حصى المرارة

حصى المرارة (Gallstones) هي حالة تكون حصى صلب من سائل الصفراء (Bile) الموجود في كيس المرارة. نشير الى أن كيس المرارة هو عضو صغير يقع في البطن وتحديداً في الربع العلوي الأيمن أسفل الكبد. يقوم الكبد بافراز الصفراء الى الجهاز الهضمي، ويُستخدم كيس المرارة لتخزين وتركيز الصفراء وافرازها عند تناول الطعام لتساعد في هضم الدهنيات. توجد عدة عوامل تؤدي لتكون حصى المرارة ولكن لا يُعرف السبب الدقيق الذي يؤدي لذلك، وقد تختلف الحصى في شكلها، حجمها وعددها. تؤدي حصى المرارة لألم شديد في البطن وغالباً ما يتم استئصال المرارة لعلاج الأمر.

حصى المرارة

العوامل التالية تزيد من احتمالات الاصابة بحصى المرارة:

· الجنس: تنتشر حالات حصى المرارة لدى الاناث أكثر من الرجال.

· السن: تزداد احتمالات الاصابة بحصى المرارة بعد سن الستين، لكنها قد تصيب أيضاً صغار السن.

· الوزن الزائد أو السمنة.

· التاريخ العائلي: اصابة أحد أفراد العائلة بحصى المرارة يزيد من احتمال اصابتك بحصى المرارة.

· الحمل.

· الحمية الغذائية: تناول حمية غذائية غنية بالدهنيات والكولسترول وفقيرة بالألياف يزيد من خطورة حصى المرارة.

· السكري.

· فقدان الوزن خلال فترة قصيرة.

· الأدوية: تناول الأدوية التي تحوي الهرمونات الأنثوية كالاستروجين يزيد من احتمال الاصابة بحصى المرارة.

رغم العديد من الدراسات في المجال لا يزال سبب حصى المرارة غير واضح كلياً. تدل الدراسات على وجود ثلاثة اليات أساسية لتكون حصى المرارة:

· فائض الكوليسترول: تعمل الصفراء على الكوليسترول وتؤدي لانحلاله. طالما يُفرز الكبد ما فيه الكفاية من الصفراء، ينحل الكوليسترول. لكن في حال ازدادت كمية الكوليسترول على قدرة الكبد لافراز الصفراء، يؤدي الأمر الى وجود فائض من الكوليسترول. هذا الفائض قد يتبلور ويتحول الى حصى ترقد في المرارة.

· فائض البيليروبين (Bilirubin): البيليروبين هي مادة يفرزها الكبد، وتنتج من انحلال خلايا الدم الحمراء. بعض الحالات المرضية تؤدي لفائض في كمية البيليروبين، والذي قد يتبلور ويتحول الى حصى.

· عدم قدرة المرارة على افراغ نفسها كما يجب، مما يؤدي لتراكم الصفراء ومن ثم تبلورها الى حصى.

· حصى الكوليسترول (Cholesterol Gallstones): والتي تنتج في حال فائض الكوليسترول. تُعتبر أكثر أنواع حصى المرارة انتشاراً، وهي صفراء اللون.

· حصى المرارة الصباغي (Pigment Gallstones): بنية غامقة اللون أو سوداء، وتتكون في حال وجود فائض البيليروبين.

في العديد من الحالات تتكون حصى المرارة ولا تؤدي لأية أعراض تذكر. كما ذكرنا فان الحصى تختلف من شخص لاخر في حجمها، شكلها وعددها. اذا ما أدت الحصى الى انسداد قناة المرارة فانها تؤدي للاعراض التالية:

· ألم البطن: أبرز الاعراض وأهمها وغالباً ما يكون الألم في الربع الأيمن العلوي من البطن، او في رأس المعدة. يبدأ الألم بسرعة – خاصةً بعد تناول وجبات الطعام الغنية بالدهنيات- ويتفاقم خلال فترة قصيرة من الزمن، وغالباً ما يستمر لساعات معدودة. قد ينتقل الألم الى الكتف الايمن او الى الظهر.

· الغثيان.

· في بعض الأحيان القيء.

· التهاب المرارة (Cholecystitis).

· اليرقان (Jaundice) والذي يحدث اثر انسداد في القنوات الصفراوية ويؤدي لارتفاع نسبة البيليروبين في الدم – مما يسبب اليرقان.

· التهاب القنوات الصفراوية (Cholangitis): حصى المرارة قد تنتقل الى القنوات الصفراوية وتؤدي لانسدادها، مما يزيد من خطورة الاصابة بالتهاب القنوات الصفراوية.

· التهاب البنكرياس (Pancreatitis): تُعتبر حصى المرارة من أبرز الأسباب لالتهاب البنكرياس، لأنها قد تنتقل من المرارة الى قناة البنكرياس وتؤدي لانسدادها مما يسبب التهاب البنكرياس.

· سرطان المرارة: في بعض الحالات النادرة فان تراكم حصى المرارة يزيد من خطورة سرطان المرارة، اثر تحولات سرطانية في الخلايا.

يعتمد تشخيص حصى المرارة على التاريخ المرضي، فان وصف الألم الذي يشكو منه المريض هو المفتاح لتشخيص حالة حصى المرارة. كما أن الفحص الجسدي قد يدل على وجود حصى المرارة، خاصةً الايلام الشديد عند جس البطن في موقع كيس المرارة. رغم ذلك فان العديد من الاختبارات تساهم في التشخيص النهائي والأكيد. جميع هذه الاختبارات هي اختبارات تصويرية، ولكن أهمها وأكثرها استخداماً هي التخطيط فوق الصوتي (US- Ultrasound) الذي يُمكن الطبيب من رؤية حصى المرارة داخل كيس المرارة. اختبارات تصويرية أخرى تشمل التصوير الطبقي المحوسب.

توجد اختبارات أخرى تهدف لتشخيص حصى المرارة في القنوات الصفراوية، ويتم استخدام هذه الاختبارات اذا ما كن التاريخ المرضي يلائم لحصى في القنوات الصفراوية. تشمل هذه الاختبارات تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP- Endoscopic Retrograde Cholangiopancreatography)، التصوير بالرنين المغناطيسي. اختبارات أخرى كاختبارات الدم لفحص نسبة البيليروبين وانزيمات الكبد تهدف لتشخيص مضاعفات حصى المرارة.

علاج حصى المرارة عديمة الأعراض

اذا لم تسبب حصى المرارة أية أعراض، وتم تشخيصها صدفةً خلال اختبارات التخطيط فوق الصوتي أو التصوير الطبقي المحوسب، لا حاجة لعلاجها. ما يُمكن فعله هو التوجه للطبيب لتلقي المعلومات عن حصى لمرارة وعن الأعراض التي قد تسببها. في حال ظهور أية أعراض يجب التوجه لتلقي العلاج. لكن نشير الى أن حصى المرارة عديم الأعراض لا يحتاج للعلاج في معظم الحالات.

علاج حصى المرارة المسببة للأعراض

اذا ما سببت حصى المرارة أية أعراض أو مضاعفات هناك حاجة لعلاج الحالة. في الحالات الحادة من ألم حصى المرارة يهدف العلاج الى تلطيف الألم، وذلك بواسطة تناول الأدوية المسكنة للألم. من المفضل التوجه الى الطبيب لتناول أدوية مسكنة للألم، وللتزود بأدوية لتناولها في البيت.

المعالجة الجراحية

بعد انتهاء الفترة الحرجة من الألم أو بعد زوال مضاعفات حصى المرارة، فان العلاج النهائي هو استئصال المرارة (Cholecystectomy). تهدف العملية الى تجنب تنكس أعراض حصى المرارة وتجنب المضاعفات. تُجرى العملية الجراحية لاستئصال المرارة بعد التخدير الكلي. يمكن اجراء عملية استئصال المرارة بطريقتين:

· استئصال المرارة بتنظير البطن (Laparoscopic Cholecystectomy): وتعني ادخال منظار للبطن وأجهزة جراحية أخرى من خلال ثلاث أو أربعة شقوق صغيرة في البطن، في أسفل السرة أو أعلاها، لا تتعدى السنتيمتر كل منها.  ومن ثم استئصال المرارة واستخراجها من البطن.

· استئصال المرارة بالعملية الجراحية المفتوحة (Open Cholecystectomy): وهي العملية التقليدية التي تُشق فيها البطن بمنطقة المرارة ومن ثم تُستأصل المرارة.

غالباً ما تُجرى العمليات بتنظير البطن، حيث أن عمليات تنظير البطن بحاجة لوقت أقل للبقاء في المستشفى، وتؤدي لألم  ولمضاعفات أقل من العملية الجراحية المفتوحة، كما أن المريض يمكنه الذهاب للبيت في نفس اليوم والعودة للعمل خلال أسبوع أو اثنان.

امكانية أخرى لعلاج حصى المرارة هي تناول أدوية تؤدي لانحلال حصى المرارة. قد تستغرق هذه الأدوية أشهر أو سنوات حتى تؤدي لنتيجة، وفي بعض الحالات لا ينجح العلاج بها. لذلك فان الأدوية نادرة الاستعمال.