اختبار هرمونات الغدة الدرقية (Thyroid Hormones Test)
هو اختبار دم بسيط لفحص هرمونات الغدة الدرقية في الدم، وذلك لفحص وظيفة الغدة الدرقية. يُجرى الاختبار لتشخيص أمراض الغدة الدرقية كفرط الغدة الدرقية أو قصور الغدة الدرقية. يتم تحليل نتائج الاختبار في المختبر، وغالباً ما تكون متوفرة خلال عدة ساعات من اجراء الاختبار.
الغدة الدرقية (Thyroid Gland) هي غدة تابعة لجهاز الغدد الصم في الجسم. توجد الغدة الدرقية في مقدمة الرقبة، وتُشبه الفراش في شكلها. تقوم الغدة الدرقية بامتصاص اليود من التغذية، وذلك لانتاج الهرمونات الدرقية- ثلاثي يودوثيرونين (T3- Triodothyronine) و الثيروكسين (T4- Thyroxine). تقوم الغدة الدرقية بانتاج الهرمونات، تخزينها وافرازها عند الحاجة. لهرمونات الغدة الدرقية أهمية في الجسم حيث تقوم بعد وظائف كالحفاظ على عمليات الأيض، زيادة الطاقة في الجسم، نمو الدماغ لدى الأطفال، زيادة عمل القلب وغيرها. ان أية نقص أو فرط في افراز الهرمونات يؤدي لعدم اتزان وظائف الغدة الدرقية، وقد يؤدي لحالة مرضية.
يحوي اختبار هرمونات الغدة الدرقية المركبات التالية:
· الهرمون المنبه للدرقية (TSH- Thyroid Stimulating Hormone): وهو الهرمون الذي يُفرز من الغدة النخامية في الدماغ، ويؤدي لزيادة عمل الغدة الدرقية، ويزيد من كمية ووتيرة افراز الهرمونات الدرقية.
· الثيروكسين (T4- Thyroxine): الهرمون الأساسي الذي يُفحص لوظيفة الغدة الدرقية. يوجد الهرمون في الدم، وغالباً ما يكون مرتبطاً بالبروتينات. كمية صغيرة من الهرمون تبقى غير مرتبطة بالبروتينات وهي التي تقوم بعمل الهرمونات الدرقية- وتُسمى بالثيروكسين الحر (Free Thyroxine). الهرمونات المرتبطة بالبروتينات لا تقوم بأية عمل ولا تؤثر على أنسجة الجسم المختلفة.
· ثلاثي يودوثيرونين (T3- Triodothyronine): مُعظم ثلاثي يودوثيرونين في الدم مرتبط بالبروتينات، وأقل من 1% لا يرتبط بالبروتينات. ثلاثي يودوثيرونين ذات تأثير أكبر على أنسجة الجسم من الثيروكسين، رغم أنه يتوفر بكمية ّأقل من الثيروكسين. رغم ذلك فان فحص الثيروكسين يُعتبر أكثر دقة من ثلاثي يودوثيرونين.
يُجرى الاختبار عادةً لاكتشاف حالات مرضية مرتبطة بالغدة الدرقية، كفرط أو قصور الغدة الدرقية. كما أن للاختبار أهمية في تقييم العديد من الأعراض التي ترتبط بأمراض الغدة الدرقية. أهم الدواعي لاجراء الاختبار:
· تشخيص فرط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism). نشير الى أن العديد من الأسباب قد تؤدي لفرط الغدة الدرقية، لذا فان تشخيص حالة فرط الغدة الدرقية لا يعني تشخيص المرض الذي يؤدي لذلك، وهناك حاجة لاجراء اختبارات أخرى. أهم الأعراض المرتبطة بفرط الغدة الدرقية: العصبية، الأرق، عدم تحمل الحرارة، الاسهال، تسارع دقات القلب، فقدان الوزن، الارتجاف وغيرها.
· تشخيص قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism). أيضاً لهذه الحالة العديد من الأسباب والتي بحاجة لاختبارات أخرى لتشخيص السبب من ورائها. أهم الأعراض التي ترتبط بقصور الغدة الدرقية هي: التعب، الارهاق، الامساك، عدم تحمل البرودة، زيادة الوزن، عدم انتظام الحيض، البحة، الاكتئاب.
· متابعة وتقييم وظيفة الغدة الدرقية خلال علاج أمراض الغدة الدرقية.
· تحري أمراض الغدة الدرقية لدى المواليد الجدد. قصور الغدة الدرقية الخلقي (Congenital Hypothyroidism) هو أحد أهم الأسباب لعرقلة نمو وتطور الطفل. تُعتبر الحالة شائعة نسبياً، ونادراً ما تؤدي لأعراض مبكرة. لذا من المهم اجراء اختبار الهرمونات الدرقية لدى المواليد الجدد لتشخيص قصور الغدة الدرقية الخلقي.
· تقييم وظائف الغدة الدرقية عند وجود أورام في الغدة الدرقية.
لا حاجة لتحضر خاص لاختبار هرمونات الغدة الدرقية. نشير الى أن العديد من الأدوية قد تؤثر على نسبة هرمونات الغدة الدرقية في الدم، لذا من المهم التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل اجراء الاختبار. عليكم استشارة الطبيب قبل اجراء الاختبار، حول التوقف عن تناول الأدوية. أهم الأدوية التي تؤثر على نتيجة الاختبار هي حبوب منع الحمل، الستيرويد، الأدوية المضادة للتخثر، الأدوية المضادة للصرع، الليثيوم.
يقوم الطبيب أو الممرضة أو أي عضو من الطاقم الطبي مر بتدريب كافي، بأخذ عينة من الدم. ويكون الأمر بواسطة حقنة دقيقة يتم ادخالها في الوريد، عادةً في الذراع. وذلك بعد تعقيم مكان ادخال الحقنة جيداً، بواسطة قطعة من القطن المبللة بالكحول. بعد ذلك يتم وضع قطنة جافة على مكان سحب العينة لمنع النزيف. نشير الى أن الاختبار لا يؤلم كثيراً، والبعض قد لا يشعرون به، بينما يشعر البعض الاخر بوخزة طفيفة في مكان ادخال الحقنة. المرحلة القادمة هي احضار العينة لتحليلها في المختبر، وتظهر نتيجة الاختبار بعد ساعات معدودة. لدى المواليد الجدد يُجرى الاختبار بطريقة مختلفة، حيث يؤخذ الدم من كعب الطفل بعد وخزه بأداة حادة صغيرة.
يُعتبر الاختبار بسيطاً من اكثر الاختبارات أماناً، ونادرة هي الحالات التي قد يؤدي فيها الى مضاعفات، أو يشكل خطراً على المريض. قد تظهر كدمة صغيرة في مكان ادخال حقنة الاختبار. وفي أحيان نادرة قد ينتفخ الوريد ويلتهب. يتم علاج التهاب الوريد بواسطة الكمادات الحارة لعدة أيام. لدى الأشخاص الذين يشكون من أمراض في الدم وتخثره، فان النزيف قد يستمر بعد انتهاء الاختبار. ويبرز استمرار النزيف عند تناول الأدوية المضادة لتخثر الدم كالأسبيرين أو الوارفارين (Warfarin). في حال استمرار النزيف يجب التوجه للطبيب. عادةً يُمكن الوقاية من النزيف المستمر بالضغط باستمرار على مكان الاختبار.
تشير النتائج السليمة الى قيم سليمة لهرمونات الغدة الدرقية، بحيث لا تدل على أية خلل في نسبة الهرمونات. نلفت الانتباه الى أن القيم قد تختلف من مختبر لاخر، وتتعلق بحالة الشخص المفحوص وبحالته الصحية. لذا فان القيم المطلقة لا تدل بالضرورة على حالة مرضية، ويجب استشارة الطبيب حول نتائج الاختبار.
القيم المسجلة أدناه ما هي الا مرجع وقد تختلف من مختبر لاخر، وتختلف وفقاً لجيل الشخص المفحوص.
الهرمون |
القيمة |
الثيروكسين الحر (T4- Thyroxine) |
0.8-1.7 نانوغرام لكل ديتسيلتر من الدم |
ثلاثي يودوثيرونين (T3- Triodothyronine) |
260-480 بيكوغرام لكل ديتسيلتر من الدم |
الهرمون المنبه للدرقية (TSH- Thyroid Stimulating Hormone) |
0.34-4.25 وحدة لكل لتر من الدم |
ارتفاع الهرمون المنبه للدرقية يدل على قصور الغدة الدرقية، أما انخفاض الهرمون المنبه للدرقية فيدل على فرط الغدة الدرقية. عادةً يؤدي فرط الغدة الدرقية أيضاً لارتفاع نسبة الهرمونات في الدم، ويؤدي قصور الغدة الدرقية لانخفاضها. لكن هذه التغييرات قد لا تحدث أحياناً. لذا الاختبار الأكثر دقة والأهم لتشخيص أمراض الغدة الدرقية هو الهرمون المنبه للغدة الدرقية. عند اكتشاف عدم اتزان الهرمونات الدرقية، يجب اجراء اختبارات أخرى لتشخيص الأسباب لذلك.
أسباب قصور الغدة الدرقية:
· التهاب الغدة الدرقية.
· أمراض الغدة النخامية (Pituitary Gland) كأورام الغدة النخامية.
· داء هاشيموتو (Hashimoto Disease).
· استئصال الغدة الدرقية خلال العمليات الجراحية التي تجرى لعلاج فرط الغدة الدرقية.
· علاج فرط الغدة الدرقية بالأشعة والذي يؤدي لقصور الغدة الدرقية، اثر تدمير الغدة.
أسباب فرط الغدة الدرقية:
· التهاب الغدة الدرقية.
· داء غريفز (Graves Disease).
· تناول الهرمونات الدرقية بكثرة، والت غالباً ما يتم تناولها لعلاج قصور الغدة الدرقية.
· أمراض الغدة النخامية التي تؤدي لافراز الهرموان المنبه للدرقية بكثرة.
· بعض الأدوية قد تؤدي لفرط الغدة الدرقية.