حساسية اللاكتوز
تعني حساسية اللاكتوز أو عدم تحمل اللاكتوز Lactose intolerance أن الجسم لا يمكنه هضم اللاكتوز بسهولة (يُدعى اللاكتوز أيضاً سكر الحليب لأنه يوجد في الحليب ومشتقاته)، وهي حالة مختلفة عن التحسس الغذائي تجاه الحليب.
عدم تحمل اللاكتوز (نوع سكر يوجد غالباً في منتجات الحليب) هو حالة في الأمعاء الدقيقة تحدث بسبب نقص في أحد الانزيمات التي تُحلل اللاكتوز- اللاكتاز (Lactase). قد يكون السبب في نقص الانزيم خلقياً أو ثانوياً لأمراض أخرى في الأمعاء.
تتغير نسبة انتشار عدم تحمل اللاكتوز من بلد لاخر ومن قارة لأخرى وهو الأكثر انتشاراً في اسيا حيث قد تبلغ نسبة انتشار الحالة 90%. قد يُصيب عدم تحمل اللاكتوز الأطفال والرضع، كما أنه يصيب المراهقين أو كبار السن.
يؤدي عدم تحمل اللاكتوز الى سوء امتصاصه وتراكمه في الأمعاء الدقيقة مما يؤدي لألم البطن، الاسهال، الغازات وأعراض أخرى بعد تناول منتجات الحليب.
عندما يمر اللاكتوز عبر الأمعاء الغليظة (القولون) دون أن يُهضَم بشكل صَحيح في الأمعاء الدقيقة، يمكن أن يتسبب بظهور أعراض مزعجة مثل تشكل الغازات والألم البطني والنفخة. لا يستطيع بعض المصابين بحساسية اللاكتوز هضم أي نوع من منتجات الألبان، بينما يستطيع آخرون أكل أو شرب مقادير صغيرة من منتجات الألبان أو أنواع معينة من منتجات الألبان دون حدوث مشاكل عندهم.
حساسية اللاكتوز مرض شائع بين البالغين، وهو أكثر شيوعاً بين الأفارقة والآسيويين منه بين الأوروبيين.
إن نقص إنزيم اللاكتاز lactase (وهو إنزيم تصنعه الأمعاء الدقيقة) هو المسؤول عادة عن حساسية اللاكتوز. يملك أشخاص كثيرون كميات منخفضة من اللاكتاز، لكن يمكنهم هضم منتجات الحليب دون الشكوى من أية مشاكل. وإن كنت مصاباً بحساسيةة اللاكتوز فعلياً، فإن نقص اللاكتاز عندك سوف يؤدي لظهور أعراض بعد تناول منتجات الألبان.
التحدي الأكبر الذي يواجه مرضى حساسية اللاكتوز هو اختيار النظام الغذائي الذي يجنبهم الأعراض المزعجة ويزودهم في نفس الوقت باحتياجاتهم من الكالسيوم بحيث يحافظون على صحة عظامهم.
اللاكتوز هو نوع سكر يتواجد في أطعمة مختلفة وخاصةً الحليب ومنجاته. عند دخول اللاكتوز الى الأمعاء الدقيقة، فان بروتين يتواجد في الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة يعمل على تحليل اللاكتوز- الى غلوكوز وغالاكتوز- لأجل امتصاصه. هذا البروتين هو انزيم اللاكتاز.
يوجد اللاكتاز بشكل بارز لدى الرضع والأطفال لكي يُساعد على تحليل اللاكتوز، لكن مع التقدم في الجيل يقل اللاكتاز بدايةً من جيل 5 سنوات. الأشخاص اللذين يشكون من عدم تحمل اللاكتوز، هم الأشخاص اللذين لا يوجد لديهم اللاكتاز الكافي لتحليل اللاكتوز. وتبرز هذه الحالة بعد انخفاض مستوى اللاكتاز، أي بعد سن الخامسة ولدى المراهقين. يؤدي الأمر الى تراكم اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة ومن ثم في الأمعاء الغليظة، ونتيجة هذا التراكم هي سوء امتصاص اللاكتوز مما يؤدي للأعراض والمضاعفات.
تنجم حساسية اللاكتوز عادة عن عدم إنتاج جسمك ما يكفي من إنزيم اللاكتاز، وهو إنزيم (بروتين ينشط حدوث تفاعل كيميائي) يُصنَّع في الأمعاء الدقيقة من أجل هضم سكر اللاكتوز.
هضم اللاكتوز
بعد أكل أو شرب مادة غذائية تحتوي على اللاكتوز، فإنها تنزل إلى المعدة بعد المرور بالمريء، وهناك يبدأ هضمها، وبعدها يمر اللاكتوز إلى الأمعاء الدقيقة.
يفكك اللاكتاز في الأمعاء الدقيقة اللاكتوز ليعطي الغلوكوز والغالاكتوز (وهما من السكاكر الأحادية أو البسيطة التي لا يمكن تفكيكها إلى سكاكر أبسط)، حيث يُمتصان من الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم للاستفادة منهما. إذا لم يكن هناك ما يكفي من اللاكتاز في الأمعاء الدقيقة، سوف يعبر اللاكتوز غير المُمتص إلى الأمعاء الغليظة (القولون).
تفكك الجراثيم الموجودة في القولون اللاكتوز إلى أحماض عضوية وغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والميثان. يتسبب تفكك اللاكتوز في القولون، وما ينتج عنه من أحماض وغازات، بظهور أعراض حساسية اللاكتوز مثل النفحة وتشكل الغازات.
أنواع نقص اللاكتاز
توجد عدة أنواع لنقص اللاكتاز هي:
نقص اللاكتاز الأولي Primary lactase deficiency
نقص اللاكتاز الأولي هو السبب الأكثر شيوعاً لحساسية اللاكتوز في العالم. يحدث هذا النوع من نقص اللاكتاز بسبب عيب جيني موروث.
يحصل نقص اللاكتاز الأولي عندما يقل إنتاج اللاكتاز بعد أن يقل ما يحتويه نظامك الغذائي من الحليب ومنتجات الألبان. يحدث هذا عادة بعد عمر السنتين، بعد إيقاف الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية، مع أن الأعراض قد لا تظهر إلا حين دخولك في عمر المراهقة.
نقص اللاكتاز الثانوي Secondary lactase deficiency
نقص اللاكتاز الثانوي هو نقص اللاكتاز الذي ينجم عن وجود مشكلة في الأمعاء الدقيقة. يمكن أن يحصل نقص اللاكتاز الثانوي في أي عمر، وقد يحصل بسبب اضطراب آخر أو جراحة على الأمعاء الدقيقة، أو بسبب تناول أدوية معينة.
نقص اللاكتاز الثانوي سبب شائع للإصابة بحساسية اللاكتوز، لاسيما عند الرضع والأطفال الصغار. تشمل الأسباب الممكنة لنقص اللاكتاز الثانوي:
- التهاب المعدة والأمعاء. وهي عدوى تصيب المعدة والأمعاء.
- الداء البطني Celiac Disease. وهو مرض هضمي يحصل بسبب ردة فعل غير سليمة تجاه بروتين اسمه الغلوتين.
- داء كرون Crohn’s Disease وهو اضطراب مزمن يتسبب بالتهاب بطانة الجهاز الهضمي.
- التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis. وهو اضطراب مزمن في الأمعاء الغليظة.
- المعالجة الكيميائية للسرطان.
- تناول المضادات الحيوية لفترة طويلة.
يكون نقص إنتاج اللاكتاز في نقص اللاكتاز الثانوي مؤقتاً أحياناً، بيد أنه قد يكون دائماً عند وجود سبب مزمن.
كما يمكن أن تصاب بنقص اللاكتاز الثانوي في مرحلة لاحقة من عمرك، حتى ولو لم يكن هناك اضطراب يثيره. وهذا لأن صنع الجسم لإنزيم اللاكتاز يقل عادة مع التقدم بالعمر.
نقص اللاكتاز الخلقي
نقص اللاكتاز الخلقي حالة نادرة تورث في العائلات ونجدها عند حديثي الولادة.
يحصل نقص اللاكتاز الخلقي بفعل عيب جيني موروث يؤدي إلى صنع اللاكتاز بكميات ضئيلة عند الرضع أو عدم صنعه أبداً.
تتم وراثة نقص اللاكتاز الخلقي بنمط وراثي جسمي متنحي، وهذا يعني أنه يجب أن يكون الجين المعيب موجوداً عند كلا الأبوين كي يمر المرض إلى الأبناء.
نقص اللاكتاز النمائي (أو التطوري)
يحدث لدى بعض الأطفال الخُدج (الذين يولدون قبل الأسبوع 37 من الحمل) إصابة مؤقتة بحساسية اللاكتوز، لأن أمعاءهم لا تكون كاملة التطور عند ولادتهم. نعرف هذه الحالة باسم نقص اللاكتاز النمائي وتأخذ حالة الرضع بالتحسن مع تقدمهم بالعمر.
الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز
يظن كثير من الناس أن حساسية الحليب هي نفسها حساسية اللاكتوز، إلا أنهما حقيقةً مرضان مختلفان تماماً.
تشير حساسية اللاكتوز إلى عدم القدرة على هضم اللاكتوز واستقلابه بشكل صحيح، وهو مكون سكري موجود في الحليب. وينجم هذا العجز كما ذكرنا عن نقص تصنيع إنزيم اللاكتاز في الجسم. يعاني المصابون بحساسية اللاكتوز عادة من أعراض مزعجة مثل النفحة والمشاكل الهضمية الأخرى بدرجات مختلفة، غير أن الأعراض في حساسية اللاكتوز لا تكون مهددة للحياة أو شديدة للغاية كما في الأعراض المرافقة لحساسية الحليب.
حساسية الحليب اضطراب أكثر شدة بسبب انخراط الجهاز المناعي فيه. حساسية الحليب منتشرة نوعاً ما كذلك، لكنها ليست بمثل شيوع حساسية اللاكتوز. نفسر حدوث حساسية الحليب بحصول ردة فعل مغالى بها للجهاز المناعي على بروتينات معينة موجودة في الحليب، وردة الفعل تلك تطلق مجموعة من الأعراض في الجسم تتفاوت في شدتها من أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة.
يشكو مرضى حساسية الحليب من شرى (شرية - حساسية الجلد Urticaria) وأزيز (صفير عند التنفس) وتقيؤ واضطرابات هضمية مثل الإسهال، وتأق anaphylaxis (حساسية شديدة) في بعض الحالات النادرة بعد تناول الحليب أو منتجات الألبان.
هناك عوامل تزيد فرصة إصابتك بحساسية اللاكتوز مثل:
- التقدم في العمر. تظهر حساسية اللاكتوز عند البالغين عادة. هذا المرض غير شائع عند الرضع والأطفال الصغار.
- العِرق. المرض أكثر شيوعاً بين الأفارقة والآسيويين منه بين الأوربيين.
- الخداجة (الولادة الباكرة). الرضع الذين يولدون قبل موعدهم أكثر عرضة للإصابة بحساسية اللاكتوز، لأن أمعاءهم لا تكون ناضجة كفاية لتصنيع اللاكتاز.
- الإصابة بأمراض تؤثر على الأمعاء الدقيقة. تتضمن اضطرابات الأمعاء الدقيقة التي تسبب حساسية اللاكتوز فرط النمو الجرثومي والداء البطني وداء كرون.
- علاجات سرطان معينة. تزداد خطورة الإصابة بحساسية اللاكتوز عند تلقي المريض لمعالجة شعاعية لسرطان في البطن أو عند وجود مضاعفات هضمية للمعالجة الكيميائية.
يمكن أن تكون أعراض حساسية اللاكتوز خفيفة أو شديدة، بحسب النقص في مقدار إنزيم اللاكتاز الذي يصنعه الجسم. تبدأ الأعراض عادة بعد تناول الحليب أو منتجات الألبان بـ30 دقيقة إلى ساعتين. تشمل أعراض حساسية اللاكتوز ما يلي:
- النفخة.
- ألم أو مغص في أسفل البطن.
- تجشؤ أو أصوات قرقرة في أسفل البطن.
- غازات.
- براز رخو أو إسهال، ويكون البراز رغوياً أحياناً.
- تقيؤ.
يعتقد كثير من الأشخاص بأنهم مصابون بحساسية اللاكتوز خطأً، لأن أعراض حساسية اللاكتوز أعراض شائعة جداً. فلو أصبت بالغثيان بعد شرب كأس من الحليب في وقتٍ ما، فهذا لا يعني بالضرورة أنك مصاباً بحساسية اللاكتوز. لكن لو شعرت بالأعراض في كل مرة تشرب فيها الحليب أو تأكل الآيس كريم أو منتجات الألبان الأخرى، فقد تكون مصاباً بحساسية اللاكتوز.
يشكو بعض البالغين من حساسية اللاكتوز فجأة مع أنهم لم يكونوا يشكون سابقاً من أية أعراض. وتزداد فرصة حدوث ذلك مع التقدم بالعمر.
حساسية اللاكتوز عند الكبار
يبدأ الشكل الأكثر شيوعاً من حساسية اللاكتوز الناجمة عن نقص اللاكتاز الأولي (حساسية اللاكتوز عند البالغين) أثناء المراهقة أو الشباب، وتستمر لباقي العمر. ويزداد احتمال الإصابة مع التقدم بالعمر. كما يصاب البالغون بحساسية اللاكتوز عند حدوث نقص لاكتاز ثانوي، والذي يحدث عند الإصابة بأمراض هضمية معينة مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي والداء البطني أو عند المعالجة الكيميائية للسرطان، وعندها تستمر أعراض حساسية اللاكتوز طالما استمر نقص اللاكتاز.
حساسية اللاكتوز عند الرضع
حساسية اللاكتوز ليست شائعة بين الرضع ولا تبدأ بالظهور إلا بعد عمر الثالثة عند الأطفال الذين يولدون في تمام الحمل. يولد جميع الأطفال ولديهم لاكتاز في أمعائهم، ويبدأ اللاكتاز بالتناقص مع التقدم بالعمر.
- تكون فرصة إصابة الرضع الذين يولدون قبل تمام الحمل (الخُدّج) بحساسية اللاكتوز أكبر من الرضع الذين يولدون بتمام الحمل، ونطلق على حالتهم اسم نقص اللاكتاز النمائي. تستمر هذه الحالة لمدة قصيرة فقط بعد الولادة عادة. بيد أن معظم الرضع الخدج يكون بإمكانهم شرب الحليب الطبيعي والحليب الاصطناعي الحاوي على اللاكتوز دون مشاكل.
- نقص اللاكتاز الخلقي اضطراب نادر جداً لا تستطيع أمعاء الأطفال المصابين به أن تفكك اللاكتوز الموجود في الحليب. تتسبب الجينات الموروثة من الوالدين بهذا الاضطراب، ويتسبب هذا النوع من التحسس بإسهال شديد، وفي حال عدم إرضاع الرضع المصابين به حليب اصطناعي خالٍ من اللاكتوز يمكن أن يصابوا بتجفاف شديد وخسارة الوزن.
حساسية اللاكتوز عند الأطفال
يكون إنتاج اللاكتاز طبيعياً عند معظم الأطفال حتى عمر 3-5 سنوات، حيث يبدأ بهذا العمر بالانخفاض عند غالبية البشر، إلا أن أعراض هذا النقص لا تبدأ إلا في المراهقة وعمر الشباب.
معظم حالات حساسية اللاكتوز التي تبدأ في الطفولة تكون مؤقتة، ونطلق عليها اسم نقص اللاكتاز الثانوي. تحصل معظم حالات نقص اللاكتاز الثانوي عند الأطفال نتيجة إصابتهم بالتهاب المعدة والأمعاء، لتعطي أعراضاً مؤقتة مثل النفخة والمغص البطني وتشكل الغازات.
هذه الحالة غير مقلقة، حيث تشفى تلقائياً بسرعة بعد شفاء التهاب المعدة والأمعاء.
من المهم أن تزور الطبيب لو اعتقدت أنك أو طفلك مصابان بحساسية اللاكتوز، لأن أعراض المرض تتشابه مع اضطرابات أخرى كثيرة.
يمكنك قبل أن تزور طبيبك أن تحتفظ بدفتر يوميات تسجل فيه ما تأكله وما تشربه والأعراض التي تشكو منها. أخبر طبيبك بأي نمط تلاحظه، أو إذا لاحظت أنك تتحسس من أطعمة معينة.
قد يوصيك الطبيب بتجربة إزالة اللاكتوز من طعامك لأسبوعين ليرى إن كان هذا يساعد على زوال الأعراض. تقدم هذه التجربة دليلاً إضافياً على الإصابة بحساسية اللاكتوز.
الفحوص الإضافية
لا يحتاج الطبيب عادة للقيام بتحاليل إضافية، غير أنه يوصي بفحوص إضافية أحياناً من أجل:
- المساعدة على تأكيد التشخيص.
- معرفة مقدار اللاكتاز الذي يصنعه جسمك.
- معرفة سبب إصابتك بحساسية اللاكتوز.
ونذكر هنا أهم تلك الفحوص المستخدمة لهذه الغاية:
اختبار الهيدروجين في هواء الزفير Hydrogen breath test
اختبار الهيدروجين في هواء الزفير وسيلة بسيطة لتشخيص الإصابة بحساسية اللاكتوز. سوف يطلب الطبيب منك عدم الأكل أو الشرب في الليلة السابقة للفحص. عند القيام بالفحص، سوف يطلب منك الطبيب نفخ كيس يشبه البالون. سوف تُفحص العينة في الكيس لتقدير كمية ما تحويه من الهيدروجين. بعدها سوف يعطيك الطبيب شراب لاكتوز لتشربه، ويفحص نفسك كل 15 دقيقة، ويستمر بهذا لبضع ساعات ليعرف مقدار التغير في مقدار الهيدروجين.
إذا كان نفسك يحوي مقادير كبيرة من الهيدروجين فأنت مصاب بحساسية اللاكتوز على الأرجح.
اختبار تحمل الحليب Milk tolerance test
في اختبار تحمل الحليب يعطيك الطبيب كأس حليب لتشربه (حوالي 500 مل) ثم يفحص مستويات سكر الدم. إذا لم ترتفع مستويات سكر الدم بعد شرب الحليب، فقد تكون مصاباً بحساسية اللاكتوز.
خزعة الأمعاء الدقيقة Small bowel biopsy
يستخدم الطبيب في أحيان نادرة خزعة الأمعاء الدقيقة من أجل تشخيص حساسية اللاكتوز، ويمكن أن يجريها الطبيب ليعرف إن كانت الأعراض تحدث بسبب اضطراب آخر مثل الداء البطني.
يستخدم الطبيب منظاراً داخلياً (وهو أنبوب رقيق ومرن مزود بكاميرا وضوء وأدوات دقيقة في نهايته) من أجل أخذ خزعة الأمعاء الدقيقة.
لا توجد حالياً طريقة لجعل جسمك ينتج كميات أكبر من اللاكتاز. لذلك تركز معالجة حساسية اللاكتوز على تقليل الحليب ومنتجات الألبان في نظامك الغذائي أو حذفها تماماً.
يستطيع كثيرٌ من المصابين بحساسية اللاكتوز شرب نصف كوب من الحليب دون شكاية من أية أعراض. ويمكنك إيجاد منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز في الصيدليات والمتاجر، ولا تحتوي جميع منتجات الألبان على كثيرٍ من اللاكتوز. سيظل بإمكانك تناول القليل من الجبنة القاسية، مثل جبنة الشيدر والجبنة السويسرية، علاوة على لبن الزبادي. كما أن منتجات الألبان منخفضة الدهون أو خالية الدهون تحوي عادة لاكتوز أقل.
يتوافر إنزيم لاكتاز يُباع دون وصفة طبية على شكل أقراص أو كبسولات أو قطرات أو أشكال قابلة للمضغ، ويمكنك أخذه قبل تناول الحليب أو منتجات الألبان، كما يمكنك إضافة قطراته إلى الحليب.
قد يصاب مرضى حساسية اللاكتوز الذين لا يتناولون الحليب ومنتجات الألبان بعوز الكالسيوم والفيتامين د والريبوفلافين والبروتينات. نوصيك بتناول مكملات الكالسيوم أو أكل المأكولات الطبيعية الغنية بالكالسيوم أو المدعمَة بالكالسيوم.
العلاج طويل الأجل: تعديلات النظام الغذائي الخالي من اللاكتوز ونمط الحياة
سوف تزول الأعراض عند سحب الحليب ومنتجات الألبان من النظام الغذائي. عوّد نفسك على قراءة اللصاقات على الأطعمة بعناية كي تعرف فيما لو كانت هناك مكونات تحتوي على اللاكتوز. إضافة إلى الحليب والقشدة، ابحث عن مكونات أخرى تحتوي على اللاكتوز مثل:
- مصل اللبن whey أو بروتين مصل اللبن المركز.
- الكازين casein أو الكازينات.
- خثارة اللبن.
- الجبنة.
- الزبدة.
- لبن الزبادي.
- المرغرين.
- الحليب الجاف الصلب أو البودرة.
- النوغة.
توجد أطعمة كثيرة قد تظن أنها لا تحتوي على الحليب، بينما يمكن أن تحتوي فعلياً على الحليب أو اللاكتوز، ومن الأمثلة عليها:
- صلصة السلطة.
- الفطائر المجمدة.
- الصلصات.
- حبوب الإفطار الجافة.
- خلائط الخبز.
- الشوربات سريعة التحضير.
يُضاف الحليب ومنتجات الألبان غالباً إلى الأطعمة المعالجة، حتى أن هناك أدوية يضاف لها منتجات الألبان واللاكتوز.
لا توجد طريقة للوقاية من الاصابة بالمرض، إلا أن الوقاية من حدوث الأعراض ممكنة عن طريق تجنب تناول الحليب ومنتجات الألبان. معظم حالات حساسية اللاكتوز ترتبط بالجينات والوراثة، الأمر الذي يحد من قدرتنا على الوقاية منها حتى الآن.
يستطيع بعض المصابين بحساسية اللاكتوز زيادة مقدار اللاكتوز في طعامهم تدريجياً وببطء دون أن يُصابوا بالأعراض. يحدث هذا التكيف بسبب تغيرات في استقلاب الجراثيم المتعايشة في القولون وليس بسبب تصنيع كمية أكبر من إنزيم اللاكتاز، حيث يمكن للجراثيم مثلاً أن تنتج كميات أقل من الغازات كي تتكيف مع البيئة القولونية الأكثر حموضة بسبب زيادة اللاكتوز البطيئة والتدريجية تلك.
يشكل الحليب ومنتجات الألبان جزءاً هاماً من النظام الغذائي الصحي. فهي تحتوي على الكالسيوم والبروتينات والفيتامينات مثل الفيتامين D وA وB12. كمية الكالسيوم الموصى بها عند البالغين هي 700 ملغ.
اللاكتوز مهم أيضاً لأنه يساعد الجسم على امتصاص عدد من المعادن الأخرى، مثل المغنزيوم والزنك. هذه المعادن والفيتامينات ضرورية لنمو عظام قوية وسليمة.
إذا كنت مصاباً بحساسية اللاكتوز، ولا تعوض تلك الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الموجودة في الحليب ومنتجات الألبان، سوف تزداد خطورة إصابتك بما يلي:
- قلة العظم Osteopenia: وهي اضطراب يتسبب بأن يكون عندك كثافة عظمية معدنية قليلة جداً. يمكن أن تتطور قلة العظم إلى هشاشة العظام لو تركناها دون علاج.
- هشاشة العظام Osteoporosis: وهي مرض يتسبب بأن تصبح عظامك رقيقة وضعيفة. تزداد خطورة الإصابة بالكسور عند مرضى هشاشة العظام.
- سوء التغذية: يحدث سوء التغذية عندما لا تعطيك الأطعمة التي تأكلها المواد الغذائية اللازمة كي يؤدي جسمك وظائفه. لا تلتئم الجروح بسرعة عند الإصابة بسوء التغذية، ويصبح المرضى متعبين دوماً ومكتئبين.
- خسارة الوزن: تؤذي خسارة الوزن الكبيرة الجسم، وتؤدي لاضطرابات مثل هشاشة العظام.
- EmedicineHealth: Lactose Intolerance (cont.), Jan, 2016
- Health Line (healthline.com): What Causes Lactose Intolerance?
- Health Service Executive (hse.ie): Lactose intolerance
- Mayo Foundation for Medical Education and Research (MFMER) MayoClinic.org: Lactose intolerance, Sep, 2016