الدراق - Goiter
ألدُّراق لا يدل على مرض مُعيَّن إنما هي كل حالة تضخُّم للغُدَّة الدُّرقيَّة. يمكن للغُدَّة بكاملها أن تكبر فتُسمى بالدُّراق المنتشر (Diffuse Goiter) ويمكن لجزء منها فقط عندها تُسمَّى بدُرَّاق العُقدات (nodular Goiter) أو أجزاء عدَّة فتُسمَّى بدُرَّاق متعدِّد العُقدات (Multinodular Goiter).
إنَّ الهورمون المسؤول عن نمو الغُدَّة الدُّرقيَّة هو ال TSH الذي يُفرَز من الغُدَّة النخاميَّة. لذلك فأي حالة تؤدي إلى فرط في إفراز هذا الهورمون يُمكنها أن تُسبِّب الدُّراق. هذه الحالات تشمل :
- نقص اليود الذي يؤدي إلى قصور الغُدَّة الدُّرقيَّة.
- تناول مواد أو أدوية التي تُعرقل إنتاج الهورمونات مثل القرنبيط والبروكلي.
- مرض هاشيموتو : نتيجة عدم إفراز الهورمونات الدُّرقيَّة فإنَّ هورمون ال TSH يرتفع.
- مرض مارش (Grave’s disease) : إذ أنَّ المرض يتنج عن وجود هورمون يُشبه هورمون ال TSH والذي يحث الغُدَّة على أن تنمو وتُفرز الهورمونات.
- ألحَمِل : تُفرز المشيمة هورمون ال Human chorionic gonadotropin الذي يشبه هورمون ال TSH في مبناه لذلك نرى أحيانًا تأثيرًا له على الغُدَّة الدُّراقيَّة.
- إلتهاب الغُدَّة الدُّرقيَّة (Thyroiditis).
- فرز مفرط لل TSH من الغُدَّة النخاميَّة أو TRH من غُدَّة المهاد التحتي.
ألسبب الذي يدفع بأجزاء من الخلايا الجريبيَّة أن تنمو وتتقاسم بدون أن تأخذ الإشارة من هورمون ال TSH غير معروف, لكن نقص اليود يُساهم في حدوث هذه العمليَّة.
هذه العُقدات (درنات) يُمكن أن تكون مُفرزة (دُراق سام) أو غير مُفرزة (دُراق غير سام).
درنة واحدة مُفرزة تُعتبر ورم غُدِّي حميد (Adenoma).
رغم أنُّه غير شائع إلا أنَّه يمكن للدَّرنة أن تكون ورمًا خبيثًا.
يمكن للدُّراق أن يكون بدون أيَّة عوارض إن كان صغيرًا, ويُمكنه أن يُسبِّب العوارض الآتية :
- يمكن رؤية الإنتفاخ في أسفل الرَّقبة.
- صعوبة في البلع نتيجة الضغط على المريء.
- ألسُّعال وصعوبة في التنفُّس نتيجة الضغط على القصبة الهوائيَّة.
- كما ويُمكن أن يُسبِّب الأوجاع إذا حدث نزيفٌ داخليٌّ فيه.
- ألبحَّة إذا ضغط على أحد الأعصاب بجانب الغُدَّة.
من ناحية وظيفيَّة فكما رأينا في الأسباب يمكن أن للدُّراق أن يكون :
- فرط وظيفي فيُعطي عوارض الفرط.
- قصور وظيفي فيُعطي عوارض القصور.
- بدون تأقير وظيفي, فلا يُعطي أيَّة عوارق وظيفيَّة.
يُمكن للطبيب أن يتحَسَّس الغُدَّة من الخارج فيُشخِّص الدُّراق, وأحيانًا يُمكنه تحسُّس العقدات. بعد ذلك يمكنه الإستعانة بفحوصات أخرى مثل :
- ألهورمونات الدُّرقيَّة وال TSH في الدَّم.
- تصوير فوق صوتي للرقبة : يمكن رؤية الغُدَّة والعُقد إن تواجدت, بشكل أدق.
- فحص إلتقاط اليود المُشع : تصوير الغُدَّة الدُّرقية بعد إعطاء المريض نظائر يود مُشعَّة إلى الدَّم. إلتقاط الغُدَّة لليود يساعد على معرفة أسباب الدُّراق ومدى نشاط الوظيفي لأجزائه المختلفة.
- فحص أنواع مضادَّات خاصَّة في الدَّم لتشخيص مرض هاشيموتو أو مرض مارش.
- شفط بالإبرة الدَّقيقة (Fine needle aspiration) : يتم إدخال إبرة إلى الغُدَّة وسحب عيِّنات منها مثلاً لتشخيص ورم.
إنَّ إختيار علاج الدُّراق يعتمد على السَّبب, ألعُمُر, وجود أعراض. فدُرَّاق صغير غير مُفرز للهورمونات لا يُلزم بالعلاج.
في حالة قَرَّر الطبيب أنَّ العلاج ضروري فهناك عدَّة إمكانيَّات حسبب السَّبب :
- إذا كان سبب الدُّراق هو قصور الغُدَّة مثل هاشيموتو أو نقص اليود فإنَّ إعطاء الهورمونات الدُّرقيَّة سيخفض هورمون ال TSH وبالتالي يقل حجم الغُدَّة.
- إذا كان سبب الدُّراق هو مرض مارش فيعالج كما ذُكر في موضوع فرط الغُدَّة إمّا بالأدوية المُعرقلة لعمل الغُدَّة, أو باليود المشع الذي يهدم الغُدَّة, أو بعمليَّة جراحيَّة.
- إذا كان السَّبب إلتهاب الغُدَّة : يمكن معالجته بالأسبرين أو الستيرويد.
- إذا كان السبب هو ورم مفرز لل TSH في الغُدَّة النخاميَّة أو ورم في الغُدَّة الدُّرقية فالعمليَّة الجراحيَّة هي العلاج المُفضَّل.