قرحة المعدة
تُعرّف قرحة المعدة (- Stomach Ulcer) بأنّها نشوء تقرحاتٍ مفتوحةٍ على البطانة الداخلية للمعدة. ويُعدّ ألم المعدة أكثر أعراض هذه الحالة شيوعاً.
كما وتُعدّ جرثومة المعدة الملوية البوابية Helicobacter pylori أكثر أسباب قرحة المعدة شيوعاً، فضلاً عن الاستخدام طويل الأمد للأسبرين وغيره من مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية (NSAID)، منها الأيبيوبروفين (ibuprofen).
من الاشخاص الأكثر عرضة للاصابة بقرحة المعدة التي تسببها مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؟
كل الاشخاص من جميع الفئات العمرية الذين يتناولون مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية (NSAID) كل يوم أو عدة مرات في الأسبوع يعّدّون أكثر عرضة للاصابة بالقرحة مقارنة بالناس الذين لا يتناولون مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية بشكل منتظم.
مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية هي فئة من مسكنات الألم، مثل الأسبرين والإيبوبروفين. واستخدامها على المدى الطويل يمكن أن يسبب مرض قرحة المعدة.
وتزداد الفرص بالاصابة بقرحة المعدة جرّاء تناول مضادات الالتهاب الغير الستيروئيدية، في الحالات التالي:
- للاشخاص في الـ 70 عاماً أو أكثر
- النساء
- تناول أكثر من نوعين من المسكنات
- الاصابة بقرحة المعدة من قبل
- الاصابة بحالات طبية أو أمراض أخرى
- تناول أدوية أخرى، مثل الستيرويدات والأدوية لزيادة كتلة العظام
- شرب الكحول أو التدخين
من هم أكثر عرضة لتطوير قرحة المعدة التي تسببها الملوية البوابية (H. pylori)؟
تقدر نسبة انتشار جرثومة المعدة الملوية البوابية في الولايات المتحدة الامريكية بين 30٪ إلى 40٪. في معظم الحالات، تبقى هذه العدوى (H. pylori) كامنة، أي في حالة هدوء دون علامات أو أعراض لسنوات. معظم الناس يصاب بتلك العدوى في مرحلة الطفولة.
الملوية البوابية (H. pylori) هي البكتيريا على شكل حلزوني التي يمكن أن تتلف بطانة المعدة والاثني عشر وتسبب مرض قرحة المعدة. لا زال الباحثين يجهلون كيفية انتقال الملوية البوابية وانتشارها. لكنهم يرجحون ان جرثومة المعدة هذه تنتشر من خلال:
- الغذاء الملوث
- المياه الملوثة
- أدوات الطعام ملوثة
- الاتصال مع اللعاب الشخص المصاب وغيرها من سوائل الجسم، بما في ذلك التقبيل
الفرق بين قرحة المعدة (Stomach ulcer) وقرحة الاثني عشر (Peptic ulcer)
قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر هما نوعان من القرحة الهضميّة، والّتي تُعرّف بأنّها تقرحٌ داخل بطانة المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدّقيقة على التّوالي. وعلى الرّغم من وجود فرقٍ بينهما، إلّا أنّ البعض قد يُصاب بهما معاً. أمّا التّفريق بينهما، فيعتمد على مكان الألم ووقته. فمع أن أعراضهما تتشابه، إلا أنّها عادة ما تظهر مباشرةً بعد الأكل لدى مصابي قرحة المعدة وبعد عدة ساعاتٍ لدى مصابي قرحة الاثني عشر.
ويُعتمد أيضا في التفريق بين القرحتين على موقع الألم كما ذكر أعلاه، لكن في بعض الحالات قد يحدث ما يسمى، وفق المعجم الطبي الموحد، بالألم الرّجيع (Referred pain). ما يعني أن يشعر الشّخص بالأم بعيداً عن مصدره الحقيقي.
كما ذُكر أعلاه، فإنّ قرحة المعدة عادةً ما تحدث نتيجةً للإصابة بالتهابٍ ناجمٍ عن بكتيريا الملوية البوابية Helicobacter pylori أو نتيجة الاستخدام طويل الأمد لمضادات الالتهاب الّلاستيرويدية (NSAID). فذلك يؤدّي إلى تحطيم دفاعات المعدة التي تقيها من الأحماض الّتي تهضم الطعام، ما يعمل على إتلاف بطانة المعدة ويؤدّي إلى تشكّل التّقرحات.
ويُذكر أنّ هناك العديدين ممن يستخدمون الأدوية المذكورة لكنهم لا يصابون بأيُ أذىً، غير أنّ هناك دائماً احتمالية للإصابة بالآثار الجانبية، والتي تتضمّن قرحة المعدة، وخصوصاً إن استخدمت هذه الأدوية لمدّةٍ طويلةٍ أو بجرعاتٍ عاليةٍ. أما من هم مصابون أصلاً بقرحة المعدة، فعليهم عدم استخدام هذه الأدوية. ولكن بإمكانهم استخدام الباراسيتامول (Paracetamol) كبديل كونه لا ينتمى لمضادات الالتهاب الّلاستيرويدية.
ويذكر أن تناول مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية مع أدوية معينة أخرى، منها السّتيرويدات ومضادات الاكتئاب من مجموعة المثبّطات الانتقائيّة لإعادة امتصاص السّيروتونين (selective serotonin reuptake inhibitors- SSRIs) ومضادات التّخثر ودواء هشاشة العظام الذي يعرف بالأليندرونيت (Alendronate) كلها تزيد، وبشكلٍ كبيرٍ، من احتمالية الإصابة بقرحة المعدة.
وتُعدّ الأعراض الالتهابية النّاجمة عن البكتيريا المذكورة أعلاه شائعةً بين النّاس، كما وأنّ الشّخص قد يصاب بها من دون أن تسبّب له أيّ أعراض. فهذه البكتيريا تعيش ببطانة المعدة لدى العديدين من دون أن تسبّب لهم المشاكل، لكنّها لدى البعض قد تسبب تهيجاً في هذه البطانة، ما يجعل البطانة عرضة للتّلف بسبب أحماض المعدة. ويذكر أنّ البعض أكثر حساسية من غيرهم لتأثيرات هذه البكتيريا.
وتنتشر هذه البكتيريا عبر مشاركة المصاب بالطّعام أو الشّراب أو حدوث تلامس مع قيئه، الأمر الذي عادةً ما يحدث بشكلٍ خاص في حالة إصابة الأطفال بها. فلتجنّب حدوث العدوى، يجب على الجميع غسل أيديهم بشكل متكرر. كما وأنّ القبلات قد تنقل هذه البكتيريا أيضاً.
ويُذكر أنّه كان من المعتقد بأنّ قرحة المعدة تنجم عن أمورٍ معيّنة متعلقة بنظام الحياة، منها التّعرّض للضّغوطات النّفسية وتناول الأطعمة المتبُلة، إلّا أنُه لا يوجد دليلٌ قويٌ على ذلك، غير أنّ هذه العوامل تزيد القرحة سوءاً لدى المصابين. أمّا التّدخين، فهو لا يسبب قرحة المعدة فحسب، وإنّما أيضاً يجعل علاجها أقلّ فعاليّة.
يُعدّ ألم وحرقة المعدة أكثر أعراض قرحة المعدة شيوعاً، ويزداد الألم والحرقة سوءاً عند فراغ المعدة وعند إفراز المعدة لأحماضها. وتظهر هذه الأعراض في الجزء العلويّ من البطن، غير أنّها قد تهبط لتؤثر أيضاً على منطقة السّرة أو ترتفع لتصل إلى العنق، كما وأنّها قد تصل إلى الظهر. وعادةً ما يتحسن هذا الألم مع تناول أطعمةٍ معيّنةٍ تخفّف من تلك الأحماض أو مع استخدام الأدوية الخاصّة بذلك، غير أنّ هناك العديد من الأطعمة التي تزيدها سوءاً. ويذكر أن الألم يكون أكثر شدة ليلاً وبين الوجبات.
كما وتتضمن أعراض قرحة المعدة ما يلي:
- الشّعور بالانتفاخ أو الامتلاء
- عدم احتمال تناول الأطعمة الدّهنية
- كثرة التّجشؤ
- عسر الهضم
- الغثيان
وفي أحيانٍ قليلةٍ، قد تسبب قرحة المعدة أعراضاً شديدةً، منها ما يلي:
- التّقيؤ الذي يكون متصاحباً مع الدّم، ما يجعل القيء يبدو أسوداً أو أحمراً.
- فقدان الوزن غير المبرر
- تغيّرات الشّهية
- صعوبة التّنفس
- إخراج دم قاتم اللّون مع البراز
- إخراج براز قطراني أو أسود
أمّا أكثر أعراض القرحة خطورةً، فهو نزيف المعدة، والّذي قد لا يلاحظ في بداية الأمر كونه يحدث ببطء ومع ذلك، فقد ينجم عنه الإصابة بفقر الدّم والّذي تتضمّن أعراضه الشعور بضيق الأنفاس عند ممارسة الرّياضة وشحوب البشرة والإرهاق. ويعد هذا النّزيف مهدداً للحياة.
أمّا إن كان النّزيف سريعاً، فعندها قد يؤدي إلى خروج الدّم مع البراز أو القيء. كما وتتضمن أعراض النّزيف السّريع ألم الرأس والإغماء. ويذكر أن هذا النّوع من النّزيف يعد حالة طبيّة طارئة تتطلب اللّجوء إلى أقرب قسم للطّوارئ أو طلب سيارة إسعافٍ.
وعلى الرّغم من ذلك، إلّا أنّ ما يصل إلى ثلاثة أرباع مصابي قرحة المعدة لا يحدث لديهم أيّ عرض. ولا تُكتشف القرحة لديهم إلا بحالة تسبّبها بالمضاعفات.
قد يُصاب الأطفال أيضاً بقرحة المعدة، غير أنّ هذا يُعدّ أمراً نادراً. وذلك باستثناء تلك الحالات التي تحدث نتيجةً لحالة معينة تتطلب استخدام مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية أو حالات السّرطان التي تتطلب استخدام العلاج الكيماويّ.
وكما هو الحال لدى البالغين، فإنّ العديد من حالات إصابة الأطفال بقرحة المعدة تنجم عن بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري.
أما عن الأعراض، فهي تتشابه بشكلٍ كبيرٍ بين الأطفال والبالغين، حيث تؤدي قرحة المعدة لدى الأطفال إلى النّزيف والتّقيؤ والألم في أعلى البطن.
كما وتتضمّن الأعراض لدى الأطفال فقدان الشهيّة والوزن، بالإضافة إلى الإرهاق وكثرة التّجشؤ.
ويُشار إلى أنّ هناك أعراضاً لقرحة المعدة تتطلب أخذ الطّفل إلى قسم الطّوارئ، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- الألم الشّديد أو المفاجئ في البطن.
- إخراج البراز مع الدم أو إخراج براز داكن اللون.
- القيء داكن اللّون والمشابه للبنّ المطحون.
أما عن العلاج، فعادةً ما تشفى قرحة المعدة لدى الأطفال مع الأدوية والعناية بطعام الطّفل، غير أنه لا يجب أن يسبب هذا استرخاءً في العلاج، ففي حالة ملاحظة بداية أعراض قرحة المعدة، يجب الشّروع باستشارة الطّبيب كون العلاج المبكر لها قد يمنع حدوثها. ويكون العلاج المبكر بأدوية منها الفاموتيدين (Famotidine) والرانيتيدين (Ranitidine).
وفي حالة تكوّن القرحة أو الوقاية منها، يجب الالتزام بأخذ الأدوية التي يصفها الطّبيب للطّفل بأكملها، ذلك بأنّه إن تمّ إيقاف الدّواء بشكل مبكر، حتّى في حالة ظهور علامات الشّفاء على الطّفل، فإنّ القرحة تعاود الظّهور.
للتّمكّن من تشخيص قرحة المعدة، يجب على الطّبيب أولاً إجراء فحصٍ سريريٍ للشّخص وأخذ تاريخه المرضيّ بعين الاعتبار. كما وأنّ هناك مجموعةً من الفحوصات الأخرى ، منها ما يلي:
الفحص المخبريّ للكشف عن بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)
ويتمّ إجراء هذا الفحص إمّا على البراز أو الدّم أو فحص الزفير باليوريا (Urea breath test). ويُعدّ الأخير أكثرهم دقّة، حيث يجرى هذا الفحص بعد تناول مشروب يحتوي على اليوريا، من ثَمّ النّفخ بكيسٍ.
تقوم بكتيريا الملوية البوابية بتحليل هذه المادة الى ثاني اكسيد الكربون (CO2). بعد النفخ في الكيس سوف يتم تحليل تركيز ثاني اكسيد الكربون فيه. فإن كانت هناك مستوياتٍ عاليةٍ من ثاني أكسيد الكربون (غاز غير سام)، فعندها يدل ذلك ان الشخص مصاباً بهذه البكتيريا.
لكنّ على الشّخص إعلام الطّبيب في حالة كونه قد استخدم الأدوية المعادلة للحموضة (antacid) قبل الفحص كون ذلك قد يؤدي إلى نتائج خاطئةٍ له.
أما فحص الدّم، فيُعدّ غير دقيقٍ في معظم الأحيان ويجب عدم استخدامه إلا في حالاتٍ معينةٍ، فهو مبنيٌ على أساس البحث عن خلايا معيّنة تحارب الالتهاب.
وفي تحليل البراز يطلب الطبيب عينة من البراز لاكتشاف اثار وجود هذه البكتيريا في العينة المأخوذة مما يدل بالضرورة على وجودها في الجهاز الهضمي ايضاً.
التنظير المعديّ الاثني عشريّ (Esophogastroduodenoscopy)
يقوم الطّبيب باستخدام منظار لفحص المعدة، حيث يُدخِل أنبوباً ينتهي بعدسة مضيئة من الفم إلى المريء والمعدة والأمعاء الدّقيقة ويبحث عن القرحة في تلك الأثناء.
وعند ظهور القرحة، عادةً ما يقوم الطّبيب بأخذ عينةٍ نسيجيةٍ منها لفحصها في المختبر وذلك للكشف عن وجود البكتيريا المذكورة. كما ويمكن في بعض الأحيان القيام بعلاج القرحة بالمنظار.
وتتضمن العوامل التي تزيد من احتمالية إجراء تنظير ما يلي:
- فقدان الوزن
- صعوبة البلع وتناول الطّعام
- كبر السّن
- ظهور أعراض تدلّ على وجود نزيف
فإن ظهر بالفعل وجود قرحةٍ في المعدة، فعندها يجب إجراء تنظير آخر بعد العلاج للتّأكد من الشفاء.
سلسلة الجهاز الهضميّ العلويّ (Upper gastrointestinal series)
وتجرى هذه السّلسلة عبر أخذ مجموعة من الصّور الإشعاعيّة السينية (X- Ray) للجزء العلويّ من الجهاز الهضميّ لإنشاء صورٍ للمريء والمعدة والاثنيّ عشر. خلال ذلك، يقوم المريض بابتلاع سائلٍ يحتوي على مادة سَلفاتُ الباريوم (Barium sulfate)، حيث يقوم السّائل بتغليف الجهاز الهضميّ وتسهيل عملية رؤية القرحة في حالة وجودها.
ويُعدّ التّنظير مفضلاً على هذا الإجراء، وذلك لمرونته، فهو قادرٌ على تشخيص القرحة مهما صغر حجمها على عكس سلسلة الصّور الإشعاعية التي قد لا تكشف عن وجود بعض التّقرحات الصّغيرة، فضلاً عن ذلك، فإن كان هناك نزيف في القرحة، فمن الممكن علاجه فوراً.
يعتمد علاج قرحة المعدة على السّبب وراء حدوثها، وهي في معظم الحالات تشفى خلال شهرين من العلاج. غالباً ما يتم وصف الأدوية من مجموعة مثبّطات مضخّة البروتون (PPI- proton pump inhibitors) مهما كان سبب القرحة، وذلك للتّخفيف مما تنتجه المعدة من أحماض، فذلك يساعد على الشّفاء. وتقوم آلية عمل هذه المجموعة الدّوائية على إيقاف عمل الجزء من الخلية الذي ينتج الأحماض. وتُعطى أدوية هذه المجموعة عبر الفم، غير أنها في بعض الحالات التي يكون فيها المريض داخل المستشفى بسبب نزيف المعدة تعطى عبر الوريد.
وتتضمن هذه الأدوية البانتوبريزول (pantoprazole) والأوميبريزول (omeprazole). لكن يجب التّركيز هنا على أن استخدام هذه المجموعة الدوائيّة، والّتي تأتي على أشكال تباع من دون وصفة طبيّة وأخرى لا تباع من دونها، قد يزيد من احتمالية الإصابة بكسور الرّسغ والورك والعمود الفقريّ. لذلك، فقد يقوم الطّبيب بوصف مكمّلات الكالسيوم معها.
وتحتاج أدوية هذه المجموعة لتناول المصاب للطعام ليتمّ تفعيلها، لذلك، يجب على المصاب تناول وجبةٍ من الطّعام بعد استخدامها بمدّة نصف ساعةٍ إلى ساعةٍ. وذلك تجنباً لانخفاض مفعولها والفشل في شفاء القرحة أو تأخّره.
ويُذكر أيضاً أنّ هناك أدوية أخرى تساعد في تقليل مستويات الأحماض في المعدة، منها حاصرات الهيستامين 2 ([H-2] histamine blockers). وتساعد هذه الأدوية على التّقليل من إنتاج هذه الأحماض، ما يزيد فرص الشّفاء ونجاح العلاج. وتتضمن أدوية هذه المجموعة، والّتي منها ما يُباع من دون وصفةٍ طبيّةٍ ومنها ما لا يباع من دونها، الفاموتيدين (famotidine) والرانيتيدين (ranitidine).
وتتضمن الأدوية الأخرى التي تستخدم في علاج قرحة المعدة مضادّات الحموضة (antacids)، والّتي تعمل على معادلة الأحماض الموجودة في المعدة، ما يخفّف من شدّة الألم سريعاً. وتتضمّن الأعراض الجانبية لهذه المجموعة الدوائيّة الإسهال أو الإمساك، وذلك بناءً على ما تحتويه من موادٍّ.
وقد يقوم الطبيب أيضاً بوصف أدوية تعرف بالعناصر الواقية للخلايا (cytoprotective agents)، وذلك لوقاية أنسجة بطانة المعدة. وتتضمن هذه الأدوية المايسوبروستول (misoprostol) والسكرالفيت (sucralfate).
وفي حالة كون القرحة ناجمةً عن بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، فعندها يتم استخدام المضادات حيويّة معيّنة للتخلص منها ومنعها من معاودة الظهور. وتتضمن المضادات الحيوية المستخدمة لهذا الغرض، والّتي عادةً ما تؤخذ لمدة أسبوعين، الميترونيدازول (metronidazole) والكلاريثرومايسين (clarithromycin). ويتم اختيار المضادات الحيوية بناءً على المنطقة التي يعيش بها الشخص ومعدلات مقاومة البكتيريا بها.
أمّا إن كانت قرحة المعدة ناجمةً عن استخدام مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية، فعندها قد ينصح الطبيب بالاكتفاء بمثبّطات مضخّة البروتون. فضلاً عن ذلك، فقد يقوم الطّبيب بوصف الباراسيتامول للمصاب بدلا من مضادات الالتهاب اللّاستيرويدية كونها لا تسبب قرحة المعدة.
ويُذكر أنّ قرحة المعدة في بعض الأحيان قد تعاود الظُّهور، لكنَّ هذه الاحتمالية تقلُّ إن تمَّ العلاج بناءً على السَّبب المؤدِّي لها.
ورغم كل ذلك يجب التنويه ان هناك حالاتٍ معينةً لا تتجاوب قرحة المعدة خلالها مع العلاج، منها ما يلي:
- عدم الالتزام بأخذ الأدوية حسب الإرشادات.
- الاستمرار في استخدام الأدوية المسبّبة لقرحة المعدة.
- كون بعض أصناف بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري مقاومة للمضادّات الحيويّة.
- كون القرحة ناجمة عن التهابٍ ببكتيريا أخرى غير بكتيريا الملوية البوابية (H. pylori).
- كون الشخص مصاباً بمرض آخر يؤدي إلى تشكّل التّقرحات في الجهاز الهضميّ، من ذلك مرض كرون.
- كون الشّخص مصاباً بسرطان المعدة.
- كون الشّخص مدخناً.
- كون الشّخص مصاباً بمتلازمة زولينجير إيليسون Zollinger-Ellison syndrome، والّتي تؤدِّي إلى إفراز المعدة لكميّات كبيرة من الأحماض.
ويكون العلاج بهذه الحالات تبديل المضادّات الحيويّة وإزالة أي عامل يؤدّي وجوده إلى إبطاء عمليّة الشّفاء. أمّا إن كان هناك مضاعفات، منها النّزيف الشّديد، فعندها قد يستلزم الأمر إخضاع المصاب لعمليّة جراحيّة.
العمليّة الجراحيّة لقرحة المعدة
تُعدّ العمليّة الجراحيّة خياراً علاجياً لقرحة المعدة عندما تكون قد سبّبت مضاعفاتٍ مهددةٍ للحياة، كالنزيف الشّديد، أو الحالات الّتي لا تتجاوب فيها مع العلاجات الأخرى. لكنّه مفضل عدم الخضوع إلى هذه الجراحة إلا بعد استشارة أكثر من طبيب. كما ويجب الوضع بعين الاعتبار أنه لا يوجد هناك عمليةٌ جراحيةٌ تمنع القرحة من معاودة الظّهور.
أمّا إن قرّر الشخص اللجوء إلى الجراحة، فعادةً ما يتمّ استخدام واحدٍ أو أكثر من ثلاث تقنيات، فإمّا أن تتمّ إزالة جزءٍ من المعدة أو قطع واحدٍ أو أكثر من أعصابها، أو توسيع سطحها السّفلي.
تتضمّن الأغذية التي ينصح مصابو قرحة المعدة بتناولها ما يلي:
- العسل: يساعد العسل على الشفاء من قرحة المعدة، فهو يحتوي على إنزيم يعرف بأُكْسيداز الغلُوكوز (Glucose oxidase)، والذي يقتل البكتيريا المسببة لقرحة المعدة عبر إنتاجه لماء الهيدروجين، أو ما يعرف ببَيروكسيدِ الهِيدْروجين (hydrogen peroxide)، كما وأن العسل يمتلك خصائص ملطفة لبطانة المعدة.
- الموز: يقوم الموز بمسح أحماض المعدة، ما يقوّي بطانة المعدة ويخفّف من الأعراض الالتهابية. كما وأنّه يحتوي على مركّبات تمنع نمو البكتيريا التي تسبّب قرحة المعدة.
- الملفوف: يُعدّ الملفوف غذاءً صحياً ومفيداً لدى مصابي قرحة المعدة. فهو يساعد على إنتاج الحمض الأميني (amino acid) الّذي يحفّز تدفق الدّم إلى بطانة المعدة حيث تكون القرحة، الأمر الذي يُساعد على شفاء القرحة كونه يقوّي هذه البطانة، وذلك بما أنّه حمض لاكتيكي (lactic acid). وذلك فضلاً عمّا يحتويه من فيتامين (ج) (vitamin C)، والذي وُجد بأنّه مفيد لمصابي جرثومة الهليكوباكتر بيلوري التي تسبّب قرحة المعدة.
- جوز الهند: يمتلك جوز الهند خصائص مضادّة للبكتيريا، لذلك، فهو يقتل البكتيريا المسبّبة لقرحة المعدة. وهذا يجعله علاجاً مهماً لهذه القرحة. كما وأنّ الشّراب الّذي يحتوي عليه يمتلك خصائص مضادة للتقرّحات.
- الثّوم: يمتلك الثّوم خصائص مضادةً للبكتيريا تجعله يمنع نمو وتكاثر البكتيريا المسبّبة لقرحة المعدة.
- عرق السّوس: يساعد عرق السّوس المعدة على إنتاج غلاف مخاطي لها، الأمر الذي يؤدي إلى المساعدة على الشّفاء وتخفيف الأعراض. كما وأن عرق السّوس يقي المعدة من الإصابة بالقرحة.
ويُنصح مصابو قرحة المعدة بتجنب الأغذية التّالية:
- الحليب: تُعدّ حرقة المعدة من أهمّ أعراض القرحة. وعلى الرّغم من أنّه يعتقد بأن الحليب يعالج حرقة المعدة، إلّا أنّ الحقيقة هي أنّه يؤدّي إلى أن تقوم المعدة بإنتاج المزيد من الأحماض، ما يهيّج قرحة المعدة. لذلك، فعلى مصابي قرحة المعدة عدم شرب الحليب أو غيره من منتجات الألبان.
- الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين: تتضمّن الأطعمة التي تحتوي على الكافيين الشوكولاتة، أمّا المشروبات، فتتضمن الشّاي والقهوة والمشروبات الغازيّة. يقوم الكافيين بتهييج آلام قرحة المعدة عبر زيادة إفراز المعدة للأحماض. لذلك، فيعد الكافيين ضمن المواد التي يجب على مصابي قرحة المعدة الابتعاد عنها.
- الأطعمة المتبّلة: على الرّغم من أنّ الارتباط بين قرحة المعدة والأطعمة المتبلة لا يعد معروفاً بعد، إلا أنّه ينصح بتجنّب هذه الأطعمة حتى تشفى قرحة المعدة، وخصوصاً لدى من يصابون بتفاقمٍ في الأعراض عند تناولها.
تتضمّن الأعشاب الّتي تساعد في علاج قرحة المعدة ما يلي:
- الثّوم: أظهرت دراساتٌ عديدةٌ بأنّ خلاصة الثّوم تمنع نمو البكتيريا المسببة لقرحة المعدة، وذلك لدى البشر والحيوانات وحتى في المختبر. ويُذكر أنّ خلاصة الثّوم تتواجد على شكل مكملات لمن لا يحبون تناول الثّوم.
- المصطكاء (المستكة): على الرغم من أنّ نتائج الدراسات مختلطة، إلا أنّ هناك ما يُشير إلى أنّ هذه المادة، والتي تعرف بأنها عصارة لشجرة تنمو في منطقة البحر الأبيض المتوسّط، تحارب البكتيريا المسبّبة لقرحة المعدة، لذلك، فينصح مصابو قرحة المعدة بمضغ علكة المصطكاء، وذلك كونها لا يوجد لها مضاعفات جانبية سلبيّة على الجسم. كما وبالإمكان أخذها كمكمّل غذائيّ عن طريق البلع.
- عرق السّوس: يُعدّ عرق السوس الذي يتم استخلاص النكهة المحلية منه مفيداً لمصابي قرحة المعدة. فقد أظهرت إحدى الدّراسات بأنّه يعيق نمو البكتيريا المسببة لقرحة المعدة. وعلى الرّغم من أنّ عرق السوس يوجد في الكثير من السّكاكر، إلا أنّه لا يعطي المفعول نفسه. لذلك ينصح باستخدامه كمكمّل غذائي. ولكن يجدر التّنويه هنا إلى أن عرق السوس قد يضر بالبعض، كما وأن الحصول عليه بكميات كبيرة على مدار أسبوعين أو أكثر قد يزيد من ارتفاع ضغط الدّم وأمراض القلب سوءاً لدى مصابيها.
- البوليفينول: تتواجد هذه المادة بأعشاب كثيرة منها الروزماري المجفف. كما وتتواجد بالزّيتون الأسود والتّوت. ويُذكر أنّ هذه المادّة تساعد على الشّفاء من قرحة المعدة، كما وأنّها تقي منها.
- الحلبة: تُستخدم الحلبة في علاج قرحة المعدة كونها تمتلك مادة تغلّف بطانة المعدة كما يفعل المخاط، فهي تعد مهمة في عملية الشّفاء
يُعرّف الاكتئاب بأنّه حالةٌ من اضطرابات المزاج الّتي تتسم بعدم الانتظام الانفعالي والشّعور بالكآبة. وقد ازدادت في الآونة الأخيرة احتماليّة الإصابة بقرحة المعدة بين مرضى الاكتئاب، فالاكتئاب له أعراض جسديّة بالإضافة إلى النفسية. وذلك لتأثيره الاضطرابيّ على المحور الوطائيّ-النخاميّ-الكظريّ (hypothalamus pituitary-adrenal axis - HPA).
لذلك، فقد أجريت دراسةٌ لتحديد الارتباط بين الحالتين. إلا أنه وجد بأن هناك دراساتٍ قليلةٍ قد بينت هذا الارتباط. فالارتباط الأكبر كان بين الاكتئاب وبين اضطراباتٍ هضميةٍ أخرى، منها سوء وعسر الهضم والتهاب القولون التقرحيّ.
ولكن الدلائل قد أظهرت أنّ لقرحة المعدة ارتباط بالضّغط النفسي والضّغط الفيسيولوجي. فقد ظهر أنّ الزّيادة التراكمية لحالات قرحة المعدة بين مصابي الاكتئاب كانت تصل إلى ما نسبته 9.47% مقارنة بما هو الحال لدى غير المصابين. وذلك بعد متابعة دامت 12 عاماً.
- Mayo Foundation for Medical Education and Research (MFMER) MayoClinic.org: Peptic ulcers, Sep, 2016
- US National Library of Medicine National Institutes of Health (NCBI): Depression and the Risk of Peptic Ulcer Disease, Dec, 2015
- NHS: Stomach ulcer, May, 2018