تفادي النوبات القلبيّة: نمط حياة صحّي
تعتقدون أنّ العوامل الوراثيّة هي المسبب المرجّح للنوبات القلبيّة؟ أنتم مخطئون! اتّباع نمط حياة صحّي مع إجراء فحوص روتينيّة لضغط الدم، السكّر والدهنيّات في الدم - يمنع في الغالب حدوث النوبات القلبيّة
مرض القلب الأكثر شيوعًا اليوم، والذي يؤدّي إلى نوبة قلبيّة وإلى حاجة إلى الخضوع إلى عمليّات قسطرة وجراحة مجازة قلبيّة، هو مرض ناجم عن تصلّب الشرايين الإكليليّة التي تزوّد الدم لعضلة القلب. غالبيّة مسبّبات تصلّب الشرايين تنجم عن نمط الحياة؛ والقليل منها فقط تنجم عن عوامل وراثيّة.
هذه العوامل هي: التدخين، ارتفاع مستوى الكولسترول، السكّري، عدم ممارسة النشاط الجسماني، السمنة الزائدة وأيضًا التوتّر النفسي المزمن. بكلمات أخرى: الاعتقاد السائد بأنّ العوامل الوراثيّة هي المسبّب المرجّح لحالات النوبة القلبيّة، هو اعتقاد خاطئ. الأخبار السارّة: من خلال اتّباع نمط حياة صحّي، يمكن تفادي غالبيّة حالات النوبة القلبيّة.
أيّ أمراض من شأنها أن تزيد خطورة الإصابة بنوبة قلبيّة؟
باستثناء الأمراض المشمولة ضمن عنوان عوامل الخطورة المسبّبة للنوبات القلبيّة، مثل: ضغط الدم العالي والسكّري - يتبيّن أنّ الأمراض الالتهابيّة المزمنة، مثل الأمراض المناعيّة الذاتيّة التالية: التهاب المفاصل الروماتويدي، الذئبة الحماميّة الشاملة (لوبوس) والصدفيّة، والتي تشمل أيضًا المفاصل، لها علاقة بتزايد خطورة تصلّب الشرايين وحدوث النوبات القلبيّة. تجدر الإشارة إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الاكتئابي أيضًا معرّضون لخطورة الإصابة بالنوبات القلبيّة.
هل يصاب الرجال بالنوبات القلبيّة أكثر من النساء؟
يصاب الرجال بالنوبات القلبيّة بنسبة أكبر وبجيل أصغر، مقارنةً بالنساء، وذلك لأنّ النساء محميّات من قِبل جهاز الهورمونات حتى سنّ انقطاع الحيض. بعد سنّ انقطاع الحيض، يطرأ ارتفاع على احتمال حدوث تصلّب الشرايين لدى النساء - وفي جيل 78 تقريبًا، تتساوى النسبة بين الرجال والنساء من حيث انتشار المرض الإكليليّ. برغم ذلك، مرض القلب الإكليليّ هو أحد العوامل المركزيّة للإصابة بالأمراض وللوفاة لدى النساء.
ما هي أعراض النوبة القلبيّة لدى الرجال؟
أعراض النوبة القلبيّة لدى الرجال هي غالبًا الأعراض "التقليديّة": ألم أو ضغط في منطقة الصدر، قد ينتقل إلى منطقة الذراعين، العنق أو الفكّ؛ قد يكون الألم في منطقة الصدر مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الغثيان، ضيق التنفّس والدوار. موضع الألم يكون غالبًا في منطقة مركز الصدر، لكنّه قد يكون في الجهة اليمنى أو اليسرى من الصدر - وأحيانًا في منطقة أعلى الصدر. أحيانًا، يكون الشعور بالألم في منطقة الصدر أشبه بالشعور بالحرقة.
ما هي أعراض النوبة القلبيّة لدى النساء؟
لدى النساء، الأعراض التي تطرأ لدى حدوث النوبة القلبيّة تشبه الأعراض التي تطرأ لدى الرجال، لكن في العديد من الحالات، العرض المسيطر لدى النساء هو ليس الألم "التقليدي" في الصدر، إنّما الشعور بالانزعاج وعدم الراحة في منطقة العنق، الكتف، الظهر العلوي أو أعلى الصدر.
في بعض الأحيان، قد تكون هناك أعراض مسيطرة أخرى مثل ضيق التنفّس، الغثيان، الدوار أو التعب. على ضوء هذه الحقيقة، يتأخّر تشخيص حالة الاحتشاء (الانسداد) أحيانًا لدى النساء اللواتي يتوجّهن إلى غرفة الطوارئ، في حين أنّه يتمّ تشخيص الرجال الذين من يعانون من هذه الأعراض بشكل أسرع.
ما هي المعلومات المهمّ معرفتها - عندما تظهر أعراض مشابهة لهذه الأعراض؟
في الحالات التي تراودكم فيها الشكوك حول حدوث نوبة قلبيّة، يجب التوجّه فورًا لتلقّي المساعدة الطبيّة - إلى مركز طوارئ أو إلى غرفة الطوارئ في المستشفى. لا تتهاونوا بالآلام في منطقة الصدر بأيّ شكل من الأشكال. قد تكون هناك أسباب كثيرة لآلام الصدر - ولا يدور الحديث دائمًا عن نوبة قلبيّة، لكن مع ذلك يجب التوجّه فورًا إلى الطبيب في حال شعرتم بآلام في الصدر.
كيف يمكن تفادي النوبة القلبيّة مسبقًا من خلال اتّباع نمط حياة صحّي؟
يجب على كلّ شخص بالغ أن يمتنع عن التدخين وأن يتّبع نمط حياة صحيًا: تغذية سليمة - مثلًا التغذية الشرق أوسطيّة؛ الحفاظ على وزن الجسم السليم؛ وممارسة اللياقة البدنيّة: 30 دقيقة على الأقلّ من النشاط بمجهود متوسّط (المشي مثلًا) على مدار خمسة أيّام في الأسبوع على الأقلّ؛ أو 25 دقيقة على الأقلّ من النشاط بمجهود كبير (الركض مثلًا) على مدار ثلاثة أيّام في الأسبوع على الأقلّ.
إضافةً لاتّباع نمط حياة صحّي، يجب قياس ضغط الدم مرّة في السنة، إجراء فحص لمستوى السكّر في الدم في حالة الصوم مرّة كلّ ثلاث سنوات، وفحص بروفيل الدهنيّات في الدم مرّة كلّ خمس سنوات. بطبيعة الحال، إذا تبيّن في أحد الفحوص أنّ هناك مشكلة، يجب علاجها بنجاعة - وإذا لزم الأمر، يجب تناول الأدوية أيضًا. تجدر الإشارة إلى أنّ اكتشاف عامل الخطورة بشكل مبكّر لا يعتبَر كافيًا من أجل تقليل مستوى الخطورة، بل يجب وقف عامل الخطورة نفسه - وإلّا لا جدوى من ذلك.
هل الأشخاص السليمون أيضًا يجب أن يقلقوا من حدوث نوبة قلبيّة في المستقبل؟
ليس على الأشخاص السليمين فعلًا أن يقلقوا من الإصابة بنوبة قلبيّة، لكن من واجب كلّ شخص أن يهتمّ بالحفاظ على صحّته. شعور الشخص بأنّه على يرام لا يعني حتمًا أنّه سليم من الناحية الصحيّة. نحو %50 من النوبات القلبيّة تحدث للأشخاص الذين يعتبَرون "سليمين" حتى لحظة حدوثها. عوامل الخطورة، مثل مستوى الكولسترول، ضغط الدم والسكّري لا تسبّب الأعراض في غالبيّة الحالات. بكلمات أخرى: الشخص الذي يعاني من عوامل الخطورة هذه قد يشعر أنّه على ما يرام على مدار سنوات عديدة إلى أن يصاب بنوبة قلبيّة (أو سكتة دماغيّة). في الكثير من الأحيان، الشخص "السليم" الذي يصاب بنوبة قلبيّة، يتمّ تشخيصه خلال مكوثه للاستشفاء كمن يعاني من ارتفاع مستوى الكولسترول و/أو السكّري و/أو ارتفاع ضغط الدم. من المؤكّد أنّ هذه الأعراض لم تظهر بالتزامن مع النوبة القلبيّة. بل أنّها كانت موجودة لسنوات طويلة قبل ذلك، لكن تمّ تشخيصها خلال فترة الاستشفاء فقط. لو تمّ تشخيص هذه الأعراض قبل عشر سنوات من ذلك وتمّت معالجتها بشكل ناجع، فعلى الأرجح أنّه كان بالإمكان تفادي النوبة القلبيّة.
بروفسور دافيد روط هو طبيب مختصّ في أمراض القلب وفب الطبّ الباطني، في مركز إعادة تأهيل القلب في مركز علاجات القلب في مستشفى شيبا، تل هشومير.
موقع ZAP DOCTORS