داء كرون | Crohn’s Disease
داء كرون | Crohn’s Disease هو أحد أنواع داء الأمعاء الالتهابي، وهو مرض مزمن يصيب الامعاء ويؤدي لالتهابها اضافةً لالتهاب في باقي أنحاء الجهاز الهضمي. الأمر يؤدي لأعراض كألم البطن، الاسهال، الحرارة المرتفعة وأخرى عديدة، اضافةً للمضاعفات التي يسببها داء كرون كانسداد الأمعاء أو ثقبها. كما أنه يؤدي لأعراض ومضاعفات تُصيب باقي أعضاء الجسم.
لا يُعرف سبباً واضحاً لداء الأمعاء الالتهابي بشكل عام. وهناك الكثير من النظريات لسبب هذا المرض الا أن أيةً منها لم يُثبت قطعياً في الدراسات. عوامل عديدة تزيد من خطورة الاصابة بداء كرون، وأخرى تحمي منه. أبرز العوامل والأسباب هي:
· العوامل الوراثية: هناك عوامل وراثية تلعب دوراً مهماً في داء كرون، الا ان هذه العوامل غير واضحة تماماً. من الممكن جداً أن يُصاب أقرباء عائلة المريض بداء كرون مما يدل على وجود عوامل وراثية تؤدي له.
· جهاز المناعة: داء كرون هو داء مناعة ذاتي، يُهاجم فيه جهاز المناعة الأمعاء ويُسبب لها التهاباً مما يؤدي للأعراض. لذا من المنطق أيضاً أن يُعالج داء كرون بالأدوية الكابتة للمناعة والمضادة للالتهاب. لا تُعرف الأسباب التي تؤدي لذلك.
· العدوى: يظن بعض الأطباء أن نوعاً من العدوى تُسبب داء كرون، الا أن أية عدوى لم تُكتشف حتى الان. يعتقد بعض الأطباء أن العدوى هي سبب هجوم جهاز المناعة على الأمعاء.
· التغذية: يؤمن بعض الأطباء أن نوعاً من التغذية يؤدي لهجوم جهاز المناعة على الأمعاء وبذلك يُسبب داء كرون.
· التدخين: أثبتت الدراسات أن التدخين قد يُسبب داء كرون.
· حبوب منع الحمل (Oral Contraceptives): تزيد موانع الحمل الفموية من احتمال الاصابة بداء كرون.
· قد يرتبط داء كرون بأمراض أخرى مثل اعتلال الفقار أو الصدفية (Psoriasis).
مقارنةً بالتهاب القولون التقرحي، فان داء كرون يتميز بالأمور التالية:
· يصيب داء كرون جميع أعضاء الجهاز الهضمي من الفم الى الشرج. الا أن الأمعاء الدقيقة والغليظة هي الأكثر اصابة، وغالباً لا يُصاب المستقيم بالالتهاب.
· قد يمتد الالتهاب ليشمل كل جدار الأمعاء ويؤدي لتقرحات عميقة.
· قد يُصيب الالتهاب عدة مناطق بالمقابل، ويمكن أن تكون مناطق مُلتهبة بجانب مناطق سليمة.
أعراض داء كرون تظهر بنوبات متفاوتة وبينها فترات عديمة الأعراض. ولا يمكن تحديد الفترة عديمة الأعراض، فقد تستمر أيام أو سنين. يؤدي داء كرون الى التهاب في جدار الجهاز الهضمي، أو للتقرحات اذا ما انتشر هذا الالتهاب. أهم أعراض وعلامات داء كرون:
· ألم البطن: ويختلف مكان ألم البطن، ولكن غالباً ما يبدأ حول السرة ثم يمتد للبطن الأيمن السفلي.
· الحرارة المرتفعة.
· الاسهال.
· فقدان الشهية.
· فقدان الوزن.
· التعب.
· انتفاخ البطن.
· تأخر النمو لدى الأطفال وصغار السن.
· الدم في البراز: ويكون أحمر اللون، الا أنه أقل شيوعاً من حالات التهاب القولون التقرحي.
· أمراض الشرج: قد يُصيب داء كرون الشرج وعندها قد يؤدي لالتهاب في منطقة الشرج، مما يُسبب الشق الشرجي، الخراج حول الشرج وأمراض أخرى تؤدي لألم في الشرج، النزف من الشرج.
· التهاب الجهاز الهضمي العلوي: نادراً ما يلتهب الجهاز الهضمي العلوي، الا أن ذلك يُسبب ألم في رأس البطن، الغثيان والقيء.
· انسداد الأمعاء (Bowel Obstruction): ويحدث كثيراً لدى مرضى داء كرون. وغالباً ما تنسد الأمعاء الدقيقة. يُعتبر انسداد الأمعاء أخطر المضاعفات، ويؤدي لألم البطن، القيء المستمر وعدم الاخراج.
· ثقب الأمعاء (Perforation): يؤدي لتسرب محتوى الأمعاء مما قد يؤدي لالتهاب الصفاق وألم البطن الشديد. يحتاج للمعالجة الجراحية الفورية.
· تضيق الأمعاء (Stricture): يؤدي الالتهاب المزمن الى انشاء الندبات وتضيق الأمعاء وخاصةً الدقيقة. يؤدي تضيق الأمعاء الى انسداد الأمعاء ويسبب ألم البطن الشديد، القيء والامساك. قد يحدث التضيق في الشرج.
· الناسور (Fistula): الناسور هو فتحة أو مسلك يصل بين عضو واخر. يحدث الناسور اثر الالتهابات المستمرة والقرح التي تصيب الأمعاء. الكثير من مرضى داء كرون يُعانون من الناسور. قد يصل الناسور بين عدة أعضاء:
بين الأمعاء الدقيقة ببعضها: ويؤدي لسوء الامتصاص.
بين الأمعاء الدقيقة والغليظة.
بين الأمعاء الدقيقة والمعدة: ويؤدي لقيء البراز.
بين الأمعاء الدقيقة والجلد (نادرة): وتسبب عدوى جرثومية والتهاباً في الجلد يؤدي لاحمرار الجلد والألم والانتفاخ.
بين الأمعاء والمثانة: ويؤدي لظهور البراز في البول، عسر التبول، الألم عند التبول.
بين الأمعاء والمهبل عند النساء مما يؤدي لافراز البراز من المهبل.
بعض حالات الناسور تستجيب للعلاج بالأدوية، وتحتاج حالات أخرى الى المعالجة الجراحية لاستئصال الناسور.
· الخراج (Abscess): الخراج هو تجمع للقيح (أي الافرازات الالتهابية) في مكان ما. في حال داء كرون فان الخراج قد يتجمع في جوف البطن أو الحوض، حيث يتسرب الالتهاب من الأمعاء الى جوف البطن أو الحوض ويتجمع الخراج. يؤدي الخراج الى ألم البطن أو الحوض المزمن والحرارة المرتفعة. غالباً ما يصاحب الخراج عدوى جرثومية، ويمكن علاجه بواسطة تصريفه جراحياً، بالاضافة لتناول المضادات الحيوية.
· النزف: قد يكون النزف شديداً لدى بعض مرضى داء كرون، مما يؤدي لفقدان الدم. وقد يحتاج الأمر الى العلاج بتناول وجبات الدم أو المعالجة الجراحية في الحالات المستعصية. الا أن النزف أقل شيوعاً من حالات التهاب القولون التقرحي.
· سوء الامتصاص: بسبب الالتهاب المزمن والتقرحات التي قد توجد في الأمعاء، فان الأمعاء تفقد وظيفتها ليحدث سوء الامتصاص. قد ينقص الكالسيوم ويسبب هشاشة العظام، أو تنقص فيتامينات عديدة.
· سرطان القولون والمستقيم ولكن أقل من حالات التهاب القولون التقرحي.
لدى ثلث المرضى تُصاب أعضاء عديدة عدا الجهاز الهضمي، وبعضها يستجيب لعلاج داء كرون والبعض الاخر لا يستجيب. لا يُعرف سبب هذه المضاعفات ويعتقد البعض أن الأمر بسبب حالة مرض المناعة الذاتي. أهم المضاعفات هي:
· الجلد: قد يُصاب الجلد بالتهابات أو طفح عديدة أبرزها الحمامى العقدة (Erythema Nodusoum)، تقيح الجلد الغنغريني (Pyoderma Gangrenosum)، والصدفية (Psoriasis).
· الفم: فقط في حال داء كرون قد تظهر تقرحات في الفم تسمى القلاعات الفموية (Aphtous).
· المفاصل: قد تُصاب المفاصل بالتهاب المفاصل (Arthritis) أو التهاب الفقار المقسط (Ankylosing Spondylitis).
· العيون: تُصاب العيون بالتهابات عديدة، ويمكن أن يكون الالتهاب في كل من طبقات العين. أبرز التهابات العيون هي التهاب العنبية (Uveitis)، والتي تؤدي لألم العين، ألم الرأس، عدم وضوح الرؤية والحساسية للضوء.
· الكبد: يُصاب الكبد فيصبح مليئاً بالدهون، وقد يحدث التهاب الكبد الدهني ويسبب ألم البطن الأيمن العلوي.
· المرارة والقنوات الصفراء: اذا ما اصيبت المرارة والقنوات الصفراء فان حصى المرارة هي الحالة الشائعة ويبرز الأمر لدى مرضى داء كرون. تؤدي حصى المرارة لالتهاب المرارة الحاد.
· الكلى والمسالك البولية: يؤدي داء الأمعاء الالتهابي الى الاصابة بحصى الكلى، التي تؤدي لألم الخصر الشديد والقيء. كما أن احتمال انسداد المسالك البولية يزداد.
· هشاشة العظام: وذلك لأسباب عديدة منها، سوء امتصاص الكالسيوم والفيتامين د، العلاج بالستيرويد وأسباب أخرى. تؤدي هشاشة العظام للكسور، لذا من المهم علاجها بالكالسيوم وفيتامين د.
· الجلطة الدموية (Trombosis): يزداد الاحتمال للاصابة بجلطة دموية لدى مرضى كرون بسبب تخثر الدم. وغالباً ما تكون الجلطة في شرايين أو أوردة الحوض، الا أنها قد تحدث في أي مكان اخر.
· أعضاء عديدة أخرى قد تلتهب، منها القلب، البنكرياس، والرئتين. الا أنها أقل شيوعاً.
· فقر الدم: قد يحدث اثر النزيف وكذلك بسبب الالتهاب المزمن.
اذا ما كنت تشكو من أعراض أو علامات داء كرون أو مضاعفاته، عليك التوجه للطبيب. عليك التوجه للطبيب فوراً اذا ما ظهرت أعراض مفاجئة وحادة. يبدأ الطبيب التشخيص بالتاريخ المرضي، حيث يسأل عن الأعراض، مدتها، شدتها، وجود الدم أو المخاط في البراز، ألم البطن، الاسهال ووتيرته. كما أن الطبيب قد يسأل عن مضاعفات داء كرون كالتهاب المفاصل والتهاب الجلد. ينتقل الطبيب الى الفحص الجسدي، ليفحص علامات داء كرون كالحرارة، دقات القلب وضغط الدم. كما أن الطبيب يفحص البطن والمستقيم فحصاً كاملاً. اذا ما كان المريض يُعاني من أعراض أخرى فان الطبيب يفحص الأعضاء المصابة كالعين، الفم، المفاصل والجلد. يحتاج الأطباء الى بعض الاختبارات لتشخيص داء كرون، وقد يستخدم الطبيب الاختبارات التالية:
· تعداد الدم الكامل (CBC-Complete Blood Count): ويمكن من خلاله ملاحظة فقر الدم أو ارتفاع كريات الدم البيضاء الذي يبرز عند وجود حالة التهاب في الجسم.
· مؤشرات الالتهاب في الدم: سرعة تثفل الكريات الحمر (ESR- erythrocyte sedimentation rate)، البروتين المتفاعل (CRP-C Reactive Protein)، وغالباً ما يكونا مرتفعان في حالة الالتهاب.
· الألبومين في الدم (Albumin): والألبومين هو نوع من البروتين موجود في الدم. ينخفض تركيزه في حالة الالتهاب المزمن.
· الأجسام المضادة في الدم: نظراً لأن داء الأمعاء الالتهابي هو داء مناعة ذاتي، ممكن أن تكون أجسام مضادة ذاتية في دم المريض. يوجد نوعين من الأجسام المضادة الذاتية التي يمكن أن تكون في الدم:
الجسم المضاد pANCA: يوجد لدى 70% من مرضى التهاب القولون التقرحي.
الجسم المضاد ASCA: يوجد لدى 70% من مرضى داء كرون.
· اختبار البراز: أي فحص البراز تحت المجهر أو فحص وجود خلايا الالتهاب فيه. هدف الاختبار هو استبعاد أمراض أخرى ذو أعراض مشابهة مثل عدوى الأمعاء.
· تنظير القولون (Colonoscopy): يتم خلاله ادخال أنبوب طويل من فتحة الشرج الى القولون. في طرف الأنبوب توجد كاميرا تتصل بشاشة ويمكن للطبيب أن يشاهد جوف القولون. يُستعمل الجهاز لمشاهدة الالتهاب ولتشخيص داء كرون. كما يمكن خلال الاختبار استخراج عينة ومن ثم فحصها بالمجهر في المختبر، لتشخيص المرض. بالاضافة الى التشخيص فان تنظير القولون يُساعد في حالات معينة للعلاج، كوقف النزيف وتوسيع التضيق.
· تنظير الجهاز الهضمي العلوي (Endoscopy): أنبوب مشابه لتنظير القولون ويُدخل من الفم الى المريء والمعدة. يُساعد في تشخيص داء كرون الذي يُصيب الجهاز الهضمي العلوي، أو علاج مضاعفاته.
· الخزعة (Biopsy): استخراج عينة من العضو المصاب ومن ثم فحصها تحت المجهر في المختبر. يُعتبر الاختبار الأفضل والأكثر نوعية ودقة لتشخيص كرون. لا يمكن تشخيص داء كرون دون عينة.
· الاختبارات التصويرية: وهي مجموعة من الاختبارات التي تُصور الأمعاء والأعضاء المصابة. يمكن ملاحظة تغييرات وعلامات مميزة لداء كرون. رغم ذلك لا يمكن الاعتماد كلياً على هذه الاختبارات، لأنها تفتقد للنوعية. كما أن تشخيص داء كرون النهائي لا يجوز دون عينة. أهم الاختبارات المستعملة هي:
حقنة الباريوم (Barium Enema): الباريوم هي مادة تظهر بيضاء اللون عند تصويرها بالأشعة. يتم حقن الباريوم للشرج ويمتد الباريوم في كل القولون. من ثم يتم تصوير البطن بالأشعة، وعندها يمكن رؤية القولون الممتلئ بالباريوم الأبيض اللون. اذا ما كانت هناك تغييرات نتيجة الالتهاب أو تضيقات أو توسع للقولون، يمكن ملاحظتها.
بلع الباريوم: يمكن اجراء اختبار مماثل لحقنة الباريوم، وبلع الباريوم لملاحظة التغييرات في الجهاز الهضمي العلوي والأمعاء الدقيقة.
التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): ويتم خلاله تصوير البطن. يمكن بلع أو حقن مواد خاصة لتعكس الأمعاء أو القولون. تُلاحظ تغييرات مميزة لداء الأمعاء الالتهابي، كالتهاب جدار الأمعاء، تضيق الأمعاء، أو الناسور.
داء كرون هو داء مزمن ولا يمكن الشفاء منه كلياً. لذا فان أهداف العلاج هي: تخفيف الأعراض وتحقيق الهداة (Remission)، أي فترة عديمة الأعراض، الحفاظ على الهداة، تجنب المضاعفات وخاصةً الخطرة، علاج المضاعفات اذا ظهرت. يتطلب علاج داء الأمعاء الالتهابي استخدام الأدوية أو المعالجة الجراحية في بعض الحالات.
التغذية
بعض أنواع الطعام قد تزيد من الأعراض لدى مرضى داء كرون. عادةً يعرف المرضى أنواع الطعام التي تُسبب لهم الأعراض ويمكنهم تجنبها لوحدهم. أهم أنواع الطعام التي مفضل تجنبها هي: الحليب ومنتجاته، الكفائين ويوجد في القهوة والشاي، المشروبات الكحولية، البهارات الحارة، الطعام المقلي، البوبكورن، الحلويات وخاصةً المصنعة منها، وعديدة أخرى. من المفضل استشارة اخصائي تغذية لتحضير قائمة طعام.
علاج داء كرون بالأدوية
هناك العديد من الأدوية المتوفرة لعلاج داء كرون. وتختلف الأدوية المستعملة وفقاً لشدة المرض ولحدة الأعراض. حيث أن بعض الأدوية تُستخدم في الحالات الحرجة والمستعجلة. هدف جميع الأدوية هو اطفاء تهيج الالتهاب، وبالتالي يخفف الأمر من الأعراض. قد تعمل الأدوية بطرق مختلفة لكن هدفها واحد. الأدوية المستخدمة هي:
حمض امينوساليسيليك (Aminosalicylic Acid): الدواء الأكثر استخداماً للحالات الطفيفة من داء كرون. يمكن لهذه الأدوية تحقيق الهداة في 90% من الحالات، ومن ثم يمكن الاستمرار في استخدامها للحفاظ على الهداة. يمكن تناول الأدوية كحبوب في الفم، أو كحقنة في الشرج. أهم هذه الأدوية هي:
· السولفالازين (Sulfalazine).
· أولسالازين (Olsalazine).
· ميسالامين (Mesalamine).
ويوجد عديدة أخرى. لبعض الأدوية توجد أعراض جانبية تشمل: الاسهال، سوء امتصاص الحمض الفوليك (Folic Acid) والذي يؤدي لفقر الدم لذا من المفضل تناول الحمض الفوليك عند تناول هذه الأدوية، ألم الرأس، الغثيان والقيء، الحساسية للدواء مما يؤدي لالتهاب الرئتين، الحرارة المرتفعة، الطفح الجلدي وغيره.
الستيرويد (Steroids): يعمل الستيرويد كدواء كابت للمناعة، حيث أنه يقلل من وجود كريات الدم البيضاء- التي تعمل خلال الالتهاب- في الدم، وبذلك يخفف من الالتهابات التي قد تصيب أعضاء الجسم. يُعتبر الستيرويد الدواء الأكثر استعمالاً أثناء الحالات المتوسطة، أو عند عدم الاستجابة للأدوية السابقة. قد يؤدي استعمال الستيرويد الى العديد من الأعراض الجانبية الغير مرغوب فيها، لذا فان الستيرويد يُستعمل في النوبات الحادة بدايةً ومن ثم يمكن تقليل الجرعة أو استبداله بدواء اخر. يمكن تناول الستيرويد في الفم، عن طريق الوريد أو كحقنة وعندها تقل جداً أعراضه الجانبية. يُحقق الستيرويد الهداة لدى أكثر من 70% من المرضى. أهم الأعراض الجانبية:
· زيادة الشهية وزيادة الوزن.
· ارتفاع ضغط الدم.
· زيادة نمو الشعر وعلى الوجه بالذات.
· حب الشباب على الوجه والظهر والصدر.
· القلاع في الفم.
· تغيرات في المزاج والأرق.
· تهيج المعدة والمريء تسبب عسر الهضم.
· زيادة الحمض في المعدة وربما قرحة.
· الوذمة: انتفاخ وورم الأرجل بسبب احتباس الماء في الجسم.
· خطورة الاصابة بهشاشة العظام: وقد يؤثر الأمر على المدى البعيد، الا أنه من المفضل تناول اضافات الكالسيوم وفيتامين د (Vitamin D) في الطعام.
· زيادة الميل لمرض السكري، لذا من المفضل مراقبة السكر عند بدء العلاج بالستيرويد والحد من تناول السكر والنشويات، وعلاج السكري في حال ظهوره.
· ضعف العضلات واهدارها.
· خطوط في الجلد نتيجةً لترهل الجلد.
· خطورة العدوى، يؤدي استعمال الستيرويد الى كبت المناعة وبذلك يزيد من خطورة العدوى.
نظراً لكثرة الأعراض الجانبية، يجب على المرضى اللذين يتناولون الستيرويد الحفاظ على نمط الحياة التالي: التحكم بالوزن، القيام بالنشاط البدني والتمارين الرياضية، الحفاظ على التغذية السليمة الغنية بالكالسيوم والبوتاسيوم وفيتامين د، والتقليل من الملح، السكر والنشويات، التحكم بضغط الدم والسكري في حال وجوده.
المضادات الحيوية: بعض المضادات الحيوية ناجعة لعلاج داء كرون، خاصةً لداء كرون الذي يُصيب الشرج. أهم المضادات هي:
· الميترونيدازول (Mitronidazole): وأهم أعراضه الجانبية الغثيان ووجود طعم معدني في الفم.
· السيبروبروفلاكسين (Ciprofloxacin).
الأزاتيوبيرين (Azathiopirine): دواء كابت للمناعة ويُضعف جهاز المناعة، وبذلك الالتهاب والأعراض. يُستعمل كبديل للستيرويد في حال استمرار الحاجة للستيرويد. الأعراض الجانبية تشمل العدوى، فقر الدم، قلة صفائح الدم، التهاب الكبد، التهاب البنكرياس، اللمفومة (Lymphoma): مرضى داء الأمعاء الالتهابي اللذين يتناولون الأزاتيوبيرين، تزداد احتمال اصابتهم باللمفومة.
ميتوتريكسات (Methotrexate): أيضاُ من الأدوية الكابتة للمناعة، ويساعد على تحقيق الهداة في الحالات المستعصية. كما أنه يُستخدم كبديل للستيرويد. أهم أعراضه الجانبية: ألم البطن، الغثيان والقيء، قلاعيات في الفم، ضرر للكبد يتراوح بين التهاب الكبد وحتى فشل الكبد، قلة الكريات البيض، مما يؤدي للعدوى.
التاكروليميوس (Tacrolimus): نوع من المضادات الحيوية وذو قدرة على كبت المناعة. يُستخدم في الحالات المستعصية من داء كرون، عند وجود النواسير، وعند وجود داء كرون منتشر في الأمعاء الدقيقة.
مثبطات عامل النخر الورمي (Anti TNF- tumor necrosis factor): وهو عامل مهم جداً في الالتهاب، وتعمل المثبطات على وقفه وبذلك تخفف من الالتهاب. من هذه المجموعة:
· Etanercept.
· Infliximab.
· Adaliumab.
يتم تناول جميع مثبطات عامل النخر الورمي في المستشفى لأنها تُعطى عن طريق الوريد فقط. الأعراض الجانبية تشمل العدوى، وبالذات داء السل، يزيد استعمال مثبطات عامل النخر الورمي من احتمال الاصابة بالأورام وبالذات الورم اللمفي، التفاعل في منطقة الحقن ويسبب الطفح الجلدي. تُستخدم مثبطات عامل النخر الورمي لعلاج الحالات المستعصية جداً من داء كرون، وخاصةً عند وجود أمراض الشرج. تُساعد على تحقيق الهداة والحفاظ عليها عند فشل أي علاج اخر.
التغذية الكاملة بالحقن (TPN- Total Parenteral Nutrition): التوقف عن تناول الطعام من الفم، والتغذية الكاملة بالحقن كعلاج أخير لحالات داء كرون المستعصية.
اختيار الأدوية المناسبة
من المهم جداً اختيار العلاج المناسب للحالة وعدم العلاج بأدوية لا حاجة لها، لأن الأمر يجلب الأعراض الجانبية للمريض ولا يزيد من نجاعة العلاج. عند علاج داء كرون فان المضادات الحيوية أو حمض امينوساليسيليك هي الأدوية الأولى. المضادات الحيوية تُستخدم عند وجود النواسير. تُشبه سلسلة العلاج تلك التي تُستخدم عند التهاب القولون التقرحي، بالاضافة الى استخدام التاكروليميوس أو التغذية الكاملة بالحقن، في الحالات المستعصية جداً وخاصةً النواسير. كما أن الميتوتريكسات يُستخدم أكثر عند علاج داء كرون.
المعالجة الجراحية
لا يُمكن القول أن المعالجة الجراحية نادرة، فأغلب مرضى داء كرون يمرون بعملية جراحية واحدة على الأقل خلال حياتهم. قد تشفي العمليات الجراحية مرضى التهاب القولون التقرحي، لكن الأمر مرتبط باستئصال القولون (والذي له العديد من الأعراض الجانبية والمضاعفات)، لكتها لا تستطيع شفاء داء كرون لأنه قد يظهر في جميع أجزاء الجهاز الهضمي.
تهدف العمليات الجراحية المعروفة الى استئصال الأعضاء المصابة أو محاولة اصلاح الضرر (كالتضيق)، لذا فان للعمليات الجراحية ثمنها، ومن هنا يفضل الأطباء استعمالها فقط في حالات معينة. عدة حالات يجب اجراء عمليات جراحية بها، وهي:
· داء كرون المستعصي وغير مستجيب للعلاج بالأدوية، ويؤدي لنوبات عديدة من الأعراض.
· النزيف الشديد.
· ثقب القولون أو الأمعاء.
· النواسير غير المستجيبة للعلاج بالأدوية عند داء كرون.
· الخراج غير المستجيب للعلاج عند داء كرون.
· تضخم القولون السمي.
· تضيق الأمعاء المستعصي للعلاج بالأدوية.
· انسداد الأمعاء.
· عملية جراحية لتجنب سرطان القولون.
· سرطان القولون.
العمليات الجراحية يكون هدفها استئصال أقل ما يمكن، نظراً لأن هؤلاء المرضى قد يمرون بعمليات أخرى عديدة. عند التضيق، يمكن اصلاحه أو استئصال الجزء المتضيق. كذلك الأمر عند انسداد الأمعاء. في حال النواسير أو الاخراج، فيجب ازالتها. أما في حال انتشار المرض، يمكن استئصال جزء كبير من الأمعاء، الا أن المرضى قد يشكون من الاسهال وسوء الامتصاص.