اعراض الحمل
الحمل هو حالة فيزيولوجية وطبيعية، وخلاله تطرأ أعراض كثير على المرأة الحامل. للحمل تأثيرات كبيرة على المرأة الحامل وعلى عائلتها، كما له تأثير طبي على المرأة نفسها.
ان التغييرات في جسم المرأة الحامل من حيث المبنى، الشكل، والوظيفة تؤدي لأعراض تدل على الحمل.
فقد تشكو المرأة الحامل من العديد من الأعراض كالغثيان، القيء، زيادة الوزن، حرقة الفؤاد، تشنجات الأرجل، دوالي الأوردة، الدوخة، وأخرى عديدة. اضافة الى ذلك قد تظهر علامات في حلمة الثدي، الجلد وأخرى بارزة.
ان هذه التغييرات في جسم المرأة هي نتيجة لافراز هرمونات ومواد عديدة أخرى لها تأثير على جميع أعضاء الجسم من حيث المبنى والوظيفة.
اعراض الحمل هي التغييرات التي تحدث خلال الحمل تدل على الحمل بدرجات مختلفة، حيث يمكن تقسيم هذه الأعراض الى عدة مراحل:
- اعراض الحمل الافتراضية (Presumptive Symptoms): الأعراض التي تفترض الحمل.
- اعراض الحمل المحتملة (Probable Symptoms): الأعراض التي يكون فيها الحمل مُحتملاً.
- اعراض الحمل والمؤشرات الايجابية: اختبارات أو مؤشرات تؤكد الحمل.
اعراض الحمل الافتراضية هي مجموعة من الأعراض والعلامات التي تفترض وجود الحمل، لكنها لا تستطيع تشخيصها نهائياً.
مُعظم اعراض الحمل هذه تظهر في الأسابيع الأولى من الحمل، وتشمل التالي:
- انقطاع الحيض (Amenorrhea): رغم أن انقطاع الحيض يُعتبر من أبرز وأهم علامات الحمل، الا أنه نوعي في حالات مُعينة، عندما تكون الدورة الشهرية مُنتظمة. أما اذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة فلا يمكن الاعتماد على انقطاع الحيض لتشخيص الحمل. يظهر انقطاع الحيض بسبب نسبة هرمونات الاستروجين (Estrogen) والبروجسترون (Progesterone) المرتفعة. من المهم الذكر أن لانقطاع الحيض أسباب كثيرة عديدة أخرى عدا الحمل، ويجب استبعادها قبل تشخيص الحمل.
- الغثيان والقيء أثناء الحمل.
- الثدي: تظهر عدة تغييرات في ثدي المرأة الحامل وتشمل هذه التغييرات التالي:
- ألم الثدي (Mastodynia): يظهر ألم الثدي ابتداءً من الأسبوع السادس للحمل. يُشبه الألم ذلك الذي يظهر ما قبل الدورة الشهرية، ويكون مصحوباً بالايلام أي الألم عند لمس أو جس الثدي. ان ارتفاع نسبة الاستروجين والبروجيسترون هي المسؤولة عن ألم الثدي.
- حديبات مونتغمري (Montgomery’s Tubercles): حديبات تظهر في هالة حلمة الثدي، وهي عبارة عن تضخم الغدد الزهمية المحيطة بالحلمة. الغدد الزهمية هي غدد طبيعية في هالة حلمة الثدي.
- الثدي الثانوي (Secondary Breast): أي ظهور نسيج الثدي في مكان اخر غير الثدي الأصلي، ويُمكن أن يظهر نسيج الثدي الثانوي في أي مكان على طول خط حلمة الثدي. لا يوجد أي معنى للثدي الثانوي ولا يؤدي لأية أعراض ويختفي بعد الحمل.
- افراز اللبا (Colostrum): اللبا هو أول الحليب الذي يُنتجه ثدي المرأة ويُفرزه. يُفرز اللبا بعد الأسبوع السادس عشر من الحمل.
- المسالك البولية: عدة تغييرات قد تحدث في المسالك البولية عند الحمل، وقد تؤدي الى عدة أعراض. تشمل التغييرات والأعراض الأمور التالية:
- التبول الليلي (Nocturia).
- الحاح البول.
- عسر البول (Dysuria).
تظهر هذه الأعراض بسبب ضغط الرحم على المثانة. بالاضافة الى ذلك، قد تزداد التهابات المسالك البولية. من المهم علاج التهاب المسالك البولية، وذلك لأنها تُسبب الاجهاض التلقائي، الولادة المبكرة ووفاة الجنين داخل الرحم.
أعراض الحمل المختلفة:
- تغيير لون الغشاء المخاطي المهبلي، حيث يبدو الغشاء المخاطي أزرق، أحمر أو بنفسجي اللون اثر ازدياد تدفق الدم الى المهبل.
- الامساك، حرقة الفؤاد، التعب والارهاق، تشنجات الأرجل، دوالي الأوردة وأعراض أخرى عديدة هي أعراض تظهر في الأسابيع المتأخرة من الحمل.
- ارتفاع درجة الحرارة لمدة 3 أسابيع مستمرة تدل على الحمل.
أعراض الحمل على الجلد:
- كلف الحمل (Chloasma): يُسمى أيضاً بقناع الحمل، وهو عبارة عن سواد الجلد في الوجه، الصباح واللحى. يحدث كلف الحمل بعد الأسبوع السادس عشر من الحمل.
- الخط الأسود (Linea Nigra): الخط الأسود هو خط داكن في منتصف الجسم ويمتد من السرة حتى الحوض.
- السطور (Striae): هي علامات شد الجلد وتظهر كسطور حمراء اللون على البطن وعلى الثدي وتدل على شد الجلد. تظهر السطور متأخراً في الحمل عند شد الجلد.
- توسع الشعيرات العنكبوتي (Spider Telangiectasia): توسع الشعيرات العنكبوتي هي علامات تظهر على الصدر والظهر اثر نسبة الاستروجين المرتفعة في الجسم، وهي افات صغيرة حمراء اللون تُشبه العنكبوت. لا تؤدي لضرر ما أو لأعراض.
بعض اعراض الحمل هيتغييرات ظهرت وقد تستمر في الظهور.
عادةً فان اعراض وعلامات الحمل المحتملة تظهر بعد تقدم الحمل وتشمل:
- علامة تشادويك (Chadwick’s Sign): تتميز علامة تشادويك بتغير لون المهبل وعنق الرحم للأزرق أو البنفسجي اثر احتقان الأوعية الدموية في الحوض. يُمكن اكتشاف هذه العلامة أثناء الفحص المهبلي.
- الثر الأبيض (Leukorrhea): افرازات مهبلية بيضاء اللون والتي تظهر عند الأسبوع الرابع من الحمل.
- الزراق في الوجه والشفتين.
- ارتخاء العظام: وبالأخص عظام الحوض والأنسجة الداعمة لها.
- ارتفاع مستوى الرحم: يرتفع مستوى الرحم في البطن ويمكن جسه خلال فترة الحمل. ان ارتفاع مستوى الرحم يدل على مكان الحمل، وعلى أسبوع الحمل، وهي على النحو التالي:
- الأسبوع الثاني عشر: يكون مستوى الرحم في أسفل البطن.
- الأسبوع السادس عشر يكون مستوى الرحم تحت السرة بقليل.
- الأسبوع العشرون: يكون الرحم في السرة.
- الأسبوع الرابع والعشرون وحتى السادس والعشرين: يكون مستوى الرحم فوق السرة.
- الأسبوع الثامن والعشرون: يصل مستوى الرحم الى أعلى البطن.
- الأسبوع السادس والثلاثون: يقترب مستوى الرحم من الصدر ويكون 2 سم تحت منتصف القفص الصدري.
- تقلصات الرحم: عند كبر الرحم قد تحدث تقلصات في الرحم. غالباً ما تكون التقلصات عديمة الألم وتؤدي لشعور بالضغط في البطن. تُسمى هذه التقلصات الكاذبة بتقلصات براكستون هيكس (Braxton Hicks Contractions)، وتبدأ حوالي الأسبوع الثامن والعشرون. تتميز تقلصات براكستون هيكس باختفائها عند المشي أو النشاط بعكس التقلصات الحقيقة التي تُنبأ بالولادة.
رغم أن المؤشرات الايجابية للحمل هي مجموعة من المؤشرات الموثوق بها، الا أنها لا تُشخص الحمل نهائياً.
ان تشخيص الحمل يتطلب الاعتماد على عدة معطيات كالتغييرات التي تحدث خلال الحمل والاختبارات. والمؤشرات الايجابية تشمل:
- نبض قلب الجنين (Fetal Heart Rate): يُمكن اكتشاف نبض قلب الجنين بواسطة جهاز التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound) والذي يحوي الدوبلر (Doppler)، ابتداءً من الأسبوع الثامن أو العاشر. نبض الجنين الطبيعي يبلغ 120-160 نبضة في الدقيقة.
- جس حركات الجنين في الرحم: أو شعور المرأة بحركات الجنين في الرحم. يُمكن الشعور بالحركات أو جسها عند الأسبوع 18-20 من الحمل.
- اختبار التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound): يُعتبر الاختبار الأفضل والأكثر نوعية ودقة. التخطيط فوق الصوتي هو اختبار تصويري لرؤية الرحم وأعضاء الجهاز التناسلي الداخلية. يعمل التخطيط فوق الصوتي بناءً على ارسال موجات فوق صوتية من جهاز خاص الى الجسم، ومن ثم تُعكس هذه الموجات ليلتقطها الجهاز ويحولها الى صورة. يُمكن وضع الجهاز على جلد البطن أو الحوض، أو في داخل المهبل- Trans Vaginal Ultrasound. بواسطة التخطيط فوق الصوتي يُمكن تحديد مرحلة الحمل ، وزن الجنين ومكان المشيمة. منذ الأسبوع الخامس أو السادس يُمكن رؤية قلب الجنين، ومنذ الأسبوع السابع تبدأ براعم الأطراف بالظهور، ومنذ الأسبوع التاسع تظهر الأطراف والأصابع. يُستخدم التخطيط فوق الصوتي لمتابعة الجنين أثناء الحمل.
- هرمون الحمل (Beta HCG): هرمون الحمل هو هرمون خاص تقوم المشيمة بافرازه، ويُمكن اختباره في الدم او البول. ترتفع نسبة هرمون الحمل في الدم او البول عند الحمل. يُمكن اختبار هرمون الحمل لدى الطبيب بواسطة اختبارات الدم أو في البيت بواسطة عدة خاصة لتشخيص الحمل، حيث يتم فحص نسبة هرمون الحمل في البول. يُعتبر الاختبار دقيقاً ونوعياً، كما أن نسبته تتغير وفقاً لفترة الحمل، مما يُمكن الطبيب من تقدير فترة الحمل.
تمر أعضاء وأجهزة المرأة الحامل بعدة تغييرات خلال فترة الحمل، تناسباً مع وضع الجنين وسنه.
من أهم هذه التغييرات الأساسية:
- الجهاز الهضمي: في الفم يزداد افراز اللعاب، كما أن اللثة تتضخم خلال الحمل وقد يؤدي الأمر للنزيف. في المعدة، فان المعدة تتفرغ أبطأ من العادة مما يؤدي للامساك، حرقة الفؤاد وأعراض أخرى. بالنسبة للزائدة الدودية فانها تتحرك من مكانها مما قد يؤدي لأعراض مُختلفة في حال التهاب الزائدة الدودية، وصعوبة في تشخيص الحالة. يُنتج الكبد البروتين بكمية أقل مما يؤدي للوذمات (أي انتفاخ الأرجل).
- الكلى والمسالك البولية: يضغط الرحم على المثانة مما يؤدي لالحاح البول. كما أن هرمون البروجسترون يؤدي لارتخاء العضلات في جدار المسالك البولية مما يؤدي لكثرة البول أيضاً. تزداد كمية البروتين والسكر في البول خلال الحمل.
- الدم: لا يرتفع ضغط الدم خلال الحمل، بالعكس قد ينخفض قليلاً. يعمل النخاع العظمي على انتاج المزيد من كريات الدم الحمراء، البضاء وصفائح الدم. بالاضافة الى ذلك فان حجم الدم يزداد. من المهم الذكر ان الحمل قد يؤدي لتخثر الدم.
- القلب والأوعية الدموية: يتضخم القلب كثيراً خلال الحمل وذلك لكي يقدر على العمل أكثر، حيث يرتفع نتاج القلب خلال الحمل وتزداد كمية الدم التي يضخها. كما أن ضغط الدم ينخفض خلال الحمل.
- الجهاز التنفسي: ان كبر الرحم يؤدي الى دفع الحجاب الحاجز والقفص الصدري الى أعلى. كما أن المرأة الحامل تتنفس كمية أكبر من الهواء في كل نفس، لذا تزداد كمية الأكسجين التي تدخل جسمها وبالتالي توصل الأكسجين الى الجنين.