ما هي مضاعفات مرض السكري الخطيرة؟
مضاعفات مرض السكري الخطيرة الثلاث التي تهدد حياة مريض السكري وتتطلب تدخل طبِّي هي:
1. ألحِماض الكيتوني السكري (Diabetic ketoacidosis = DKA) :
تعتبر حالة الحماض الكيتوني السكري من مضاعفات مرض السكري الخطيرة. تحدث هذه الحالة عادة عند المصابين بسكر الأطفال، وأحيانًا يتم تشخيصها عن طريقها. سبب حالة الحماض الكيتوني السكري هو نقص في الإنسولين مقابل إرتفاع نسبة السُّكر في دم المريض. عند انعدام الإنسولين لا تستطيع خلايا الجسم إستغلال السكر الموجود في الدم فتبدأ بتحليل دهنيات وعضلات الجسم إلى مواد تستطيع إستغلالها كمصدر طاقة الا وهي الكيتونات.
لهذه الحالة أسباب كثيرة مثل تقصير المريض في أخذ كميَّة كافية من الإنسولين أو تعرضه لحالة جسمانية مثل الخمج أو لحالة نفسية التي رفعت من نسبة السكر في دمه دون رفع كمية الإنسولين بالمقابل فاختل التوازن بينهما.
أعراض هذه الحالة تشمل –
- الالم الشديد في البطن
- التبول الكثير
- التقيأ
- التنفس السريع والعميق
- إنبعاث رائحة شبيهة بالأسيتون من الفم
- جفاف المريض وإفتقاره للسوائل حتى البلبلة وفقدان الوعي.
نسبة السُّكر تكون عالية (فوق الـ 250 مغم/دل) وغالبًا ما تقترب من ال 400 مغم\دل. هذه الحالة من مضاعفات مرض السكري الخطيرة ولذلك على المريض التوجه لغرفة الطوارىء وأن لا يُعالج الأمر بنفسه بحقن الإنسولين. في المشفى يقوم الأطباء بالتشخيص الاكيد للحالة عن طريق فحص لوجود ال"كيتونات" في بول المريض (هناك أجهزة بيتيَّة شبيهة بأجهزة فحص السُّكر ليتأكد المريض بنفسه قبل ذهابه للمشفى).
العلاج يتضمن إعطاء الإنسولين عن طريق الوريد وبشكل بطيئ لخفض نسبة السكر, وإرجاع السوائل والألكتروليتات التي فقدها المريض.
تعتبر هذه الحالة من مضاعفات مرض السكري الخطيرة لانها قد تؤدي الى إضطرابات في نظم القلب (Dysrhythmia) بسبب التشوشات في الألكتروليتات وبالأخص البوتاسيوم, وحالة الحُماض (Acidosis) التي خلفتها الكيتونات. لذلك فإنَّ العلاج المناسب في المشفى يتطلَّب المراقبة الشديدة لعمل قلب هؤلاء المرضى.
2. الغيبوبة السكرية (Diabetic coma or Hyperosmolar hyperglycemic nonketotic state) :
الغيبوبة السكرية هي من مضاعفات مرض السكري الخطيرة وقد تؤدي الى موت مريض السكري. تحدث هذه الحالة عند المصابين بسُكر البالغين أساسًا وعادةً قد تجاوزوا عقدهم السابع. تنتج الغيبوبة السكرية بسبب إرتفاع نسبة السكر في الدَّم ومعاناة المريض من الجفاف. غالبا ما تحدث هذه الحالة عند الاشخاص الذين لا يستطيعون الاستجابة للشعور بالعطش وبالتالي فيعانون من الجفاف، وبالتالي فالفئات التي تنتشر فيها هذه الحالة هم اشخاص كبار جدا في السن او اشخاص مقعدين للفراش او اشخاص يقتنون في بيوت للعجزة. امّا العوامل التي تساعد بتطور هذه الحالة فهي نسبة مرتفعة من السكر بالدم لمدة طويلة ومعاناة المريض من امراض اخرى (كالتهاب في المسالك البولية او التهاب الرئوي) وتعاطي ادوية معينة ومخدرات كالكوكائين. تشترك هذه الحالة مع الحالة السابقة في الأسباب والعوارض مع التشديد على العوارض العصبيَّة مثل أوجاع الرأس وعدم القدرة على الكلام أو الحركة والخبل والبلبة حتى الغيبوبة الكاملة. اما فهي تختلف عنها بالأمور التالية:
- نسبة الجلوكوز هنا تكون أعلى وقد تصل إلى 800-1000 مغم\دل
- لا يوجد كيتونات وبالتالي لا يُوجد حُماض
- المرضى يعانون من جفافٍ أكثر وهم بخطرٍ أكبر حيث ان نصف المرضى يلقون حتفهم.
التشخيص يتكون من فحص نسبة الجلوكوز في الدَّم الذي غالبًا ما تتجاوز ال 600 مغم\دل, ووجود عوارض مناسبة.
العلاج شبيه بالحالة السابقة والاهتمام بإرجاع كميَّة كبيرة من السوائل.
3. نقص سُكر الدَّم (Hypoglycemia) :
نقص سُكر الدَّم هو من مضاعفات مرض السكري الخطيرة وهو يحدث نقص الجلوكوز في الدَّم عند مرضى السُّكر نتيجة لـ :
- حقن الإنسولين بكمية مفرطة
- إستعمال لأدوية خفض السُّكر بكميات عالية
- تخطي وجبات طعام يجدر بهم اكلها
- نشاط رياضي مكثّف
تبرز الأعراض عندما ينخفض الجلوكوز إلى دون ال 70 مغم\دل, وتنقسم إلى قسمين :
- الأعراض الناتجة عن الإفتقار للجلوكوز : التعب والدُّوار ووجع الرأس والبلبلة وفقدان القدرة على التركيز وفقدان الوعي وحتى الغيبوبة.
- الأعراض الناتجة عن عمل الجهاز العصبي الودي (Sympathetic): العرق ودقات القلب السريعة والغثيان والتقيأ والخوف والرجفة.
عند التعرض لهذه الحالة على المريض تناول أي شيء يحتوي على الجلوكوز ليرفع من نسبته في الدم. إن كان المريض غائبًا عن الوعي يمكن حقنه بمادة الجلوكاجون وهو هورمون يقوم بوظيفة عكسيَّة من وظيفة الإنسولين حيث يؤدي لتحليل مادة الجليكوجين -وهو مخزن السُّكر في الجسم- للجلوكوز وبالتالي فنسبته بالدم ترتفع.
تحسبًا لهذه الحالة يتزود مرضى السُّكر عادةً بقطعة حلوى أو أي طعام يحتوي على الجلوكوز بشكل دائم ليكون في متناول يدهم إن تعرضوا لنقص السُّكر. كما ويجب أيضًا إرشاد المقربين من المريض على كيفيَّة إستعمال حقنة الجلوكاجون عند الحاجة.
يعتبر حالة نقص سُكر الدَّم هو من مضاعفات مرض السكري الخطيرة لان الابحاث ان تكرار حالات نقص سكر الدم لدى مريض السكري تزيد من احتمال الموت.