الوسواس القهري
يعتبر الوسواس القهري (Obsessive-Compulsive Disorder OCD) أحد أنواع الاضطرابات النفسية ، الذي يتميز بأفكار لا إرادية، غير منطقية، متكررة ولا يمكن تجاهلها، ولذلك تسمى أفكار وسواسية. ينتج عن هذه الأفكار (الوسواسية)، أفعال أو تصرفات يشعر المريض بها أنه بحاجة إلى فعلها للتخفيف من القلق والخوف الناتجين عن الانشغال بهذه الأفكار (ولذلك تسمى تصرفات قهرية).
يعرف اضطراب الوسواس القهري على انه اضطراب ״مرفوضٌ من الأنا״ (Ego Dystonic) وهو مصطلح في علم تحليل النفس يكون بها الشخص في حالة لا تتماشى مع مفهوم الذات، حيث يَعرف الشخص أن التصرفات التي يقوم بها مبالغ فيها ولكن على الرغم من ذلك فانه يقوم بها.
(ويجدر بالذكر ان على عكس المصطلح "مرفوض من الأنا" هناك ما يسمى (Ego Syntonic) أي "المنسجم والمتقبل من الأنا" وهي أن يكون الشخص في حالة تتماشى مع مفهوم الذات. وهي حالة من الجيد أن يكون المرء بها شريطة أن تعكس الواقع لمفهوم الذات).
يدرج هذا الاضطراب على أنه الرابع من بين اضطرابات القلق (Anxiety disorders) الأكثر شيوعًا، حيث تتراوح نسبة انتشاره بالعالم بين % 3 – 2. لكنه أكثر شيوعًا لدى العازبين (وربما بسببه هم كذلك) في الدول الغربية.
يمكن أن يظهر الوسواس القهري لدى كل الفئات العمرية، لكن أعراضه تظهر بشكل عام لدى الأطفال في سن العاشرة، ولدى البالغين في جيل البلوغ المبكر في سن 19 تقريباً. كذلك فإنه قد يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
بشكل عام يتمحور الوسواس القهري حول "موضوع" معين، حيث تدور الأفكار الوسواسية حول هذا الموضوع وكذلك التصرفات القهرية. وعندما نقصد "موضوع" أي أن هناك عدة مواضيع يمكن للوسواس القهري أن يتمحور حولها، مثل: (أمثلة لبعض "المواضيع")
-
النظافة
-
الترتيب
-
الأرقام
-
شكل الجسم
- الشكوك
تنقسم أعراض الوسواس القهري حسب الأفكار الوسواسية والتصرفات القهرية، وهي تختلف من شخص إلى آخر:
الأفكار الوسواسية:
كما ذكرنا سابقا، هي أفكار غير منطقية، لا إرادية متكررة ومبالغ بها، تسبب القلق وتتمحور عادة حول موضوع معين. أكثر هذه الأعراض والأفكار شيوعاً:
-
الخوف من الجراثيم ومن الاتساخ والتلوث – حيث يخاف هؤلاء الأشخاص من كل شيء أو تصرف قد يشكل مصدراً لتلقيهم الجراثيم، مثلاً: يخافون من مصافحة الآخرين أو لمس أي غرض قد لمسه شخص آخر قبلهم، قد يصل بهم الأمر إلى أن يخافوا حتى من الخروج من المنزل خشية تعرضهم لأي من نوع من الجراثيم والملوثات.
-
أفكار عدوانية تجاه الآخرين وتجاه المريض نفسه – بشكل عام، فإن الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الأفكار الوسواسية، هم غالباً ما يتخيلون أنهم قد يتسببون بالأذى لأبنائهم، أحد الوالدين، الأزواج أو أي شخص قريب آخر. وهناك قسم آخر قد يتخيل انه يمكن ان يسبب الضرر لأناس لا يمت لهم بصلة، في حادث طرق مثلاً، أو أي حادث آخر. أما القسم الآخر فقد يتخيل أنه يؤذي نفسه بطرق مختلفة .
-
الحاجة إلى أن يكون كل شيء في غاية الترتيب والمثالية – هذه الفئة من المصابين باضطراب الوسواس القهري، يشعرون بضائقة وقلق شديدين فيما إذا لم يكن كل شيء مرتب حسب نهج معين يحبونه أو يجدونه الأمثل. قد يكون حسب زاوية معينة أو اتجاه معين، أو ترتيب حسب اللون أو حتى ترتيب الأرقام و الأحرف. وينطبق الأمر على كل الأشياء التي يمكن أن تُرتب في حياتهم، ابتداءً من الملابس وحتى الأوراق والصحون وغيرها.
-
التخيل أو التفكير بأفكار ممنوعة أو محرمة تتعلق مثلاً بالجنس أو الدين – يعاني هؤلاء الأشخاص من التخيلات المتكررة لصور وأفكار إباحية لأشخاص قد يعرفونهم بشكل شخصي أو لا يعرفونهم.
-
أحد أنواع الأفكار الوسواسية التي قد تصيب المرضى، هي قلق دائم ومستمر ومبالغ فيه بسبب عيب أو تشوه يُخيل للشخص انه موجود في شكله أو معالم جسمه، وقد يُعرف هذا النوع من الأفكار على انه اضطراب بحد ذاته، ويسمى اضطراب التشوه الجسمي - (BDD- Body dysmorphic disorder).
التصرفات القهرية:
التصرفات القهرية هي، كما ذكرنا سابقا، تصرفات يشعر المصاب بالوسواس القهري، أنه بحاجة إلى القيام بها للتخلص من القلق الناتج عن التفكير بالأفكار الوسواسية . أكثر أعراض التصرفات القهرية شيوعاً هي:
-
الاستحمام، تنظيف الأسنان وغسل اليدين بشكل دائم ومبالغ فيه. كذلك تنظيف وتعقيم كل شيء يقومون باستخدامه أو ينوّون استخدامه، نتيجة القلق والخوف المستمرين من الإصابة والتعرض للجراثيم. الأمر الذي قد يؤدي إلى تقشير وتقرح الجلد وتكون الندبات نتيجة الغسل المستمر.
-
تكرار العد وإحصاء أشياء عديدة، مثل عدد الأقلام في المقلمة.
-
الرغبة المبالغ فيها بتجميع الاشياء – غالبا ما تكون اشياء لا قيمة لها، هؤلاء الأشخاص يشعرون انهم مضطرون إلى تجميع هذه الأشياء ولا يستطيعون رميها أو التفريط بها كالجرائد القديمة، الأكياس المستعملة وحتى اسخف الامور.
-
الفحص المتكرر للأشياء والأفعال التي يقوم بها الشخص، نتيجة الشك المتكرر حول كل ما يقوم به، مثلا فحص الباب تكرارا إذا كان مغقلاً، فحص الفرن اذا كان مطفئاً.
-
ترتيب الاغراض حسب ترتيب ونهج معين، للتخلص من القلق الناتج عن الرغبة الشديدة في ان يكون كل شيء مرتب بشكل متماثل ومتناظر.
- تكرار كلمات وعبارات معينة، مثل صلوات وأدعية، نتيجة التفكير بأفكار وسواسية سيئة ومحرمة ، حتى تختفي هذه الأفكار.
لا يوجد هناك أسباب واضحة تماما لظهور الوسواس القهري، حيث أن أكثر من نصف الحالات تظهر بشكل فجائي دون أي إنذار سابق، لكن هناك عدة عوامل قد تلعب دورا في ظهور الوسواس القهري، أهمها:
عوامل وراثية
يشكل العامل الوراثي %40 من العوامل التي تزيد من احتمال حدوث الوسواس القهري، حيث أظهرت الدراسات أن احتمال الإصابة باضطراب الوسواس القهري، هو أكبر ب 3 – 5 مرات، في حال كان احد افراد العائلة من الدرجة الأولى ( الوالدين والأخوة ) مصاب أيضا باضطراب الوسواس القهري، خاصة اذا كان قريب العائلة قد أصيب في مرحلة الطفولة أو المراهقة .
عوامل بيولوجية
تظهر الابحاث ان الاشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري، يعانون من اختلاف في مبنى المخ في مناطق معينة، تؤدي بدورها لظهور أعراض الوسواس القهري، هذه المناطق عادة ما تكون بحجم أصغر من الحجم الطبيعي ولكن بالمقابل فان عملية الأيض في هذه المناطق تكون أعلى من المعدل الطبيعي . اضافة إلى ذلك، تقول ابحاث اخرى ان المستوى المنخفض للعامل الكيميائي "سيروتونين" (serotonin) في أدمغة المصابين بالوسواس القهري له دور كبير في ظهور هذا الاضطراب، والدليل على ذلك أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يتجاوبون بشكل جيد جدا مع الأدوية التي تعمل على رفع مستوى السيروتونين (serotonin) في المخ.
عوامل بيئية
- اعتداء جسدي أو جنسي قد يتعرض له الشخص في طفولته.
- صدمة نفسية ذات تأثير حاد تزيد من احتمال ظهور اضطراب الوسواس القهري.
- يعتقد بعض الباحثين أن هذا الاضطراب هو نتيجة عادات وتصرفات اكتسبها الشخص مع مرور الوقت. حيث يقوم المريض بتصرف معين، يعتقد أنه يساعده على التقليل من القلق والخوف الناتج عن الفكرة الوسواسية، وبذلك يقلل بالفعل هذا الخوف ويشعر بتحسن وضعه، لكنه بالمقابل، فإنه يقوم بتطوير وتثبيت الاضطراب لديه وبالتالي فإن وضعه لم يتحسن بالفعل.
- بعض الأطفال الذين يصابون بالتهاب الحلق الناتج عن بكتيريا ستريبتوكوكوس (Streptococcus)، قد يظهر لديهم فترة قصيرة بعد ذلك أعراض اضطراب الوسواس القهري أو أعراض مشابهة لأعراض الوسواس القهري، ما يسمى ب (- PANDAS Pediatric Autoimmune Neuropsychiatric Disorders Associated With Streptococcal Infections). وهو مرض مناعة ذاتية، يظهر شهر إلى 3 أشهر بعد الإصابة بالتهاب يسببه بكتيريا ستريبتوكوكوس، وعادة ما يصيب الأطفال حتى سن العاشرة.
- يعتبر الحمل أحد العوامل التي قد تؤدي إلى ظهور اضطراب الوسواس القهري، لكن لم يتضح حتى الآن كيف يؤثر الحمل على المخ بحيث يسبب ظهور هذا الاضطراب .
كما في كل حالة طبية، فإن الطبيب يعتمد في تشخيصه لحالة المريض على:
1. الأعراض الذي يقول المريض أنه يعاني منها: يعتبر اضطراب الوسواس القهري ، اضطراب يخفي وينكر فيه المريض أعراض الاضطراب، لذلك يصعب على الطبيب النفسي الاعتماد على أن يشتكي المريض بنفسه من هذه الأعراض، ولكن إذا أجاب المريض على إحدى هذه الأسئلة الخمسة بنعم، فإن الاحتمال بأن هذا المريض يعاني من اضطراب الوسواس القهري، كبير جدا. هذه الأسئلة هي :
- هل تغسل يديك بوتيرة عالية؟ أو تنظف حولك بشكل دائم؟
- هل تقوم بفحص أو تفقد كل ما تفعله بشكل متكرر ؟
- هل تعاني من التفكير بفكرة متكررة، غير منطقية ولا إرادية، تجعلك تشعر بالضيق والقلق وتريد أن تتخلص منها ؟
- هل تستغرق الكثير من الوقت للقيام بالأعمال اليومية ؟
- هل تحب أن يكون كل شيء حولك مرتب بشكل متناظر ومتماثل ؟
2. الفحص الجسدي الذي يقوم به الطبيب.
3. فحوصات مساعدة أخرى، مثل: فحوصات مخبرية، تخطيط دماغ كهربائي – EEG (electroencephalogram).
في حال كانت الحالة الطبية هي ضمن المجال النفسي كما في اضطراب الوسواس القهري، فإنه إضافة إلى ما ذكرنا، فان الطبيب يقوم أيضا بالاستعانة بما يلي :
- الفحص والتقييم النفسي .
- معايير المرشد للتشخيص واحصائيات الاضطرابات النفسية، ما يعرف بال - DSM (Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders).
أما معايير تشخيص اضطراب الوسواس القهري فهي:
-
أن يكون هناك أفكار وسواسية، تصرفات قهرية، أو كليهما.
حيث يجب على الأفكار الوسواسية أن تكون أفكار متكررة ومستمرة ذات دوافع أو صور يمكن ان تمر في خيال الشخص، بشكل غير مرغوب فيه حيث تؤدي إلى الشعور بالضيق أو الخوف. أو يحاول الشخص تجاهل أو تجنب هذه الأفكار، أو ان يجعلها تختفي بواسطة فكرة أو تصرف يبطل مفعولها ( والمقصود هو التصرفات القهرية).
بينما على التصرفات القهرية أن تكون تصرفات متكررة (مثل: غسل اليدين، ترتيب، فحص، تكرار كلمات معينة، عد ارقام)، يشعر الشخص أنه بحاجة إلى فعلها نتيجة الأفكار الوسواسية . أو ان الشخص المصاب بالوسواس القهري، يقوم بهذه التصرفات للتقليل من الخوف أو الضيق الناتج عن الأفكار الوسواسية، أو لكي يقوم بمنع حادث معين حسب اعتقاده .
-
الأفكار الوسواسية أو التصرفات القهرية تؤدي إلى مضيعة الكثير من الوقت ( بمعدل اكثر من ساعه كل يوم) وقد تؤدي إلى ضائقة من الناحية الاجتماعية أو المهنية أو أي مجال حياتي آخر.
-
يجب أن لا تكون التصرفات القهرية نتيجة لتأثير مواد ( مثل: أدوية أو مخدرات) أو أي وضع طبي آخر.
- لا يمكن تفسير الأعراض، التي يعاني منها الشخص، باضطراب نفسي آخر غير اضطراب الوسواس القهري.
عند وضع خطة للعلاج فإنه يجب الاخذ بالحسبان، ان بعض المرضى المصابون باضطراب الوسواس القهري، يعانون من مشاكل صحية أخرى، طبية أو نفسية.
ينقسم علاج اضطراب الوسواس القهري إلى :
-
علاج بالأدوية.
-
علاج نفسي أو سلوكي.
-
كليهما معا.
نوع العلاج يختلف بين مريض لآخر، بحسب مدى تقدم المرض لديه وبحسب استجابته ومعطيات أخرى. اغلب الاشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري، يستجيبوا بشكل جيد للعلاج ويلاحظون ذلك من خلال تقلص الأعراض، وهناك فئة أخرى لا تزال تعاني من الأعراض على الرغم من العلاج.
علاج الوسواس القهري بالأدوية
كما ذكرنا سابقا فإن أحد العوامل التي تؤدي إلى ظهور اضطراب الوسواس القهري، هو انخفاض مستوى هرمون السيروتونين في المخ، لذلك فإن الأدوية التي تستعمل لعلاج اضطراب الوسواس القهري، تعمل على رفع مستوى هرمون السيروتونين في المخ، هذه الأدوية تدعى SSRI (Selective Serotonin Reuptake Inhibitor)، وهي تعرف كأدوية لمعالجة الاكتئاب. بشكل عام يمكن ان تساعد هذه الأدوية في السيطرة على الأفكار الوسواسية والتصرفات القهرية، وغالبا ما يبدأ العلاج بها.
أما الأدوية التي تستعمل في علاج اضطراب الوسواس القهري والتابعة لمجموعة أدوية الاكتئاب والمصادق عليها من قبل ال (Food and Drug Administration) FDA – ادارة الاغذية والادوية الاميركية، هي:
-
clomipramine – كلوميبرامين
عادة ما يحتاج المريض المصاب باضطراب الوسواس القهري، جرعة أكبر من هذه الأدوية، نسبة للجرعة المتاحة للمريض المصاب بالاكتئاب. يبدأ مفعول هذه الأدوية بالعمل ابتداء من 8 إلى 12 أسبوع من اليوم الاول من تناوله، الا ان هنالك مرضى يشعرون بالتحسن قبل هذه الفترة . في حال لم يساعد العلاج بهذه المجموعة من الأدوية، ولم يشعر المريض بتحسن من ناحية الأعراض، فإن الدراسات توصي بالأدوية المضادة للهلوسة (antipsychotic drugs ) والتي أثبت أن هؤلاء المرضى يستجيبون لها بشكل جيد.
العلاج النفسي للوسواس القهري
أكثر أنواع العلاجات النفسية نجاعة وشيوعا لعلاج اضطراب الوسواس القهري، هو العلاج السلوكي – (Cognitive behavioral therapy - CBT) – المعالجة الإدراكية والسلوكية. حيث يعتبر الأكثر نجاعة بين البالغين والأطفال على حد سواء. يعمل هذا العلاج على مساعدة الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري، في مواجهة القلق والخوف الناتج عن الأفكار الوسواسية دون اللجوء إلى ممارسة التصرفات القهرية للتقليل من هذا القلق والخوف.
نوع آخر من أنواع العلاجات النفسية، وهو العلاج العائلي. حيث أن للعائلة والأشخاص المحيطين بالشخص الذي يعاني من اضطراب الوسواس القهري، دور كبير وهام في مضاعفة الأعراض أو تخفيفها. في هذا النوع من العلاج يقوم الطبيب أو المعالج النفسي بإرشاد أبناء العائلة حول كيفية مساعدة المريض والتخفيف من أعراض الاضطراب.
علاج الوسواس القهري بطرق طبية أخرى
في حال عدم استجابة المريض لأي نوع من العلاجات التي ذكرناها سابقا، فانه يتم الاستعانة بإحدى طرق العلاج التالية:
-
العلاج بالصدمات الكهربائية (Electroconvulsive therapy- ECT) - وهو عبارة عن تمرير تيار كهربائي في الدِّماغ عن طريق أقطاب كهربائيَّة تُوصل إلى جلدة الرَّأس. يُعتبر من أكثر العلاجات فعاليَّةً ويُوصف للمرضى في حال فشل طرق العلاج الأخرى.
- التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation- DBS)- طريقة علاج تستند على التحفيز الكهربائي في مناطق معينة في المخ. حيث يتم بواسطة عملية جراحية، زراعة قطب كهربائي في المخ وتحديدا في المناطق التي تسبب أعراض الاضطراب، كذلك يتم زراعة نابض (pacemaker) تحت الجلد والذي يساعد في ارسال الشحنات/ النبضات الكهربائية إلى المنطقة التي زراعة القطب الكهربائي فيها.
ليست هناك توصيات واضحة في الأبحاث حول مساهمة الطب البديل في علاج اضطراب الوسواس القهري، على الرغم من ذلك، فإن بعض المعالجين بالطب البديل، كالطب الصيني، العلاج بالأعشاب والمعالجة المثلية (Homeopathy therapy)، يروون العديد من قصص النجاح في علاج الوسواس القهري، بناء على تجربتهم في هذا المجال.
أما العلاجات التي تدرج تحت عنوان الطب البديل في علاج الوسواس القهري، هي:
-
العلاج في الطب الصيني يعتمد غالبا على الإبر الصينية، ويمكن دمجه احيانا مع العلاج بالأعشاب.
-
علاج الوسواس القهري بالأعشاب التي تعمل على تخفيف القلق والتوتر النابع من الاضطرابات النفسية، مثل عشبة الناردين (الفاليريان)، عشبة الكافا Kava (الفلفل المسمّم)، عشبة القديس يوحنا (العرن المثقوب).
-
المعالجة المثلية على أنواعها، تعمل على معالجة العامل الأساسي الذي يؤدي إلى الاضطراب النفسي، والذي يعتقد المعالجون حسب هذه الطريقة من العلاج، أنه غالبا ما يكون السبب لهذا النوع من الاضطرابات، هو صدمة نفسية قد يمر بها الشخص مثل: اعتداء، حادثة أو ضغط نفسي.
التعايش مع هذا النوع من الاضطرابات ليس بالأمر السهل، حيث يؤثر هذا الاضطراب كثيرا على الوظائف اليومية التي يقوم بها الشخص. غالبا ما يحاول المصابون باضطراب الوسواس القهري أن يخفوا أعراض مرضهم سرا أو أن ينكروها، ولذلك فإن تشخيصهم بهذا المرض قد يأتي متأخرا من 5 إلى 10 سنوات. أما في حال قرر هؤلاء الاشخاص ان يتوجهوا إلى طبيب يشتكون من أعراض الاضطراب، فإنهم عادة ما يتوجهون إلى أطباء بتخصصات مختلفة غير الطب النفسي. فمثلا يتوجهون إلى طبيب متخصص بالأمراض الجلدية بسبب التشققات الموجودة في أيديهم نتيجة غسل اليدين المتكرر أو إلى طبيب الأسنان أثر انتفاخ اللثة بسبب تنظيف الاسنان المتكرر والمبالغ به.
يعتبر مسار هذا الاضطراب طويل جدا ومتغير من فترة إلى فترة، حيث يمكن أن يحظى قسم من المرضى لفترات تكون فيها أعراض الاضطراب في أوجها، بينما يحظى قسم اخر باضطراب مستقر. % 30 – 20 من المصابين باضطراب الوسواس القهري يحظون بتحسن ملحوظ في مرضهم، % 50 – 40 يحظون بتحسن معين و% 40 – 20 يعانون من مسار مزمن أو تدهور في الأعراض.
%70 من الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري، قد يصابون ايضا بالاكتئاب وهم أكثر عرضة للانتحار.
قد يحظى المصابون باضطراب الوسواس القهري بمسار ايجابي، في حال كانوا مندمجين بشكل جيد في المجتمع مهنيا واجتماعيا، إذا كان هناك سبب واضح قد أدى إلى ظهور الاضطراب، وإذا كانوا يعانون من الأعراض على التوالي وليس بشكل دائم. اما الاشخاص الذين قد يظهر لديهم المرض في الطفولة، أو تكون أعراض التصرفات القهرية لديهم غريبة أو يعانون بنفس الوقت من الاكتئاب، فمن المتوقع أن يكون مسار الاضطراب لديهم سلبي.
- NHS: Obsessive compulsive disorder (OCD), Sep, 2016
- National Institutes of Health (NIH): Obsessive-Compulsive Disorder, Jan, 2016