عدسات نظر لحماية عيونكم
هذا المقال تمت الموافقه عليه من قبل الطاقم المهني
17/06/2020
معظمنا نعرف أهميّة استعمال نظارات الشمس لحماية عيوننا من أشعة الشمس، لكن هل تعرفون أنّ عيونكم بحاجة إلى حماية حتى داخل البيت أيضًا؟ وهل سمعتم عن الضوء "الأزرق"؟
كلّ ضوء نتعرّض إليه، سواءً كان مصدره من الشمس، من إضاءة اصطناعيّة أو من الأجهزة المختلفة التي نستعملها، مكوّن من أشعّة ذات موجات بأطوال مختلفة وألوان مختلفة. كما نعرف، التعرّض للشمس يعني التعرّض للأشعة الفوق بنفسجيّة، أشّعة UV، التي قد تلحق ضررًا بالبشرة والعيون. لحماية العيون من أشعّة الـ UV، يجب وضع نظارات شمس ذات عدسات غامقة ومصفاة أشعّة خاصّة.
لكنّ أشعّة الـ UV هي ليست الأشعة الوحيدة التي علينا الحذر منها. في السنوات الأخيرة، ازداد الوعي حيال الأشعّة الزرقاء، واليت لا تنبعث من الشمس فحسب، بل من الإضاءة الاصطناعيّة مثل الفلورسنت وإضاءة اللد، وبالأخصّ من الشاشات التي نستعملها بشكل يومي - شاشات التلفزيون، الحاسوب، الهواتف الذكيّة والأجهزة اللوحيّة.
كيف يمكن أن يلحِق "الضوء الأزرق" أضرارًا بالعيون؟
كما أنّ الأشعّة الفوق بنفسجيّة تعرّص العيون للخطر، كذلك الأشعّة الزرقاء أيضًا قد تسبّب أضرارًا متراكمة للعيون على مرّ الوقت. كلّما ازداد استعمال الشاشات، يزداد معه تعرّض العيون للضوء الأزرق المضرّ، والذي قد يؤدّي من بين جملة الأمور إلى ظهور مبكّر للكاتاراكت (إعتام عدسة العين ممّا يسبّب اضطرابات في الرؤية). بالإضافة، تبيّن أنّ الضوء الأزرق يلحِق ضررًا بدوريّة الجسم ويشوّش عمليّة النوم السليم لأنّه يثبط إنتاج الميلاتونين، وهو الهورمون الذي يفرزه الجسم عند حلول الظلام، وهو المسؤول عن التحكّم بالنوم.
كيف يمكن حماية العيون من الأشعّة الضارّة؟
تشمل عدسات النظر اليوم بشكل عام طلاء ضدّ الخدوش وطلاء ضدّ السطوع. تحتوي غالبيّة العدسات على مادّة تحمي إلى حدّ ما من الضوء الأزرق، لكنّ نظرًا لكثرة استعمال معظمنا للشاشات، لا سيّما الأشخاص الذين يعملون ساعات طويلة مقابل شاشة الحاسوب، يستحسن وضع عدسات تحتوي على طلاء خاص لحماية إضافيّة من الضوء الأزرق. عدسات النظر التي تحتوي على طلاء للحماية من الضوء الأزرق تكون بشكل عام أغمق قليلًا من عدسات النظر العاديّة، وهي أشبه بعدسات النظر التي يصبح لونها أغمق عندما نخرج إلى الشمس. برغم الشبه، من المهمّ أن نفهم أنّ الطلاء الذي يحمي من الضوء الأزرق ليس كافيًا للحماية من أشعّة الـ UV، لذلك فهو لا يعتبَر بديلًا لنظارات الشمس.
لحماية العيون من الشمس كما يجب، يمكن استبدال نظارات النظر بنظارات شمس بصريّة أو تركيب عدسات غامقة قابلة للفكّ مع مصفاة UV على نظارات النظر. بالإضافة، هناك عدسات بصريّة خاصّة لنظارات الشمس، تشمل حماية من الضوء الأزرق ومن أشعّة الـ UV أيضًا. في كلّ ما يتعلّق بنظارات الشمس، يجب الانتباه إلى أنّ اللون الغامق لوحده لا يوفّر الحماية للعيون، وأنّ تركيب عدسات غامقة لدون مصفاة UV قد يلحِق أضرارًا أكبر بالعيون، لذلك، يجب التأكّد من أنّ عدسات نظارات الشمس تحتوي على مصفاة للحماية من الأشعّة الضارّة. كما ويستحسن اختيار عدسات مستقطبة، لمنع دخول أشعّة الضوء المنعكسة من الأسطح المختلفة إلى العين، ولتوفير حماية أفضل للعيون.
هل يساعد مبنى إطار النظارات على حماية العيون من الأشعّة الضارّة؟
لحماية العيون قدر الإمكان، من المفضّل ألّا يكون إطار النظارات صغيرًا جدًا، إلّا أنّ مسألة ملاءَمة الإطار هس مسألة معقّدة لكثير من الاعتبارات الأخرى، مثل: الملاءَمة لشكل الرأس والوجه، درجة النظر (إذا كانت الدرجة كبيرة، يجب ملاءَمة إطار أصغر لكي لا تكون العدسات سميكة كثيرًا) وغيرها من الاعتبارات الأخرى.
هل يلائم طلاء الحماية من الضوء الأزرق لعدسات النظر للأطفال؟
ابتداءً من جيل 13-12 فما فوق، من المفضّل إضافة طلاء للحماية من الضوء الأزرق. تختلف الآراء حول ذلك في جيل أصغر. السبب في ذلك هو الأبحاث التي أجريت على الأطفال الذين يعانون من قصر النظر (Myopia)، والتي تبيّن فيها أنّ التعرّض لأشعّة الشمس أثناء اللعب وقضاء الوقت في الهواء الطلق قد يبطِئ تطوّر قصر النظر. العدسات اللاصقة التي تحتوي على طلاء للحماية من الضوء الأزرق قد تمنع التأثير الإيجابي لأشعّة الشمس، لذلك لا يوصى باستعمالها في هذا الجيل.
ملخّص: حماية العيون هي أمر ضروري، ليس فقط عند التعرّض للشمس، بل أيضًا داخل البيت، أمام شاشات التلفزيون، الحاسوب او الهاتف الذكي. لحماية العيون من أشعّة الضوء الأزرق المنبعثة من هذه الشاشات، يستحسن استعمال عدسات نظر تحتوي على طلاء خاص للحماية من الضوء الأزرق، ومن المفضّل عند الخروج إلى الشمس وضع نظارات شمس مع عدسات مستقطبة ذات لون غامق ومصفاة UV. انتبهوا إلى أنّه من المفضّل استعمال طلاء الحماية من الضوء الأزرق ابتداءً من جيل 13-12 فما فوق، ومن غير المفضّل استعماله في جيل أصغر.
حافا بلوم، أخصّائيّة بصريّات، مديرة أوبتيكا بلوم في رحوفوت.
موقع zap doctors
15/06/2020