إنفلونزا الخنازير
إنفلونزا الخنازير هي عدوى يسببها فيروس يُدعى (H1N1)، وسميت بذلك لأنها كانت في السابق تصيب، في حالات نادرة، بعض الأشخاص ممن هم على تماس مباشر مع الخنازير. أما العدوى التي نعرفها اليوم، والتي اجتاحت سنة 2009 أكثر من 70 دولة، فتنتقل بشكل أساسي من شخص لآخر دون تماس مع الخنازير.
صنفت منظمة الصحة العالمية إنفلونزا الخنازير عام 2009 على أنها جائحة، وبقيت حتى صيف 2010، حيث تراجعت أعداد المصابين بشكل كبير.
لا يزال الناس يصابون بإنفلونزا الخنازير حتى أيامنا هذه، لكن بأعداد أقل من السابق. لا شك أن هناك أسئلة كثيرة قد تتبادر إلى أذهاننا حول هذا الموضوع، وقد يكون أهمها:
ما الفرق بين إنفلونزا الخنازير والإنفلونزا العادية؟
تنقسم فيروسات الإنفلونزا عموماً إلى ثلاث فئات، هي: فيروسات الإنفلونزا A وB وC، وأشيعها فيروسات الإنفلونزا A.
الجدير بالذكر أن فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 يعد من أحد أنواع فيروسات الإنفلونزا A.
وبعد أن كانت إنفلونزا الخنازير تعتبر من العداوى بالغة الخطورة في فترة الجائحة، باتت إنفلونزا الخنازير تصنف اليوم من بين الإنفلونزا العادية الموسمية، إذ لم تعد بتلك الخطورة التي كانت عليها حين ظهرت، لكنها قد تسبب لبعض الناس مشاكل صحية خطيرة، وبخاصة منهم: الحوامل، والأطفال دون السنتين، والمسنين، والأشخاص الذين يعانون أصلاً من مشاكل صحية كأمراض القلب والرئتين.
أعراض إنفلونزا الخنازير هي نفس أعراض الإنفلونزا العادية، وباتت اليوم تدخل ضمن اللقاح السنوي ضد الإنفلونزا.
تنجم إنفلونزا الخنازير عن الإصابة بفيروس (H1N1) الذي يمتلك خليط مورثات من فيروسات الإنفلونزا البشرية والطيرية والخنزيرية، وينتشر بسهولة من شخص إلى آخر، ولا يُصاب البشر بفيروس انفلونزا الخنازير من تناول لحم الخنزير، ويمكن في حالات نادرة فقط أن يُصاب الإنسان بهذه الانفلونزا عند التماس مع الخنازير.
يصيب الفيروس الخلايا التي تبطن الأنف والحلق والرئتين، ويدخل الجسم حينما يستنشق الشخص رذاذاً ملوثاً بالفيروس (إذا عطس أمامه شخص آخر مصاب مثلاً)، أو عندما ينتقل الفيروس الحي، عبر التماس مع سطح ملوث، إلى الأنف أو الفم أو العينين.
سببت سلالة أخرى من فيروس إنفلونزا الخنازير (H3N2) بعض الإصابات بين الأطفال والبالغين في عدد من الولايات الأميركية، ويبدو أن المصابين كانوا على تماس مباشر مع خنازير معافاة ظاهرياً، وربما انتقلت العدوى في حالات قليلة من شخص لآخر.
حين ظهرت إنفلونزا الخنازير لأول مرة، كانت أشيع عند الأطفال بعمر 5 سنوات أو أكبر وعند الشباب، وذلك بطريقة غير معتادة، لأن أغلب حالات عدوى فيروسات الإنفلونزا تشكل خطراً أكبر للمضاعفات عند المسنين أو الفئات العمرية الصغيرة جداً.
أما اليوم، فإن عوامل خطر الإصابة بإنفلونزا الخنازير تماثل عوامل خطر الإصابة بأي سلالة أخرى من فيروسات الإنفلونزا، ويكون خطر الإصابة أعلى ما يمكن عند الذين يقضون وقتاً في مكان يتواجد فيه عدد كبير من المصابين بعدوى إنفلونزا الخنازير.
بعض الفئات من الناس يعدون أكثر عرضة لأن يتطور لديهم مرض خطير جراء الإصابة بإنفلونزا الخنازير، نذكر من تلك الفئات:
إن الأعراض التي تظهر عند المصابين بعدوى إنفلونزا الخنازير تشبه تلك التي تسببها باقي سلالات الإنفلونزا، ومنها:
- الحمى (لكن ليس في كل الحالات).
- السعال.
- التهاب الحلق.
- سيلان الأنف أو انسداده.
- دماع العينين، واحمرارهما.
- آلام في الجسم.
- الصداع.
- التعب.
- الإسهال.
- الغثيان والإقياء.
تتطور الأعراض بعد التعرض للفيروس بيوم إلى ثلاثة أيام.
متى ينبغي زيارة الطبيب؟
ليس من الضروري أن تقوم بزيارة الطبيب إذا كنت بصحة جيدة بشكل عام وتطورت لديك أعراض الإنفلونزا كالحمى والسعال وآلام الجسم.
يجب عليك الاتصال بالطبيب إذا ظهرت عليك أعراض الإنفلونزا وكنت: حاملاً أو لديك مرض مزمن كالربو، أو النفاخ (emphysema)، أو داء السكري، أو أحد أمراض القلب، وذلك لأن خطر إصابتك بالمضاعفات نتيجة الإنفلونزا يكون أكبر في مثل هذه الحالات.
يجب كذلك على الذين يعانون من عدوى شديدة الحصول على الرعاية الطبية الفورية، بالذهاب إلى قسم الإسعاف أو غيره من المراكز الصحية. يدخل ضمن هؤلاء الأشخاص الذين لديهم أحد الأعراض التالية:
- ضيق نفس.
- دوخة أو تشويش ذهني بشكل مفاجئ.
- تغير في حالة الوعي.
- إقياء شديد.
- ألم في الصدر أو البطن.
متى تأخذ طفلك إلى الطبيب أو المستشفى فوراً؟
لا يستطيع الأطفال الصغار التعبير عن أعراضهم ووصفها، فيجب على الأهل أن ينتبهوا لظهور علامات تستدعي الرعاية الطبية العاجلة مثل:
- التنفس السريع أو صعوبة التنفس.
- زرقة الجلد أو الشفتين.
- انخفاض التجاوب.
- النعاس غير المعتاد.
- سرعة الهيجان (ومنها أن يرفض الطفل حمله).
- قلة تناول السوائل.
- الحمى التي يصاحبها طفح جلدي.
يمكن تأكيد الإصابة بإنفلونزا الخنازير عبر إجراء زرع لمفرزات جهاز التنفس كالبلغم (القشع)، أو مفرزات الأنف أو الحلق، لكن هذا مكلف ونادراً ما يتم إجراؤه.
تتوفر فحوصات سريعة للتأكد من الإصابة بأحد سلالات الإنفلونزا، لكنها ليست مثالية وربما لا تلتقط إنفلونزا الخنازير أو حتى الإنفلونزا الموسمية العادية.
ترتكز الخطة العلاجية على:
- الراحة والإكثار من السوائل.
- معالجة الأعراض.
- وقد نستخدم أحياناً الأدوية المضادة للفيروسات.
الأدوية المضادة للفيروسات
بعض المضادات الفيروسية التي تستخدم لعلاج الإنفلونزا الموسمية تكون فعالة كذلك لمعالجة إنفلونزا الخنازير. يبدو أن أكثر الأدوية فعالية هي oseltamivir (Tamiflu)، و peramivir (Rapivab)، وzanamivir (Relenza)، لكن لا تستجيب بعض أنواع إنفلونزا الخنازير لمضاد الفيروسات (oseltamivir).
يمكن لهذه الأدوية تعجيل شفائك، وكذلك تستطيع جعلك تشعر بحالة أفضل. على الرغم من أن هذه الأدوية تكون أكثر فعالية إذا أخذت خلال 48 ساعة من بداية الأعراض، لكنها قد تساعد حتى لو أخذها المريض بعد ذلك.
معالجة الأعراض
يمكن أن تساعد بعض الأدوية التي تباع دون وصفة طبية في تخفيف الآلام والحمى.
لا تعط الأسبيرين (Aspirin) للأطفال دون سن الثامنة عشرة بسبب خطر الإصابة بمتلازمة تدعى متلازمة راي (Reye’s Syndrome)؛ وتأكد من أن الأدوية التي تباع دون وصفة طبية لا تحوي الأسبيرين قبل إعطائها للأطفال.
يمكن تناول مخففات الألم التي تباع من دون وصفة بحذر، كالباراسيتامول Paracetamol (Tylenol, Panadol)، أو الإيبوبروفين Ibuprofen (Advil, Motrin IB, Brufen) .
ملاحظة: لا تفيد المضادات الحيوية (Antibiotics) في شيء، لأن الإنفلونزا عبارة عن إصابة فيروسية، وليست جرثومية.
يتمثل أحد أهم نقاط الوقاية من انفلونزا الخنازير بالتطعيم ضد المرض.
ينصح الأطباء بالتطعيم ضد إنفلونزا الخنازير لكل الناس عدا الأطفال دون الستة أشهر من العمر، وقد أصبح فيروس إنفلونزا الخنازير أحد مكونات الحقنة ضد الإنفلونزا الموسمية، والتي تقي كذلك من نوعين أو ثلاثة من أنواع الإنفلونزا المتوقع انتشارها خلال الموسم.
يتوفر اللقاح على شكل حقنة أو بخاخ أنفي.
يسمح باستخدام البخاخ الأنفي عند الأصحاء ما بين 2 إلى 49 عاماً عدا الحوامل؛ لا ينصح بالبخاخ الأنفي لمن هم فوق الخمسين أو دون السنتين من العمر، أو للحوامل، أو الذين لديهم حساسية من البيض، أو مرضى الربو، أو ضعيفي المناعة، أو الذين يتعالجون بالأسبيرين.
قد يسبب اللقاح أعراضاً جانبية قليلة، أكثرها شيوعاً الاحمرار، والألم أو التورم في مكان الحقن، والحمى.
إجراءات أخرى للوقاية من إنفلونزا الخنازير والحد من انتشارها:
- ابقَ في المنزل إذا كنت مريضاً، حتى لا تصيب الآخرين بالعدوى، والزم منزلك 24 ساعة على الأقل بعد اختفاء الحمى.
- اغسل يديك جيداً بشكل متكرر بالماء والصابون، وإن لم يتوفرا فاستخدم مطهرات اليدين التي تحتوي على الكحول.
- غطِّ فمك وأنفك عند السعال والعطاس؛ استخدم منديلاً ورقياً، أو اعطس واسعل على ثنية مرفقك الداخلية، كي لا تلوث يديك.
- تجنب مخالطة الآخرين، وابتعد عن الزحام ما أمكن. إذا كنت ممن لديهم خطر الإصابة بالمضاعفات (إذا كنت أصغر من سن 5 سنوات أو أكبر من 65 سنة، أو حاملاً، أو لديك مرض مزمن كالربو) فتجنب الاقتراب من حظائر الخنازير.
- قلل من التعرض للعدوى ضمن منزلك إذا كان أحد الأفراد مصاباً بإنفلونزا الخنازير، وذلك بأن يتولى شخص واحد فقط رعاية ذلك المصاب.
من مضاعفات إنفلونزا الخنازير:
- تدهور الأمراض المزمنة كالربو وأمراض القلب.
- التهاب الرئة (Pneumonia).
- ظهور أعراض عصبية تتراوح ما بين التشويش الذهني ونوبات الاختلاج (seizures).
- الفشل التنفسي.
إنفلونزا الخنازير عند الحامل
الحوامل أكثر عرضة من غيرهن لدخول المستشفى، ويكون خطر الوفاة عندهن أعلى من عموم السكان نتيجة مضاعفات الإنفلونزا، سواء كانت إنفلونزا الخنازير أو الإنفلونزا الموسمية.
على الرغم من ذلك، يقول الخبراء إن معظم الحوامل اللاتي يصبن بإنفلونزا الخنازير لا تحصل لديهن مشاكل خطيرة.
إذا كنت حاملاً، فهنا بعض المعلومات التي عليك أن تعرفيها:
-
لماذا تشكل إنفلونزا الخنازير خطراً أكبر عند الحوامل؟
ليس لدى الخبراء جواب مؤكد، لكنهم يتكهنون أن نمو الجنين وتطوره يسببان ضغطاً أكبر على تنفس الأم ووظيفة رئتيها، مما يزيد من احتمال إصابتها بعدوى ثانوية كالتهاب الرئة. علماً أن أكثر حالات الوفاة بين الحوامل جراء إنفلونزا الخنازير وقعت في الثلث الأخير من الحمل.
هنالك كذلك بعض التغيرات التي تطرأ على جهاز الحامل المناعي، تجعلها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية كالإنفلونزا.
-
ما هو أفضل علاج إذا أصيبت الحامل بإنفلونزا الخنازير؟
عند تشخيص إنفلونزا الخنازير أو الاشتباه بها، ينبغي على الحامل أن تأخذ مضاداً فيروسياً بأسرع وقت ممكن حسب توصيات مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية والوقاية منها CDC. يمكن تناول مضادات الفيروسات (Relenza, Tamiflu) في أي وقت خلال فترة الحمل.
إذا كانت الحامل أو النفاس حتى أسبوعين بعد الولادة أو الإجهاض على تماس وثيق بأحد المصابين بالإنفلونزا، يجب في هذه الحالة أن يؤخذ تلقيها للعلاج بمضادات الفيروسات بعين الاعتبار. تُعرِّف مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية التماس الوثيق (close contact) بأنه: "الاعتناء أو العيش مع شخص لديه إنفلونزا مؤكدة أو محتملة أو مشتبهاً بها، أو وجود احتمال عالٍ للتعرض للسوائل التنفسية أو الجسدية لهذا الشخص."
-
هل يمكن لهذه الأدوية أن تؤذي الجنين؟
ذكرت التقارير بعض الآثار السلبية عند الحيوانات الحوامل التي أعطيت (Tamiflu)، لكن لم تثبت أية علاقة بين تناول الدواء وحصول آثار سلبية عند النساء الحوامل.
يرى بعض الخبراء أن خطر المضاعفات نتيجة الإصابة بالإنفلونزا دون معالجة، يفوق أياً من الأخطار النظرية التي تتعلق بتناول (Tamiflu) أو (Relenza).
-
هل يمكن للحامل أن تنقل إنفلونزا الخنازير للجنين؟
من الممكن أن يصيب الفيروس المشيمة التي تنقل الدم إلى الجنين في حالات العدوى الشديدة بسلالات الإنفلونزا المسببة للجائحات.
في حين لا نعرف إلا القليل عن أثر إنفلونزا الخنازير على الجنين، يبدو أن الحوامل المصابات بها يكن أكثر عرضة للولادة الباكرة- ولادة الخديج (premature delivery).
في جائحات الإنفلونزا السابقة، كانت الحوامل المصابات أكثر عرضة للإملاص- ولادة وليد ميت (stillbirth)، والإجهاض العفوي (spontaneous abortion)، وولادة الخديج.
من المعروف أن الإنفلونزا تترافق مع الحمى، وقد أظهرت دراسات أن الإصابة بالحمى في الثلث الأول من الحمل تضاعف خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي (neural tube defects)، وقد تكون مرتبطة بنتائج ضارة أخرى.
يمكن التقليل من خطر العيوب الولادية المرتبطة بالحمى باستخدام خافضات الحرارة أو فيتامينات متعددة تحوي حمض الفوليك (فيتامين B9) folic acid، أو كليهما، لكن المعلومات حول هذا العلاج محدودة.
-
ماذا لو أصيبت الحامل بإنفلونزا الخنازير مباشرة قبل الولادة، أو عندها؟
يجب في هذه الحالة أن تلد في مستشفى مجهز لمثل تلك الولادات. كما أن عليها أن تضع قناعاً (كمامة) على وجهها خلال المخاض (الطلق) والولادة، وأن تتجنب التماس الوثيق مع رضيعها حتى تأخذ مضادات فيروسية لمدة 48 ساعة وحتى تزول الحمى بشكل كامل. سيقلل هذا خطر عدوى الوليد بإنفلونزا الخنازير، لكن لن يستأصله بشكل كامل.
يُعتقد أن الرضع أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد نتيجة الإصابة بعدوى إنفلونزا الخنازير، ولا يُعرف حتى الآن إلا القليل جداً عن سبل الوقاية منها عند الرضع. عند الإمكان، يجب أن تقتصر رعاية الرضع على البالغين الأصحاء، بما في ذلك الرضاعة.
إذا أصيبت الأم بعد الولادة، يجب أن يعتني شخص سليم بالرضيع حتى تشعر بالتحسن، وحتى سبعة أيام من بدء أعراضها، ولكن يمكنها الإرضاع، من ثديها أو من القارورة، شريطة أن تضع قناعاً على وجهها.
-
هل تستطيع الأم إرضاع طفلها حديث الولادة من الثدي إذا كانت مصابة بإنفلونزا الخنازير؟
يمكن للأم الإرضاع من الثدي إذا تعافت من الإصابة بشكل كافٍ. إن خطر انتقال العدوى عن طريق حليب الأم غير معروف، والأرجح أنه نادر.
يجب على الأمهات المصابات اللاتي يمكنهن عصر الحليب إلى قارورة أن يتركن أحد أفراد العائلة السليمين يتولى مهمة الإرضاع. يمكن للأم الإرضاع إذا كانت تتناول مضاداً فيروسياً، بشرط أن تكون قد مضت على بدء العلاج به 48 ساعة على الأقل.
إنفلونزا الخنازير عند الأطفال
إن إنفلونزا الخنازير عند الأطفال لا تختلف عموماً عن إنفلونزا الخنازير عند الكبار وينطبق عليهم ما تم ذكره سابقاً عنها، ولكن بما أن الأطفال يعتبرون من الفئات الضعيفة، فلا ضير من التأكيد ثانية على بعض الجوانب المهمة في هذا السياق.
أشارت دراسة حديثة إلى أن واحداً من كل ثلاثة أطفال يحتاجون للعلاج في قسم الطوارئ بسبب أمراض تشبه الإنفلونزا (بما في ذلك إنفلونزا الخنازير) خلال ذروة موسم الإنفلونزا تكون لديهم خطورة عالية للإصابة بمضاعفات خطيرة.
يكون الخطر أكبر لدى الأطفال المصابين بالأمراض العصبية، أو الأمراض العصبية العضلية، كالشلل الدماغي (cerebral palsy)، أو الحثل العضلي (muscular dystrophy). أما المضاعفات التي أظهرتها الدراسة فتتضمن التهاب الرئة، والفشل التنفسي، والاختلاجات.
كل فيروسات الإنفلونزا عند الأطفال تسبب مرضاً تنفسياً قد يستمر أسبوعاً أو أكثر، وتتضمن أعراض الإنفلونزا:
- الحمى المفاجئة (عادة أكثر من 38 درجة مئوية).
- القشعريرة، ورجفان الجسم.
- الصداع، وآلام الجسم، والشعور غير المعتاد بالتعب.
- التهاب الحلق.
- السعال الجاف المستمر.
- انسداد (احتقان) الأنف وسيلانه.
بعض الأطفال يتقيؤون ويصيبهم الإسهال.
بعد ظهور هذه الأعراض بعدة أيام، يصبح التهاب الحلق وانسداد الأنف والسعال المستمر أكثر وضوحاً. يمكن أن تستمر الإنفلونزا أسبوعاً أو أكثر. بينما يعاني الأطفال المصابون بنزلة البرد العادية من حمى خفيفة وسيلان الأنف وسعال قليل، يكون الأطفال، بل وحتى البالغون، المصابون بالإنفلونزا في حال أسوأ ويعانون من أعراض أقوى وآلام أشد.
يتعافى الأطفال الأصحاء من الإنفلونزا خلال أسبوع أو أسبوعين دون أية مشاكل باقية، لكن عليك الاشتباه بحدوث مضاعفة ما إذا اشتكى طفلك من ألم في الأذن، أو من إحساس بالضغط في الوجه أو الرأس، أو إذا استمر لديه السعال والحمى أكثر من أسبوعين، ويجب في هذه الحالات الاتصال بطبيب الأطفال.
ملاحظات هامة تتعلق بالإنفلونزا (بما في ذلك إنفلونزا الخنازير) عند الأطفال:
- إذا كان لدى طفلك مرض مزمن (كأمراض القلب أو الرئتين أو الكلى أو المناعة أو داء السكري أو أحد أمراض الدم أو الأمراض الخبيثة)، فأبعده عن الأطفال المصابين بالإنفلونزا أو الذين تظهر عليهم أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا. إذا ظهرت لدى طفلك أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا ورافقتها أية صعوبة في التنفس، فخذ طفلك إلى الطبيب أو المستشفى مباشرة.
- على الرغم من أن إعطاء الإيبوبروفين (Ibuprofen) مسموح به للأطفال ما فوق الستة أشهر، إلا أنه يجب ألا يعطى للذين لديهم تجفاف أو الذين يتقيؤون باستمرار.
- من المهم جداً ألا تعطي الأسبيرين (aspirin) لطفل مصاب بالإنفلونزا، أو هناك شك بإصابته بها؛ إعطاء الأسبيرين خلال هجمات الإنفلونزا مرتبط بخطر متزايد للإصابة بمتلازمة تدعى متلازمة راي (Reye Syndrome)، وهي متلازمة خطيرة تسبب تورماً في الكبد والدماغ وقد تؤدي إلى الوفاة.
- للوقاية من الإنفلونزا، يجب على الجميع أخذ اللقاح السنوي لكسب المناعة ضد الإنفلونزا، وتعتبر هذه أفضل طريقة للوقاية من العدوى. هناك لقاح جديد آمن كل سنة، وأفضل الأوقات لأخذه هي آخر الصيف وأول الخريف، أو فور توفره في مجتمعك. إن أخذ اللقاح مهم، لكن يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة عند:
- لأطفال (بما في ذلك المولودين قبل الأوان) الذين تتراوح أعمارهم ما بين الستة أشهر إلى خمس سنوات.
- الأطفال المصابين بأمراض مزمنة تزيد من خطر المضاعفات.
- جميع المخالطين، أو المعتنين، بالأطفال ذوي الخطورة العالية للإصابة بالمضاعفات أو ممن هم دون الخامسة من العمر (وبخاصة حديثي الولادة والرضع الذين أعمارهم دون الستة أشهر لأنهم لا يستطيعون أخذ اللقاح).
- U.S. National Library of Medicine- MedLine Plus: H1N1 Flu (Swine Flu), Aug, 2016
- Merck and the Merck Manuals: H1N1 Swine Flu
- American Academy of Pediatrics (healthychildren.org): The Flu, Sep, 2015
- MedScape: Pediatric Influenza, Apr, 2017