اكتئاب الأم بعد الولادة
يوجد علاقة بين التغييرات الهورمونية الشديدة التي تحدث بعد الولادة واختلال التوازن الكيميائي للهورمونات من بعدها مما قد يكون المسبب لحدوث حالة الاكتئاب
بداية دعونا نعرف ما هو الاكتئاب بشكل عام؟
ان الاكتئاب هو أكثر من مجرد الشعور بالخمول والضجر لفترة قصيرة أو بضعة أيام. انما هو عبارة عن مرض خطير وصعب يشمل الدماغ أيضا! بحيث يشعر المكتئب أو المكتئبة باليأس, الأحباط, الخمول وعدم الرغبة في الحياة لفترة متواصلة وطويلة بالإضافة للتأثير السلبي الذي تسببه هذا الحالة على الفعاليات والحياة اليومية.
هذه الظواهر ممكن أن تتراوح بين طفيفة وشديدة وذلك بحسب تشخيص الحالة, ولكن البشرة السارة هو أنه في حال تلقي العلاج والمساعدة الملائمة يكون هنالك تحسن ملحوظ في الحالة في أغلب المرات.
وماذا يميز الاكتئاب ما بعد الولادة ؟
ان الاكتئاب ما بعد الولادة عند المرأة متعلق بعوامل عدة وهي عوامل كيميائيو فيزيولوجيو زاجتماعية كلها متعلقة بشكل أو باخر بانجاب المولود الجديد.
يشمل المصطلح كل التغييرات في الأحاسيس والمشاعر التي تعاني منها الأم وإذ بدأت خلال أربعة أسابيع منذ الولادة. ولكن البشرة اسارة هنا أيضا هو الحقيقة أنه من الممكن علاج الحالة عن طريق الأدوية والاستشارة الملائمة.
هنالك اعتقاد بأنه يوجد علاقة بين التغييرات الهورمونية الشديدة التي تحدث بعد الولادة واختلال التوازن الكيميائي للهورمونات من بعدها مما قد يكون المسبب لحدوث حالة الاكتئاب.
أحد الأمثلة على ذلك هو التغيير في تركيز الهورمونين: الاستروجين (estrogen) والبروجسترون (progesterone) . فهذين الهورمونين يرتفعان بعشرة اضعاف خلال الحمل وينخفضان بشكل كبير مباشرة بعد الولادة ويتم رجوعهم الى المستوى الطبيعي بعد ثلاثة أيام فقط من الولادة.
من المهم التعرف على علامات الاكتئاب ما بعد الولادة:
تشبه العلامات للاكتئاب نفس ما يحدث بشكل طبيعي لكل امرأة والدة مما يصعب عملية التشخيص:
قلة في النوم, تغييرات في الشهية, ارهاق شديد, انعدام الرغبة الجنسية, تقلبات شديدة في المزاج.
بالإضافة لهذه العلاماة هنالك علامات أخرى تميز الاكتئاب الخاص بشكل أوضح:
الشعور بانعدام القيمة الذاتية, انعدام الشعور بالفرح والمتعة من أي نوع, يأس, التفكير في الموت او الانتحار.
ما هي العوامل التي ترفع من خطر الإصابة بالاكتئاب ما بعد الولادة؟
1. الجيل: كلما كان جيل أصغر كلما ارتفع خطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة
2. عدم الاقتناع الكامل بالحمل
3. اكتئاب سابق خلال حمل سابق
4. فقدان الشريك
5. فقدان الدعم الاجتماعي
6. مشاكل زوجية
يجب ألا نتساهل مع هذه الظاهرة فهي وبحسب الاحصائيات تصيب امرأة من بين كل 10 أمهات ينجبن لأول مرة وهذه نسبة لا بأس بها. لذلك علينا ان نرفع من نسبة الوعي حول هذا الموضوع بين الأمهات الصغيرات وأزواجهن أيضا. فوجود زوج واع وداعم يخفض من نسبة الإصابة بالحالة ويساهم في القدرة على السيطرة عليها أيضا.
اليك بعض النصائح للتعامل مع وضعك الجديد:
1. قومي بتقييم توقعات منطقية لفترة ما بعد الولادة فهذا من شانه أن يخفف عليك الصدمة
2. مارسي الرياضة ولو بشكل خفيف
3. تابعي الحمية الغذائية الملائمة فعليك تجنب الكحول والكفائين
4. لا تنسي شريك حياتك وخصصوا الوقت الثمين لك وله فقط
5. استغلي كل لحظة للاسترخاء في حالة ركد طفلك الى النوم
6. لا تعزلي نفسك عن الأخرين تابعي تواصلك مع الأقارب والاصدقاء
7. أطلبي المساعدة المهنية في حال احتجت لها.
متى عليك أن تتوجهي لطلب المساعدة؟
تذكري أنه لا توجد مشكلة بدون حل وكلما أسرعت في طلب المساعدة كلما استرجعت عافيتك بشكل أسرع.
لذلك توجهي لطلب المساعدة في حال شعرت باستمرار العلامات التي ذكرت من قبل لمدة تطول عن أسبوعين, في حال سيطرت عليك الحالة ولم تعودي تستطيعين القيام بالمهام اليومية , أو بدأت تدور في رأسك أفكار حول القيام بضرر نفسك أو طفلك.