سرطان الخصية
· انتاج الحيوانات المنوية وتكاثرها: توجد عدة مراحل لانتاج الحيوانات المنوية البالغة، والمراحل الغير بالغة تُسمى بالخلايا الجنسية (Germ Cells).
· الحفاظ على بيئة مُلائمة لتكاثر الحيوانات المنوية.
· افراز الهرمونات وخاصةً التوستيسترون (Testosterone)، وهو الهرمون الذكري. أو الاستروجين (Estrogen)، بنسبة قليلة، وهو الهرمون النسائي. تُفرز خلايا لايدينغ الأستروجين.
لكي تُحافظ الخصية على عملها، فانها تحتاج لدرجة حرارة مُنخفضة، لذا نجدها خارج الجسم في الصفن. والصفن (Scrotum) هو كيس الجلد الذي يُحيط الخصية ويكون تحت القضيب. خلال تكون الخصية في الجنين، فانها تتكون بدايةً في البطن، بجانب الكلى وخلف الصفاق، ومن ثم تنتقل للصفن خلال فترة الحمل وتمر بالقناة الاربية (Inguinal Canal) والموجودة عند جانب الحوض.تصطحب الخصية معها الأوعية الدموية واللمفاوية. الحالة التي لا تنتقل فيها الخصية للصفن وتبقى في جوف البطن أو القناة الاربية تُسمى باختفاء الخصية (Cryptorchidism).
- اختفاء الخصية (Cryptorchidism): اختفاء الخصية هي حالة خلل في تطور الجنين يؤدي الى بقاء احدى الخصيتين، أو كلاهما، في البطن أو القناة الاربية. يُصيب اختفاء الخصية، الخصية اليُمنى أكثر من اليُسرى. يُعتبر اختفاء الخصية العامل الرئيسي المُسبب لسرطان الخصية. ان بقاء الخصية في البطن أو القناة الاربية، يُعرضها لدرجة حرارة الجسم المُرتفعة مما يؤدي لضرر في الخلايا في الخصية، وقد يؤدي هذا الضرر لسرطان الخصية. يُمكن علاج اختفاء الخصية خلال السنة الأولى وبذلك تقليل الاحتمال لسرطان الخصية، الا أن علاج اختفاء الخصية لا يُبطل تماماً احتمال حدوث سرطان الخصية.
- النكاف (Mumps): والنكاف هو عدوى فييروسية تُصيب الأطفال عادةً. قد يؤدي النكاف الى ضمور الخصية أو التهابها مما يزيد من احتمال حدوث سرطان الخصية.
- فيروس العوز المناعي البشري (HIV): ان العدوى بفيروس العوز المناعي البشري يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الخصية، وخاصةً اذا ما كان المريض مُصاب بداء الايدز (AIDS).
- وجود سرطان الخصية في أحدى الخصيتين يزيد من احتمال الاصابة بسرطان الخصية في الخصية الأخرى.
- التاريخ العائلي: وجود سرطان الخصية في العائلة، يزيد من احتمال اصابة الذكور في العائلة بسرطان الخصية.
- الجيل: كما ذُكر فان سن ال 15-40 هو الأكثر عرضةً للاصابة بسرطان الخصية.
- العرق: حيث أن سرطان الخصية يُصيب بيض البشرة والقوقازيين أكثر من غيرهم.
- كتلة في الخصية: وقد تكون الكتلة مؤلمة ولكنها غالباَ ما لا تكون مؤلمة.
- ألم في الخصية، خاصةً اذا ما كان هناك نزيف في الخصية. يوصف المرض احياناً كشعور بالثقل في الخصية.
- تورم الخصية أو انتفاخها: وقد تصل الخصية الى أضعاف حجمها، وقد يكون الأمر مفاجئاً.
- فقدان النشاط الجنسي.
- وجود الدم في السائل المنوي.
- انكماش الخصية، الا أن الأمر قليلاً ما يحدث.
- تثدي الرجل: بعض أنواع سرطان الخصية تستطيع افراز الهرمونات النسائية، وخاصةً الاستروجين مما يؤدي لتثدي الرجل، أي بروز الثدي لدى الرجل.
- العقد اللمفاوية خلف الصفاق (Retroperitoneal Lymph Nodes): وتقع هذه العقد اللمفاوية في البطن، وتحديداً حول الكلى. الا أنها تقع خلف غشاء الصفاق. وتٌعتبر العقد اللمفوية المكان الأكثر عرضةً لانتشار سرطان الخصية، وذلك بسبب تطور الخصية من المكان نفسه. غالباً ما تكون هذه العقد اللمفاوية عديمة الأعراض، الا أنها قد تؤدي لألم البطن.
- الرئتين: ويؤدي انتشار سرطان الخصية الى الرئتين للسعال، نفث الدم (أي سعال الدم)، ضيق النفس وأخرى.
- الفقرات والعظام: اذا ما نتشر سرطان الخصية للفقرات فانه يؤدي لألم الظهر وكسور في الفقرات.
- الدماغ: مما يؤدي لأعراض عصبية كألم الرأس، عدم وضوح الرؤية، النوبات الدماغية، ضعف العضلات، فقدان الاحساس.
يحتاج الطبيب الى عدة اختبارات لتشخيص سرطان الخصية، وقد يقوم بأحد الاختبارات التالية أو أكثر:
- اختبارات الدم: والهدف منها هو فحص المؤشرات السرطانية في الدم، وقد تكون مرتفعة في حال سرطان الخصية. أهم المؤشرات هي:
- نازعة الهيدروجين اللاكتاتية (LDH- Lactate Dehydrogenase): ويكون مرتفعاً في بعض الحالات، وخاصةً عند انتشار سرطان الخصية.
- ألفا فيتو بروتين (Alpha- Fetoprotein).
- Beta HCG.
الا أن هذه الاختبارات تفتقد للنوعية ويمكن أن ترتفع في حالات سرطان أخرى أو في أمراض أخرى. تُستخدم اختبارات الدم لمتابعة حالة سرطان الخصية.
- التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound): ويُعتبر الاختبار الأهم لتشخيص سرطان الخصية، حيث أنه نوعي جداً. يتم اجراء الاختبار للخصيتين، للتأكد من عدم وجود كتلة في الخصية الأخرى. ويمكن لطبيب مختص أن يرى الكتلة ويحدد اذا ما كانت سرطاناً أم لا، ويحدد مكان الورم، حجمه، وخصائص الورم.
- استئصال الخصية (Orchiectomy): تشخيص سرطان الخصية نهائياً يحتاج لعينة من الخصية، لكي يتم فحصها في المجهر وتحديد نوع السرطان وتشخيصه نهائياً. لا يُسمح باستخراج العينة بالابرة في حالات سرطان الخصية، ويُفضل الأطباء استئصال الخصية بأكملها. لذا فان استئصال الخصية هي عملية جراحية لعلاج سرطان الخصية وتشخيصه أيضاً.
- التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): والهدف من التصوير الطبقي هو تشخيص انتشار سرطان الخصية الى أعضاء أخرى، لذا عادةً ما سُيجري الطبيب التصوير الطبقي للصدر، البطن والحوض، وللرأس اذا ما وجدت أعراض عصبية ملائمة.
اذاً سيعتمد الطبيب على التاريخ المرضي والفحص الجسدي، واذا ما وجد شك بوجود سرطان الخصية قد يقوم الطبيب بتحويل المريض الى المستشفى لاجراء التخطيط فوق الصوتي. من ثم على الجراح في المستشفى القرار اذا ما وجدت الحاجة لاستئصال الخصية، وهذا ما يجري في أغلب الحالات. يتم فحص أنسجة الخصية المُستأصلة تحت المجهر في المختبر لتحديد نوع السرطان، واعتماداً على ذلك علاجه.
- أورام الخلايا الجنسية (Germ Cell): وهي الأورام التي تنشأ من الخلايا الجنسية والحيوانات المنوية، وتُكون أكثر من 90% من حالات سرطان الخصية. يتم تصنيف أورام الخلايا الجنسية الى نوعين:
- الورم المنوي (Seminoma) وهو الورم الأكثر انتشاراً، وينشأ من الحيوانات المنوية.
- ورم الخلايا الجنسية الغير منوي (Non Seminoma Germ Cell Tumor) وهو أقل انتشاراً، وينشأ من الخلايا الجنسية (أي الخلايا المنوية الغير بالغة). يوجد من أورام الخلايا الجنسية الغير منوية عدة أنواع
- أورام من الخلايا الغير جنسية (Non Germ Cell): وهي الأورام التي تنشأ من خلايا لايدينغ أو خلايا سرتولي، وتُكون 5-10% من حالات سرطان الخصية.
أحد أهم الأهداف من تصنيف أنواع سرطان الخصية هو تحديد العلاج الذي يجب أن يتلقاه المريض، حيث أن العلاج يختلف وفقاً لنوع سرطان الخصية. الورم المنوي يُعالج بالأشعة، بينما ورم الخلايا الجنسية الغير منوية لا يُمكن علاجه بالأشعة.
- المرحلة الأولى هي السرطان الموجود في الخصية فقط. يمكن شفاء أكثر من 95% من حالات المرحلة الأولى.
- المرحلة الثانية هي السرطان الذي انتشر للعقد اللمفاوية خلف الصفاق. يمكن شفاء 80-90% من الحالات
- المرحلة الثالة هي عند انتشار السرطان من الخصية الى أعضاء أخرى عدا العقد اللمفاوية خلف الصفاق (أي الرئتين، العظام). يمكن شفاء 70% من الحالات.
- المعالجة الجراحية.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج بالأشعة.
وغالباً ما يبدأ العلاج بالمعالجة الجراحية لاستئصال الخصية. اضافة العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة، يعتمد على نوع سرطان الخصية، مرحلة سرطان الخصية ومدى انتشاره. غالباً يتم اضافة العلاج الكيميائي أو الأشعة.
المعالجة الجراحية
العملية الجراحية الأهم لعلاج سرطان الخصية هي استئصال الخصية الكلي (Orchiectomy)، ويتم استئصال الخصية بالاضافة الى الصفن المحيط بها. تُجرى العملية الجراحية بالتخدير الكلي. رغم وجود امكانيات جراحية لاستئصال الورم فقط دون استئصال الخصية بأكملها، الا أن بعض الخلايا السرطانية قد تبقى في الخصية اذا ما استئصل الورم لوحده. بقاء الخلايا السرطانية يؤدي لتكرار سرطان الخصية. لذا يُفضل الأطباء استئصال الخصية بأكملها لتجنب بقاء خلايا سرطانية.
تشريح واخراج العقد اللمفاوية (RPLND- Retroperitoneal Lymph Node Dissection): هي عملية جراحية هدفها تشريح العقد اللمفاوية خلف الصفاق واستئصالها. رغم امكانية تحديد اصابة العقد اللمفاوية بواسطة التصوير الطبقي المحوسب، الا أن 20% من الحالات لا يُمكن تشخيصها. لذا يُفضل بعض الجراحين اجراء هذه العملية الجراحية لهدفين:
- تحديد مرحلة سرطان الخصية نهائياً.
- تجنب انتشار سرطان الخصية للعقد اللمفاوية خلف الصفاق.
الا أن هذه العملية الجراحية صعبة وتحتاج لتقنيات عالية، لذا لا يتم اجرائها دائماً. ومن المفضل اجرائها في مركز طبي مُختص بهذه العمليات. يُحبذ اجراء العملية في جميع حالات الورم المنوي من المرحلة الأولى، وبعض حالات ورم الخلايا الجنسية الغير منوي في المرحلة الأولى.
بدائل اجراء تشريح واخراج العقد اللمفاوية هي المتابعة بالتصوير الطبقي، العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة.
العلاج بالأشعة
العلاج بالأشعة يعني توجيه أشعة سينية (X- Ray) عالية الطاقة الى العضو المصاب بالسرطان. يؤدي الأمر الى ضرر للخلايا السرطانية، وبذلك يُسبب موتها. كما أن العلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار. غالباً ما يتم العلاج بالأشعة عند استلقاء المريض ومن ثم توجه الأشعة، من جهاز خاص، للعضو المُصاب. يتم العلاج بالأشعة 5-6 أيام في الأسبوع، ولمدة 5-6 أسابيع في أغلب الحالات.
في حال سرطان الخصية، فان العلاج بالأشعة يُستخدم فقط عند وجود الورم المنوي (Seminoma). ولا يُستخدم أبداً لعلاج ورم الخلايا الجنسية الغير منوي. يتم استخدام العلاج بالأشعة للورم المنوي كالتالي:
- علاج اضافي للجراحة عند وجود الورم المنوي من المرحلة الأولى. والهدف هو تقليل خطورة حدوث سرطان الخصية مرة أخرى وانتشاره.
- علاج الورم المنوي من المرحلة الثانية.
الأعراض الجانبية للعلاج بالأشعة هي:
- الغثيان، القيء، الاسهال.
- الندبات (Scars) في منطقة الأشعة، مما يؤدي لفقدن وظيفة النسيج.
- الأورام الثانوية.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو تُوقفه كلياً. يؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وبذلك يمكن علاج السرطان، كلياً أو جزئياً. الا أن لهذه الأدوية أعراض جانبية وخاصةً على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم، الجهاز الهضمي وأخرى. أغلب الأدوية الكيميائية تُعطى عن طريق الوريد وليس بالفم، ويتم تناولها مرة في الأسبوع ولمدة عدة أسابيع. كل دورة علاج هي عبارة عن عدة أسابيع من تناول الأدوية الكيميائية.
في حال سرطان الخصية، فان الأدوية الكيميائية تُستخدم في الحالات التالية:
- لعلاج الأورام من النوعين في المرحلة الثانية والثالثة.
- علاج اضافي للجراحة عند وجود المرحلة الأولى (لنوعي سرطان الخصية).
غالباً ما يكون العلاج بدورتين أو أربعة، ويحوي ثلاثة أنواع من الأدوية الكيميائية:
- البليوميسين (Bleomycin).
- الايتوبوسيد (Etoposide).
-
البلاتينوم (Platinum).
نظراً للأعراض الجانبية التي يؤدي لها العلاج بالأشعة، فان العلاج الكيميائي أكثر استخداماً اليوم. الا أن العلاج بالأشعة لا يزال أكثر نجاعةً.
ترصد سرطان الخصية
حالات مُعينة من سرطان الخصية لا تحتاج لعلاج أكثر من المعالجة الجراحية. في هذه الحالات من المفضل متابعة المريض، وترصد سرطان الخصية لتجنب تنكسه. ويكون ذلك من خلال زيارات للطبيب كل عدة أشهر والقيام باختبارات الدم والاختبارات التصويرية، لترصد سرطان الخصية والتأكد من عدم ظهوره. يمكن اجراء الأمر عوضاً عن العلاج بالأشعة أو العلاج الكيميائي في حالات مُعينة.
توصيات علاج سرطان الخصية
ان علاج سرطان الخصية يختلف بين مريض لاخر، ووفقاً لنوع ومرحلة سرطان الخصية. لا يُمكن القول أن هناك علاجاً موحداً لجميع حالات سرطان الخصية، انما يوصى بملائمة امكانيات العلاج لكل حالة.
- الورم المنوي (Seminoma): يبدأ علاج الورم المنوي بالمعالجة الجراحية لاستئصال الخصية، ومن ثم توجد عدة امكانيات:
- العلاج بالأشعة، وهو الأفضل.
- العلاج الكيميائي.
- المتابعة وترصد سرطان الخصية.
- تشريح واخراج العقد اللمفاوية (RPLND- Retroperitoneal Lymph Node Dissection).
- ورم الخلايا الجنسية الغير منوي (Non Seminoma Germ Cell Tumor): أيضاً في هذه الحالات يبدأ العلاج باستئصال الخصية، ومن ثم توجد عدة امكانيات:
- العلاج الكيميائي.
- تشريح واخراج العقد اللمفاوية (RPLND- Retroperitoneal Lymph Node Dissection).
- المتابعة وترصد سرطان الخصية.
الأعراض الجانبية ومضاعفات علاج سرطان الخصية
توجد عدة أعراض جانبية ومضاعفات لعلاج سرطان الخصية، ويتبع الأمر العلاج المستخدم. أهم المضاعفات هي:
- فقدان الخصوبة: اثر العمليات الحراحية، الأشعة أو العلاج الكيميائي، فان المريض قد يفقد خصوبته. نظراً لأن المرضى المُصابين بسرطان الخصية هم غالباً صغار السن، فمن المهم تخزين الحيوانات المنوية قبل الدء بالعلاج وذلك للحفاظ على امكانية انجاب الأطفال.
- أعراض العلاج الكيميائي الجانبية:
- التعب والارهاق.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشعر.
- العدوى، نتيجة لقلة كريات الدم البيضاء.
- فقر الدم.
وأخرى عديدة، أبرزها خطورة هي حدوث أورام خبيثة ثانوية. يمكن التلطيف من هذه الأعراض الجانبية بواسطة تقليل جرعة الأدوية الكيميائية، تغيير الأدوية المُستخدمة أو تناول الجرعة على فترات أبعد
- اصابة الأعصاب المسؤولة عن القذف والانتصاب أثناء العلاج بالأشعة أو أثناء المعالجة الجراحية، مما يؤدي لعدم الانتصاب وفشل القذف (سرعة القذف - Premature ejaculation).
- كما يمكن الاصابة بالأعراض الجانبية والمضاعفات لعلاج الأشعة.