مرض الزرق (غلوكوما) - الأسباب والعلاج

هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني

ماذا كنتم ستفعلون إذا قيل لكم إنّ لديكم مرضًا يصيب البصر ويمكن أن يسبّب العمى، وعندما تكتشفون ذلك، يكون الوقت قد فاتكم؟ مقابلة مع مختصّ مرض الزرق، د. مردخاي غولدنفيلد، يقول فيها: بلغتم سنّ 40؟ اخضعوا للفحص! لا تدعوا سارق البصر الهادئ يؤذيكم

مرض الزرق (غلوكوما) - الأسباب والعلاج

مرض العيون الذي يحتلّ المرتبة الثانية من حيث نسبة انتشاره في العالم الغربي هو مرض الزرق (الأوّل هو ضمور الشبكيّة الناجم عن التقدّم في السنّ، والذي يصيب العصب البصري). أحد أصعب التحدّيات في التشخيص المبكّر لمرض الزرق هو عدم ظهور أعراض مسبقة. "عندما يشعر الإنسان أنّ هناك شيئًا ليس على ما يرام، يكون الوقت قد فات، وغالبًا ما يكون المرض في مرحلة متقدّمة" - هذا ما يقوله د. غولدنفيلد، ويشرح لنا ما هو مرض الزرق، كيف يمكن اكتشافه في مرحلة مبكّرة وما هي طرق العلاج المتوفّرة.

مرض الزرق المزمن - كيف يبدو وكيف يمكننا اكتشافه؟

"من أهمّ عوامل الخطورة في مرض الزرق هو الضغط المتزايد داخل العين. تحتوي العين على نظام يمكن تشبيهه بآليّة المغسلة في المطبخ"، يشرح د. غولدنفيلد. "تدخل السوائل من جهة، تنتجها العين، وفي الجهة الأخرى يوجد جهاز تصريف لإخراج السوائل إلى الخارج. إن لم يعمل نظام التصريف كما بالشكل الصحيح، تتراكم السوائل في العين ويزداد الضغط. إذا ازداد الضغط إلى مستوى غير عادي ولفترة طويلة، فإنّه يلحِق أضرارًا بالعصب البصري. تضرّر العصب البصري يضرّ أيضًا بمجال الرؤية المحيطيّة. إن لم يتمّ علاج الضغط المتزايد داخل العين، سيستمرّ الضغط بالازدياد ويؤدّي إلى العمى".

تجدر الإشارة إلى أنّ الحديث هنا هو عن مرض الزرق المزمن، أيّ حالة يزداد فيها الضغط داخل العين تدريجيًا وليس دفعة واحدة، وغالبًا لا يمكن الشعور به ولا يسبّب الأوجاع. يتبيّن أنّ المشكلة الكبيرة هي أنّ الضغط المتزايد داخل العين، لا يسبّب الأوجاع في غالبيّة الحالات. أيّ على الأرجح أنّنا لن نشعر بذلك، حتى في الحالات التي يصل فيعا الضغط داخل العين إلى مستويات عالية. لذلك، ينصح اتّحاد أطبّاء العيون وبشكل جارف بأن يتوجّه كلّ شخص بعمر 40 عامًا فما فوق لفحص العصب البصري والضغط داخل العين مرّة في السنة.

"مجموعة الأشخاص المعرّضين لخطورة الإصابة رمض الزرق، تشمل المتعالِجين الذين لديهم أقرباء من الدرجة الأولى من العائلة النوويّة مصابون بمرض الزرق، وأيضًا المتعالِجين الذين يتناولون أدوية من عائلة الستيرويدات التي قد تزيد من الضغط داخل العين.  حتى الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر الشديد، معرّضون لخطورة تواجد ضغط متزايد داخل العين. هذا ما يشير إليه د. غولدنفيلد.

 

نوبة الزرق - حالة طوارئ

"هناك حالات أقلّ شيوعًا، يزداد فيها الضغط داخل العين دفعة واحدة، وهذه ظاهرة نوبة زرق انسداد الزاوية"، يشرح د. غولدنفيلد. "يتمّ الحفاظ على اتّزان الضغط داخل العين من خلال عمليّة التصريف السليمة، لكن من المهمّ أن نعرف أنّ هناك أشخاصًا لديهم نظام تصريف متضيّق وقد ينسدّ دفعة واحدة. (زرق انسداد الزاوية)

"قد تطرأ لدى العديد من الأشخاص حالة قد تنسدّ فيها مناطق التصريف دفعة واحدة، وبالتالي يتكوّن ضغط داخل العين أيضًا دفعة واحدة، وتحدث نوبة نتيجة انسداد الزاوية. هذه حالة طوارئ في طبّ العيون، وتكون عادة مصحوبة بأوجاع شديدة"، يشرح د. غولدنفيلد ويضيف قائلًا "بخلاف الزرق المزمن، هذه حالة من السهل علينا تشخيصها عندما تحدث فعليًا".

فحص العينين - التشخيص الوقائي إلزامي!

بإمكان الطبيب المختصّ بالزرق أن يشخّص من خلال فحص العينين ما إذا كان الحديث يدور عن زاوية ضيّقة، ممّا قد يؤدّي إلى نوبة زرق في المستقبل، ومن خلال علاج بالليزر يمكن تجنّب الإصابة بالمرض لاحقًا، ناهيك عن المعاناة النفسيّة والقيود الأدائيّة الكبيرة. "لا يكفي أن نقيس الضغط داخل العين لدى مصاب مؤكّد بالزرق"، يشرح د. غولدنفيلد ويضيف "من المهمّ الخضوع لفحوص لاختبار العصب البصري للتأكّد من أنّه سليم أو أنّ الضرر قد تفاقم، كما ويجب أيضًا إجراء فحص لاختبار الضرر الموجود بشكل محوسب وفيما إذا كان مستقرًا أم أنّه قد تفاقم". الفحص الكامل يشمل فحص العين، قياس الضغط، فحص العصب البصري ومجال الرؤية بشكل محوسب.

 

الضغط المتزايد داخل العين هو ليس العامل الوحيد

على الرغم من أنّ عامل الخطورة الرئيسي والأوّل للزرق هو الضغط المتزايد داخل العين، إلّا أنّ ليس كلّ المصابين بالزرق يعانون من الضغط المتزايد. هناك نسبة ليست صغيرة من المرضى، ممّن يعانون من تضرّر العصب البصري، كما في مرض الزرق، ومجال الرؤية لديهم محدود، لكن مع ذلك - الضغط داخل العين لديهم سليم تمامًا.

"هذه المجموعة الفرعيّة تسمّى الزرق ذات الضغط السليم"، يشرح د. غولدنفيلد، ويوضّح لنا: "الضغط داخل العين هو مصطلح غامص بعض الشيء، وهو غير واضح للكثير من الأشخاص، لذلك أستخدم الكولسترول كتشبيه لشرح هذا المصطلح. هناك أشخاص يعانون من مستوى كولسترول عالٍ، ولا يصابون بأمراض قلب بتاتًا. وهناك أشخاص لم يعانوا أبدًا من ارتفاع مستوى الكولسترول، ويصابون في جيل الخمسين بنوبات قلبيّة. أيّ أنّ الضغط داخل العين شبيه بالكولسترول. يعاني %10 تقريبًا من الأشخاص من الضغط المتزايد داخل العين، وليس لديهم زرق، ومن بينهم ما يقارب %30-%20 لديهم زرق برغم أنّ الضغط داخل العين لديهم ليس مرتفعًا بشكل استثنائي"، يشرح د. غولدنفيلد.

كيف يمكن علاج الزرق؟

د. غولدنفيلد يطمئنّا ويشرح لنا عن العلاجات المتوفّرة للتغلّب على مرض الزرق. "العلاج الأساسي هو تقليل الضغط داخل العين". هناك عدّة طرق لتقليل الضغط:

  • علاج ليزر بطريقة SLT - نُشِر مؤخّرًا بحث مهني وشامل اسمه THE LIGHT STUDYحول إمكانيات علاج مرضى الزرق. أحد الاستنتاجات التي تمّ التوصّل إليها من البحث هو أنّ مرضى الزرق مفتوح الزاوية، من المفضّل أن يبدؤوا بتلقّي علاج اسمه SLT - SELECTIVE LASER TRABECULOPLATY. هذا العلاج غير مشمول ضمن سلّة الخدمات الصحيّة، وهو عبارة عن علاج ليزر لا يترك ندبات ويمكن تلقّيه عدّة مرّات.
  • علاج ليزر بطريقة ALT ARGON LASER TRABECULOPLATY - وهو عبارة عن علاج بالليزر الساخن، وهو مشمول ضمن سلّة الخدمات الصحيّة. تجدر الإشارة، بما أنّ الحديث يدور عن ليزر ساخن، يمكن تلقّي هذا العلاج مرّة واحدة فقط. بالمناسبة، سألنا د. غولدنفيلد ما إذا كان بالإمكان تلقّي العلاج بالليزر الساخن ومن ثمّ تلقّي العلاج بالليزر البارد، وأجاب أنّ ذلك ممكن.
  • هناك إمكانيّة أخرى للعلاج وهي المستحضرات الدوائيّة مثل قطرات العيون.
  • الطريقة الأخيرة للعلاج، بعد أن تمّ تلقّي علاجات الليزر والعلاجات الدوائيّة، هي عمليّة جراحيّة لوضع مجازة للسوائل، لكي يكون بالإمكان تصريفها بطريقة بديلة أخرى. هذه العمليّات الجراحيّة مشمولة ضمن سلّة الخدمات الصحيّة.

"الخضوع لفحص عيون مرّة في السنة قد ينقذ لكم بصركم"

إذا بلغتم سنّ 40، ينصحكم د. غولدنفيلد بإجراء فحص بسيط للعيون مرّة في السنة. "الفحص بسيط وغير مزعج، وبإمكانه أن ينقذ بصركم"، هذا ما يقوله لنا د. غولدنفيلد. "إذا شعرتم أنّ نشاط وأداء العين ليس سليمًا، من الممكن أن يكون الوقت قد فاتكم للعلاج، والطريق إلى الإصابة بالعمى سريعة جدًا للأسف الشديد".

د. مردخاي (مودي) غولدنفيلد هو أخصّائي أمراض عيون، ومختصّ كبير بمرض الزرق؛ طبيب كبير في وحدة الزرق في قسم العيون في مستشفى "شيبا، تل هشومير.
 

موقع  zap doctors.

 

27/05/2020