السفلي والفكّ العلوي. للحصول على بروفيل أجمل، يجب أن يكون هناك تناسق بين الفكّ السفلي والفكّ العلوي.
عندما ننظر إلى شخص ما نظرة جانبيّة أو نظرة جانبيّة جزئيًا، ونلاحظ أنّ الفكّ السفلي منحسر إلى الخلف وأنّه غير متناسق مع بقيّة الوجه، يبرز ذلك لنا كثيرًا ويُخيَّل لنا انّ هذا الشخص يبدو غاضبًا طيلة الوقت. هو ليس بالضرورة غاضبًا، بل أنّ وجهه يبدو غاضبًا وليس متكاملًا.
الكثير من المتعالِجين الذين أتوا إليّ، كانوا قد نُصِحوا بإجراء جراحة لتحسين الأنف وبروفيل الوجه من أجل زيادة ثقتهم بأنفسهم، ومن واجبي أن أقول وبكلّ صراحة إنّي صادفت الكثير من الحالات، لدى الرجاء والنساء على حدّ سواء، التي أدّى فيها تحسين بروفيل الوجه ليبدو أكثر كمالًا ودقّة إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم ومن ظهورهم أمام الآخرين، اكن انتظروا - لم نصل إلى النقطة الجوهريّة بعد. الثقة بالنفس هي جزء مهمّ من هذه المسألة بالطبع، لكنّي ما زلت أعطي الأولويّة الأولى للصحة، سنصل إلى ذلك فورًا.
بروفيل الوجه في العصر الديجيتالي
التقنيّات هي ليست الأمر الوحيد الذي تطوّر وتحسّن في الـ 15 سنة الأخيرة، بل أنّ هناك مساهمة كبيرة للشبكات الاجتماعيّة. الشخص الذي لا يرفع صورة لوجهه على حسابه عبر الفيسبوك أو لينكد إن، يعتبَر غير موثوق وربّما يُبلّغ عنه كبروفيل مزيّف. المشكلة تبدأ عندما يكون أساس التغيير ناجمًا عن دوافع تجميليّة فقط، لكن ماذا بشأن الدوافع الصحيّة؟
تكبير الذقن ومشكلة إغلاق الأسنان - لا يتماشيان معًا
من المهمّ أن نميّز ما بين الجانب التجميلي والجانب الصحّي في هذه الحالة. الجراحة التجميليّة تهدف إلى تحسين المظهر على الصعيد الجمالي فقط، ولا يحلّ مشكلة وظيفيّة أو أدائيّة مثل مشكلة إغلاق الأسنان. أداء إغلاق الأسنان بالشكل الصحيح هو بمسؤوليّة جرّاح الفم والفكّ، وهو مجال يختلف كليًا عن المجال التجميلي - الذي يعتبر مكمّلًا للجانب الطبّي الصحّي. عندما يزورني متعالِجون يعانون من مشاكل في إغلاق الأسنان، لا يمكنني علاجهم، لأنّ ذلك لن يحلّ لهم مشكلة أداء المضغ في الفم. للأسف، تعاملت مع متعالِجين أجروا عمليّة تكبير للذقن، وكانوا يعانون من مشكلة كبيرة في إغلاق الأسنان، ولم يتطرّق الأطبّاء بشكل مهني إلى المشكلة الصحيّة.
60 ثانية عن التناسق
لكي نفهم الصورة الشاملة عن أهميّة صحّة وجمال بروفيل الوجه، إذا اقتصر الأمر على الجانب التجميلي بمفهومه الضيّق. يجب أن نفهم ما يعنيه "بروفيل الوجه" من كافّة الجوانب، ليس فقط بما يتعلّق بالأنف فقط، بل أيضًا لموضع الفكّ السفلي والفكّ العلوي والنسبة بينهما.
الجانب الطبّي لخلق تناسق بين الفكّ السفلي والفكّ العلوي، يندرج ضمن مجال يسمّى جراحة الفم والفكّ. يدور الحديث عن جراحات معقّدة جدًا، تشمل الأسنان أيضًا، وتتمّ فيها إزاحة الفكّ السفلي إلى الأمام لكي يتناسق مع بقيّة الوجه. في جزء كبير من هذه العمليّات يتمّ تسوية إغلاق الأسنان والتقاء قوس الأسنان في الفكّ العلوي وقوس الأسنان في الفكّ السفلي، ممّا يجعل عمليّة إغلاق الأسنان أدقّ ويزيد من القدرة على المضغ بشكل أفضل. اختلال إغلاق الأسنان يؤدّي إلى اضطرابات في المضغ وإلى اضطرابات تجميليّة أيضًا. تجدر الإشارة إلى أنّ المضغ الصحيح والسليم عبارة عن جهاز كامل بحدّ ذاته ويؤثّر على الجهاز الهضمي وعلى جسمنا بشكل عام.
التحسين التجميلي لا يحسّن القدرة على المضغ
عدم الاتّزان بين الفكّ العلوي والفكّ السفلي، والذي يعيق عمليّة إغلاق الأسنان بشكل سليم، لن يتحسّن عن طريق الجراحة التجميليّة. يمكن إبراز الذقن إلى الأمام قليلًا لجعل بروفيل الوجه يبدو أجمل، لكن هذا يعتبَر علاجًا للنتيجة وليس المصدر.
يهمّني أن أشارككم هذه المعلومات كني مختصًا وجرّاح أنف، أذن وحنجرة وليس جرّاح فم وفكّ. مع ذلك، من سنوات خبرتي الطويلة، لاحظت أنّ العديد من المتعالِجين الذين يأتون إليّ لإجراء عمليّات تجميليّة لا يعرفون أنّ الجراحة التجميليّة هي جزء من جانب البروفيل، وللحصول على النتائج الأفضل، يجب التعمّق ومعرفة الإجراء الأنسب لكلّ متعالِج بشكل خاص، من الناحية الصحيّة أوّلًا، ومن ثمّ الناحيّة التجميليّة.
د. شلومو تسرفاتي، هو طبيب مختصّ وجرّاح أنف، أذن وحنجرة منذ اكثر من 40 عامًا. اجتاز استكمالات دراسيّة عديدة في الولايات المتّحدة وفي أبرز المراكز الطبيّة في أنحاء أوروبا. يملك د. تسرفاتي عيادة كبيرة في "المركز الطبّي رمات أفيف" في تل أبيب. يستقبل أعضاء صندوق المرضى مؤوحيدت، وهو مستشار كبير لأعضاء صندوق المرضى كلاليت، ومتعاقد مع كلّ شركات التأمين.