الحمل عالي المخاطر: من هنّ المعرّضات للخطورة؟ معلومات من المهمّ معرفتها
ما هو الحمل عالي المخاطر؟ من هنّ المعرّضات من البداية للخطورة؟ أيّ أمراض مزمنة من شأنها أن تؤثّر على مجرى الحمل السليم؟ هي تعانين من السكّري، فرط ضغط الدم أو من مرض مناعي ذاتي؟
الحمل عالي المخاطر هو حمل تكون فيه المرأة، الجنين أو كلاهما معرّضين للخطورة. الحالة الأموميّة للحمل عالي المخاطر هي عمليًا كلّ مرض أمومي يكون موجودًا قبل الحمل، ممّا قد يؤثّر على مجرى الحمل السليم.
أيّ أمراض سابقة قد تؤدّي إلى الحمل عالي المخاطر؟
الأمراض التي قد تؤدّي إلى الحمل عالي المخاطر هي أمراض القلب، الأمراض المعدية الحادّة أو المزمنة، أمراض الجهاز التنفّسي، الجهاز الهضمي، السكّري، فرط ضغط الدم وغيرها. كما وأنّ الحالات أو الأمراض التي يتمّ اكتشافها لدى الأم خلال الحمل قد تعرّض الحمل للخطورة، مثل حالات النزيف خلال الحمل والناجمة عن حالة المشيمة المنزاحة أو انفصال المشيمة، السكّري أثناء الحمل، ضغط الدم أثناء الحمل، تمزّق السلى، تأخّر موعد الولادة وغيرها.
هل يمكن للجنين نفسه أن يعرّض مجرى الحمل للخطورة؟
فيما يتعلّق بالجنين، كلّ مشكلة مرتبطة به - وليست في النطاق السليم - قد تصنّف الحمل على أنّه حمل عالي المخاطر. على سبيل المثال، حالات الحمل المتعدّد الأجنّة، الحمل مع فائض او نقصان في كمية السائل السلوي، التشوّهات الخلقيّة لدى الأجنّة، تباطؤ نموّ الجنين داخل الرحم، الاستسقاء الجنيني وغيرها.
بالإضافة، كلّ حمل حصل بعد حمل انتهى بطريقة غير اعتياديّة بسبب مشكلة أموميّة أو جنينيّة، يمكنه هو أيضًا أن يصنّف الحمل على أنّه حمل عالي المخاطر.
من هنّ المعرّضات من البداية لحالات الحمل عالي الخطورة، حتى وإن تقدّم الحمل حتى نهايته بشكل سليم؟
كلّ امرأة قبل دخولها للحمل، تكون مصابة بمرض مزمن أو حادّ، ليست له علاقة بالحمل، لكنّه قد يتفاقم خلال الحمل ويصعّب عمليّة الولادة - يجب عليها الخضوع لمتابعة في عيادة الحمل عالي المخاطر، حتى وإن كانت تشعر خلال الحمل بأنّ كلّ شيء سليم وعلى ما يرام.
بشكل عام، يدور الحديث عن أمراض معقّدة ومرتبطة بأجهزة الجسم المركزّية. مثلًا: سكّري النوع الأوّل، فرط ضغط الدم، الصرع، أمراض القلب والاوعية الدمويّة، الأمراض المناعيّة الذاتيّة (مثل الذئبة الحمراء أو مرض الكرون)، أمراض الرئتين، الربو الشديد، القصور الكلوي وأمراض الغدد الصمّاء (مثل فرط نشاط الغدد الدرقيّة). بالإضافة، المرأة التي تعرّضت لإجهاضات متكرّرة، المرأة فوق سنّ 35 أو دون سنّ 18، والمرأة الحامل بأكثر من جنين - تعتبَر هي أيضًا نساء في حالة حمل عالي المخاطر.
ما هي الوتيرة التي يجب فيها زيارة الطبيب المعالج في حالة الحمل عالي المخاطر؟
المتابعة لدى طبيب نساء مختصّ في حالات الحمل عالي المخاطر قد يقلّل بشكل كبير من بعض المضاعفات التي قد تطرأ أثناء الحمل. يجب إجراء المتابعة في إطار طبي متخصّص في حالات الحمل عالي المخاطر؛ أيّ لدى طبيب مختصّ في المجال، في عيادة خاصّة لهذه الحالات؛ أو أحيانًا في قسم الأم والجنين في المستشفى. هذه المتابعة ضروريّة من أجل تحديد شكل متابعة الحمل المستقبليّة، تحديد موعد الولادة وطريقة الولادة وفقًا لحالة الحمل ومدى خطورته على وجه الخصوص.
فيما يتعلّق بوتيرة متابعة الحمل، قد تتغيّر الوتيرة ويتعلّق الأمر بالأمراض القائمة التي تمّ تصنيف المرأة بسببها ضمن فئة الحمل عالي المخاطر، بحالتها الطبيّة الحاليّة أثناء الحمل؛ وفيما إذا طرأ تغيير على مرضها الأساسي - وأيضًا وفقًا لتقدّم فحوصات الحمل نفسيه ووفقًا لنموّ الجنين. إذا كانت المرأة، الجنين ومجرى الحمل مستقرّين ويتطوّرون وفق المتوقّع، تتمّ المتابعة في غالبيّة الأحيان مرّة كلّ أربعة أسابيع.
إذا دعت الحاجة للخضوع متابعة دائمة، يتمّ تغيير وتيرة زيارات الطبيب وفقًا لذلك؛ وإن لم تكن الحالة الصحيّة مستقرّة، يجب مكوث المرأة في المستشفى لمتابعة الحالة عن كثب في قسم الأم والجنين.
أيّ فحوصات - بالإضافة إلى فحوصات الحمل الاعتياديّة - يجب إجراؤها في حالة الحمل عالي المخاطر؟
الفحوصات غير الاعتياديّة والمخصّصة للنساء المصنّفات ضمن فئة الحمل عالي المخاطر، تتغيّر وفقًا للمرض الأساسي أو الحالة التي أدّت إلى تصنيف المتعالجة ضمن فئة الحمل عالي المخاطر. إذا كان الحديث يدور عن نساء تمّ تصنيفهنّ ضمن هذه الفئة بسبب السكّري ما قبل الحمل، يجب فحص مستوى الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي (A1C) مرّة واحدة كلّ تريمستر للتأكّد من موازنة السكّر؛ كما ويجب المواظبة على إجراء فحص قاع العين مرّة كلّ تريمستر. يجب إجراء فحص لشبكيّة العين، فحص صدى القلب للجنين لاستبعاد وجود تشوّهات قلبيّة جنينيّة، فحص أداء الكلى (مثل كرياتينين، اليوريا)، ويجب إجراء فحص بول للزلال الكمّي على مدار 24 ساعة مرّة كلّ تريمستر (إلى جانب متابعة السكّر / والحالة اليوميّة).
بالإضافة إلى الفحوصات اليت يتمّ إجراؤها للأم، يجب إجراء فحص نموّ للجنين، فحص كميّة الماء وتدفّق الدم بوتيرة أكبر بالمقارنة مع الحمل العادي. في حالة وجود مرض مناعي ذاتي مثل الذئبة الحمراء، يجب إجراء فحص صدى القلب للجنين من الأسابيع المبكّرة للحمل - وذلك بالإضافة إلى فحص المضادات المحدّدة (مثل أنتي RO وأنتي LA).
للنساء المصنّفات ضمن فئة الخطورة، أيّ فحوصات طبيّة يجب إجراؤها قبل الدخول للحمل؟
غالبيّة الأمراض المزمنة من شأنها أن تؤثّر على مجرى الحمل السليم. لذلك، يجب الحفاظ على استقرار هذه الأمراض قبل الدخول للحمل. إذا دخلت للحمل امرأة مصابة بأحد هذه الأمراض بحالة مستقرّة ويتمّ علاجها، على الأرجح أن يكتمل الحمل بسلام. إن لم يكن المرض مستقرًا ولم يتمّ علاجه كما ينبغي - قد تظهر مضاعفات الحمل تباعًا.
في حالة السكري ما قبل الحمل، من المهمّ التأكّد قبل الحمل من أنّ مستوى الهيموجلوبين الغليكوزيلاتي A1C مستقرّ وفي النطاق الاعتيادي. كما ومن المهمّ أيضًا التأكّد من أنّ المتعالجة أجرت قبل الحمل فحصًا للعينين، فحص اداء الكلى، فحص تجميع البول الكمّي - ومن المفضّل جدًا أن تكون نتائج هذه الفحوصات مستقرّة حتى قبل الدخول للحمل.
النساء اللواتي يعانين من فرط ضغط الدم المزمن، من المفضّل أن يتناولن منذ بداية الحمل ادوية آمنة يمكن تناولها خلال الحمل. وإذا دعت الحاجة لتغيير نوع العلاج، يجب القيام بذلك قبل الدخول للحمل. في حالة وجود أمراض مناعيّة ذاتيّة (مثل الذئبة الحمراء)، من المهمّ أن تكون المرأة في حالة هدأة (وليس في حالة مرض نشط) قبل دخولها للحمل. يجب التأكّد من أنّها تتلقى العلاج بأدوية مصادق عليها للعلاج - ولا تضرّ بالجنين.
د. دافيد سيغال هو طبيب كبير في مجال الولادة عالية المخاطر في المركز الطبي سوروكا وفي صندوق المرضى كلاليت.
موقع ZAP DOCTORS