تخطّطين للحمل؟ إليك الطريقة الصحيّة والآمنة
بمناسبة أسبوع التوعية لتخطيط حمل صحي، نقدّم لكِ دليلًا عمليًا لضمان حمل سليم: الفيتامينات، الفحوصات الوراثيّة، فحص الأمراض المعدية والاستشارة الدوائيّة. والأهمّ: تغيير نمط الحياة
جميع النساء يعرفنّ أنّ متابعة الحمل تحتاج إلى إجراء العديد من الفحوصات وإلى التنقّل من عيادة إلى أخرى، لكن بعض النساء قد يتفاجأنَ من أنّ العلاجات والفحوصات الروتينيّة التي يجب إجراؤها في إطار متابعة الحمل من أجل ضمان حمل سليم - تبدأ عمليًا قبل الجمل نفسه. في المرحلة التي تخطّطين فيها أنتِ وزوجك للحمل، وقبل أن تبدآ "بالمحاولات" للقيام بذلك، هناك بعض الخطوات التي يجب اتّخاذها لكي يكون الحمل سليمًا وصحيًا قدر الإمكان.
قرّرتم خوض تجرية الحمل - ماذا عليكم أن تفعلوا الآن؟
المرحلة السارّة، والتي قررتِ فيها أنتِ وزوجك خوض تجربة الحمل، هي المرحلة التي يجب عليكِ فيها الاعتناء بجسمك وبنمط حياتك من أجل ضمان صحّتك، صحّة جنينك وصحّة الحمل. في بداية الطريق، يجب عليكِ مراجعة طبيب النساء وتلقّي الاستشارة منه حول الخطوات التي عليكِ اتّخاذها على مختلف الأصعدة - وسيقوم هو بإرشادك.
يستحسن ويُنضح بتلقّي الاستشارة الطبيّة في مرحلة التخطيط للحمل.
ماذا يمكن أن تفعلي إذا حدث الحمل قبل تلقّي الاستشارة من طبيب النساء؟
لا بأس! يستحسن ويُنضح بتلقّي الاستشارة الطبيّة في مرحلة التخطيط للحمل. هذا الوضع الأمثل، لكن غن لم يحدث ذلك وحملتِ، توجّهي لتلقّي الاستشارة فور اكتشاف الحمل (ففي هذه المرحلة أيضًا هناك أهميّة كبيرة للاستشارة الطبيّة).
أيّ فحوصات وتحضيرات يجب إجراؤها قبل الحمل؟
تناوُل الفيتامينات: لحمض الفوليك توجد أهميّة كبيرة - لصحّة الجنين والحمل. نقص حمض الفوليك قد يؤدّي إلى وجود تشوّهات في تطوّر الجنين. بالتالي، وزارة الصحة تنصح كلّ النساء في سنّ الخصوبة بتناوُل حمض الفوليك بشكل دائم. إذا كنتِ تخطّطين للحمل، ابدئي بتناوُل حمض الفوليك - وفقًا للجرعة التي ينصح بها الطبيب، ثلاثة أشهر على الأقلّ قبل الحمل؛ وثلاثة أشهر على الأقلّ أثناء الحمل.
من المهمّ أيضُا أن تتأكّدي من أنّ لديكِ مستويات كافية من الفيتامين D والفيتامين B12. المستوى السليم من الفيتامين D يمنع المضاعفات، مثل تسمّم الحمل. إذا تبيّن في فحوصات الدم أنّ هناك نقصًا في هذه الفيتامينات، سيقوم الطبيب بتوجيهك بشأن تناوُل المكمّلات الغذائيّة الملائمة.
الفحوصات الوراثيّة: في كلّ صندوق مرضى، توجد ممرّضة مستشارة مؤهّلة لتقديم الاستشارة للأزواج حول الفحوصات الوراثيّة التي يُنصح بإجرائها قبل الحمل، مع الأخذ بالاعتبار منشأ الأزواج. هناك مجموعة كبيرة من الفحوصات الوراثيّة، جزء منها مموَّل من قِبل وزارة الصحّة ومشمول في سلّة الخدمات الصحيّة؛ يجب عليكِ الدفع مقابل إجراء الفحوصات الأخرى. من المهمّ الاطّلاع على جميع الفحوصات المتوفّرة، مدى أهميّتها وضرورتها - واتّخاذ القرار بشأن الحاجة لإجرائها وفقًا لاعتباراتكِ الشخصيّة. على سبيل المثال، هناك فحص خاص متوفّر اليوم، يفحص تسلسل الجينات لدى الزوجين ويتيح إمكانيّة اكتشاف المخاطر القائمة والاستعداد لذلك على نحو ملائم.
فحوصات للتأكّد من عدم وجود أمراض معدية: يُنصح بأن تجري المرأة فحوصات جينيّة للتأكّد من عدم وجود أمراض معدية مثل CMV. من المهمّ أن معرفة ما إذا مرِضَت المرأة في السابق بـ CMV أم أنّها لم تمرض في السابق ولم تتلقَّ تطعيمًا لـ CMV، وبالتالي يجب متابعة حالة CMV خلال الحمل. كما ويجب فحص المضادات للحصبة الألمانيّة. إذا لم تتلقَّ المرأة تطعيمًا ضدّ مرض الحصبة الألمانيّة، يجب عليها تلقّي التطعيم قبل الحمل - ويستحسن الانتظار مدّة ثلاثة أشهر منذ تلقّي التطعيم وحتى الحمل.
انتهزي الفرصة للإقلاع عن العادات الضارّة.
استشارة بشأن الأمراض المزمنة واستعمال الأدوية: إذا كنتِ تعانين من أمراض مزمنة أيًا كانت، يجب عليك إعلام الطبيب المستشار بذلك - وأيضًا تلقّي الاستشارة من الطبيب المعالِج. بالإضافة، إذا كنتِ تتناولين أدوية بشكل دائم، استشيري الطبيب بشأن الاستمرار في تناوُل هذه الأدوية خلال الحمل.
تغيير نمط الحياة: يجدر بكلّ مرأة أن تحافظ على نمط حياة صحي وأن تتّبع عادات تساهم في تحسين والحفاظ على صحّتها. العديد من النساء يفشلنَ في هذا التحدّي، لكنّ الإرادة في جعل الحمل صحيًا وسهلًا - قد تكون محفّزًا كبيرًا وفرصة ذهبيّة لتفعلنَ ما حلمتنّ به دائمًا. إذا بدأتنّ الحمل بوزن جسم سليم، وخلال فترة التخطيط للحمل وخلال فترة الحمل نفسها حافظتنّ على تغذية متوازنة ومارستنّ نشاطًا جسمانيًا ملائمًا - سيساهم ذلك كثيرًا في الحفاظ على صحّتكنّ، صحّة الجنين وصحّة الحمل. الوزن الزائد غير مرغوب فيه بشكل عام، لا سيّما أثناء الحمل. الوزن الزائد يعتبَر من عوامل الخطورة لمضاعفات الحمل، مثل سكّري الحمل وغيره.
وفي هذا السياق، من المهمّ التطرّق إلى الإقلاع عن التدخين - والامتناع عن استهلاك الكحول. الكحول والتدخين يضرّان بالصحة بشكل عام، وبصحّة الجنين والحمل بشكل خاص. إذا كنتِ تخطّطين للحمل، انتهزي الفرصة للإقلاع عن هذه العادات الضارّة - وخذي بعين الاعتبار أنّ الاستمرار في استهلاك الكحول والتدخين قد يلحق أضرارًا كبيرة بالجنين، من المؤكّد في الثلث الأوّل من الحمل.
متى يُنصح بإجراء كلّ هذه الفحوصات والتحضيرات؟
قبل الحمل بثلاثة أشهر تقريبًا، يجب البدء بالاستعداد بشكل ملائم. إنّها فترة كافية لاتّباع نمط حياة صحّي ولإجراء الفحوصات اللازمة. هناك أهميّة كبيرة للامتناع عن استهلاك المواد الضارّة - الأدوية، السجائر، المأكولات غير الصحيّة والكحول، بالأخصّ خلال الثلث الأوّل من الحمل. في هذه المرحلة، تتكوّن أعضاء الجنين - وهذه فترة حاسمة وحسّاسة. لا تنتظري التأكيد على انّك حامل من أجل الإقلاع عن العادات الضارّة. ابتداءً من أيّام الحمل الأولى، تأثير هذه العوامل على الجنين كبير جدًا، ويجب عليكنّ أن تعينَ ذلك.
لمزيد من المعلومات: حساب جيل الحمل
د. يوسف هار طوف هو أخصّائي طب نساء، نائب مدير وحدة الأمواج الفوق صوتيّة في المركز الطبي تل أبيب (مستشفى ليس).
ساعدت في إعداد المقالة: نيجوها شبيرلينغ، مراسلة zap doctors.