مرض التوحد
مرض التوحد (Autism) يسمّى أيضًا مرض الذّاتويّة؛ وهو أحد اضطرابات التّطوّر من فئة اضطرابات الطّيف الذّاتويّ (Autism Spectrum Disorder - ASD)، تظهر أعراضه غالبًا في الأشهر الأولى بعد الولادة، أو قبل بلوغ سنّ الثّالثة.
تتعدّد أعراض التّوحّد وتختلف من مصاب إلى آخر وتتّفق بتأثيرها الفعليّ في قدرة الطّفل على التّواصل مع محيطه وتطوير العلاقات والاتّصال المتبادل مع الأشخاص حوله.
وَفق إحصاءات المركز الامريكي لمراقبة الامراض والوقاية منها (CDC)؛ تبيّن أنّ واحد من أصل ثماني وستون طفلاً (1-68) في الولايات المتّحدة يعانون من اضطرابات الطّيف الذّاتويّ، والعدد بازدياد مستمرّ، ولم تعرف أسباب هذا الازدياد، هل هو ازدياد فعليّ كُشف وبُلِّغَ عنه، أم هو ازدياد نسبيّ وطبيعيّ.
أنواع مرض التّوحّد
يستخدم اصطلاح اضطراب النّموّ المتفشّي (pervasive developmental disorders (PPD للتّعبير عن مختلف اضطرابات النّموّ في هذا المجال، ومنها:
• اضطراب التّوحّد (ASD)
• اضطراب النّموّ المتفشّي غير المحدد (PDD-NOS)؛ يكون موجودًا منذ الولادة، لكنّ علامته قد تظهر خلال السّنوات الثّلاث الأولى، في مراحل متقدّمة. يشمل هذا الاضطراب الأطفال الّذين لا يتطابق وضعهم مع معايير التّشخيص لأيّ نوع من أنواع الاضطراب المتفشّي (PDD)، رغم ذلك يعانون من مشاكل في النّموّ والتّطوّر والسّلوك، وهذا يتشابه مع مشاكل مريض التّوحّد، ويشمل الحساسية العالية وردّ الفعل السّلوكيّ الشّاذ، رغم هذا، فإنّ الأطفال الّذين يشخّص وضعهم (PDD-NOS) يملكون مهارات المعرفة والاتّصال بشكل أفضل من مصابي التّوحّد أو غيرهم من مصابي (PDD).
تختلف درجة الإصابة بالـ (PDD) من طفل إلى آخر، فقسم من المصابين يعانون من عدم المقدرة على القيام بأمورهم اليوميّة دون مساعدة من الأهل أو المحيطين، وقسم آخر تكون إصابتهم بالـ (PDD) خفيفة، يستطيعون تطوير مهاراتهم والتّكيّف مع وضعهم الصّحّيّ، ويعيشون حياة عاديّة مستقلّة.
• متلازمة ريت (Rett Syndrome)؛ من الأمراض الوراثيّة النّادرة، تصيب الإناث فقط، وتسبّب اضطرابات في النّموّ تؤثّر بشكل مباشر على وظائف الدّماغ. تعدّ من الأمراض المتعلّقة بالتّوحّد، ويمكن علاجها إلى حدّ ما في حال الكشف المبكر.
• متلازمة اسبرجر (Asperger's syndrome)؛ هي إحدى أنواع التّوحّد، يكون الطّفل المصاب طبيعيًّا كأترابه، يتمتّع بالذّكاء والتّعلّم واكتساب المهارات اللّغويّة، لكنّه غيّر فعّال من حيث التّواصل مع محيطه، ولا يوظّف الكلمات الّتي اكتسبها في حديثه مع الآخر، يقرأ ويكتسب معلومات ومهارات مختلفة، لكنّ مشكلته تكمن في التّواصل مع الآخرين.
يعاني مرضى التّوحّد من صعوبات في ثلاثة مجالات تطوّر حياتيّة:
- العلاقات الاجتماعيّة
- اللّغة
- السّلوك
تختلف علامات مرض التّوحّد بين المصابين، وغالبًا يكون سلوك كلّ طفل من أصل اثنين شُخّصا طبّيًّا ذات التّشخيص، مختلفًا عن الآخر، وتكون لكلّ منهما مهارات مختلفة لا تتطابق.
إنّ أشدّ حالات مرض التّوحّد خطورة تكمن في عدم القدرة على التّواصل مع المحيطين بشكل مطلق، حيث لا يتواصل الذّاتويّ مع من حوله ويكون منطويًا على نفسه.
أعراض مرض التّوحّد عن الرُّضّع والأطفال
تظهر أعراض مرض التّوحّد، أو الذّاتويّة، عند الأطفال دون سنّ الثّالثة من خلال سلوكيّات معيّنة، وجب أن ينتبه إليها الأهل، وهي:
• عدم التّواصل البصريّ أثناء الرّضاعة، أو بعدها.
• عدم التّفاعل مع من يداعبه أو يبتسم له.
• عدم الاستجابة عند المناداة له.
• عدم إصدار الأصوات ومحاولة الكلام.
• عدم الاستجابة الحركيّة؛ لا يظهر اهتمامه بالأشخاص والأشياء حوله.
• لا يحبّ الاحتضان والعناق.
• لا يستطيع تكوين جمل ثنائيّة الكلمات.
• ينسى كلمات وجمل عرفها سابقًا.
• يكرّر أصواتًا وكلمات لا يعرف توظيفها في سياق مناسب.
• غالبًا لا يعير اهتمامًا لمن يحدّثه.
أعراض مرض التّوحّد عند البالغين
غالبًا يُكتشف مرض التّوحّد في مراحل الطّفولة الأولى، وفي حالات قليلة، يكتشف التّوحّد في سنّ البلوغ، ومن أعراضه في هذه المرحلة:
• اضطرابات في النّطق؛ إذ يجد مصابو التّوحّد صعوبات في الكلام والتّعبير عمّا يريدون قوله.
• التّواصل؛ يجد مصاب التّوحّد صعوبة كبيرة بالتّواصل مع النّاس، ولا يفضّل أن يبدأ الكلام مع أحد، وعادةً يواجه صعوبة في استمراره بالحديث.
• الخجل والحرج؛ عادةً يخجل مصاب التّوحّد من الالتقاء مع النّاس في مجتمعه، لذا يتجنّب التّواصل البصريّ مع النّاس، ويشكّل التّواصل واللّقاء وجهًا لوجه تحدّيًّا محرجًا بالنّسبة إليه لافتقاده مهارات التّواصل الاجتماعيّ، ويتجنّب دائمًا إبداء الرّأي بقضايا مختلفة.
• الوقت؛ لا يستطيع مصاب التّوحّد البالغ توظيف وقته بشكل منطقيّ، فقد يستغرق أيّ نشاط بسيط منه يومًا كاملًا لإتمامه.
• المشاعر والحساسية العالية؛ عادةً لا يسيطر التّوحّديّ على ردّ فعله ومشاعره، ممّا يجعل حاجزًا بينه وبين المحيطين.
حتّى اليوم لم تتوصّل الأبحاث الطّبّيّة إلى سبب واحد مسؤول عن حصول مرض التّوحّد؛ لذا قد تتعدّد أسبابه وعوامله بين الوراثيّة والبيئيّة، فقد اكتشف فريق من الباحثين وجود جينات مسبّبة للتّوحّد، بعض هذه الجينات إن نشط جعل الطّفل أكثر عرضة للإصابة بالمرض، وبعضها يؤثّر في نموّ وتطوّر الدّماغ والاتّصال بين خلايا الدّماغ، وبعضها الآخر يحدّد درجة الخطورة وشدّتها، وربّما يكون أيّ خلل وراثيّ في منظومة الجينات مسؤولًا رئيسًا عن الإصابة بإحدى أعراض التّوحّد.
بشكل عامّ، تؤثّر الجينات تأثيرًا كبيرًا وقويًّا في اضطراب طيف التّوحّد، لذا قد تنتقل هذه الجينات بالوراثة، ومن جهة أخرى قد تظهر أعراضه بشكل تلقائيّ.
بالنّسبة للعوامل البيئيّة؛ فهي تشكّل مع العوامل الوراثيّة مشاكل صحّيّة كبيرة، ويعتقد العلماء أنّ هذا من الأسباب الواضحة والمتّفق عليها في حال التّوحّد. مؤخّرًا، يبحث المختصّون في مرض التّوحّد احتمال أن يكون التّوحّد نتيجة عدوى (فايروس)، أو تلويث بيئيّ.
هناك العديد من العوامل والمسبّبات الأخرى تزيد احتمالات الاصابة بالتوحد لكنه لا زالت قيد البحث العلميّ، منها:
• مشاكل المخاض والولادة، ودور المناعة فيما يخصّ التّوحّد.
• مشاكل أو ضرر اللّوزة (Amygdala)؛ وهي من أجزاء الدّماغ الكاشفة عن الخطر، وهي من العوامل الّتي تدعم الإصابة بالتّوحّد.
هناك العديد من العوامل الّتي تشكّل خطر احتمال الإصابة بالتّوحّد، منها:
• جنس المولود؛ كشفت الأبحاث مؤخّرًا أنّ احتمال إصابة الذّكور بالتّوحّد أكبر بنسبة 3- 4 أضعاف من الإناث.
• إصابة سابقة في العائلة؛ في الواقع، إنّ العائلات الّتي عانت من ولادة مولود توحّديّ، نسبة الاحتمال لديها أكبر بولادة أطفال آخرين بذات المرض، وقد أشارت الأبحاث أنّ هذه العائلات يعاني أفرادها عادةً من اضطرابات مختلفة، في النّموّ أو السّلوك.
• الأبوّة المتأخّرة؛ إذ يدّعي الباحثون أنّ الأبوّة في سنّ متأخّرة خاصّة بعد سنّ الأربعين، تساهم في ولادة أطفال مع اضطرابات ذاتويّة ستّة أضعاف أكثر من الآباء دون سنّ الثّلاثين، ومن جهة أخرى إنّ سنّ الأم لا يلعب دورًا رئيسًا في هذه المعادلة.
إنّ الاطفال الّذين يعانون من اضطرابات وأمراض طبّيّة يكون احتمال إصابتهم بالتّوحّد أكبر، ومن هذه الاضطرابات والأمراض الطّبّيّة: متلازمة الكروموسوم x الهشّ (Fragile x syndrome)، وهي من المتلازمات المتوارثة الّتي تؤدّي إلى حصول خلل ذهنيّ. والتّصلّب الحدبيّ (Tuberous sclerosis)، وهو من العوامل الرّئيسة المؤدّية إلى تكوّن أورام في الدّماغ. والاضطراب العصبيّ (متلازمة توريت- Tourette syndrome)، ومرض صّرع (Epilepsy).
عادةً يقوم طبيب الأطفال بفحص مراحل تطوّر الطّفل بشكل دوريّ منتظم، وفي حال ظهر أيّ خلل في تطوّر ونموّ الطّفل، وظهرت إحدى علامات الإصابة بالتّوحّد، يوجّه الأهل إلى طبيب مختصّ في مرض التّوحّد وعلاجاته، يقوم بدوره باستشارة طاقم مختصّ، وحينئذ يتمّ تشخيص المرض.
من الجدير ذكر أنّ تشخيص التّوحّد ليس بالأمر السّهل، فليس هناك فحوصات محدّدة للكشف نظرًا لتعدّد العوامل والمسبّبات ودرجات الخطورة.
يشمل التّشخيص لتقويم الذّاتويّة فحص المصاب، ومحادثة مفصّلة مع الأهل حول سلوك الطّفل ومهاراته اليوميّة ونطقه وتطوّر لغته وحول تفاعله مع محيطه ومناقشة التّطوّرات والتّغييرات لهذه العوامل. ثمّ يخضع المصاب لفحوصات بغية تقويم مهارات النّطق واللّغة والوضع النّفسيّ.
رغم أنّ علامات التّوحّد تظهر قبل بلوغ الطّفل 18 شهرًا، إلّا أنّ التّشخيص النّهائيّ يكون غالبًا عند بلوغ الطفل سنّ الثّانية أو الثّالثة.
إنّ تشخيص الطفل قبل بلوغه سنّ الثّالثة امر مهمّ جدًّا، لأنّه قد يساهم في تحسين وضع المصاب وكل من حوله في التعامل مع حالة التوحد.
كيفيّة تشخيص التّوحد
بما أنّ التّشخيص المبكر يساعد الطّفل المصاب بالتّوحد على الحصول على الفائدة القصوى من العلاج، فقد نصحت الأكاديميّة الأمريكيّة لطبّ الأطفال (The American Academy of Pediatric) بعرض جميع الأطفال بشكلٍ منتظمٍ للفحص في كلّ زيارة للطّبيب. وفي حالة اكتشاف أيّ تأخّر في التّطور، فإنّه يتمّ القيام بالمزيد من الفحوصات للتّعرف على السّبب وراء ذلك التّأخر وما إن كان الطفل مصاباً بالتّوحد أو أي اضّطراب آخر من اضّطرابات الطّيف التوّحديّ أو غير ذلك من الحالات الّتي تتّسم بأعراض مشابهة، منها اضّطرابات الشّخصية وتأخّر النّمو اللّغوي.
ويُذكر أنّه قد يتمّ تحويل الطّفل المصاب بتأخر في التّطوّر إلى اختصاصي تطوّر الأطفال أو معالجٍ لغويٍّ أو طبيبٍ نفسيٍّ متخصّص في الأطفال لإجراء المزيد من الفحوصات.
وتتضمن الفحوصات التي تُجرى للطّفل ما يلي:
التقييم السلوكي لتشخيص التوحد
فهناك العديد من الاستبيانات والتوجيهات الّتي تستخدم في تشخيص التّأخر في التطور، منها ما يلي:
- التّاريخ المرضيّ: فخلال جلسة أخذ التّاريخ المرضيّ للطفل، يقوم الطّبيب بالاستفسار حول تطور الطفل، من ضمن ذلك ما إن كان الطّفل يُشير إلى الأشياء ليقوم الأهل برؤيتها، فعلى الرغم من أنّ الأطفال المصابين بالتوحّد يشيرون إلى ما يريدونه من أشياء، إلا أنّهم لا يشيرون لشيءٍ ما بغرض أن يقوم شخص ما بملاحظته.
- التوجيهات الخاصة لتشخيص التّوحد، فقد نظّمت الجمعية الأمريكية للطّفولة والمراهقين للطّبّ النّفسيّ (The American Association of Childhood and Adolescent Psychiatry) معايير تساعد الطّبيب أو الاختصاصي على تقييم سلوك الطفل المتعلق بالتّوحد، وذلك عبر القيام بوضع الطّفل في مواقف مختلفةٍ.
- اختبار التّطور والذّكاء، فالجمعية الأمريكية للطفولة والمراهقين للطّب النفسيّ قد نصحت بتقييم تأثير تطوّر الطّفل على كيفيّة أخذه للقرارات والتفكير.
- الملاحظات السّريريّة، وذلك بالطلب من الأهل التّعريف ما إن كان سلوك الطّفل اعتيادياً بظروفٍ معينةٍ.
التّقييم الجسديّ والمخبريّ لتشخيص مرض التوحد
يتم أيضا إجراء اختبارات أخرى للتحقق مما إن كان هناك أسبابٌ عضويةٌ لما لدى الطّفل من أعراض. وتتضمّن هذه الفحوصات ما يلي:
- التّشخيص الجسديّ، من ذلك القيام بأخذ قياسات الطول والوزن ومحيط الرأس لدى الطّفل للتأكد من أنّ نمو الطفل طبيعيٌ.
- اختبار وجود تسمّم بالرّصاص لدى الطفل، وخصوصاً إن كان مصابا باضطراب شهوة الغرائب (Pica)، وهي حالة تسبب النّهمة لما لا يؤكل، كبقايا قشور الدّهان أو الأوساخ. ما قد يؤدّي إلى التسمّم بالرّصاص.
- فحوصات السّمع، وذلك للتأكد من أن ما لدى الطفل من أعراض هي ناجمةٌ عن مشاكل سمعيّة. وخصوصاً تلك المتعلقة بالمهارات اللغوية والاجتماعية.
فحوصاتٌ مخبريّةٌ أخرى يمكنها تشخيص التوحد عند الاطفال
وتتضمّن هذه الفحوصات، والتي تجرى في ظروف معينة، ما يلي:
- التحليل الكروموزوميّ (Karyotype test)، وهو عادةً ما يتمّ إجراؤه في حالة وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالإعاقة المعرفيّة أو كان الطفل مصاباً بها بالفعل.
- تصوير الرّنين المغناطيسيّ (MRI)، وذلك لمعرفة ما إن كان هناك اختلافات في بناء دماغ الطفل.
- تَخْطيطُ كَهْرَبِيَّةِ الدِّماغ (Electroencephalography)، وهو يُجرى إن كان الطّفل يصاب بنوبات الصّرع أو لديه تاريخ في الإصابة بها.
أهمية تشخيص مرض التوحد والكشف المبكر عنه
على جميع الأطباء الّذين يذهب إليهم الرّضع والأطفال بزيارات منتظمة استكشاف وجود أي علامة مبكرة على اضطرابات التّطوّر. وهناك العديد من الأدوات الّتي تساعد في ذلك، منها استبيان الأعمار والمراحل (Ages and Stages Questionnaire). فإن ظهر أي من الأعراض التالية على الطفل، فيجب تقييمه فورا:
- عدم الثرثرة الطفوليّة أو القيام بالحركات والإشارة لغاية سن عامٍ واحدٍ.
- عدم نطق كلمةٍ واحدةٍ لغاية سنّ ال 16 شهراً.
- عدم النطق بجملة من كلمتين إلّا إعادة لكلام من حوله لغاية سنّ العامين.
- فقدان أي مهاراتٍ اجتماعيةٍ أو لغويةٍ في أي سنٍ.
ويذكر أن الأطفال الّذين لديهم إخوة من مصابي التّوحد تجب متابعتهم عن قربٍ حتى ولو لم تظهر لديهم أي من العلامات المذكورة.
حتّى يومنا هذا لم يفلح المختصّون في إيجاد علاج جذريّ لمرض التّوحّد، لكن في المقابل إنّ الكشف المبكر عن المرض يساهم في البدء بعلاج مكثّف يساعد بشكل فعّال في تحسين وضع الأطفال المصابين بهذا النّوع من الاضطرابات.
يشمل العلاج جوانب عدّة، أهمّها:
• الأدوية؛ يوصي الأطبّاء ببعض العقاقير المصادق عليها من قبل هيئة الغذاء والدواء الامريكية FDA، لمعالجة الأعراض الجانبيّة الّتي يسبّبها مرض التّوحّد، منها الرّيسبردال (Risperidal) أو الرّيسبريدون (Risperidone)، الّذي يُستخدم كمهدّئ مساعد للحدّ من نوبات الغضب والعنف لدى مرضى التّوحّد، هذا العقار يعدّ عامل مساعد للتّخفيف من أعراض الغضب، ولكنّه مصاحب للدّورا والإمساك والتّعب غالبًا، مما اثار العديد من التحفظات حول استخدامهما.
يوصي الأطبّاء أيضًا ببعض الفيتامينات والأنظمة الغذائيّة الّتي تساهم في تخفيف أعراض التّوحّد، فوَفق الأبحاث والدّراسات يعاني بعض التّوحّديّين من سوء امتصاص الأطعمة ونقص في الموادّ الغذائيّة الأساسيّة نتيجة لمشاكل في الأمعاء والتهابات في الجهاز الهضميّ، ذا معظم المصابين بالتّوحّد لديهم نقص فيتامينات B1 B2 B3، من بعض المعادن.
يعدّ فيتامين B من أهمّ الفيتامينات وأكثرها شيوعًا في العلاج، فهو يغذّي المخ بالإنزيمات، كما يوصى بفيتامين B6 و B12. يوصى أيضًا بتجنّب تناول الطّعام الّذي يحتوي على النّحاس، شرط أن يعوّضه الزّنك لتنشيط جهاز المناعة.
يعاني مرضى التّوحّد أيضًا من اضطرابات في النّوم، ووفق حدّة الاضطراب يوصى لهم بتناول أدوية معيّنة.
• العلاج النطقيّ اللّغويّ (Speech - language pathology)؛ هذا العلاج من العلاجات المهمّة الّتي يخضع لها مريض التّوحّد، فهو يساعد بشكل كبير بتحسين المهارات اللّغويّة من خلال تدريبات النّطق والأصوات الّتي تساهم في تحسين القصور اللّغويّ لدى مريض التّوحّد، وتمكّنه من التّواصل الفعّال مع المحيطين له بثقة أكبر.
• العلاج الوظيفيّ؛ يساعد المصابين بمرض التّوحّد بالتّعلّم ومعالجة المعلومات واستقبالها من خلال الحواس (البصر، والشّمّ، والذّوق، والسّمع واللّمس) بسهولة أكبر.
• العلاج السّلوكيّ (Behavioral Therapy)؛ توصي الأكاديميّة الأمريكيّة (AAP) لطبّ الأطفال بالعلاج السّلوكيّ لمرضى التّوحّد، فهو يشمل العديد من التّدريبات السّلوكيّة والمساعدة الذّاتيّة والتّدريب على المهارات الاجتماعيّة لتحسين السّلوك والتّواصل مع الآخر، وقد وضعت عدّة برامج في هذا الإطار، منها تطبيق التّحليل السّلوكيّ (ABA).
• العلاج التّربويّ- العلميّ؛ وهو مكوّن من عدّة مهارات حافزة للقراءة والكتابة.
العلاج البديل لمرض التوحد
يلجأ الأهل للعلاج البديل (Alternative medicine) نظرًا لعدم وجود علاج طبّيّ حديث يشفي من التّوحّد، وبعضهم قال إنّ العلاج البديل أدّى إلى تحسّن ونتائج إيجابيّة من خلال النّظام الغذائيّ والعلاج البديل، ورغم هذا، لا يستطيع العلماء والباحثون في مرض التّوحّد تأكيد فعالية الطّبّ البديل في شفاء أو تحسين حال مرضى التّوحّد.
الحياة مع مرض التّوحّد تتفرّع إلى جانبين مهمّين؛ الحياة مع المرض، وهي تشمل صحّة المصاب وتفاعله وكلّ ما ذُكر سابقًا.
والحياة مع مرضى التّوحّد، وهي تشمل الرّعاية العائليّة والتّفاعل مع المحيط، إضافة إلى دور مؤسّسات الرّعاية والعلاج المختصّة.
إنّ الرعاية العائليّة مهمّة ولها دور فعّل في تحسين وضع المصاب، من خلال فعاليّات تعمل على تطوير مهاراته، منها:
- التّدريب على اللّعب.
- نشاطات حركيّة.
- طلبات لفظيّة للمساعدة على النّطق.
- المشاركة في اللّعب.
- تدريبات تساهم في تطوّر التّواصل البصريّ.
- تعزيز المهارات الشّخصيّة اليوميّة؛ كارتداء الملابس وتنظيف الأسنان.
وغيرها الكثير من المهارات الّتي تساهم في تطوير سلوك وجودة حياة المصاب.
- Centers For Disease Control and Prevention (CDC): Autism spectrum disorder (ASD), May, 2017
- NHS: Autism spectrum disorder (ASD), Jan, 2016
- National Institutes of Health (NIH): Autism Spectrum Disorder Fact Sheet
- National Institutes of Health (NIH): Autism Spectrum Disorder, Oct, 2016