داء الأمعاء الالتهابي
داء الأمعاء الالتهابي هو مجموعة من الأمراض المزمنة التي تُصيب الأمعاء وتؤدي الى التهابها. يؤدي داء الأمعاء الالتهابي الى أعراض كألم البطن، الاسهال، الحرارة المرتفعة وأخرى عديدة. يشمل داء الأمعاء الالتهابي مرضين أساسيين:
· التهاب القولون التقرحي (UC- Ulcerative Colitis): والذي يُصيب القولون فقط.
· داء كرون (Crohn's disease): والذي قد يُصيب كل أعضاء الجهاز الهضمي.
قد يؤدي داء الأمعاء الالتهابي للعديد من المضاعفات في الجهاز الهضمي كانسداد الأمعاء أو ثقبها. كما أنه يؤدي لأعراض ومضاعفات تُصيب باقي أعضاء الجسم. يُعالج داء الأمعاء الالتهابي بالأدوية وخاصةً الكابتة للمناعة، وهناك حاجة لاجراء عمليات جراحية في بعض الأحيان.
تختلف نسبة انتشار داء الأمعاء الالتهابي بين الدول والمناطق المختلفة. تُقدر الاحصائيات بأن 14 شخص من كل مئة ألف شخص يشكون من داء الأمعاء الالتهابي. وتزداد نسبة انتشار داء الأمعاء الالتهابي لدى اليهود وبيض البشرة أكثر من غيرهم.
ان حدوث داء الأمعاء الالتهابي يتغير وفقاً للسن. رغم أنه يمكن أن يُصيب جميع الفئات، الا أن داء الأمعاء الالتهابي يُصيب الأشخاص في السنين 15-30 و 60-80 أكثر من غيرهم.
يُصيب داء الأمعاء الالتهابي الأشخاص ساكني المدن أكثر من القرى، كما أنه يُصيب الأشخاص ذوي الوضع المادي الاجتماعي الجيد.
لا يُعرف سبباً واضحاً لداء الأمعاء الالتهابي. وهناك الكثير من النظريات لسبب هذا المرض الا أن أيةً منها لم يُثبت قطعياً في الدراسات. عوامل عديدة تزيد من خطورة الاصابة بداء الأمعاء الالتهابي، وأخرى تحمي منه. أبرز العوامل والأسباب هي:
· العوامل الوراثية: هناك عوامل وراثية تلعب دوراً مهماً في داء الأمعاء الالتهابي، الا ان هذه العوامل غير واضحة تماماً. من الممكن جداً أن يُصاب أقرباء عائلة المريض بداء الأمعاء الالتهابي مما يدل على وجود عوامل وراثية تؤدي لداء الأمعاء الالتهابي.
· جهاز المناعة: داء الأمعاء الالتهابي هو داء مناعة ذاتي، يُهاجم فيه جهاز المناعة الأمعاء ويُسبب لها التهاباً مما يؤدي للأعراض. لذا من المنطق أيضاً أن يُعالج داء الأمعاء الالتهابي بالأدوية الكابتة للمناعة والمضادة للالتهاب. لا تُعرف الأسباب التي تؤدي لمرض المناعة الذاتي.
· العدوى: يظن بعض الأطباء أن نوعاً من العدوى تُسبب داء الأمعاء الالتهابي، الا أن أية عدوى لم تُكتشف حتى الان. يعتقد بعض الأطباء أن العدوى هي سبب هجوم جهاز المناعة على الأمعاء.
· التغذية: يؤمن بعض الأطباء أن نوعاً من التغذية يؤدي لهجوم جهاز المناعة على الأمعاء وبذلك يُسبب داء الأمعاء الالتهابي.
· التدخين: أثبتت الدراسات أن التدخين قد يُسبب داء كرون. وبشكل مُفاجئ فان التدخين يقي التهاب القولون التقرحي.
· موانع الحمل الفموية (Oral Contraceptives): تزيد موانع الحمل الفموية من احتمال الاصابة بداء كرون.
· قد يرتبط داء الأمعاء الالتهابي بأمراض أخرى مثل اعتلال الفقار أو الصدفية (Psoriasis).
يظن أغلب الأطباء أن داء الأمعاء الالتهابي هو نتيجة لجميع العوامل أعلاه. حيث أن داء الأمعاء الالتهابي يبدأ كعدوى في الأمعاء لدى الأشخاص المعدين وراثياً، مما يؤدي لبدأ الالتهاب النابع من داء مناعة ذاتي.
هناك عدة خلافات بين داء كرون والتهاب القولون التقرحي، ويمكن تلخيصها بالتالي:
الفرق |
داء كرون |
التهاب القولون التقرحي |
الأعضاء المصابة
|
جميع أعضاء الجهاز الهضمي من الفم الى الشرج. الا أن الأمعاء الدقيقة والغليظة هي الأكثر اصابة، وغالباً لا يُصاب المستقيم بالالتهاب |
الأمعاء الغليظة فقط، من بداية القولون وحتى المستقيم دون اصابة الشرج |
العضو الأكثر اصابة |
الأمعاء الدقيقة والغليظة سويةً |
المستقيم (Rectum) |
عمق الالتهاب |
قد يمتد الالتهاب ليشمل كل جدار الأمعاء ويؤدي لتقرحات عميقة |
يظل الالتهاب محصوراً في الغشاء المخاطي فقط، وقد يؤدي لتقرحات |
مناطق الالتهاب |
قد يُصيب الالتهاب عدة مناطق بالمقابل، ويمكن أن تكون مناطق مُلتهبة بجانب مناطق سليمة |
يكون الالتهاب استمرارياً ويصيب مقطعاً متواصلاً من القولون |
تختلف أعراض داء الأمعاء الالتهابي وفقاً لنوع المرض، وبشكل عام يمكن القول أن الأعراض تشمل الم البطن، الاسهال، البراز الدموي، فقدان الشهية، الحرارة المرتفعة، فقدان الوزن وغيرها. بعض الأعراض كالبراز الدموي تبرز أكثر لدى مرضى التهاب القولون التقرحي. يمكنكم الاطلاع على أعراض كل من الأمراض في مقالات منفصلة.
قد يؤدي داء الأمعاء الالتهابي الى العديد من المضاعفات في الجهاز الهضمي، ويبرز الأمر في حال داء كرون أكثر من التهاب القولون التقرحي، الا أن الأمر يتعلق بشدة المرض وطبيعته. كما أن داء الأمعاء الالتهابي يؤدي لمضاعفات وأعراض في باقي أعضاء الجسم، كالمفاصل والجلد. بعض المضاعفات تتعلق بداء الأمعاء الالتهابي، أي أنها تظهر مع ظهور أعراض داء الأمعاء الالتهابي، فيما تظهر مضاعفات أخرى دون علاقة بأعراض داء الأمعاء الالتهابي. سيتم ذكر المضاعفات في الجهاز الهضمي وخارجه لكل مرض في مقالات منفصلة.
اذا ما كنت تشكو من أعراض أو علامات داء الأمعاء الالتهابي أو مضاعفاته، عليك التوجه للطبيب. عليك التوجه للطبيب فوراً اذا ما ظهرت أعراض مفاجئة وحادة. يبدأ الطبيب التشخيص بالتاريخ المرضي، حيث يسأل عن الأعراض، مدتها، شدتها، وجود الدم أو المخاط في البراز، ألم البطن، الاسهال ووتيرته. كما أن الطبيب قد يسأل عن مضاعفات داء الأمعاء الالتهابي كالتهاب المفاصل والتهابات الجلد. ينتقل الطبيب الى الفحص الجسدي، ليفحص علامات داء الأمعاء الالتهابي كالحرارة، دقات القلب وضغط الدم. كما أن الطبيب يفحص البطن والمستقيم فحصاً كاملاً. اذا ما كان المريض يُعاني من أعراض أخرى فان الطبيب يفحص الأعضاء المصابة كالعين، الفم، المفاصل والجلد. يحتاج الأطباء الى بعض الاختبارات لتشخيص داء الأمعاء الالتهابي، وبعضها لتشخيص مضاعفات داء الأمعاء الالتهابي. قد يستخدم الطبيب اختبارات الدم واختبارات تصويرية وأهم الاختبارات هي تنظير القولون والخزعة. لمزيد من التفاصيل يمكن الاطلاع على تشخيص داء كرون، تشخيص التهاب القولون التقرحي.
داء الأمعاء الالتهابي هو مرض ولا يمكن الشفاء منها كلياً. لذا فان أهداف العلاج هي: تخفيف الأعراض وتحقيق الهداة (Remission)- أي فترة عديمة الأعراض، الحفاظ على الهداة لأطول فترة ممكنة، تجنب المضاعفات وعلاج المضاعفات اذا ظهرت. يتطلب علاج داء الأمعاء الالتهابي استخدام الأدوية أو المعالجة الجراحية في بعض الحالات.
يبدأ علاج داء الأمعاء الالتهابي بتغيير نظام الحياة واتباع حمية غذائية خاصة، كما أن معظم الحالات تحتاج للعلاج بالأدوية والتي تعمل على كبت الالتهاب وتلطيف الأعراض. بعض الحالات تحتاج للمعالجة الجراحية لاستئصال جزء من الجهاز الهضمي. لمزيد من التفاصيل عن علاج أمراض داء الأمعاء الالتهابي انظر علاج داء كرون، علاج التهاب القولون التقرحي.