عملية زراعة الشعر
يعتبر معظمنا امتلاك الشعر من الأمور المسلَّم بها - كما هو الحال فيما يتعلق بالصحة والشباب - بمعنى أننا لا نشعر بأهميته إلا حين يزول. بالنسبة للعديد من الناس، يمكن لزراعة الشعر أن تساعد على إعادة الرأس ممتلئاً بالشعر (أو على الأقل، جعله أكثر امتلاءً من السابق).
إذا كان الصلع أو الشعر الخفيف في قمة الرأس يزعجك حقاً، يمكن لهذه العملية أن تكون إحدى الطرق كي تشعر بثقة أكبر حيال مظهرك، ولكن في البداية تحدث مع طبيبك حول ما يمكنك توقعه خلال العملية وبعدها.
زراعة الشعر هي عملية يقوم فيها طبيب الجلدية الجراح بنقل الشعر إلى مناطق الرأس الخالية منه. وينقل الجراح عادة الشعر من مؤخرة الرأس أو جوانبه إلى مقدمة الرأس أو قمته. وتجري العملية نموذجياً ضمن المركز الطبي تحت التخدير الموضعي.
يتضمن المرشحون الجيدون للقيام بهذا الإجراء كلاً من:
- الرجال الذين لديهم صلع من النمط الذكوري male-pattern baldness.
- النساء ذوات الشعر الخفيف.
- أي شخص فقد بعض الشعر نتيجة حروق أو إصابات في فروة الرأس
لا تعد إعاضة الشعر خياراً جيداً بالنسبة لـ:
- النساء المصابات بفقد الأشعار من النمط المنتشر بشكل واسع عبر فروة الرأس.
- الأشخاص الذين ليس لديهم مواقع "مانحة" كافية ليتم إزالة الشعر منها من أجل القيام بالعملية.
- الأشخاص الذين تتشكل لديهم جدرات keloids (ندبات متليفة ثخينة قبيحة المظهر) بعد الإصابات أو العمليات الجراحية.
- الأشخاص الذين تكون خسارتهم للشعر ناجمة عن المعالجة الكيماوية.
إن أشيع نمطين لزراعة الشعر هما FUSS وFUE وقد تم شرحهما أدناه.
جراحة شريط وحدات الجريبات (FUSS)
تتضمن هذه العملية إزالة شريط من الجلد من منطقة غير صلعاء (كثيفة الشعر). عادةً ما يكون الموقع المانح donor site هو مؤخرة الرأس. يتم بعد ذلك إغلاق الجرح وإخفاؤه بالشعر المحيط. يتم تقسيم شريط الفروة الذي تمت إزالته إلى شرائح صغيرة تدعى الطعوم grafts، تحتوي كل واحدة منها على شعرة واحدة فقط أو بضعة أشعار، يتم نقلها إلى مناطق الصلع التي تتم معالجتها، والمعروفة باسم المواقع المتلقية recipient sites.
يمكن أن تعتمد تكلفة عملية زرع الشعر على عدد الطعوم التي يتم نقلها، وقد يشكل ذلك ميزة إذا كان الشخص يحتاج فقط لبضع طعوم، فقد يكون ذلك أرخص من دفع تسعيرة موحدة من أجل العلاج.
إن إحدى المساوئ الأساسية لعملية FUSS هي أنها تؤدي عادةً إلى التندب حول الموقع المانح. وقد يعاني بعض الأشخاص من الألم والتورم في هذه المنطقة.
استخراج (قطف) وحدات الجريبات (FUE)
تتضمن هذه العملية حلاقة مؤخرة الرأس ومن ثم إزالة جريبات شعرية مفردة بدلاً من أخذ شريط كامل من فروة الرأس.
تشفى المواقع المانحة بشكل جيد نسبياً، ولا تُلاحَظ سوى نقاط صغيرة، ولكنها تغطى بالشعر المحيط.
وكما هو الحال في عملية FUSS، يقوم الجراح بتحضير الطعوم ووضعها في المناطق المتلقية. تستغرق العملية بأكملها ما بين 4 إلى 8 ساعات، اعتماداً على حجم الزرع.
في العادة تكون عملية FUE أقل غزواً من عملية FUSS، وهناك احتمال أقل لمواجهة مضاعفات مثل التندب أو الألم التالي للعمل الجراحي، كما أن بالإمكان إزالة الجريبات الشعرية من عدة مناطق بدلاً من موقع واحد، ولذلك فإن كثافة الشعر في المواقع المانحة لا تتأثر، إلا أن عملية FUE تكون غالباً مكلفة أكثر من عملية FUSS.
بعد تنظيف الفروة بشكل كامل، يستخدم الجراح إبرة صغيرة لتخدير منطقة من رأسك باستخدام مخدر موضعي. بعد ذلك، يستخدم مشرطاً لإزالة شريحة دائرية من الفروة مغطاة بالشعر، ومن ثم يغلق الفروة عبر خياطتها. يقسم الجراح القطعة التي تمت إزالتها إلى شرائح صغيرة مستخدماً عدسة مكبرة وسكيناً جراحية. عندما يتم زرع هذه الشرائح، فسوف تحقق نمو شعر طبيعي المظهر.
يقوم الجراح بصنع ثقوب دقيقة باستخدام شفرة أو إبرة في منطقة الفروة المتلقية لزرع الشعر، ومن ثم يقوم برفق بوضع الأشعار في هذه الثقوب، وخلال جلسة علاجية واحدة، قد يزرع الجراح مئات أو حتى آلاف الأشعار.
بعد زرع الطعوم، تُغطَّى الفروة بالشاش أو الضمادات لبضعة أيام. قد تستغرق عملية زرع الشعر 4 ساعات أو أكثر.
تتم إزالة القطب بعد الجراحة بحوالي 10 أيام. قد تحتاج حتى 3 أو 4 جلسات لتحصل على شعر الرأس الذي ترغب به. تُجرى الجلسات بفاصل بضعة أشهر عن بعضها لضمان حدوث الالتئام الكامل لكل عملية زرع.
قد تحدث بعض التقرحات في فروة رأسك وقد تحتاج لتناول أدوية بعد عملية زرع الشعر، مثل:
- مسكنات الألم.
- المضادات الحيوية لتقليل خطر العدوى.
- مضادات الالتهاب لإيقاف التورم.
بإمكان معظم الأشخاص العودة إلى العمل بعد عدة أيام من الجراحة.
إن تساقط الشعر المزروع في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد العملية يعد أمراً طبيعياً، وهو يتيح المجال لنمو شعر جديد. سيلاحظ معظم الأشخاص نمو شعر جديد بنسبة 60 بالمئة بعد العملية بستة إلى تسعة أشهر.
يصف العديد من الأطباء عقار مينوكسيديل Minoxidil (Rogaine) أو بروبيسيا Propecia (دواء يساعد على نمو الشعر) لتعزيز عودة نمو الشعر، كما تساعد هذه الأدوية على إبطاء أو إيقاف فقدان الأشعار في المستقبل.
تُعتَبر عملية زراعة الشعر آمنة إذا ما تم إجراؤها من قبل جراح مؤهل ومتمرس، إلا أن كل العمليات الجراحية تحمل مخاطر.
تشتمل المخاطر المترافقة مع إجراء عملية زرع الشعر على:
- العدوى infection.
- النزف المفرط.
- التهاب الجريبات الشعرية.
- تندب الفروة.
- نتوءات على الفروة.
- نمو أشعار جديدة بشكل بقعي (غير منتظم) وغير طبيعي.
أحياناً، قد تتساقط بعض الأشعار الأصلية في الموقع المتلقي، وتعرف هذه الظاهرة باسم فقدان الشعر الناجم عن الصدمة shock loss والذي يكون نتيجة تعرض فروة الرأس للرض أثناء عملية زرع الشعر، وفي العادة لا يكون ذلك دائماً، وينمو الشعر من جديد مع الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال عدم "أخذ" الطعوم مما يستدعي إعادة العملية الجراحية.
في الأحوال النموذجية، يستمر الشعر في النمو في المناطق المزروعة من الفروة لدى الأشخاص الذين قاموا بعملية زرع الشعر. وقد يبدو الشعر الجديد أكثر أو أقل كثافة، ويعتمد ذلك على:
- رخاوة الفروة (مدى ارتخاء جلد الفروة).
- كثافة الجريبات في المنطقة المزروعة.
- مقاس (قطر) الشعرة أو نوعيتها.
- مدى تجعد الشعر.
إذا لم تتناول الأدوية (بروبيسيا أو مينوكسيديل) أو لم تخضع لمعالجة بالليزر منخفض المستوى، فقد تظل تعاني من فقدان الشعر في المناطق غير المعالجة من فروة رأسك. من المهم أن تناقش النتيجة المتوقعة مع طبيبك الجراح وأن تضع في ذهنك توقعات واقعية.
إن عملية زراعة الشعر هي إجراء باهظ الثمن، رغم أن التكلفة يمكن أن تختلف اعتماداً على عدد من العوامل.
من العوامل التي تؤثر على التكلفة:
-
مقدار الشعر الذي تتم زراعته: فعملية زيادة الشعر المغطي للفروة بأكملها يكلف مبلغاً أكبر بشكل ملحوظ مقارنة بزيادته في منطقة أو منطقتين صغيرتين.
-
نمط عملية زراعة الشعر: هناك نوعان رئيسيان لعمليات زراعة الشعر تدعيان جراحة شريط وحدات الجريبات (FUSS) واستخراج (قطف) وحدات الجريبات (FUE). وتعتمد تكلفة زراعة الشعر على نمط العملية المختارة.
-
الجرَّاح: الأطباء الذين يُعتبرون خبراء في مجالهم يتقاضون عادة مبالغ أكبر مقارنة بالأطباء الآخرين الأقل تمرساً، إلا أن التكاليف الأعلى لا تعني دائماً الحصول على نتائج أفضل، فمن المهم البحث عن الجراح والعلاج بحرص.
-
الموقع: ففي المناطق التي تكون فيها تكاليف المعيشة مرتفعة، قد تكون تكاليف العملية أكبر. المنافسة تؤثر أيضاً على السعر، فالأماكن التي يتواجد فيها عدد قليل من الجراحين المختصين بزراعة الشعر قد تكون باهظة الثمن أكثر من غيرها.
- تكاليف السفر: العديد من الأشخاص لا يصنفون تكاليف السفر من وإلى العيادة أو المشفى ضمن العوامل المؤثرة في التكلفة. ولكن قد يكون من الضروري السفر لمسافات طويلة للعثور على جراح مؤهل بشكل كافٍ، وهو ما قد يزيد من التكلفة الإجمالية.
ومن الجدير بالذكر أن بعض العيادات تقدم خيارات مالية أو خطط دفع للمساعدة في تقسيم تكاليف المعالجة على عدة دفعات.
يستخدم الرجال أحياناً مستحضرات طبية منمية للشعر الخفيف أو المنحسر.
إن العلاجات المنمية للشعر تشكل بديلاً غير مكلف لعمليات زراعة الشعر ويمكن شراؤها دون الحاجة لوصفة.
لا يخضع كل من يرغب في الحصول على شعر أكثر كثافة لعملية زراعة الشعر، فتكاليف زراعة الشعر مرتفعة جداً بالنسبة للبعض، في حين يفضل البعض الآخر الأساليب غير الجراحية.
ووفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الجلد، فإن من البدائل الأكثر شيوعاً لعملية زراعة الشعر:
- مينوكسيديل Minoxidil (Rogaine): وهو متوفر للرجال والنساء دون وصفة.
- فيناستيريد Finasteride (بروبيسيا Propecia): متوفر للرجال بموجب الوصفة الطبية حصراً، وقد يُحرِّض هذا الدواء إعادة نمو الشعر أو يبطئ فقدان الشعر.
- الإستروجين Estrogen: النساء اللواتي يعانين من فقدان الشعر قد يستفدن من أدوية الإستروجين الموضعية أو الفموية.
- الكورتيزون Cortisone: قد يسرِّع الكورتيزون الموضعي أو القابل للحقن عودة نمو الشعر لدى بعض الأشخاص.
- المعالجة بالليزر: يمكن استخدام المعالجة بالليزر منخفض المستوى لمعالجة فقدان الشعر الوراثي والصلع النمطي لدى الرجال والنساء.
وأخيراً، يمكن معاكسة فقدان الشعر الناجم عن الحالات الطبية، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، عبر علاج الحالة المرضية.
- WebMD: Hair Transplants: What to Expect
- Healthline: Hair Transplant
- MedicalNewsToday: What are the costs involved with a hair transplant?