هل يؤثر الضغط النفسي على الحمل ؟
ان علاقة الجنين مع العالم الخارجي خلال فترة الحمل تكون عن طريق الأم، ابتداءً من الغذاء الذي يستمده من الأم وحتى الأصوات التي يسمعها، كل ذلك عن طريق الام. فهل يؤثر الضغط النفسي الذي تمر به الأم على الجنين ؟
مسؤولية الأم اتجاه جنينها لا تكمن فقط في حفاظها على نظام غذائي سليم ورعاية صحية ومتابعه طبيه انما هي مطالبه أيضا بالحفاظ على حالتها النفسية في استقرار وهدوء.
يعرف الضغط النفسي علميا، بأنه حاله يقوم بها الجسم بإفراز مجموعه من الهرمونات التي تسمى القشرانيات السكرية (Glucocorticoid) من بينها هورمون الكورتيزول، وبما أن الضغط النفسي هو تجربة شخصيه تختلف من شخص الى اخر، فإن كمية إفراز هذه الهرمونات تختلف من شخص لآخر حسب ردة فعله لهذا الضغط.
إن القشرانيات السكرية تؤثر بشكل كبير على نمو الجنين في رحم امه، حيث ان للجهاز العصبي والمخ النصيب الأكبر من التأثير بالاضافه الى جهاز المناعة. بالرغم من أن المشيمة تمنع عبور الكورتيزول من الأم الى الجنين وتحوله بواسطة جهاز المناعة الى هورمون غير فعال، فإن 10-20% من هذا الكورتيزول يصل الى الجنين، وقد يؤدي الى زيادة في حركة الجنين مما يشكل أحيانا آلامًا للأم الحامل فيزيد من ضغطها النفسي.
وقد أفادت الأبحاث التي تناولت دراسة هذا الموضوع بأن للضغط النفسي التي تتعرض له الأم خلال الحمل على الجنين، تأثيرات للمدى القريب حيث انعكست بارتفاع نسبة الولادات المبكرة، وانخفاض في محيط رأس المولود وكذلك انخفاض في وزن المولود عن المعدل الطبيعي. وقد يكون معرضا لأن يكون طفلا عصبيا، كثير البكاء يصعب تهدئته وينام بصعوبة شديدة. اما للمدى البعيد، فبحسب هذه الدراسات فإن هؤلاء الأطفال يعانون أكثر من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والخوف المبالغ به، وقد يصل تأثير الضغط النفسي الى ولادة طفل مصاب بمرض التوحد.
لذلك ننصح الأم الحامل، بأن تحافظ على حالتها النفسية وهدوئها خلال فترة الحمل، فهذا يقوي جهاز المناعة لديها. وأن تتجنب الضغوط بجميع أنواعها، النفسية والبدنية، وأن تنعم بفترات نوم كافيه لتعيش فترة حمل سعيده وآمنه.