التهاب الأذن الظاهرة
التهاب الأذن الظاهرة (Otitis Externa) هو التهاب يصيب القناة السمعية الظاهرة (External Auditory Canal) وذلك اثر عدوى (خاصةً جرثومية) أو تفاعل أرجي أو أمراض الجلد.
القناة السمعية الظاهرة تمتد من الأذن الظاهرة وحتى طبلة الأذن، وهي مسؤولة عن نقل أمواج الصوت لطبلة الأذن.
يؤدي التهاب الأذن الظاهرة لألم موضعي ولافراز القيح من الأذن. يعتمد تشخيص التهاب الأذن الظاهرة على التاريخ المرضي وأعراض وعلامات المرض، وقد توجد حاجة لتشخيص سبب الالتهاب أحياناً.
من الجدير بالذكر أن التهاب الأذن الظاهرة يختلف عن التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media)، وهو ما يقصده معظم الأشخاص عند الحديث عن التهاب الأذن. يُسمى التهاب الأذن الظاهرة أيضاً أذن السباح (Swimmer’s Ear) نظراً لأن الالتهاب يصيب السباحين بشكل بارز.
يبطن الجلد القناة السمعية الظاهرة، ويشكل مع الشمع (Wax) الذي يبطن القناة السمعية الظاهرة، حاجزاً يحمي الأذن من دخول الأوساخ والجراثيم. بالاضافة الى ذلك فان افرازات الأذن حمضية وبذلك تقضي على الجراثيم التب قد تدخل الأذن.
معظم حالات التهاب الأذن الظاهرة تحدث اثر عدوى جرثومية، لكن بعض الحالات غير المنتشرة قد تحدث اثر تفاعل أرجي في الأذن أو أمراض الجلد.
أهم الجراثيم التي تؤدي لالتهاب الأذن الظاهرة هي:
- الجرثومة العنقودية الذهبية (Staphylococcus Aureus).
- الزانفة الزنجارية (Pseudomonas Aeruginosa).
أقل من 10% من حالات التهاب الأذن الظاهرة تسببها الفطريات.
أي ضرر للجلد أو للشمع في القناة السمعية الظاهرة يزيد من خطورة الاصابة بالتهاب الأذن الظاهرة، وبناءً على ذلك أهم عوامل الخطورة للاصابة بالتهاب الأذن الظاهرة:
- تنظيف الأذن: تحوي القناة السمعية الظاهرة الشمع، وهو مسؤول عن وقاية الأذن من دخول الأوساخ والجراثيم. عند تنظيف الأذن يُزال بعض الشمع. تنظيف الأذن بكثافة يزيل الكثير من الشمع ويعرض الأذن لتكاثر الجراثيم مما يزيد احتمال التهاب الأذن الظاهرة.
- السباحة: السباحة في البرك بشكل منتظم يُدخل الماء للقناة السمعية الظاهرة ويُضعف الجلد المبطن للقناة، مما يسهل تكاثر الجراثيم في المنطقة.
- استخدام أجهزة تسد الأذن: كالسماعات، سدادات الأذن، وأخرى تدخل في الأذن تزيد من احتمال تكاثر الجراثيم في القناة السمعية الظاهرة.
- صبغات الشعر والشامبو: قد تؤدي هي الأخرى لاصابة الجلد وتُضعف الوقاية للأذن.
أعراض التهاب الأذن الظاهرة بارزة وواضحة وهي المفتاح لتشخيص المرض.
تظهر الأعراض بشكل حاد وتستمر عدة أيام:
- ألم الأذن الظاهرة.
- الايلام الشديد والحاد عند لمس الأذن أو حركتها.
- افراز السوائل أو القيح من الأذن الظاهرة.
- عسر السمع.
- الحكة في الأذن.
- احمرار الأذن الظاهرة.
يعتمد تشخيص الأذن الظاهرة على التاريخ المرضي من أعراض وعلامات.
الايلام عند اللمس هو أبرز العلامات وأكثرها نوعية لتشخيص التهاب الأذن الظاهرة. بعض الاختبارات قد تُجرى لتشخيص التهاب الأذن الظاهرة:
- منظار الأذن (Otoscope): هو جهاز يدوي يستخدمه الطبيب لتنظير الأذن والنظر الى داخل القناة السمعية الظاهرة. تظهر القناة السمعية الظاهرة حمراء ومنتفخة وأحياناً تحوي القيح.
- قد يقوم الطبيب باستخراج عينة من القيح وفحصها فوراً تحت الميكروسكوب. يُمكن مشاهدة الميكروبات المسببة للالتهاب وتمييزها من جراثيم أو فطريات. بناءً على ذلك يُمكن تحديد العلاج المناسب.
يهدف علاج التهاب الأذن الظاهرة الى تلطيف الألم والقضاء على العدوى. معظم حالات التهاب الاذن الظاهرة يتم علاجها في البيت، لكن بعض الحالات المستعصية التي يستمر فيها الألم وتحتاج لتصريف القيح يُمكن علاجها في المراكز الطبية.
يجب التوجه لطبيب اخصائي الأذن، الأنف والحنجرة لعلاج الحالات المستعصية.
قبل بدأ العلاج قد يقوم الطبيب بغسل القناة السمعية الظاهرة بالماء والهيدروجين، وذلك لتسريع الشفاء. كما قد يقوم بصرف القيح من القناة.
-
قطرات الأذن
القطرات الموضعية للأذن هي الوسيلة الأفضل لعلاج التهاب الأذن الظاهرة.
تتكون هذه القطرات من مضادات حيوية تعمل ضد الجراثيم، ومن أدوية تلطف الألم والالتهاب.
توضع القطرات في القناة السمعية الظاهرة، ومن المهم استعمالها بشكل صحيح لضمان نجاح العلاج. يفضل اتباع التعليمات التالية لاستخدام القطرات:
- ضع القطرات عند في الأذن عند الاستلقاء على الجنب.
- املأ القناة بالقطرات.
- الاستلقاء على الجنب لمدة 20 دقيقة بعد وضع القطرات، أو وضع القطن لمدة 20 دقيقة، والهدف هو ضمان تغلغل القطرات وعدم خروجها من الأذن.
- يجب تلقي العلاج بأكمله وفقاً لتوصية الطبيب.
-
مسكنات الالم
يُعتبر التهاب الأذن الظاهرة مؤلماً، وخاصةً عند لمس الأذن. من المهم تلطيف الألم وتسكينه وذلك بتناول أدوية مسكنة للألم، كمضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDS).
تجنب عوامل الخطورة
خلال فترة العلاج من المهم تجنب عوامل الخطورة لأنها قد تزيد من شدة الالتهاب. لذا ننصح بعدم غسل الأذن والامتناع عن ادخال الماء اليها.
عند الاستحمام يُمكن وضع القطن على الاذن لسدها. يجب تجنب السباحة لمدة 7-10 أيام بعد العلاج. وأخيراص من المفضل عدم استخدام أجهزة كالسماعات أو سدادات الأذن خلال فترة العلاج.
تجنب عوامل الخطورة كاف للوقاية من التهاب الاذن الظاهرة. ننصح بعدم تنظيف الأذن يومياً. استخدام القطن وأدوات أخرى لتنظيف الاذن قد يزيد من خطورة التهاب الأذن الظاهرة لذا ننصح بعدم فعل ذلك يومياً.
اذا كنتم تخشون كثرة شمع الأذن، يُمكنكم استشارة الطبيب ليقوم بفحص كمية الشمع في الأذن وازالة بعضه. تذكروا أن الأذن تنظف نفسها لوحدها ولا حاجة للتدخل بها.
للسباحين يُنصح باتباع الخطوات التالية للوقاية من التهاب الأذن الظاهرة:
- هز الرأس لاخراج الماء من الأذن بعد السباحة.
- استخدام قطرات الأذن للوقاية.
- استخدام سدادات الأذن المعدة للسباحة.
التهاب الأذن الظاهرة هو مرض حاد ويُشفى عند علاجه.
معظم الحالات تُشفى عند استخدام قطرات الأذن بعد أسبوع، ويخف الألم خلال يوم أو اثنين. بعض الحالات المستعصية لا تتحسن مع تناول المضادات الحيوية أو قطرات الأذن، وذلك يعني وجود الكثير من القيح.
هذه الحالات المستعصية بحاجة لتصريف القيح من القناة السمعية الظاهرة لدى الطبيب.
