التهاب المريء
التهاب المريء (Esophagitis) هو التهاب يصيب طبقات المريء، ويؤدي لضرر فيها. توجد أسباب عديدة لالتهاب المريء من بينها أسباب عدوائية، كيميائية وغيرها. يؤدي التهاب المريء الى أعراض مختلفة كألم في الصدر عند البلع وعسر البلع. امكانيات العلاج المتوفرة لالتهاب المريء تتعلق بسبب الالتهاب وشدته، ومن الجدير بالذكر أن عدم علاج التهاب المريء قد يؤدي لاستمرار الضرر.
أهم الأسباب لالتهاب المريء هي:
· الجزر المعدي المريئي (Gastroesophageal Reflux): الحالة التي تؤدي لرجوع افرازات المعدة الحمضية الى المريء وتسبب اثر ذلك التهاباً فيه. ليس كل حالة من الجزر المعدي المريئي تؤدي لالتهاب في المريء، ولكن تواجد الجزر باستمرار يؤدي للالتهاب. توجد العديد من العوامل التي تزيد من خطورة الجزر المعدي المريئي وتشمل السمنة، التدخين، الحمل، الحمضيات، الشاي، القهوة، الكحول، الشوكولاة وغيرها.
· الأدوية: تسبب العديد من الأدوية التهاباً في المريء وتشمل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDS) المُستخدمة لتلطيف الألم، بعض المضادات الحيوية مثل الدوكسيلين (Doxillin)، والبيسفوسفانات (Bisphosphanate) المُستخدمة لعلاج هشاشة العظام. يزداد احتمال التهاب المريء نتيجة لتناول الأدوية كلما طال التلامس بين الدواء وبين طبقة المريء.
· العدوى: العديد من الأمراض العدوائية تؤدي لالتهاب المريء. الفيروسات مثل فيروس الهيربس (Herpes Virus)، الجراثيم، الفطريات مثل المبيضة البيضاء (Candida Albicans) وغيرها. غالباً ما يحدث التهاب المريء العدوائي لدى المرضى ذوي ضعف في جهاز المناعة كمرضى السكري، السرطان وفيروس عوز المناعة البشري.
· أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune Disease): تؤدي لالتهاب في المريء، ومنها الذئبة الحمامية المجموعية.
· التهاب المريء اليوريني (Eosinophillic Esophagitis): هو التهاب بسبب تراكما العديد من خلايا اليورنيات في المريء، وعلى ما يبدو فانه نتيجة لتحسس مفرط في المريء. قد يكون التحسس لأنواع من الطعام كالحليب، القمح، الصويا، أو للغبار، النباتات وغيرها.
· عسر البلع (Dysphagia).
· ألم البلع.
· ألم الصدر في وسطه.
· شعور ببقايا الطعام في المريء.
· الغثيان.
· القيء.
· ألم البطن العلوي، السعال وفقدان الشهية.
لدى الأطفال من الصعب التعبير عن الألم لذا قد نلاحظ فشل في نمو الطفل أو صعوبة في اطعام الطفل.
في حال لم يتم علاج التهاب المريء فانه قد يسبب المضاعفات التالية:
· تضيق المريء اثر وجود ندبات.
· نمو طبقات غير سليمة في المريء مما يسبب أعراض مشابهة لأعراض التهاب المريء.
· ثقب المريء في حالات نادرة.
· مريء باريت (Barrett's Esophagus) وهي حالة نمو خلايا غير سليمة قد تتحول لخلايا سرطانية.
يعتمد تشخيص التهاب المريء على التاريخ المرضي ووصف المريض للأعراض. لكن لا بد من اجراء عدة اختبارات للوصول لتشخيص نهائي لحالة الالتهاب وسببه. اهم الاختبارات هي:
· صورة بلع الباريوم (Barium X-ray): الباريوم مادة متباينة تنعكس باللون الأبيض عند تصويرها بالأشعة. لذا يُطلب من المريض بلع سائل يحوي الباريوم ومن ثم يتم تصوير الصدر بالأشعة. في حال عدم وجود ضرر في المريء يمر الباريوم بسرعة ويمكن ملاحظة الأمر في صورة الأشعة. أما عند وجود تضيق أو ثقب يمكن ملاحظة مسار الباريوم غير السليم.
· تنظير المريء (Endoscopy): هو الاختبار الرئيسي لتشخيص التهاب المريء فبواسطته يستطيع الطبيب رؤية باطن المريء، وتشخيص حالة الالتهاب. كما يمكن انتزاع عينة من المريء لتشخيص سبب الالتهاب.
اختبارات أخرى تشمل اختبارات الدم للإطلاع على نسبة اليورنيات في الدم مما يدعم التهاب المريء اليوريني، اختبارات لتشخيص الفيروسات والجراثيم.
ان علاج التهاب المريء أمر يتعلق بسبب التهاب المريء. كما يهدف العلاج لتلطيف الأعراض ومنع المضاعفات. أهم أُسس العلاج لمعظم أسباب التهاب المريء مذكورة أدناه.
داء الجزر المعدي المريئي
يبدأ العلاج بتغيير نظام الحياة بحيث يفضل فقدان الوزن الزائد، الجلوس وعدم الاستلقاء بعد تناول الطعام، الامتناع عن الطعام المسبب للجزر. في حال عدم نجاح هذه الامكانيات يمكن استخدام الأدوية والتي تشمل مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitor) وأبرزها اللوسك أو الأوميبرازول. امكانية أخرى لعلاج داء الجزر المعدي المريئي هي العملية الجراحية تثنية القاع (Fundoplication) والتي تُجرى في الحالات المستعصية. يمكنكم الاطلاع على امكانيات العلاج بالتفصيل في مقال منفصل عن داء الجزر المعدي المريئي.
التهاب المريء اثر الأدوية
ان أساس العلاج هو الامتناع عن تناول الدواء. لكن في بعض الحالات لا يمكن التوقف عن تناول الدواء، لذا يمكن تناوله مع الحفاظ على التعليمات التالية:
· تناول الدواء كسائل وليس كحبوب.
· شرب كأس من الماء مع حبة الدواء.
· الجلوس أو الوقوف وعدم الاستلقاء لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد تناول حبة الدواء.
التهاب المريء العدوائي
علاج التهاب المريء العدوائي يتعلق بالميكروب المسبب للالتهاب، بحيث يشمل أدوية مضادة للفيروسات، مضادات حيوية وأدوية مضادة للفطريات. في بعض الحالات من المفضل اجراء علاج بواسطة تنظير المريء، ويتعلق ذلك بشدة الالتهاب ومدى انتشاره في المريء.
التهاب المريء اليوريني
كما ذكرنا في البداية فان معظم حالات التهاب المريء اليوريني هي اثر التحسس، لذا فان العلاج يتكون من التعرف على المواد المسببة للتحسس، الابتعاد عنها والعلاج بأدوية مضادة للتحسس وهي الستيرويد (Steroids): هي أدوية مضادة للالتهاب وتُضعف التفاعلات التحسسية. يُمكن تناول هذه الأدوية كحبوب أو كبخاخات. توجد العديد من الأعراض الجانبية للستيرويد ومنها هشاشة العظام، زيادة الوزن، السكري، ارتفاع ضغط الدم وغيرها. لذا فان استعمال البخاخات يلطف من الأعراض الجانبية.
ان الامتناع عن تناول أنواع الطعام التي قد تسبب التهاب المريء اليوريني مثل الحليب، القمح وغيرها قد يلطف من أعراض التهاب المريء.
علاج مضاعفات التهاب المريء
عند تضيق المريء يمكن علاج الأمر بواسطة تنظير المريء بحيث يتم توسيع نقطة التضيق، مما يلطف من عسر البلع والألم خلال البلع. وفي حال وجود ثقب في المريء يمكن سد الثقب بواسطة بعض المواد الكيميائية.