هشاشة العظام - Osteoporosis
هي الحالة التي تُؤدّي إلى إنخفاض كتلة العظام فتقل صلابتها تدريجيًّا لتُصبح واهنة ومُعرَّضة للكسر بسهولة. ألمرض شائع جدًّا خاصَّةً عند النِّساء بعد إنقطاع الدَّورة الشَّهريَّة.
ألتَّغيُّر في مُركبَّات العظام الذي يُؤدِّي إلى ضعفه يُسمَّى بالتَّعبير العام "قلَّة العظم" (Osteopenia), وعندما يكون هذا التَّغيُّر كبير إلى درجة مُعيَّنة يُطلق عليه مرض هشاشة العظام.
يحتوي العظم على معادن الكالسيوم والفوسفات, ووفرة هذه المواد في الجسم ضروريَّة لبناء عظام سليمة وقويَّة.
لفيتامين D الدَّور الأساسي في تنظيم دورة هذه المواد فهو يزيد من إمتصاصها في الأمعاء إلى الدَّم ويُقلِّل من إفرازها إلى البول.
- ألجيل : خلال حياة الإنسان تُبنى عظامه وتُحلَّل بشكلٍ مُستمر ومتزِّن ففي فترة الطُّفولة سُرعة بناء العظام أكبر من سُرعة تحللها لتكون في قمَّة متانتها في جيل الثلاثين, بعدها تقل كثافتها تدريجيًّا مع تقدُّم الجيل.
- ألجنس : ألنسِّاء أكثر عُرضةً من الرِّجال بحوالي أربعِ مرّاتٍ, ويُصَبن عادةً بجيلٍ مبَّكر أكثر.
- إنقطاع العادة الشَّهريَّة (Menopause) : هورمون الإستروجين مهم للحفاظ على كثافة العظام, لذلك عند إنقطاع الدَّورة الشَّهريَّة وبسبب الإنخفاض الحاد لكميَّة الإستروجين يزيد الخطر للإصابة بالمرض بشكلٍ كبير. كُلَّما كان إنقطاع الدَّورة أبكر يزيد الخطر أكثر, مثلاً النساء اللواتي يضطررن لإستئصال المبيضين في جيلٍ مُبكِّر.
- تناول القليل من الكالسيوم : وخاصَّةً في الطُّفولة, الفترة التي تُبنى فيها العظام.
- قلَّة الرِّياضة : إنَّ الرِّياضة تُحفِّز خلايا العظام على بناء نفسها بتأثير مباشر.
- حالة مُشابهة في العائلة : للوراثة دورٌ هام في الإصابة بالمرض, لذلك وجوده عند الأقارب يرفع من خطر الإصابة به.
- ألأصل العِرقي : ألبيض والآسيويين معرَّضون أكثر.
- بُنية الجسم والوزن : ألأشخاص ذو البُنية الصَّغيرة والوزن الخفيف أكثر عُرضة لأنهم أساسًا يملكون كتلة عظامٍ أقل.
- ألتَّعرُّض للكسور في الماضي.
- إستعمال بعض الأدوية : مثل ألستيرويد خاصَّةً بكميَّات كبيرة أو لفترة طويلة.
- ألتَّدخين.
- تناول الكحول : يضُر بإمتصاص الكالسيوم وفيتامين D من الأمعاء.
- هشاشة العظام عند النِّساء بعد إنقطاع الدَّورة الشهريَّة : وذلك لإنخفاض هورمون الإستروجين وهو هورمون أنثوي له دور هام في الحفاظ على كثافة وبنية العظام. تحدث هذه الحالة عادةً 5 إلى 10 سنوات بعد إنقطاع الدَّورة.
-
هشاشة العظام عند المُسنّين : تحدث عادةً بعد جيل ال 70, وسببها تعاظم الخلل في التَّوازن بين بناء وتحليل العظام الذي يحدث مع تقدُّم الجيل. كما وأنَّ الأمراض المزمنة والأدوية وتراكم مضار الكحول الدُّخان لها دورها في حدوث هذه الحالة.
أهم الأمراض المزمنة التي تضر بكثافة العظام : ألفشل الكلوي, فرط الغُدَّة الدُّرقيَّة.
أهم الأدوية التي تضر بكثافة العظام : ألستيرويد, باربيتورات (Barbiturate).
- هشاشة العظام عند الأطفال : مرض غير شائع يحدث عند الأطفال خاصَّةً بين جيل 8 و 14. في الغالبيَّة السَّاحقة من الحالات يكون ثانويًّا لحالة مرضيَّة أخرى مثل مرض السُّكر, فرط الغُدَّة الدًّرقية أو الجار-دُرقيَّة, مرض في الكلى وغيرها من الحالات.
في غالبيَّة الحالات ليست هناك أيَّة عوارض لهشاشة العظام, والشَّخص المصاب ليس على درايةٍ من الأمر إلى أن يتعرَّض لكُسرٍ في إحدى عظامه خلال قيامه بفعاليَّات روتينيَّة.
عوارض المرض تتخلَّل :
- أوجاع الظهر خاصَّةً أسفله, وهذا قد يدُل على كُسرٍ في إحد فقرات العالمود الفقري أو تغيُّرات مزمنة في تركيب الفقرات.
- قصر القامة نتيجة تقارب فقرات الظهر.
- إنحنائة في القامة, وذلك نتيجة حدوث الكسور في أكثر من فقرة واحدة.
- ألكسور المتكرِّرة أو التي تحدث نتيجة أعمال روتينيَّة مثل الجلوس, القيام بأعمال منزليَّة. عادةً تكون في الورك, فقرات الظهر, ألقفص الصَّدري والرّسغ.
كما ذكرنا سابقًا فإنَّ هشاشة العظام عادةً تفتقر للعوارض, وبداية التشخيص تكون عند تَّعرُّض المُصاب للكسور دون تعرُّض العظمة التي كُسرت إلى ضربة قويَّة تلائم الضَّرر الذي حدث لها, الأمر الذي يثير الشَّك حول إصابة الشخص بهشاشة العظام.
يُعرَّف المرض عن طريق قياس كثافة العظام (Bone mineral density) بواسطة فحص ال Dual x-ray absioptrometry (DEXA). تُحدَّد كثافة العظام بواسطة ما يُسمّى بال T score. حيث يُعطى للشخص الذي يُجري الفحص قيمة T score نسبةً لمعدل كثافة العظام عند الأشخاص في بداية بلوغهم أي عندما تكون كثافة العظام في أوجها. مثلًا T score ذات قيمه 2- تُعبِّر عن أنَّ كثافة عظام الشَّخص المفحوص أقل بقدر 2.5 إنحراف معياري من معدَّل الكثافة السليم للأشخاص في عقدهم الثالث.
- ألأشخاص الذين يتراوح T score لديهم بين 1- و 1 : مُعرَّفون على أنَّهم أشخاص معافون.
- ألأشخاص الذين يتراوح T score لديهم بين 2.5- و 1- : يُعانون من قلة العظم (Osteopenia).
- ألأشخاص الذين يملكون T score أقل من -2.5 : مُعرَّفون على أنَّهُم مُصابون بهشاشة العظام (Osteoporosis).
إختبار ال DEXA بسيط, يستغرق حوالي 15 دقيقة يتم فيها تصوير المريض بواسطة أشعة رينتجن عادِّية بمعيارين ليُحدَّد ال Score حسب كميَّة الأشعة التي إخترقت العظمة أو إبتُلعت فيها. عادةً يتم إختيار عظام الظهر أو الورك للفحص إلا أنَّ النتائج تعكس وضع بقيَّة العظام في الجسم.
عندما يُشخَّص شخص بهشاشة العظام يُوصّى بعدَّة علاجات التي تُقلِّل من تحلُّل العظام بل والحث على بنائه إن أمكن. أهم هذه العلاجات :
- ألكالسيوم : يُركِّب الكالسيوم جزءًا هامًّا من بُنية العظام, ونقصه يحث الجسم على تحليل العظام للرَّفع من نسبته في الدَّم. لذلك من المهم أن يتناول المرضى الكميَّة الكافية منه عن طريق الغذاء أو الحبوب.
- فيتامين D : يُساعد على إمتصاص الكالسيوم من الأمعاء إلى الدَّم.
- علاج ببدائل الإستروجين (Estrogen replacement therapy) : عند النِّساء بعد إنقطاع الدَّورة الشَّهريَّة, إذ ينقصهم هورمون الإستروجين. هناك العديد من الأطباء الذين لا ينصحون بإستعمال بدائل الإستروجين لعلاج هشاشة العظام بسبب العوارض التي نُسبت له في بعض الأبحاث مثل رفعه لحالات سرطان الثدي, والجلطتين القلبيَّة والدِّماغيَّة.
- Raloxifene : له تأثير مطابق للإستروجين على العظام لكنَّه يفتقر للعوارض التي ذُكرت سابقًا.
- ألأدوية النَّاهضة (Agonist) لهورمون الدُّريقي (PTH).
- ألأدوية النَّاهضة لهورمون الكالسيتونين (Calcitonin).
- ألأدوية التي تتبع لمجموعة Bisphosphonate : وهي أدوية تعمل على الخلايا التي تُحلِّل العظام وتُعرقل عملها. من عوارضها القُرحة في المريء, والنخر العظمي (Osteonecrosis).
- ألقيام بفعاليّات رياضيَّة مثل المشي, الرَّكض.
- أخذ الحيطة لمنع السُّقوط.
نظرًا لصعوبة معالجة هشاشة العظام, فإنَّ الأمر المُفضَّل هو المحافظة على بُنية عظام سليمة وبالتالي التقليل من خطر الإصابة بالهشاشة وذلك عن طريق :
- إستهلاك كميَّة كافية من الكالسيوم. الأطعمة الغنيَّة بالكالسيوم مثل الحليب, الخضراوات, أليوغورت, بروكولي, والسَّلامون. يُنصح بتناول 1 غرام من الكالسيوم يوميًّا, و 1.2 غرام للذين تجاوزوا الخمسين.
- ألإمتناع عن نقص فيتامين D.
- تجنّب الأطعمة التي تحتوي على كميَّة كبيرة من الفوسفات مثل اللحوم الحمراء والمشروبات الخفيفة.
- ألقيام بفعاليَّات رياضيَّة بشكل منتظم على الأقل ثلاث مرّاتٍ أسبوعيًّا لمدَّة 30-45 دقيقة.
- ألإقلاع عن التَّدخين وشرب الكحول.
- ألتخفيف من إستهلاك الكافائين والأملاح, فهما يُقلِّلان من إمتصاص الكالسيوم في الأمعاء.
لهذه العوامل تأثيرات بشكل كبير إذا إتُّبِعت في فترة الطُّفولة والبلوغ المُبكِّر وهي الفترة التي تُبنى فيها العظام.