لكل داء دواء.. أو كهرباء
فائدة الصدمة الكهربائية لعلاج اضطرابات نظام القلب
الصدمة الكهربائية هي أحد أنواع العلاج المتوفرة لعلاج الكثير من حالات اضطراب نظام القلب، وخاصةً الحرجة منها. تُستخدم الصدمة الكهربائية كثيراً في حال الرجفان الأذيني (AF- Atrial Fibrillation)، خاصةً وأن الأخير هو أكثر حالات اضطراب نظم القلب انتشاراً. ما هي الصدمة الكهربائية للقلب وكيف تعمل، وما فائدتها في حال الرجفان الأذيني.
الصدمة الكهربائية هي اجراء يساعد على تقويم نظم القلب، من خلال مرور تيار كهربائي في القلب مما يعيد نظم القلب الى وضعها الطبيعي. خلال الصدمة الكهربائية فان تيار كهربائي منخفض الجهد يدخل الجسم عن طريق الموصلات الحديدية التي توضع على الصدر. تستخدم الصدمة الكهربائية في عدة حالات، وأهمها:
-
لايقاف الرجفان الأذيني، في حال عدم استجابته للأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب.
- علاج لحالات اضطراب نظم القلب الطارئة كالرجفان البطيني أو التسرع البطيني، والتي تهدد حياة الانسان، وتؤدي لألم الصدر، ضغط الدم المنخفض وحتى فشل القلب الحاد.
غالباً فان العلاج بالأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب يسبق العلاج بالصدمة الكهربائية، في حال الرجفان الأذيني.
ماذا يحدث بعد الصدمة الكهربائية؟
تؤدي الصدمة الكهربائية لايقاف القلب، ومن ثم بدء عمله من جديد. لذا فان المريض الذي يتلقى الصدمة الكهربائية قد يشعر بالدوار، الغثيان أو ألم الصدر بعد الصدمة الكهربائية. يختلف جداً ما يشعر به الأشخاص خلال الصدمة الكهربائية، لكن من المتفق عليه أن الأمر ليس محبذاً أبداً. لذا فان معظم الصدمات الكهربائية في وقتنا الحالي، يتم تنفيذها تحت تأثير التخدير والتهدئة. يساعد الأمر على نسيان لحظات الصدمة الكهربائية أيضاً. بعد الصدمة الكهربائية سيتم مراقبة عمل قلبكم عبر أجهزة المراقبة، للتأكد من عودة القلب لعمله الطبيعي.
انتبهوا لأن الصدمة الكهربائية توقف الرجفان الأذيني، لكن قد تكون هناك حاجة لاستمرار العلاج بأدوية مضادة لاضطراب نظم القلب، أو بأدوية مضادة لتخثر الدم- الوارفارين (Warfarin) لعدة أسابيع أو أكثر. هدف العلاج بالأدوية المضادة لتخثر الدم هو الوقاية من السكتة الدماغية، اثر انتقال تخثرات الدم من القلب الى الدماغ. قد تلتغي الحاجة للأدوية المضادة لتخثر الدم، اذا ما كان الاحتمال للسكتة الدماغية صغيراًّ.
نجاح الصدمة الكهربائية
تتعلق نسبة نجاح الصدمة الكهربائية بمدة الرجفان الأذيني قبل الصدمة. اذا كنتم ممن يشكون من الرجفان الأذيني لسنة أو أكثر، فان نسبة نجاح الصدمة الكهربائية تقل بشكل ملحوظ. كلما ازدادت فترة الرجفان الأذيني، زاد الاحتمال لفشل الصدمة الكهربائية في تقويم نظم القلب وفي الحفاظ عليه لمدة طويلة.
حوالي 90% من الأشخاص الذين يمرون بالصدمة الكهربائية، ينجحون في التخلص من الرجفان الأذيني. ويعود نظم قلبهم لحالته الطبيعية. لسوء الحظ، فان الرجفان الأذيني قد يعود ليصيب العديد من الأشخاص مرة أخرى. بعد مرور سنة من الزمن، ما يقارب 30-50% من الأشخاص فقط يحافظون على نظم القلب الطبيعي. تتعلق مدة بقاء نظم القلب على طبيعته بعوامل عديدة، وقد يعود الرجفان الأذيني ليظهر بعد أيام، أشهر وحتى سنوات بعد العلاج بالصدمة الكهربائية.
اذا كان المريض يشكو من أمراض القلب، وخاصةً فشل القلب، فان احتمال حدوث الرجفان الأذيني مرة أخرى يزداد. يزداد احتمال الحفاظ على نظم القلب الطبيعي عندما يكون القلب سليماً. لسوء الحظ، فان الرجفان الأذيني يصيب الأشخاص الذين يشكون من امراض القلب.
اذا ما ظهر الرجفان الأذيني مرة اخرى، يمكن علاجه مرة أخرى بالصدمة الكهربائية. تساعد الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب على الحفاظ على نظم القلب الطبيعي.
مخاطر الصدمة الكهربائية
كأي اجراء طبي اخر، لا تخلو الصدمة الكهربائية من المخاطر:
- خثرة دم توجد في القلب قد تترك القلب وتنطلق للدماغ خلال الصدمة الكهربائية، مما يؤدي للسكتة الدماغية- احتشاء الدماغ. استخدام الأدوية المضادة لتخثر الدم قبل الاجراء يقلل من خطورة خثرة الدم.
- بكل بساطة فان الصدمة الكهربائية قد تفشل في تقويم نظم القلب، وتكون هناك حاجة لاجراء صدمة كهربائية أخرى.
- قد تؤدي الصدمة الكهربائية في احيان نادرة، لاضطراب نظم القلب.
- تفاعل جسمك مع الأدوية المستخدمة للتخدير والتهدئة قد يؤدي لأعراض عدة. نادرة هي حالات التفاعل الحرجة والخطرة.
- احتراق الجلد في منطقة الصدمة الكهربائية.
رغم الأعراض الجانبية ومخاطر الصدمة الكهربائية، تذكروا أنها تجرى في حالات كثيرة لانقاذ الحياة.
الحالات المناسبة لاجراء الصدمة الكهربائية
يفضل اجراء الصدمة الكهربائية عند وجود احتمال لنجاحها، وذلك في الحالات التالية:
- لم تكتمل سنة منذ بدء الرجفان الأذيني.
- يشكو المريض لأول مرة من الرجفان الأذيني.
- عند استخدام الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب، مع الصدمة الكهربائية، فان احتمال نجاح الصدمة الكهربائية يزداد.
أما اذا كان المريض يشكو من الرجفان الأذيني لفترة مستمرة من الزمن (لأكثر من سنة)، يشكو من أمراض القلب، ولديه تاريخ مليء بحالات الرجفان الأذيني، فان احتمال نجاح الصدمة الكهربائية يقل بشكل ملحوظ.