الساد (Cataract)
الساد (Cataract) حالة طبية منتشرة وتسبب تعكر عدسة العين اثر تكلسها. ومعنى الساد: الحاجز. وذلك لأن التكلس يسبب حاجزاً بوجه عدسة العين ويصبح من الصعب الرؤية في العين المصابة. يُعتبر الساد السبب الأول لضعف البصر ويصيب 70% من الأشخاص بعد سن الخامسة والسبعين. للساد أنواع عديدة وأسباب عديدة أبرزها التقدم في السن. المعالجة الجراحية هي الوسيلة الأفضل لعلاج الساد وعملية علاج الساد هي أكثر العمليات التي تُجرى في عالم الطب.
· الجيل: التقدم في السن هو السبب الأبرز للساد ويشكل معظم حالات الساد. ولا تُعرف الأسباب المحددة لنشوء الساد عند التقدم في السن. يصيب الساد ما يقارب 50% من الأشخاص في سن 50-75 و70% من الأشخاص بعد الخامسة والسبعين.
· الستيرويد (Steroids): الدواء الكابت للمناعة الذي يُستخدم لعلاج أمراض عديدة وأهمها الالتهابات وأمراض المناعة الذاتية. الساد هو أبرز الأعراض الجانبية للستيرويد عند استخدامه للمدى الطويل.
· الاصابات والرضخ: في حال الاصابة المباشرة والمخترقة للعين فان الساد قد ينشأ خلال ساعات معدودة. أما في حال الاصابة غير المباشرة فان الساد ينشأ بعد مرور 3 أشهر على الأقل وحتى 20 سنة.
· السكري هو أحد أسباب الساد.
· أشعة الشمس تضر العين والعدسة وقد تؤدي للساد في حال التعرض الشديد والمستمر لها.
· أمراض وراثية تؤدي للساد لدى الأطفال.
· سرطان في العين قد يؤدي للساد، ويبرز الأمر لدى الأطفال عند اصابتهم بالورم الأرومي الشبكي (Retinoblastoma).
تتغير أعراض الساد، حدتها وشدتها وفقاً لموقع التعكر في العدسة وشدتها. من الطبيعي أن يتقدم الساد ويشكو المريض من تقدم الأعراض، وتتغير سرعة تقدم الأعراض من شخص لاخر وقد يكون الأمر خلال ساعات أو حتى سنوات.
· ضعف حدة الرؤية والذي يبدأ كضعف بسيط ويتقدم تدريجياً ليصل الى فقدان البصر في العين المصابة كلياً.
· عدم القدرة على تقدير البعد: يؤثر الساد سلباً على الرؤية بكلتا العينين ويؤدي الى عدم القدرة على تقدير البعد بشكل صحيح.
· قصر النظر: كذلك قصر النظر يتقدم تدريجياً. نلاحظ أن الشخص المصاب بقصر النظر اثر الساد يبدل معيار نظارته باستمرار.
· شفع وحيد العين (Monocular Diplopia) أي الرؤية المزدوجة في العين المصابة فقط بالساد.
· تلألأ الأضواء.
· قد يشكو الأشخاص المصابين بالساد من رؤية العالم باللون الأصفر أو البني، بسبب تعكر عدسة العين.
تختلف أعراض الساد لدى الأطفال فيشكون من الحول، فقدان البصر، تلون عدسة العين بالأبيض والغمش (Amblyopia).
يعتمد تشخيص الساد على التاريخ المرضي الذي يتميز بالأعراض المذكورة أعلاه. من المهم أن يتوجه الأشخاص الذين يشكون من الأعراض أعلاه الى طبيب العيون لاجراء الفحص الجسدي والاختبار بواسطة جهاز فحص العيون. من علامات الساد:
· ضعف حدة الرؤية: يُكتشف الأمر عند اجراء اختبار لدى طبيب العيون.
· الحفاظ على الوظائف العصبية للعيون: تبقى حركة العين واستجابة البؤبؤ للضوء سليمة ولا تتأثر من الساد، وذلك لانعدام ضرر في أعصاب العين عند الاصابة بالساد.
· البؤبؤ الأبيض: في الحالات المتقدمة من الساد يزداد التعكر في العين مما يؤدي الى تلون البؤبؤ باللون الأبيض.
يكفي التاريخ المرضي واختبار لدى طبيب العيون لتشخي الساد ولا حاجة لاجراء اختبارات أخرى.
يُمكن تصنيف الساد وفقاً للجيل:
· الساد المولود (Congenital Cataract).
· الساد اليافعي (Juvenile Cataract): ويصيب الأطفال حتى سن العاشرة.
· الساد ما قبل الشيخوخي (Pre Senile Cataract): ويصيب الأشخاص قبل سن الأربعين.
· الساد الشيخوخي (Senile Cataract): يصيب الأشخاص اثر التقدم في السن ويشكل معظم حالات الساد.
يعالج الساد بالمعالجة الجراحية، وعملية الساد هي أكثر عملية تُجرى في العالم الطبي. تُعتبر عملية الساد في أيامنا من العمليات الروتينية التي يُجريها أطباء العيون وتُعتبر امنة.
تُجرى العملية الجراحية في حال وجود أعراض الساد كعدم وضوح الرؤية، قصر النظر أو التلألأ. لا حاجة لاجراء العملية الجراحية للأشخاص عديمي الأعراض، وحتى لو وجد الساد. ذلك لأنه لا ضير في تأجيل العملية الجراحية حتى ظهور الأعراض، خاصةً أن نتائج العملية الجراحية في حال وجود الأعراض أو انعدامها متشابهة. لذا لا تعود العملية الجراحية بفائدة على المريض في حال عدم وجود الأعراض. نشير الى أن نسبة نجاح العملية الجراحية مرتفعة جداً وتصل الى 95%. من المهم استبعاد أمراض أخرى في العيون قبل اجراء العملية الجراحية.
مضاعفات العملية الجراحية- جزء بسيط من المرضى يشكون من مضاعفات للعملية الجراحية، حيث يصاب شخص من كل 700 شخص يمرون بالعملية الجراحية باحدى المضاعفات وهي:
· العدوى: قد تصاب العين بالعدوى اثر العملية الجراحية.
· النزيف: اصابة أحد الأوعية الدموية خلال العملية الجراحية قد يؤدي للنزيف.
· انفصال الشبكية: قد تنفصل الشبكية من مكانها اثر العملية الجراحية.
· الزرق (Glaucoma).
المضاعفات أعلاه قد تكون خطيرة وقد تؤدي لاصابة شديدة في العين لا يُمكن تعويضها ولفقدان البصر في العين المصابة. الا أن احتمال فقدان البصر منخفض جداً.
تُجرى عملية الساد الجراحية في المستشفيات وبشكل عام في العلاج اليومي، ولا حاجة للمكوث في المستشفى لأكثر من عدة ساعات. كما أن التخدير يكون موضعياً فقط. تستمر العملية الجراحية ما يقارب 20-30 دقيقة، ويُراقب المريض لساعتين بعد العملية قبل ذهابه الى البيت.
العمليات التي تُجرى هي:
· استحلاب العدسة (Phamcoemulsification): عملية جراحية لتدمير العدسة المصابة بالساد ووضع عدسة اصطناعية عوضاً عنها. نسبة النجاح تفوق 95%، وتعود الرؤية للمريض بكامل الوضوح في اليوم التالي للعملية.
· استخراج الساد (Extra Capsular Cataract Extraction): 10% من الأشخاص المصابين بالساد غير ملائمين لعملية استحلاب العدسة، عندها يُمكن اجراء عملية استخراج الساد- العملية الجراحية الأقدم لعلاج الساد. بعد استخراج العدسة المصابة بالساد يتم استبداله بعدسة اصطناعية- تختلف الية اجراء العملية والعدسة المُستخدمة عن عملية استحلاب الساد. مدة الشفاء من عملية استخراج العدسة تستغرق عدة أسابيع.