العيون كنافذة لامراض الجسم: ضغط الدم، السكري وغيرها..
العين كنافذة تطل على جسمنا ومشاكله
كثيراً ما سمعنا أن العيون هي نافذة الروح، ومنها تعرف الكثير عن الانسان. لكن هل الأمر صحيح طبياً أيضاً؟ هل العيون هي نافذة للجسم؟ ربما يكون الأمر صحيحاً، وحتماً هناك علامات في العيون قد تدل على العديد من الأمراض خارج العيون، كأمراض القلب والأوعية الدموية، السكري، وأمراض عديدة أخرى.
العديد من الأمراض التي تحدث في أعضاء الجسم المختلفة، قد تؤدي لعلامات في العيون، وقد تكون هذه الأمراض عديمة الأعراض، حتى اكتشافها في العيون. قائمة الأمراض التي قد تؤدي لعلامات وأعراض في العيون لا تنتهي وتشمل امراض القلب و الأوعية الدموية، والسكري، أمراض الغدة الدرقية، أمراض المناعة الذاتية، السرطان وحتى فيروس عوز المناعة البشري (HIV). ينصح الأطباء بفحص العيون في سن الأربعين كجزء من الفحوصات الروتينية التي يجب القيام بها. أصحاب التاريخ العائلي لأمراض العيون عليهم اجراء فحص العيون حتى قبل سن الأربعين، كذلك من لديه أمراض في العيون. ما يجب الانتباه اليه أن العديد من أمراض العيون قد تكون عديمة الأعراض، لذا لا يجب الانتظار حتى ظهور الأعراض في العيون، ويجب التوجه لطبيب العيون في سن الأربعين.
بعض علامات الأمراض المجموعية، والتي قد تصيب عدة أعضاء، تظهر في العيون. اليكم أهم هذه الأمراض:
- نزيف العين: الطبقة الخارجية من العين مليئة بالأوعية الدموية الصغيرة. في حال انفجرت هذه الأوعية الدموية، فان الأمر قد يؤدي لنزيف في العين. ما هو سبب انفجار الأوعية الدموية والنزيف في العين؟ قد يكون الأمر اثر اصابة في العين، الا أن الأمر قد يكون من مضاعفات ضغط الدم المرتفع، أو أمراض الصفائح الدموية، أو أمراض تخثر الدم الوراثية كداء الناعور أو الهيموفيليا (Hemophilia).
- بروز العيون: قد يكون بروز العيون مجرد صفة وراثية في العائلة، ولا معنى له. الا أن الأمر قد يدل أيضاً على أمراض الغدة الدرقية، وخاصةً فرط الغدة الدرقية.
- تغير لون العيون: يعرف طبياً بتغاير لون القزحية (Heterochromia Iridis)، وغالباً ما يكون الأمر وراثياً. تغير لون العين قد يحدث اثر النزيف في العين، دخول الأوساخ والأجسام الغريبة للعين، التهاب العين أو لأمراض وراثية كداء الورام الليفي العصبي (Neurofibromatosis).
- تدلي الجفون: تُعرف حالة تدلي الجفون لدى الأطباء بالاطراق (Ptosis) وقد تعبر عن التقدم في السن لا أكثر. الا أنها قد تعبر عن عدة أمراض كأورام الدماغ، أو أمراض عصبية أو أمراض في العضلات.
-
مشاكل البؤبؤ: بؤبؤ العين هو من أهم الأجزاء التي يتم فحصها في العين، وغالباً ما يستجيب البؤبؤ للضوء فيتقلص. في حالته الطبيعية فان البؤبؤ متساوي في كلا العينين، ويتقلص استجابةً للضوء. ان عدم تساوي البؤبؤين، أو عدم تقلصهما استجابةً للضوء، قد يكون من أعراض عدة أمراض، مثل:
- احتشاء الدماغ.
- أورام الدماغ.
- توسع الأوعية الدموية في الدماغ.
- قد يكون الأمر من الأعراض الجانبية لعدة أدوية.
- اصفرار العيون: يتحول لون العيون من الأبيض الى الأصفر بسبب أمراض الكبد، حيث تؤدي أمراض الكبد سواء التهاب الكبد أو تليف الكبد لاصفرار العيون. ذلك لأن مادة البيلوريبين (Bilirubin) تزداد نسبتها في الدم اثر أمراض الكبد.
- حلقة حول القرنية: هي علامة لأحد الأمراض الوراثية، داء ويلسون (Wilson’s Disease). يؤدي هذا الداء لتركم النحاس في الجسم، خاصةً في الكبد والدماغ، وفي أعضاء أخرى. يؤدي تراكم النحاس في الكبد لعلامة حلقة حول القرنية، وغالباً ما يمكن ملاحظتها خلال فحص العيون. تعرف الحلقة باسم حلقة كايزر- فلايشر (Kayser- Fleischer Ring). ننبه الى أن حلقة كايزر- فلايشر عديمة الأعراض.
- ضغط الدم المرتفع: ذكرنا أعلاه أن ضغط الدم المرتفع قد يؤدي لنزيف في العيون، لكن لا تقتصر علامات ضغط الدم المرتفع على النزيف فقط. يصيب ضغط الدم المرتفع الأوعية الدموية، ويؤدي لسمك جدرانها ولتصلبها. قد يسبب ضغط الدم المرتفع عدم وضوح في الرؤية، وقد يؤدي لعلامات يراها الطبيب خلال الفحص. كما أن ضغط الدم المرتفع قد يؤدي للعمى اذا ما لم يتم علاجه.
- السكري: يصيب السكري جميع أعضاء الجسم، ويضر بها بشدة. قد يؤدي السكري لضرر في العيون يمكن أن يتفاقم حتى العمى. تُكتشف علامات السكري خلال فحص العيون، حيث تظهر العلامات في شبكية العين. لتفادي ضرر السكري الجسيم على العين، عليكم تجنب الطعام المليء بالسكر والنشويات، القيام بالنشاط البدني، وتناول الأدوية المستخدمة لعلاج السكري، أو حتى حقن الانسولين اذا ما احتجتم لها.
- أمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية المجموعية والتهاب المفاصل الروماتويدي وأخرى قد تؤدي هي الأخرى لالتهاب في العيون ويمكن اكتشاف علامات المرض خلال فحص العيون.
أمراض الأوعية الدموية والعيون
التصلب العصيدي، والذي يعتبر المرض الأول المسؤول عن أمراض القلب والأوعية الدموية، هو داء سببه تراكم الكولسترول في جدار الشرايين، ويؤدي التصلب العصيدي لانسداد الشرايين في جميع أنحاء الجسم وخاصةً شرايين القلب والكلى. يصيب التصلب العصيدي الأوعية الدموية في العيون، وقد يؤدي لانسداد الشرايين وللعمى المفاجئ. يمكن تشخيص التصلب العصيدي في العيون خلال فحص العيون الذي يجريه طبيب العيون. كما أن لاختبار التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound) في العين، دور في تشخيص التصلب العصيدي في العيون.
قد يؤدي التصلب العصيدي للعمى المؤقت أو الدائم، ولتجنب العمى والوقاية منه عليكم الحفاظ على تغذية سليمة خالية من الكولسترول المشبع، النشاط البدني المستمر، والحفاظ على تناول الأدوية باستمرار.