الداء الزلاقي (السيلياك)
الداء الزلاقي، والذي يُعرف أيضاً بأسماء أخرى عديدة (مثل الداء البطني والذرب الزلاقي والذرب اللامداري والاعتلال المعوي الحساس للغلوتين)، عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي يصيب الأشخاص الذين يحملون جينات معينة تجعلهم أكثر عرضةً للإصابة به، إذ يسبب تناولهم للأطعمة الحاوية على الغلوتين (Gluten) أذية للأمعاء الدقيقة.
"الغلوتين" هو مصطلح عام يُطلق على البروتينات المخزنة التي توجد في أنواع عديدة من الحبوب، مثل القمح والشعير والشوفان والجاودار (الشيلم).
في الحقيقة، إن لكل بروتين مخزن في الحبوب اسمه الخاص، حيث يدعى غلوتين القمح غليادين (gliadin) وغلوتينين (glutenin)، ويدعى غلوتين الشعير هوردين (hordein)، ويدعى غلوتين الجاودار (الشيلم) سيكالين (secalin).
إن هذه البروتينات هي التي تمنح ميزة التمدد والانتفاخ للعجين المصنوع من طحين تلك الحبوب، كما تمارس تأثيرات سامة على الأمعاء الدقيقة للمصابين بالداء الزلاقي.
الجدير بالذكر أن البروتينات المخزنة في كلٍّ من الذرة والأرز ليس لها أي تأثيرات ضارة على مرضى الداء الزلاقي، كما أن غلوتين الشوفان والذي يدعى أفينين (avenin) لا يسبب أي تأثيرات مؤذية للأمعاء الدقيقة للمصابين بالداء الزلاقي، ولكن بما أنه يتم غالباً حصاد ومعالجة الشوفان بنفس المعدات المستخدمة من أجل القمح، قد يكون محتوياً على غلوتين القمح المؤذي وبالتالي يجب تجنب الشوفان أيضاً عند مرضى الداء الزلاقي.
يصيب هذا الداء تقريباً 1% من الأشخاص حول العالم، ويوجد حوالي مليونين ونصف حالة غير مشخصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يجعل هؤلاء الأشخاص معرضين لمضاعفات هذا الداء على المدى الطويل.
يتناول أشخاص كثيرون حول العالم نظاماً غذائياً خالياً من الغلوتين، لكن يعتبر ذلك أمراً إلزامياً بالنسبة للأشخاص المصابين بالداء الزلاقي.
عندما يتناول الشخص المصاب أغذية تحوي الغلوتين، يقوم جسمه برد فعل مفرط تجاه هذا البروتين (الغلوتين) ويُطلق استجابة مناعية تهاجم الأمعاء الدقيقة وتسبب أذية الزغابات (وهي استطالات أصبعية الشكل تبطن الأمعاء الدقيقة ومسؤولة عن عملية امتصاص المواد الغذائية الناتجة عن عمليات الهضم).
عندما تتأذى الزغابات يصبح من غير الممكن امتصاص المغذيات (nutrients) بشكلٍ مناسب، ويمكن أن يسفر هذا في نهاية المطاف عن الإصابة بسوء التغذية (malnourishment) ونقص الكثافة العظمية والإجهاض والعقم، ويمكن كذلك حدوث أمراض عصبية أو سرطانات معينة.
يعتبر الداء الزلاقي من الأمراض الوراثية، حيث إن الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى (أحد الوالدين أو الأشقاء) مصاباً بالداء الزلاقي تكون لديهم خطورة 1/10 لتطوير هذا الداء.
حتى الآن لم يتم تحديد الآلية المرضية لحدوث الداء الزلاقي بشكل دقيق، لكن تشير الدراسات إلى أهمية العامل الوراثي في حدوث هذا الداء، أي كما يرث الأشخاص لون العينين أو الشعر فإنهم يرثون تماماً الجينات التي تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالداء الزلاقي من الآباء والأجداد.
حيث أن وجود الإصابة عند أحد الأبوين، أو أحد الأشقاء يرفع نسبة حدوث الإصابة عند الشخص 5-10 %.
يمكن للداء الزلاقي أن يحدث في أي عمر بعد البدء بتناول الأطعمة أو الأدوية الحاوية على الغلوتين.
إن بروتينات (HLA) تلعب دوراً حاسماً في الإصابة بالداء الزلاقي، فتقريباً كل الأشخاص المصابين بالداء الزلاقي يحملون الصنف (II HLA-DQ2) أو (HLA-DQ8).
علماً أن بروتينات (HLA) هي اختصار لمستضدات الكريات البيضاء البشرية (Human Leucocyte Antigens) التي تلعب دوراً في مساعدة الجهاز المناعي في تحديد ما هو ذاتي وبالتالي ينبغي عدم مهاجمته وما هو غير ذاتي وبالتالي يجب مهاجمته، ولقد سميت بهذا الاسم لأنها اكتشفت أول مرة على الغشاء البلاسمي للكريات البيضاء عند الإنسان.
قد تساهم هذه الاختلافات الوراثية في ترافق الداء الزلاقي مع عدة أمراض مناعية ذاتية أخرى وكذلك مع اضطرابات عصبية وبعض المتلازمات الوراثية بما في ذلك:
- الداء السكري النمط الأول.
- التهاب الدرق المناعي الذاتي.
- متلازمة جوغرن (Sjögren’s Syndrome).
- اعتلال الكلية بأضداد (IgA).
- التهاب القولون اللمفاوي (Lymphocytic Colitis).
- التهاب الجلد حلئي الشكل.
- بعض الاضطرابات العصبية مثل الرنح (Ataxia) والصرع (Epilepsy) والتوحد (autism) والاكتئاب.
- متلازمة داون (Down syndrome).
- متلازمة تورنر (Turner syndrome).
أظهرت إحدى الدراسات أنه كلما كان عمر المريض أكبر عند التشخيص، كلما ازداد خطر تطوير أمراض مناعية ذاتية أخرى.
تشمل بعض الأعراض الشائعة للداء الزلاقي الإسهال ونقص الشهية وألم المعدة ونفخة البطن ونقص النمو ونقص الوزن.
تظهر أعراض الإصابة بالداء الزلاقي في كثير من الحالات عند الأطفال بين عمر 6 أشهر وسنتين وذلك لأنه في هذه الفترة يتم لأول مرة إدخال أنواع مختلفة من الأطعمة التي قد تحوي الغلوتين إلى النظام الغذائي للطفل.
تتطور الأعراض عند بعض الأشخاص بشكل بطيء، وقد تشتد في فترة معينة وتتراجع في فترة أخرى، ونتيجة لذلك يتم تشخيص إصابة هؤلاء الأشخاص بالداء الزلاقي بأعمار كبيرة نسبياً.
تكمن المشكلة في الداء الزلاقي بأنه مرض مزمن، أي أن هذا المرض يلازم الشخص المصاب مدى الحياة، رغم وجود فترات من ظهور وغياب الأعراض.
قد يشعر الشخص المصاب بالداء الزلاقي بالتعب وقد يكون سريع الانفعال، وقد يعاني آخرون من طفح جلدي وتقرحات فموية، ولذلك قد تلتبس هذه المشكلة أحياناً مع مشكلات هضمية أخرى، مثل الداء المعوي الالتهابي (Inflammatory bowel disease)، وعدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance).
في بعض الحالات تظهر الأعراض بعد التعرض لشدة نفسية أو جسدية ما (مثل التعرض لعمل جراحي أو عدوى جرثومية أو فيروسية أو حدوث حمل أو حدث آخر مُكرب عاطفياً أو جسدياً) حيث لا يعاني المريض قبل هذه الشدة من أي عرض.
من الضروري تشخيص الإصابة بالداء الزلاقي بأسرع وقت ممكن لتجنب حدوث أذية كبيرة بالمخاطية المعوية.
يجب مراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض من الأعراض المذكورة سابقاً (الهضمية وغير الهضمية) وذلك لإجراء الفحوص اللازمة لتأكيد أو نفي وجود الداء الزلاقي.
الداء الزلاقي عند البالغين
يظهر الداء الزلاقي عند البالغين عادةً بأعراض غير هضمية مثل:
- فقر دم (Anemia).
- تعب ووهن عام.
- مشاكل فموية مثل التقرحات القلاعية (Canker sores) وجفاف الفم.
- لسان أحمر أملس.
- آلام عظمية ومفصلية.
- التهاب الجلد حلئي الشكل (Dermatitis herpetiformis).
- صداع.
- مشاكل في الخصوبة وإجهاضات متكررة واضطرابات طمثية.
- خدر في اليدين والقدمين.
- اكتئاب أو قلق.
- عظام ضعيفة وهشة.
- اختلاجات.
قد يكون عند البالغين المصابين بالداء الزلاقي أعراض هضمية مثل:
- ألم بطني مع نفخة (bloating).
- انسدادات معوية.
- قرحات معدية أو معوية.
الداء الزلاقي عند الأطفال
إن سوء الامتصاص المعوي الناجم عن الإصابة بالداء الزلاقي يحرم الطفل من مغذيات مهمة جداً من أجل تحقيق نمو وتطور طبيعيين، ما يؤدي لأضرار كبيرة على صحة الطفل، منها:
- بطء النمو.
- نقص الوزن.
- فشل النمو عند الرضع.
- قصر القامة.
- تأخر البلوغ.
- تخرب مينا الأسنان.
- تغيرات بالمزاج.
تكون الأعراض الهضمية أكثر شيوعاً عند الأطفال وقد تشمل:
- آلام معدية.
- إسهال مزمن (يكون البراز شاحب اللون أو كريه الرائحة أو دهنياً).
- إمساك.
- نفخة وإحساس امتلاء في البطن.
- شعور بالغثيان مع قيء.
- غازات.
تُجرى للمريض عادةً اختبارات تحرِّي (Screening tests)، فإذا تبين بهذه الاختبارات احتمال وجود إصابة بالداء الزلاقي، فعلى المريض زيارة الطبيب المختص بالأمراض الهضمية والذي سيقوم بإجراء الفحص السريري الشامل.
من ثم قد يقوم بإجراء تنظير هضمي (Endoscopy)، وأخذ خزعة (Biopsy) من مخاطية الأمعاء الدقيقة، وإرسالها إلى مخبر التشريح المرضي، وهناك تتم دراستها باستخدام المجهر للكشف عن التبدلات النسيجية المميزة للداء الزلاقي.
قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء فحص الكثافة العظمية (bone density test) وقت التشخيص للكشف عن ترقق العظام/هشاشة العظام، وقد يطلب أيضاً فحص الكثافة العظمية عند الأطفال واليافعين الذين يعانون من سوء امتصاص شديد أو تأخر تشخيص المرض لديهم لفترة طويلة أو لديهم أعراض مرض عظمي أو لم يلتزموا بالحمية الخالية من الغلوتين.
عند وضع تشخيص الإصابة بالداء الزلاقي، يجب على الطبيب القيام بما يلي:
- فحص سريري شامل يتضمن تحديد مؤشر كتلة الجسم (BMI)، وتحري ضخامة العقد اللمفية وإجراء اختبار الدم الخفي occult blood في البراز.
- طلب التحاليل المصلية الخاصة بالداء الزلاقي.
- طلب قياس الكثافة العظمية عند البالغين، والأطفال المصابين بسوء امتصاص شديد أو تأخر التشخيص لديهم لفترة طويلة أو لديهم أعراض عظمية.
- طلب التحاليل الروتينية (مثل تعداد الدم العام، وعيار فيتامين B12، وعيار الأنزيمات الكبدية وعيار هرمونات الدرق).
- طلب الاختبارات الوراثية الخاصة بالداء الزلاقي.
يجب على الطبيب أيضاً نصح المرضى أو عائلاتهم بمراجعة اختصاصي تغذية لديه خبرة في مجال الداء الزلاقي والحمية الخالية من الغلوتين من أجل تثقيفهم وتقديم المشورة لهم، ويجب كذلك أن يوصي بمراجعة خبير بالصحة النفسية من أجل تدبير الجوانب النفسية للالتزام مدى الحياة بحمية خالية من الغلوتين والتلاؤم مع المرض المزمن، وأخيراً قد يوصي بتناول فيتامينات عديدة ومكملات غذائية أخرى خالية من الغلوتين حسب الحاجة.
يجب على المريض أن يقوم بزيارة الطبيب بعد 3-6 أشهر من التشخيص الأولي ومن ثم سنوياً لتحديد الأعواز الغذائية ومعالجة الأعراض التي لايزال يعاني منها والتأكد من التزامه الصارم بالحمية الخالية من الغلوتين.
إن العلاج الأهم والوحيد حالياً للداء الزلاقي هو اتباع حمية صارمة خالية من الغلوتين مدى الحياة.
أي يجب على الشخص المصاب أن يتجنب تناول الأطعمة المحتوية على القمح أو الجاودار (الشيلم) أو الشعير، مثل الخبز والبيرة.
إن تناول أي كمية مهما كانت صغيرة من الغلوتين مثل الفُتات من لوح التقطيع أو محمصة الخبز قد تسبب أذية الأمعاء الدقيقة.
يحدث بشكل شائع عند مرضى الداء الزلاقي نقص في الألياف والحديد والكالسيوم والمغنيزيوم والزنك والفولات والنياسين والريبوفلافين وفيتامين B12 وفيتامين D، فضلاً عن عوز الوارد الحروري والوارد البروتيني.
يؤدي اتباع الحمية الملائمة إلى تحسن عملية الامتصاص عبر الزغابات المعوية عند معظم المرضى، وبالتالي تعويض العناصر الغذائية الهامة من فيتامينات ومعادن وغيرها.
لكن رغم هذا التحسن، هناك بعض العناصر التي لا يمكن تأمينها للجسم بالكمية الكافية بالحمية الخالية من الغلوتين (مثل فيتامين B)، ولذلك ينصح بالإضافة للحمية الغذائية تناول الفيتامينات المتعددة Multivitamines الخالية من الغلوتين، مع الانتباه لعدم تجاوز الكمية المتناولة نسبة 100% من الحاجة اليومية Daily value من الفيتامينات والمعادن.
لا تكون في الحالة الطبيعية الأدوية مطلوبة من أجل الداء الزلاقي باستثناء بعض حالات التهاب الجلد حلئي الشكل حيث تعطى الأدوية مثل الدابسون Dapsone أو السلفابيريدين Sulfapyridine لفترة محدودة لمعالجة الطفح الجلدي، مع العلم أنه في أغلب الحالات تتراجع أعراض التهاب الجلد حلئي الشكل عند اتباع الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين بشكل صارم.
علاج الداء الزلاقي بالأعشاب
بمجرد أن يصبح المريض مدركاً للأطعمة الحاوية على الغلوتين ويقوم بتجنب تناولها، تبدأ الحدثية الالتهابية على مستوى الزغابات المعوية بالتراجع، وتعود الزغابات لوظيفتها الطبيعية خلال بضعة أسابيع أو بضعة أشهر.
عندما تشفى المخاطية المعوية من الالتهاب نتيجة الالتزام بالحمية الخالية من الغلوتين فإن معظم المشاكل المتعلقة بالامتصاص ستزول عادة.
قد تساعد القنفذية (Echinacea) وعشبة الخاتم الذهبي (Goldenseal) في تسريع هذه العملية، طبعاً إلى جانب الحمية.
يتم غالباً تعبئة هاتين العشبتين الداعمتين للجهاز المناعي معاً على شكل كبسولة، قد يجد المرضى أيضاً هاتين العشبتين في توليفة مع عشبة الدردار الأحمر Slippery elm والمارشملو Marshmallow ونبتة العطرة Geranium وأعشاب أخرى.
القنفذية وعشبة الخاتم الذهبي من أهم المواد المساعدة على الالتئام لأنهما تمتلكان خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للجراثيم. الملاحظة الأهم في هذا المجال هي أنه ينبغي عدم تناول هذه الأعشاب باستمرار، حيث ينصح بتناولها لمدة أسبوعين ثم الامتناع عنها لمدة أسبوعين أيضاً وهكذا لمدة شهرين.
ليس هناك طريقة حتى الآن لتجنب الإصابة بالداء الزلاقي.
عند إثبات التشخيص، يمكن للشخص المصاب أن يمنع حدوث الأعراض، ويمنع تخرب الزغابات المعوية، وذلك باتباع حمية غذائية خالية من الغلوتين.
يجب تدوين المعلومات الغذائية على أغلفة كل المنتجات الغذائية، وتحديد فيما إذا كان المنتج ملائم لمرضى الداء الزلاقي (يكتب على المنتج خالي من الغلوتين). مع ذلك، لايزال من المفيد معرفة أهم الأطعمة التي ينبغي تجنبها بما فيها:
- البيرة والمنتجات الكحولية المعتمدة في صناعتها على الحبوب.
- طحين الكعك (المصنوع من القمح).
- رقائق البسكويت الهش (communion (wafers.
- الكسكس أو الكسكسي Couscous.
- مادة الدكسترين Dextrin.
- المكسرات المحمصة (حيث قد يستخدم دقيق القمح وبعض المنكهات).
- الدجاج المقلي.
- البطاطا المقلية (إذا تم تغليفها بطبقة من الطحين).
- الحساء والصلصات.
- النشاء المعدل الخاص بالأطعمة إذا كان من القمح.
- اللحوم المعالجة.
- الباستا Pastas.
- بعض أنواع شاي الأعشاب والقهوة المنكهة.
- صلصة الصويا Soy sauce.
- اللبن مع نشاء القمح.
إن قائمة تلك الأطعمة طويلة جداً، ومن المهم أن يكون المريض أو عائلته ملمين بمكونات الأطعمة التي من المعتاد تناولها، مع الانتباه إلى مكونات أي طعام غير معتاد قد يرغب المريض بتناوله.
قد يكون من المفيد تقديم قائمة مختصرة بالأطعمة التي يجب تجنبها عند مرضى الداء الزلاقي:
- طحين القمح وكافة منتجاته كالمعجنات والبسكويت والكاتو.
- البرغل (يُصنع من القمح).
- الشيلم (الجاودار).
- الشعير وكافة منتجاته بما في ذلك البيرة.
- الشوفان (مع أنه خالٍ من الغلوتين الضار إلا أنه يتم غالباً حصاده ومعالجته بنفس المعدات المستخدمة من أجل القمح لذلك قد يكون محتوياً على غلوتين القمح).
تتضمن الأغذية التي لا تحوي الغلوتين:
- اللحوم بأنواعها شريطة عدم إضافة أي منكهات أو خلطات قد تحوي الغلوتين.
- جميع الخضراوات والفواكه الطازجة وعصائرها الطبيعية دون أي إضافات.
- الخبز المصنوع من طحين الذرة، وكذلك الأرز والبطاطا والصويا.
ملاحظة مهمة: يجب الانتباه أيضاً إلى مكونات الأدوية ومعاجين الأسنان ومواد التجميل كأحمر الشفاه لأنها قد تحتوي على الغلوتين.
قد يحدث عند بعض البالغين المصابين بالداء الزلاقي ضعف أو غياب لوظيفة الطحال، ما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بعدوى بنوع من الجراثيم يسمى المكورات الرئوية Pneumococcus، ولهذا السبب قد ينصح الطبيب الشخص المصاب بأخذ اللقاح الخاص بهذه الجراثيم.
في حال عدم اتباع الحمية الغذائية المناسبة، من شـأن ذلك أن يؤدي لحدوث مضاعفات على المدى الطويل، وفي بعض الأحيان يتم تشخيص الداء الزلاقي لأول مرة بسبب حدوث واحدة أو أكثر من هذه المضاعفات والتي لم تستجب للمعالجة:
- فقر الدم بعوز الحديد (Iron deficiency anemia): إن كريات الدم الحمراء هي المسؤولة عن إيصال الأكسجين إلى أنسجة الجسم، والحديد هو عنصر ضروري من أجل إنتاج هذه الكريات، لذلك يؤدي نقص الحديد إلى نقص إنتاج هذه الكريات فلا يتم إيصال الأكسجين بكميات كافية للأنسجة، وتسمى هذه الحالة فقر الدم بعوز الحديد. يحدث قفر الدم بعوز الحديد عند حوالي 30% من مرضى الداء الزلاقي (بسبب سوء امتصاص الحديد من الأمعاء)، وعلاوة على ذلك، عند وجود فقر دم غير مفسر (وجود نزف مثلاً) يجب التفكير بوجود إصابة بالداء الزلاقي.
- الإصابة المبكرة بهشاشة العظام (osteoporosis) أو ترقق العظام (osteopenia): يحدث ترقق العظام بسبب استهلاك الجسم للكتلة العظمية، بشكل أسرع من إمكانية تعويضها. في الشكل الأكثر شدة تصبح هذه الحالة هشاشة عظام والتي تصبح فيها العظام هشة جداً لدرجة أن السعال قد يسبب حدوث كسر. إن أذية الزغابات المعوية في الداء الزلاقي تسبب نقص امتصاص الكالسيوم وبالتالي تؤهب لحدوث ترقق العظام وهشاشة العظام في أعمار مبكرة جداً بالمقارنة مع الأشخاص غير المصابين. إن اتباع الحمية الخالية من الغلوتين يؤدي إلى تحسن كبير بالكثافة العظمية.
- نقص الخصوبة (Infertility) والإجهاض (Miscarriage): يعرف نقص الخصوبة بأنه عدم قدرة الزوجين على الإنجاب بعد مرور 12 شهر على الجماع المنتظم دون استعمال موانع الحمل، ويعرف الإجهاض بأنه عدم القدرة على إبقاء الجنين في الرحم لمدة كافية بحيث يستطيع بعدها العيش خارجه. أظهرت بعض الدراسات - على مدى القرنين الماضيين- علاقة بين الداء الزلاقي وحدوث نقص الخصوبة و/أو الإجهاض، لكن هذه العلاقة تبقى إلى الآن غير واضحة، ولكن اتباع الحمية الخالية من الغلوتين أدى إلى تحسن في الحالتين السابقتين.
- عدم تحمل اللاكتوز (Lactose intolerance): هو عدم القدرة على هضم سكر اللاكتوز -الموجود في الحليب ومشتقاته- بطريقة جيدة، وبما أن هذا النوع من الهضم يحدث أيضاً في الأمعاء الدقيقة، فإنه من غير المستغرب أن يتواجد بشكل شائع كلاً من الداء الزلاقي وعدم تحمل اللاكتوز معاً في حالة تسمى عدم تحمل اللاكتوز الثانوي (secondary lactose intolerance). يمكن أن يكون 24% من مرضى عدم تحمل اللاكتوز مصابين بالداء الزلاقي أيضاً. وبشكل مثير للاهتمام، فإن اتباع الحمية الخاصة بالداء الزلاقي تؤدي إلى زوال أعراض عدم تحمل اللاكتوز من خلال شفاء الزغابات المعوية وإعادة ترسيخ إنتاج أنزيم اللاكتاز Lactase الذي يقوم بهضم اللاكتوز.
- عوز الفيتامينات والمعادن: معظم كمية الفيتامينات والمعادن في الجسم يتم امتصاصها من الأمعاء الدقيقة، ولذلك فإن حدوث أذية في الزغابات المعوية -كما في الداء الزلاقي- سيؤدي إلى نقص امتصاصها أثناء عبور الطعام خلال الأمعاء. اتباع الحمية الخاصة بالزلاقي مع تناول بعض المتممات الغذائية يساعد على تعويض هذا النقص.
- اضطرابات الجهاز العصبي المركزي والمحيطي (Central and peripheral nervous system disorders): هناك علاقة بين الداء الزلاقي وحدوث الاضطرابات العصبية مثل اعتلال الأعصاب Neuropathy والرنح Ataxia والاكتئاب Depression والقلق Anxiety، لكن حتى الآن لا يوجد فهم دقيق لهذه العلاقة.
- فشل البنكرياس: يترافق الداء الزلاقي في 5%من الحالات مع فشل في وظيفة الإفراز الخارجي للبنكرياس، حيث لا يستطيع البنكرياس إفراز الأنزيمات اللازمة لعملية الهضم بشكل طبيعي. إن عدم حدوث تحسن الأعراض بعد اتباع المريض المصاب بالداء الزلاقي للحمية الخاصة، يوجه لوجود خلل في وظيفة البنكرياس، مما يستدعي فحص البنكرياس، لأن فشل البنكرياس قد يكون السبب الذي يقف وراء عدم استجابة أعراض الداء الزلاقي للحمية.
- اللمفوما (Lymphoma): الداء الزلاقي هو حالة مرتبطة بالجهاز المناعي، والخلايا اللمفية هي جزء من الجهاز المناعي، لذلك من المحتمل أن يسبب الداء الزلاقي سرطاناً في هذه الخلايا (يدعى لمفوما الأمعاء الدقيقة). لكن ليس بالضرورة أن تتطور اللمفوما عند كل مريض مصاب بالداء الزلاقي، لكن فرصة الإصابة بهذا السرطان تكون أكبر عندما يتم تشخيص الداء الزلاقي في وقت متأخر من الحياة، وعندما تكون هناك أذية كبيرة في الأمعاء بسبب عدم الالتزام بالحمية الخالية من الغلوتين.
- Celiac Disease Foundation, celiac.org
- Beyond Celiac: The Beyond Celiac Reserch Opt-In
- NIH News In Health: Going Gluten Free?, May, 2016
- National Celiac Association, nationalceliac.org: Resources