الزهايمر: اعراضه المبكرة

عن فقدان الذاكرة، تكرار الكلام وغيرها من أعراض الزهايمر المبكرة.. ومتى نتوجه للطبيب

يُعتبر مرض الزهايمر (Alzheimer) من أكثر أنواع الخرف (Dementia) انتشاراً ويصيب الكثير من الأشخاص كبار السن. هل تلاحظون علامات وأعراض الخرف لدى أحد أقربائكم؟ أو لدى الوالد أو الوالدة؟ قد يشكون من الزهايمر! ليس من السهل تشخيص الزهايمر وتفرقته عن أمراض أخرى تسبب الخرف، أو حتى عن فقدان الذاكرة المتعلق بالسن المتقدم. بعض الأعراض التي تظهر أثناء السن المتقدم قد تدل على الزهايمر. ما هي أعراض الزهايمر المبكرة، ومتى يجب عليكم التوجه للطبيب؟

مُعظم الأشخاص يخلطون بين الزهايمر وبين أنواع أخرى من الخرف. ما هو الفرق؟ الخرف هي حالة تجتمع فيها عدة أعراض كفقدان الذاكرة، فقدان القدرة على التفكير وعلى التصرف بعقلانية وغيرها. يُعتبر مرض الزهايمر أبرز الأسباب للخرف، انما ليست كل حالات الخرف سببها الزهايمر. اذاً ما هي الأعراض المبكرة للزهايمر؟

فقدان الذاكرة

في معظم الحالات فان أول الأعراض وأبرزها للزهايمر، هو فقدان الذاكرة. قد يؤدي التقدم في السن لفقدان الذاكرة، وغالباً ما يكون فقدان طفيف للذاكرة. لكن فقدان الذاكرة المستمر والشديد حتماً ليس بسبب التقدم بالسن. يبدأ مريض الزهايمر بفقدان الذاكرة، حيث ينسى مرضى الزهايمر أحداثاً جرت مؤخراً، أو ينسون تواريخاً مهمة. من المهم ان نشير الى أن مرضى الزهايمر ينسون كامل الحدث أو كامل التفاصيل، وليس جزءاً بسيطاً منها.

تكرار الكلام

قد تلاحظون أن مرضى الزهايمر والخرف بشكل عام، يكررون ذات الأسئلة، ذات الأخبار والقصص، أو حتى ذات الكلمات، مرة تلو الأخرى. بغض النظر كم أجبتم عن أسئلتهم، سيستمرون في توجيه نفس السؤال اليكم.

تغير الشخصية

قد تتغير شخصية مرضى الزهايمر، حيث قد تنتبهون لتقلب المزاج، المزاج الحاد، العصبية والغضب. قد يهملون مرضى الزهايمر أنفسهم ويهملون هواياتهم والأمور التي أحبوها. قد تنتبهون الى أن زيادة الشكوك لدى مرضى الزهايمر، حيث يشكون بالأشخاص المحيطين بهم وبأفراد عائلتهم، ومن الصعب اكتساب ثقتهم.

مشاكل اللغة

كثيرون هم اللذين قد يخطئون بكلمة أو بأخرى أثناء الحديث، الا أن مرضى الزهايمر يعانون من مشاكل أشد في اللغة. قد تتغير طريقة الكلام، ويصبح من الصعب فهمهم. وقد يستصعب مرضى الزهايمر استخدام الكلمات الأساسية. ربما يصاب بعض المرضى بتكرار الكلمات، أو بصعوبة في اللفظ.

الارتباك

يرتبك مرضى الزهايمر، والخرف عامةً، كثيراً. ونلاحظ الأمر عندما نجد مريض الزهايمر تائهاً في بلده، وحتى في المنطقة التي يسكنها. في الكثير من الأحيان لا يدرك مرضى الزهايمر مكان وجودهم، ولا حتى التوقيت. بالاضافة الى ذلك، فان ارتباك مرضى الزهايمر يُصعب عليهم القيام بالواجبات اليومية البسيطة كالطهي والتنظيف داخل البيت.

عدم الحفاظ على الصحة والنظافة

في الكثير من الأحيان فان عدم الحفاظ على الصحة والنظافة الأساسية، من أبرز أعراض الزهايمر المبكرة. حتى أكثر الأشخاص حفاظاً على نظافتهم ونظافة بيئتهم، قد يفقدون الأمر، ونجدهم يرتدون الملابس القذرة، ولا يقومون بتنظيف أنفسهم. في المراحل المتقدمة من المرض يهمل مريض الزهايمر نفسه، حتى الحاجة للعناية الدائمة.

التصرفات الغريبة

يقوم مرضى الزهايمر بتصرفات غريبة في المراحل المتقدمة من المرض، وغير منطقية. حيث يضع المرضى أغراضاً في أماكن غير منطقية، كوضع فرشاة الأسنان في الثلاجة، أو الطعام المثلج خارج الثلاجة.

استشارة الطبيب

اذا كنتم قد لاحظتم الأعراض المذكورة أعلاه لدى أحد أقربائكم، أو الأشخاص القريبين اليكم، عليكم التوجه للطبيب. لا يعني ظهور أحد الأعراض المذكورة أعلاه مرض الزهايمر، لكن لا بد من تقييم طبي موضوعي لاستبعاد أو تشخيص الزهايمر. يمكنكم التوجه لطبيب العائلة العام، أو لطبيب مختص في مجال الخرف- طبيب أعصاب أو طبيب أمراض نفسية. كثيرة هي الحالات التي يتم فيها زيارة الطبيب لعدة سنين. لماذا؟ ذلك لعدة أسباب: أولاً عدم ملاحظة الأعراض أو الصعوبة في ملاحظتها. ثانياً خداع النفس، حيث يقنع الكثيرون أنفسهم بأن ما يحدث هو مجرد فقدان للذاكرة ليس أكثر. والسبب الثالث والأخير هو الايمان بعدم وجود علاج للزهايمر، ولذلك لا حاجة للعلاج. تُعرف هذه الأسباب جيداً ويمكن تفهمها. لكن نشدد أن زيارة الطبيب مهمة جداً اذا ما لاحظتم أحد أعراض الزهايمر.

ما أهمية زيارة الطبيب وتشخيص الزهايمر؟

• قد يكون المريض لا يشكو من الزهايمر. تذكروا أن معظم أعراض الزهايمر هي أعراض الخرف، وللأخير أسباب عديدة أخرى. لبعض أسباب الخرف يوجد علاج. لذا لا تتوقعون الزهايمر من البداية. أسباب أخرى للخرف تشمل نقص الفيتامينات، الاكتئاب، أمراض الغدة الدرقية، الأدوية، المشروبات الكحولية، وغيرها التي يمكن علاجها.
   
• من المفضل بدء علاج الزهايمر مبكراً. صحيح أنه لا يمكن الشفاء من الزهايمر، لكن يمكن علاجه وتلطيف الأعراض. نظراً لكثرة الأبحاث حول الزهايمر، فان عدة أدوية قد تُبطئ تقدم المرض. كذلك يمكن الاشتراك بأبحاث حديثة حول امكانيات علاج أخرى.
   
• كلما تم تشخيص الزهايمر مبكراً، يمكنكم التخطيط للمرض ولكيفية التعامل معه. خلال هذه الفترة تتلقون الارشادات من مختصين في علاج مرض الزهايمر، وحول كيفية العيش مع المرض. كيف تلطفون من حال داء الزهايمر هو أمر مهم لكم وللمريض نفسه.

لذا لا تتجاهلوا أعراض الزهايمر المبكرة، ولا تؤجلوا زيارتكم للطبيب حتى اللحظات الصعبة من المرض.