الغثيان والقيء أثناء الحمل
يحدث الغثيان أثناء الحمل ما بين الأسابيع الثاني حتى الخامس وبين الأسابيع 16-18. قد يكون الغثيان مصحوباً بالقيء أو لا. تشكو الكثير من النساء الحوامل من الغثيان او القيء، ويُعتبر الأمر حالةً طبيعية في الحمل. اذا ما كان القيء كثيراً، قد يؤدي لفقدان السوائل والجفاف وفقدان الوزن. تتغير شدة الأعراض بين امرأة وأخرى وغالباً ما يُعرف الغثيان بغثيان الصباح.
يُصيب غثيان الصباح أكثر من 50% من النساء الحوامل، ويكون الغثيان شديداً خاصةً في الصباح.
من الطبيعي أن يحدث الغثيان خلال الحمل ابتداءً من الأسبوع الثاني. لا فرق من حيث الأعراض بين أنواع الغثيان، انما يُفضل الأطباء استعمال المصطلحات التالية:
· غثيان الصباح (Morning Sickness): غثيان الصباح هو مصطلح يُعبر عن الغثيان، والذي قد يكون مصحوباً بالقيء، أثناء الحمل. يُسمى الغثيان بغثيان الصباح لأنه غالباً ما يحدث صباحاً، الا أن الغثيان او القيء قد يحدث خلال كامل اليوم. قد يبدأ غثيان الصباح في الأسبوع السادس من الحمل، ويستمر للأسبوع الثاني عشر. الا أن بعض حالات غثيان الصباح تستمر حتى الأسبوع الثامن عشر.
· القيء المفرط الحملي (Hyperemesis Gravidarum): القيء المفرط الحملي هو حالة خاصة من القيء أثناء الحمل، والتي تؤدي للقيء المفرط. تُعاني النساء الحوامل المصابات بالقيء المفرط من الجفاف، وفقدان الوزن. قد يتطلب علاج القيء المفرط الحملي علاجاً داخل المستشفى.
من المهم التمييز بين نوعي الغثيان أثناء الحمل، وذلك لاختلاف العلاج بينهما.
لا تُعرف أسباب الغثيان والقيء أثناء الحمل. توجد عدة أبحاث تُشير لأن نسبة مرتفعة من هرمون الحمل (Beta HCG) قد تؤدي للغثيان أو القيء أثناء الحمل. يعمل هرمون الحمل بشكل مُشابه لهرمون الغدة الدرقية (TSH) والذي قد يؤدي للغثيان أو القيء. كما أن لعوامل أخرى تأثير على الغثيان، خاصةً حركة المعدة البطيئة أثناء الحمل.
مُعظم النساء الحوامل لا تحتاج لعلاج الغثيان أو القيء أثناء الحمل، خاصةً اذا ما كانت الأعراض طفيفة وغير شديدة. نساء حوامل أخرى قد تحتاج للعلاج واستشارة الطبيب النسائي. على المرأة الحمل ان تستشير الطبيب النسائي اذا ما عانت من اعراض الجفاف، كانت غير قادرة على الأكل أو الشرب، استمرار القيء خلال النهار، وعند فقدان الوزن الملحوظ.
قد يحتاج الطبيب لاجراء بعض اختبارات الدم، تحليل البول او اختبار التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound) لتقدير حالة المرأة الحامل ومدى شدة القيء.
هدف علاج الغثيان والقيء أثناء الحمل هو تحسين حالة المرأة الحامل، وتمكينها من تناول الطعام والشرب، وتجنب المضاعفات كالجفاف وفقدان الوزن. اذا ما كان الغثيان طفيفاً وغير شديداً، فغالباً ما لا تكون الحاجة للعلاج، حيث أن الأعراض تختفي خلال الحمل.
التغذية
تستطيع المرأة الحامل اتباع التعليمات التالية للتقليل من أعراض الغثيان والقيء أثناء الحمل. تشمل التعليمات الأمور التالية:
· تجنب المعدة الخالية: ان المعدة الخالية قد تُثير الغثيان. لذا يجب تناول وجبات صغيرة قبل الاحساس بالجوع. من المفضل تناول 5-6 وجبات في اليوم، وتكون صغيرة.
· تناول الوجبات الغنية بالبروتين وقليلة الدهنيات.
· الحفاظ على شرب السوائل باستمرار.
· الجينجر قد يُقلل من الغثيان أو القيء.
تجنب عوامل الاثارة
عوامل عديدة قد تُثير الغثيان أو القيء، ومن المفضل أن تتجنبها المرأة الحامل. تشمل هذه العوامل التالي:
· تجنب الطعام الحار.
· الروائح التي قد تثير الغثيان أو القيء: بعض الكيميائيات، القهوة، التدخين وأخرى.
· الرطوبة.
· المناطق المغلقة.
· فرط النشاط البدني.
· تناول الكثير من السكر.
· تجنب الاستلقاء مباشرةً بعد الأكل.
الأدوية
اذا لم تُساعد امكانيات العلاج السابقة على التقليل من الأعراض، يُمكن للمرأة الحامل استعمال الأدوية، بعد استشارة الطبيب النسائي. أهم الأدوية المُستعملة هي:
· الفيتامينات: تناول الفيتامين ب6 (Vitamin B6) يُقلل من أعراض الغثيان، لكن لا القيء.
· الأدوية المضادة للهيستامين (Anti Histamine): قد تُساعد هذه الأدوية في علاج الغثيان او القيء. أهم هذه الأدوية ديفينهيدرامين (Diphenhydramine)، وميكليزين (Meclizine).
· بروميتازين (Promethazine): دواء مضاد للغثيان ويُمكن تناوله كحبوب او حقنة. من أهم الأعراض الجانبية الدوخة وجفاف الفم.
· متيكلوبروميد (Metoclopramide): يعمل المتيكلوبروميد على تعجيل افراغ المعدة، وبذلك يُقلل من الغثيان والقيء. يُمكن تناوله كحبوب او حقن.
أدوية أخرى قد يقترحها الطبيب النسائي على المرأة الحامل.
العلاج بالسوائل
من المهم جداً العلاج بالسوائل، لاعادة السوائل التي فُقدت أثناء القيء، خاصةً عند علاج الفرط القيء الحملي. ربما تحتاج المرأة الحامل للعلاج بالسوائل عن طريق الوريد. يجب الامتناع عن تناول الطعام حتى اعادة السوائل بالكامل.
اذا لم تستطيع المرأة الحامل تناول الطعام، ربما تبرز الحاجة لطرق أخرى لتناوله كالأنبوب الأنفي المعدي (Nasogastric Tube) أو الغذاء عن طريق الوريد.
مُعظم حالات الغثيان والقيء أثناء الحمل تختفي خلال الحمل. الحالات المستمرة تستجيب هي الأخرى للعلاج سواءً بالتغذية او الأدوية. حالات القيء المفرط الحملي (Hyperemesis Gravidarum) تحتاج للعلاج في المستشفى، وغالباً ما تختفي هي الأخرى خلال الحمل. الا أن بعض حالات القيء المفرطك الحملي قد تؤدي لفقدان الوزن لدى المرأة الحامل، وقليلاً ما يؤدي ذلك لفقدان وزن الجنين.