هشاشة العظام
ما هو مرض هشاشة العظام وكيف يرتبط بالتغذية والكسور
عندما يُذكر مرض هشاشة العظام ترتسم في مخيلتنا صورة امرأة عجوز متقدمة في السن نحيفة وترقد في السرير وتشكو من كسر في عظام الحوض أو اليد. هذه الصورة صحيحة في العديد من الحالات، لكن لا يُمكن القول أن شخصا ما يشكو من هشاشة العظام دون اجراء اختبارات. يستطيع الأطباء الجزم بوجود هشاشة العظام فقط بعد اجراء بعض الاختبارات كاختبار كثافة العظام. مريض هشاشة العظام قد يكون رجلاً أو امرأةً وقد يكون المريض نحيفاً أو سميناً. لكن ما هي عوامل الخطورة للاصابة بهشاشة العظام؟ وكيف يرتبط مرض هشاشة العظام بالكسور؟ وما علاقته الكالسيوم؟
هشاشة العظام (Osteoperosis) هو مرض يصيب العظام بحيث لا يقدر الجسم على بناء العظم الجديد بنفس السرعة التي يُمتص بها العظم القديم. في الوضع الطبيعي يقوم الجسم بامتصاص خلايا العظم القديم ليبني مكانها خلايا حديثة، وبهذا تحافظ العظام على تجدد مستمر. لمعدن الكالسيوم وللفيتامين د أهمية كبيرة في بناء العظام، ونقص هذه المواد قد يؤدي لهشاشة العظام. في حال هشاشة العظام فان وتيرة البناء أقل من وتيرة الهدم وبذلك تُصبح العظام هشة وضعيفة وتتعرض للكسر بسهولة. قد تحدث الكسور لدى مرضى هشاشة العظام عند تلقي اصابة بالغة وشديدة، لكن الكسور تحدث أيضاً اثر أمور لا تبدو مضرة كالانحناء أو الاصابات الطفيفة. الكسور الأبرز تحدث في ثلاثة أماكن مميزة: رسغ اليد، فقرات الظهر والحوض.
ما هي عوامل الخطورة للاصابة بهشاشة العظام وبالكسور؟
· الجنس: النساء معرضات للاصابة بهشاشة العظام أكثر من الرجال، واضافةً على ذلك فانهن معرضات للاصابة بالكسور اثر هشاشة العظام أكثر من الرجال. نشدد أن الرجال أيضاً قد يصابون بهشاشة العظام.
· التاريخ العائلي لمرض هشاشة العظام أو للكسور.
· السن المتقدمة.
· الكسور في السابق.
· التدخين.
· الوزن: يُعتبر الوزن المنخفض من عوامل الخطورة للاصابة بهشاشة العظام ويزيد من احتمال الكسور. يبرز الأمر عندما يكون الوزن اقل من 58 كيلوغراماً.
· انقطاع الحيض المبكر أي قبل سن الخامسة والأربعين لدى النساء.
· عدم تناول العلاج الهرموني البديل بهرمونات الاستروجين بعد انقطاع الحيض: على ما يبدو فان الاستروجين الذي يُفرزه جسم المرأة يحميها من هشاشة العظام، وعند انقطاع الحيض يقل افراز الاستروجين، وعدم تناول العلاج الهرموني البديل يزيد من احتمال هشاشة العظام.
· تناول العلاج الهرموني لسرطان البروستاتة.
· تناول أدوية ومشتقات الستيرويد لمدة طويلة، كما أن أدوية أخرى قد تزيد من خطورة الاصابة بهشاشة العظام كالهيبارين والعلاج الكيميائي.
· الادمان على الكحول.
· عدم القيام بنشاط بدني منتظم.
· التهاب المفاصل الروماتويدي يزيد من احتمال هشاشة العظام.
· نقص الكالسيوم والفيتامين د.
الكسور
تسبب هشاشة العظام عدة كسور في عدة مناطق وللأمر مضاعفات عدة:
· رسغ اليد: كسر رسغ اليد يحد من جودة حياة المريض ويسبب ألماً شديداً.
· العامود الفقري: كسور في فقرات العامود الفقري قد تكون عديمة الأعراض ولا يشعر بها مريض هشاشة العظام. وغالباص ما يتم اكتشافها بعد اجراء اختبارات تصويرية لأسباب أخرى. ترتبط هذه الكسور بقصر القامة، الحدبة وألم الظهر المزمن.
· الحوض ومفصل الفخذ: عدا عن الألم الشديد والحد من القدرة على الحركة والتنقل، فان كسر في مفصل الفخذ يحتاج لعلاج متواصل ومستمر، وقد يتطلب المعالجة الجراحية التي لا تخلو من المضاعفات. اضافةً الى ذلك فان عدم الحركة المرتبط بهذا النوع من الكسور يزيد من خطورة تجلط الأوردة العميقة والانصمام الرئوي.
للتغذية أهمية واضحة في هشاشة العظام. نعلم أن نقص معدن الكالسيوم يسبب تدهورا في كثافة العظام بحيث تصبح هشة وضعيفة، لكن نشدد أن نقص الكالسيوم بحد ذاته لا يسبب هشاشة العظام بشكل مباشر انما يساهم في ذلك. اضافةً الى ذلك فان نقص الفيتامين د يؤدي أيضاً لتدهور في كثافة العظام.
لذا فان تناول الكالسيوم والفيتامين د هو جزء من علاج هشاشة العظام، وهو جزء من الحمية الغذائية للوقاية من هشاشة العظام لدى من يشكون من عوامل الخطورة للاصابة بهشاشة العظام. الحليب ومنتجاته غني بالكالسيوم. ننصح باجراء اختبارات لقياس نسبة الكالسيوم والفيتامين د لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام وخاصةً لمن يتعرض للكسور اثر ذلك.
أما عن كمية الكالسيوم التي يجب تناولها فهي 1000 ملغم يومياً للأشخاص أقل من 50 سنة و1200 ملغلم يومياً للأشخاص الذين يبلغون أكثر من 50 سنة. بالنسبة لكمية الفيتامين د التي يُنصح بها فهي 400-800 وحدة فيتامين د يومياً لمن يبلغ أقل من 50 سنة و800-1000 وحدة لمن يبلغ أكثر من 50 سنة. في حال وجود نقص في الكالسيوم أو الفيتامين د وفقاص لاختبارات يُجريها الطبيب، من المهم تناول اضافات الكالسيوم والفيتامين د. هناك العديد من اضافات التغذية التي تحوي الكالسيوم والفيتامين د، وعليكم استشارة الطبيب للحصول عليها.