المضادات الحيوية لا تعالج كل الامراض!
ممنوع تناول المضادات الحيوية دون إستشارة الطبيب، المضادات الحيوية لا تعالج كل الأمراض.
المضادات الحيوية (Antibiotics) هي نوع من الأدوية التي تعمل ضد الجراثيم وتقضي عليها بمساعدة جهاز المناعة في الجسم. الجراثيم تسبب الكثير من الإلتهابات في الجسم كالتهاب الحلق، التهاب الجيوب الأنفية، التهاب الرئة، التهاب المسالك البولية وغيرها. لكن الجراثيم ليست السبب الوحيد للإلتهابات وقد يحدث إلتهاب أثر عدوى فيروسية أو فطرية أو أثر أمراض المناعة الذاتية. المضادات الحيوية متوفرة بأنواع عديدة، وكل منها يعمل بطريقة مختلفة.
نشدد منذ البداية - لا لتناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب، المضادات الحيوية لا تعالج كل الأمراض.
تُعتبر المضادات الحيوية أدوية ذات فعالية ونجاعة عالية، شرط إستعمالها بالطريقة الصحيحة. لا تستطيع المضادات الحيوية القضاء على الفيروسات، لذا لا يجب استعمالها في حال العدوى الفيروسية مثل:
- الزكام.
- النزلة الوافدة (الانفلونزا).
- حالات التهاب القصبات الهوائية الحادة.
- التهاب الحلق الفيروسي.
وغيرها من أمراض محدودة ذاتياً، ولا حاجة لعلاجها بالمضادات الحيوية.
يبقى السؤال: لماذا لا نتناول المضادات الحيوية في جميع الحالات؟ ماذا يمكن أن نخسر؟
نتناول المضادات الحيوية فقط عند الحاجة إليها ولا نتناولها في حال عدم حاجتها. في كل مرة نتناول فيها المضادات الحيوية، تبقى بعض الجراثيم المعدودة حية ولا تقضي المضادات الحيوية عليها. مع الوقت تتغير مواصفات هذه الجراثيم لتصبح غير حساسة لبعض المضادات الحيوية، بحيث يصبح القضاء عليها صعب جدًا. أي أن الجراثيم تصبح مقاومة للمضادات الحيوية التي تتعرض لها، والمضادات التي استعملت في يوم ما للقضاء على الجراثيم لا تُفيد.
تكمن المشكلة في الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تسبب التهابات شديدة ومن الصعب علاجها. علاج التهاب الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية يتطلب استخدام أنواع أقوى من المضادات الحيوية،، والمضادات الحيوية القوية قد تؤدي لأعراض جانبية شديدة.
الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية قادرة على الإنتشار للعائلة وللأصدقاء أيضاً، وهكذا يُصبح المجتمع مليئاً بالجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية والتي من الصعب علاجها. الدليل على ذلك هو انقطاع استعمال بعض المضادات الحيوية التي استعملت في سنوات سابقة.
بالإضافة الى المذكور أعلاه فان تناول المضادات الحيوية في حال عدم الحاجة اليها لن يُحسن وضع المريض، ولن يعالج المرض أو يحمي الآخرين من العدوى. على العكس، فإن تناول المضادات الحيوية قد يسبب أعراضاً جانبية:
- الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- ألم البطن.
- التهاب المطثية العسيرة (Clostridium Difficile)، وهي جرثومة تؤدي لإلتهاب الأمعاء الغليظة مما يؤدي للحرارة المرتفعة، ألم البطن، والاسهال. تنمو جرثومة المطثية العسيرة أثر قضاء المضادات الحيوية على الجراثيم التي تقطن الأمعاء الغليظة بشكل طبيعي. قد يكون التهاب المطثية العسيرة شديداً جداً.
- التحسس للمضادات الحيوية ويسبب احمرار الجلد، انتفاخ الرقبة والوجه، وحتى انسداد القصبة الهوائية وضيق النفس.
الاستعمال الحكيم للمضادات الحيوية
الاستعمال الحكيم هو حجر الأساس في منع سلبيات المضادات الحيوية. استعملوا المضادات الحيوية فقط في حالة العدوى الجرثومية. استشيروا الطبيب حول ضرورة المضادات الحيوية ونوع المضادات المفضل تناولها. لا حاجة للضغط على الطبيب لتناول المضادات الحيوية في حال عدم الحاجة لها. لا لاستخدام المضادات الحيوية من أشخاص آخرين أو من بقايا لديكم في البيت. تناول العلاج الخاطئ قد يؤجل العلاج الصحيح.
قبل تناول المضادات الحيوية
استشيروا الطبيب حول ضرورة المضادات الحيوية، النوع المطلوب، ما هي الأعراض الجانبية، وهل ستؤثر المضادات الحيوية على أدوية أخرى تتناولونها. من المهم تحديد نوع التغذية المفضل تناولها، واخبار الطبيب في حال وجود تحسس للمضادات الحيوية. أخبري الطبيب اذا كنت حاملاً.
تناول المضادات الحيوية
من المهم تناول الكمية الدقيقة من المضادات الحيوية، لا أكثر ولا أقل. تناول المضادات الحيوية بالكمية غي الكافية قد يكون سبباً في فشل العلاج، وتناولها بكمية مفرطة قد يؤدي لنمو جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية. المضادات الحيوية آمنة عادةً، شرط استعمالها بالشكل الصحيح.