الشهر السابع
الجنين: الأسبوع الخامس والعشرون هو بداية الثلث الثالث (Third Trimester) والأخير من الحمل وخلال هذا الأسبوع لا تطرأ تغييرات كبيرة على الجنين، انما يستمر بالنمو. لا تزال الطبقات الدهنية لدى الجنين ضعيفة ورقيقة ولا تستطيع تدفئة الجنين بالكامل. من المهم الملاحظة ان الجنين لا يزال مكسواً بطبقة الطلاء الجبني (Vernix Caseosa) والتي تُساعد هي الأخرى على وقاية الجنين والحفاظ على درجة حرارة الجنين. من التغييرات النمو التي قد تظهر لدى الجنين في الأسبوع الخامس والعشرين:
· جلد الجنين يُصبح داكناً أكثر.
· دماغ الجنين يبدأ بالنمو بشكل ملحوظ أكثر من السابق.
المرأة الحامل: قد تطرأ عدة تغييرات على المرأة الحامل خلال الأسبوع الخامس والعشرون وتشمل:
· ارتفاع مستوى الرحم: حيث يستمر الرحم بالارتفاع الى ما فوق السرة خلال الأسابيع القادمة.
· ازدياد تدفق الدم في العديد من أعضاء المرأة الحامل مما يؤدي لعدة أمور أبرزها البواسير.
· الامساك.
· حرقة الفؤاد.
· عسر الهضم.
تبرز الأعراض الثلاثة الأخيرة بسبب ارتفاع مستوى الرحم والضغط الذي يُشكله الحمل على الجهاز الهضمي. كما أن الحمل سيضغط باستمرار على الحجاب الحاجز وقد يؤدي الى صعوبة في التنفس أو ضيق النفس.
ابتداءً من الأسبوع الرابع والعشرين أو من الأسبوع الخامس والعشرين، وحتى الأسبوع الثامن والعشرين يُمكن اجراء اختبار تحري للسكري. ويتشكل اختبار تحري السكري من مرحلتين:
· GCT- Glucose Challenge Test: اختبار التحري. يبدأ الاختبار بأن المرأة الحامل تتناول 50 غراماً من الغلوكوز (أي السكر)، وتُفحص نسبة الغلوكوز في الدم بعد مرور ساعة. اذا ما كانت نسبة الغلوكوز في الدم أكثر من 130 ملغم، يجب اجراء الاختبار التالي.
· اختبار تحمل الغلوكوز (OGTT- Oral Glucose Tolerance Test): يُجرى الاختبار لتشخيص مرض السكري أثناء الحمل، اذا ما كان الاختبار السابق ايجابياً. على المرأة الحامل الصوم لمدة ليلة كاملة قبل الاختبار، وفي الصباح التالي تُفحص نسبة الغلوكوز في الدم قبل وبعد تناول 75 أو 100 غرام من الغلوكوز. اذا ما اجتازت نسبة الغلوكوز في الدم قيمة معينة يتم تشخيص السكري.
من المهم جداً تشخيص السكري خلال الحمل لأن للمرض تأثير كبير على المرأة الحامل وعلى الجنين. لذا يُنصح بالقيام باختبارات التحري خلال الحمل.
الجنين: في الأسبوع السادس والعشرين يستمر نمو الجنين، ويُمكن ملاحظة نمو الرئتين لدى الجنين. الا أن رئتي الجنين لا تزالا في مراحل النمو المبكرة، لذا فان الخدج اللذين يولدون في هذه المراحل يُعانون الكثير من أمراض الرئة. رغم أن الجنين يقوم بحركات تنفسية، الا أن رئتي الجنين لا تحوي الهواء، بل السائل السلوي (Amniotic Fluid).
بالاضافة الى نمو الرئة يبرز نمو أذني الجنين وجهاز السمع، ويستطيع الجنين أن يتحرك او حتى يرقص على أنغام الموسيقى. تُظهر الأبحاث أن دماغ الجنين يعمل كدماغ متطور، حتى أنه يوجد اشارات عصبية تدل على نوم واستيقاظ الجنين.
المرأة الحامل: لا تزال ذات التغييرات التي تطرأ على المرأة الحامل في هذه الفترة من الحمل، حيث تستمر زيادة الوزن لدى المراة الحامل، كما انتفاخ الأرجل، دوالي الأوردة، حرقة الفؤاد، ألم البطن، الشعور بحركة الجنين، الامساك وأخرى عديدة. لا تزال امكانية القيام باختبارات تحري السكري واردة اذا لم تُجرى حتى الان.
من الأعراض التي قد تعاني منها المرأة الحامل هي متلازمة النفق الرسغي (Carpal Tunnel Syndrome).
الجنين: يبلغ وزن الجنين في الأسبوع السابع والعشرين 900 غراماً تقريباً. يستمر الجنين بالنمو وتُصبح عضلات الجنين أكثر قوة من السابق ويستطيع القيام بالأمور التالية:
· تزداد حركات تنفس الجنين، رغم ذلك فان الرئتين خاليتين من الهواء. رغم فان حركات تنفس الجنين هي تمرين جيد لاستعمال هذه العضلات والتنفس بعد الولادة.
· ادخال الابهام الى الفم، مما يساعد على تقوية عضلات الفك والخد.
المرأة الحامل: تستمر زيادة الوزن لدى المرأة الحامل في الأسبوع السابع والعشرين، ويرتفع مستوى الرحم ويقترب الى أعلى البطن. قد تستمر الأعراض المذكورة أعلاه في الظهور. من المهم ان تنتبه المرأة الحامل للتغذية مع زيادة الوزن، والحفاظ على التغذية السليمة والمليئة بأنواع الخضار والفواكه والحبوب. ربما تحتاج المرأة الحامل لزيادة الوجبات وفقاً لحاجة الجنين.
الجنين: يبلغ الجنين 1100 غراماً من الوزن عند الأسبوع الثامن والعشرين، كما يبلغ طوله 36 سم. عدة تغييرات تطرأ على الجنين في الأسبوع الثامن والعشرين وتشمل التالي:
· جلد الجنين يُصبح أقل مُنكمشاً.
· تزداد طبقات الدهنيات لدى الجنين.
· تظهر أظافر الجنين نهائياً.
· اذا كان الجنين ذكراً توجد الخصيتين في النفق الأربي (Inguinal Canal) أو في الصفن (Scrotum).
· تُظهر بعض الدراسات أن نمط عمل دماغ الجنين قد يدل على الأحلام.
· لأول مرة في فترة الحمل يقدر الجنين على فتح الجفنين.
· في الأسبوع التاسع والعشرين، تُفتح عيني الجنين ويستطيع الجنين تمييز الضوء القادم من خارج الرحم. كما يُمكنه تحريك الرأس باتجاه الضوء.
تستمر الرئتين في النمو وتنمو الشعب الهوائية. لذا اذا ما ولد الجنين بعد الأسبوع الثامن والعشرون، فان احتمال البقاء على الحياة هي أفضل من السابق.
المرأة الحامل: في الأسبوع الثامن والعشرين يرتفع مستوى الرحم الى ما فوق السرة، ويصل الى أعلى البطن. نظراً لأن حجم الحمل ازداد بشكل ملحوظ، وبسبب الضغط الذي يسببه الحمل على الأعضاء الأخرى في البطن، فان المرأة الحامل قد تشكو من أعراض عديدة كالحاح البول، ضيق النفس بسبب اقتراب الحمل الى القفص الصدري، تشنجات الساقين وأعراض أخرى عديدة.
اختبار يُجرى للمرأة الحامل في الأسبوع الثامن والعشرين هو اختبار المستضد Rh على كريات الدم الحمراء للأم، واذا ما كان ايجابياً على المرأة الحامل تناول حقنة ضد المستضد للوقاية من فقر الدم لدى الجنين.
من المهم أن تستشير المرأة الحامل طبيب نسائي في هذه الفترة لتلقي المزيد من التفاصيل عن الولادة المبكرة، اعراضها ومضاعفاتها. تتميز الولادة المبكرة بعدة أعراض كتقلصات الرحم، الافرازات المهبلية، ألم الظهر أو تمزق الأغشية. من المهم أن تستطيع المرأة الحامل تمييز أعراض الولادة المبكرة وذلك لكي تتوجه للطبيب النسائي لتلقي العلاج المناسب.
بالاضافة للولادة المبكرة، على المرأة الحامل الانتباه لأعراض تسمم الحمل (Preeclampsia) وهي حالة من ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل وقد تكون خطرة للمرأة الحامل أو الجنين. تشمل أعراض تسمم الحمل ألم الرأس، عدم وضوح الرؤية، الوذمة، ضغط الدم المرتفع، قلة البول، ضيق النفس وأخرى.