الأسيتامينوفين
ألأسيتامينوفين هو دواء شائع الإستعمال لخفض الألم أو الحُمّى.
يُعرف أيضًا بالباراسيتامول (Paracetamol) ويُباع بأسماء تجاريَّة مختلفة مثل التايلينول (Tylenol).
يُعتبر الدَّواء من أكثر الأدوية أمانًا وأقلُّها تسبُّبًا للأعراض الجانبيَّة، وهو يُباع بدون حاجة لوصفة طبيب.
رغم أنَّ الأسيتامينوفين يعتبر آمنًا للإستعمال إلا أنَّ تناول كميَّة كبيرة منه قد تؤدّي إلى حدوث أعراضٍ خطيرة.
في حال إستعمالٍ سليمٍ للدَّواء يقوم الكبد بالتَّخلُّص من الأسيتامينوفين بشكلٍ صحي، لكن عند تعرُّض الكبد إلى نسب كبيرة من الدَّواء يضطر إلى تحويل قسم منه إلى مواد أخرى ضارَّة وهي التي تكون مسؤولة عن الأعراض والأضرار الناتجة.
ينصح الأطباء بعدم تناول أكثر من 3-4 غرام يوميًا، فكمية أكبر قد تحدث أضرارًا في الكبد.
من الجدير ذكره أنَّ في غياب كبدٍ سليم تكفي كميَّة أقل للتسبب بالتسمم مثلاً في حالات إلتهاب الكبد الحادَّة والمزمنة أو عند تناول الكحول.
إذا إستُهلك الدَّواء ضمن الكميَّات المنصوح بها فإنَّه لا يترافق مع أي أعراض جانبية، ففي أسوء الأحوال قد يؤدّي إلى الغثيان أو الطفح الجلدي.
لكن إستهلاك الدَّواء بكميّات عالية قد يؤدّي إلى أعراض عدّة تنبع بالأساس من الأذى الذي يلحق بالكبد.
أهم هذه الأعراض:
- ألغثيان والتَّقيُّأ.
- ألبلبلة.
- أوجاع البطن.
- فقدان الشَّهيَّة على تناول الطَّعام.
- شعور عام سيء.
أعراض المرض قد لا تكون جليَّة في البداية وقد تقتصر على الغثيان والتقيُّأ في ال 24 ساعة الأولى للتسمم.
ألتَّوجه المُبكِّر للطبيب أو المشفى في حالات تسمُم الإسيتامينوفين يعد أمراً غايةٌ في الأهميَّة، وذلك ينبع من أهميَّة تناول العلاج المُلائم أبكر ما يمكن لأنه يخفف من الأضرار التي يُسببها التسمم للكبد.
على الشَّخص أن يطلب المساعدة الطبيَّة في الحالات التالية:
- تناول كميَّة كبيرة من الدَّواء (تُقدَّر ب 5 غرام في اليوم للبالغ) مع وجود عوارض التسمم.
- تناول كميَّة قليلة-متوسطة من الدَّواء في ظل إستهلاك الكحول أو مرض كبدي مع وجود عوارض التسمم.
- العثور على شخص يعاني من وعيٍ منخفض أو مفقود بوجود شك بأنَّه تناول الأسيتامينوفين بقصدٍ أو بغير قصد.
- شكوك حول إستهلاك طفل للأسيتامينوفين بكميَّات غير معروفة.
يقوم الطَّبيب بتوجيه الأسئلة للمريض حول كميَّة الدَّواء المُستهلكة والأعراض والأمراض التي يعاني منها، بالإضافة إلى إستهلاك الكحول وإذا كانت هناك ميول للإنتحار.
يفحص المريض بحثًا عن الأعراض المختلفة مثل أوجاع البطن، اليرقان (Jaundice)، القيء، درجة الوعي وغيره.
جلب علبة الدَّواء إلى الطبيب قد يُساعده أحيانًا في تقدير الكميَّة المُستهلكة خاصَّةً وإن كان المريض فاقدًا وعيه أو قد حاول الإنتحار.
إذا شكَّ الطبيب بوجود تسمُم الأسيتامينوفين يقوم بفحص نسبته في الدَّم كما ويفحص أيضًا إنزيمات الكبد في الدَّم كدلالة على ضرر الحق به.
البداية بالعلاج المُبكِّر يعد أمراً هاماً جدًّا لإحتواء الضرر الذي يُصيب الكبد، لذلك على الأشخاص الذين تعرَّضوا لحالة تسمُّم التوجه إلى المشفى أو طلب إسعاف طبّي أبكر ما يمكن.
العلاج الذي يُقدَّم للشخص المتسمِّم يتخلَّل:
- إفراغ المعدة: يُعتمد فقط في الحالات التي يصل فيها الشخص المُتسمِّم المشفى في ظرف نصف ساعة من حالة التَّسمم وهي حالات نادرة. إفراغ المعدة يتم عن طريق إعطاء أدوية التي تشجع على التقيُّأ أو بواسطة أنبوب يُدخل إلى المعدة.
- فحم ناشط (Activated charcoal): دواء يُعطى عن طريق الفم ليرتبط مع الأسيتامينوفين في الأمعاء ويقلل من إمتصاصه للدَّم. يُعطى فقط إن وصل المريض في ظرف 4 ساعات من التسمُّم.
- N-Acetylcysteine: وهو العلاج الأهم. هذه المادَّة تساعد الكبد على التخلُّص من الأسيتامينوفين ومنع تحوُّله إلى مواد ضارَّة. يُعطى عن طريق الفم أو الوريد في ظرف 8 ساعات من التسَّمُم.
بعد عدَّة أيّام من المهم إجراء فحوصات لتققيم الأضرار التي الحقت بالكبد وذلك عن طريق فحوصات دم.
تأخر في إعطاء علاج للتسمم قد يؤدّي إلى فشل كبدي حاد، وهي حالة في غاية الخطورة وتتطلب زرع كبد جديد كطريق وحيد لإنقاذ المريض.
إليك النصائح التالية التي تساعدك في الوقاية من الإصابة بتسمم الأسيتامينوفين:
- معرفة الحد الأقصى لجرعة الأسيتامينوفين المسموح بها وهي تُقدَّر ب 3-4 غرام في اليوم عند البالغين.
- عدم أخذ الأدوية بغياب حاجة طبيَّة فالأدوية لها مضارها.
- هناك أدوية أخرى قد تحتوي على مادة الأسيتامينوفين أو ترفع من نسبته لذلك من المهم إعلام الطبيب إن كانت هناك أدوية أخرى.
- إبعاد الأدوية عن متناول يد الأطفال.
- ألإنتباه للحالة النفسيَّة عند المراهقين وإن كانت هناك ميول للإنتحار فتناول كميّات كبيرة من الأسيتامينوفين طريقة شائعة للإنتحار.
- عدم تناول الكحول عند أخذ الدَّواء.
- إستشارة الطبيب بخصوص مقدار الجرعة المسموح بها إن كان الشَّخص يعاني من أمراض في الكبد.