سرطان الغدة الدرقية
سرطان الغدة الدرقية | Thyroid Cancer هو عبارة عن إنقسام خلايا الغدة الدرقية بشكل مستقل ودون رقابة. هناك نوعان أساسيان من
سرطان الغدة الدرقية حسب مصدر الخلايا السرطانيَة. إن سرطان الغدة الدرقية غير شائع نسبيا، وعادة يتم إكتشافه مبكرا، لذلك فإن سرطان الغدة الدرقية قابل للشفاء الكامل في أغلب الأحيان.
هناك نوعان من الخلايا في الغدة الدرقية حسب مصدرها الجنيني ووظيفتها :
-
الخلايا الجريبيَّة (Follicular) : ألسَرطان النابع عن هذه الخلايا يُسمَّى بالسَرطان الجريبي (Follicular carcinoma) أو السَرطان الغصني (Papillary carcinoma).
هذا النوع من السَّرطان شائعٌ أكثر.
- الخلايا اللبية (Medullary) : ألسَرطان النَابع عن هذه الخلايا يسمَى بالسَرطان اللبي (Medullary carcinoma). هذا النوع من السَّرطان نادر جدا.
اسباب سرطان الغدة الدرقية مجهولة، إلا أنسرطان الغدة الدرقية بشكل عام يحدث بسبب سلسلة من الطفرات التي تُورث أو تحدث خلال الحياة في المادَة الجينيَّة للأشخاص.
بالرَّغم من ذلك تُعرف بعض عوامل الخطر التي تزيد من إمكانيَة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية الجريبي وهي :
- التَعرض للمواد المُشعة بكثرة، سواء من البيئة أو تلك التي تُستعمل لأهداف طبيَّة للتشخيص أو العلاج. الخطر يتناسب طرديا مع كمية الأشعة ومع كم كان التعرض لها مبكرا. من الجدير بالذكر أن الأشعة المُستعملة في تشخيص أمراض الأسنان غير كبيرة ولا تُشكل عامل خطر بتاتا.
- الجيل : معظم حالات سرطان الغدة الدرقية تحدث بين جيل 25 و 65.
- الجنس : ألنساء عرضة أكثر للاصابة بسرطان الغدة الدرقية الجريبي.
- نقص اليود : أليوم لا يُشكل مُشكلة في العالم الغربي.
- سوابق عائلية لأمراض الغدة الدرقية بشكل عام والسرطان بشكل خاص.
- هناك عدة متلازمات التي تنتقل في الوراثة والتي تزيد من إمكانية الإصابة بالعديد من أنواع السرطان مثل Gardner, Familial polyposis.
أما بالنسبة للسرطان اللبي فإن للوراثة دورا أكبر في حدوثه، فهناك متلازمة "الورم الصماوي المتعدد" (Multiple endocrine neoplasia) الذي ينتقل في الوراثة وهو مسؤول عن جزء كبير من السرطان اللبي للغدة الدرقية.
عوارض سرطان الغدة الدرقيةتنبع عن تضخم الغدة الدرقية وتشمل :
- إنتفاخ في الرقبة : أكثر عَرَض شائع.
- البحة في الصوت.
- صعوبة في التنفس : بسبب الضغط على القصبة الهوائية.
- صعوبة في البلع : بسبب الضغط على المريء.
- الألم في الرقبة أو الأذنين.
- سرطان الغدة الدرقية النابع من الخلايا الجريبية لا يُفرز الهورمونات في الغالبية الساحقة من الحالات لذلك لا نتوقع وجود عوارض فرط نشاط الغدة الدرقية.
تشخيص سرطان الغدة الدرقية يبدأ بالفحص الجسدي، بوجود أو بغياب العوارض. حيث يُمكن للطبيب أن يتحسس درنة في الغدة الدرقية. بعدها يُمكن إرسال المريض لعمل فحص فوق صوتي أو صورة طبقية للرقبة لرؤية مبنى الغدة الدرقية بشكل افضل وفحص وجود درنات فيها.
في حالة إيجاد درنة وخاصة إن كانت لا تُفرز الهورمونات قد ينصح الطبيب بأخذ عيِّنة منها بواسطة إبرة دقيقة (FNA) وهو فحص سهل يُجرى في العيادة. إن العيِنة تعطي التَشخيص الدقيق لسرطان الغدة الدرقية ولنوعه.
إذا شك الطبيب بأن سرطان الغدة الدرقية من نوع اللبي قد يفحص هورمون الكالسيتونين في الدم، فمن المتوقع أن يكون عاليا.
بالإضافة إلى ذلك فقد يُطلب من المريض عمل المزيد من الفحوصات للبحث عن نقيلات (Metastasis) في الجسم مثل :
- صورة اليود المشع : للبحث عن أنسجة درقية في الجسم، فهذه الخلايا تلتقط اليود.
- تصوير الصدر : لنقيلات رئوية.
- تصوير طبقي أو فحوصات دم للكبد.
- مسح العظام (Bone scan) : لنقيلات للعظم.
علاج سرطان الغدة الدرقية يعتمد على عوامل عدة مثل نوع سرطان الغدة الدرقية، مدى تقدمه، جيل المريض وحالته الصحية.
- علاج سرطان الغدة الدرقية المركزي هو العلاج الجراحي، حيث يخضع المريض لعملية جراحية يتم فيها إستئصال الغدة الدرقية بكاملها (Total thyroidectomy) أو فلقة واحدة (Lobectomy). إن كان المرض بمرحلة متقدمة قد تتسع العملية الجراحية لتشمل الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة الرقبة. أفضلية إستئصال كامل الغدة الدرقية هو أن عودة المرض تكون بنسبٍ أقل، ويُمكن كشفها أبكر. بينما أفضلية إستئصال جزء من الغدة الدرقية فقط هو مضاعفات أقل للعملية مثل التسبب بالأضرار للأعضاء المحيطة بالغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية.
- علاج سرطان الغدة الدرقية باليود المُشع : يقوم المريض بتناول نظائر يود مُشعة، التي تُنقل إلى الدم، ومن ثم تُلتقط عن طريق خلايا الغدة الدرقية وتُدمرها. يتم إستعمال هذا النوع من العلاج عادة بعد إجراء العملية الجراحية وذلك للقضاء على مخلفات الغدة الدرقية.
- علاج سرطان الغدة الدرقيةبالأدوية الكيميائية والأشعة : يمكن الإستعانة بهذه العلاجات إذا كان المرض في مرحلة مُتقدمة، مع نقيلات.
- تناول الهورمونات الدرقية : بعد العملية الجراحية وذلك لهدفين :
- للتعويض عن قصور الغدة الدرقية.
- لإعاقة إفراز هورمون ال TSH الذي يحث خلايا الغدة الدرقية على النمو.
بعد علاج المرض يقوم الطبيب بدعوة المريض بشكل منتظم لإجراء الفحوصات اللازمة تخوفا من عودة المرض.
الفحوصات التي يجب إجرائها :
- الفحص الجسدي : يشمل تحسس الغدة الدرقية فيمكن أن يجد الطبيب درنة جديدة.
- فحص فوق صوتي : بحثا عن نموالغدة الدرقية كدلالة على عودة المرض.
- فحص إلتقاط اليود المشع : يُبيِن وجود خلايا دراقية سواء في مكانها في الرقبة أو كنقيلات في أماكن أخرى في الجسم.
- فحص هورمون ال TSH : يجب أن يكون منخفضا، فوجوده يُشجِع على نمو وإنقسام الغدة الدرقية وبالتالي على عودة المرض.
- فحص الغلوبولين الدرقي (Thyroglobulin) أو الكالسيتونين في الدم : مصدر هاتين المادتين هوالغدة الدرقية فقط، الأولى من الخلايا الجريبية، والثانية من الخلايا اللبية. بعد العملية الجراحية يخضع المريض إلى فحص منتظم للمادة الملائمة لنوع السرطان ففي الحالة السليمة هذه المواد لا تتواجد في الدم لأن الغدة الدرقية قد إستؤصلت لذلك وجودها يرمز إلى عودة المرض.
غالبية الحالات لا يُمكن منعها. هناك نوع سرطان واحد يُمكن التَنبأ بحدوثه في قسم من الحالات وهو السرطان اللبي وذلك عندما يكون حالات مماثلة في العائلة تثير الشك لوجود متلازمة الورم الصماوي المتعدد, فيتم فحص وجود طفرة في جين مُعين, إن وجدت تدل على أن الشخص قد ورث الجين الخاص بالمتلازمة، الأمر الذي يضعه في خطر كبير للإصابة بعدة أنواع سرطان منها السرطان اللبي في الغدة الدرقية.
لتفادي ذلك يُمكن للمريض أن يُجري عملية جراحية يستأصل فيها كامل الغدة الدرقية.