شلل الاطفال
شلل الأطفال (Polio / Poliomyelitis) هو مرض عدوائي يسببه فيروس شلل الأطفال (Polio Virus) والذي يصيب غالباً الاطفال قبل سن الخامسة ويؤدي لشلل في الاطراف. في القرنين الاخيرين انخفضت حالات شلل الاطفال في العالم وذلك بسبب تطعيم شلل الاطفال الذي انتشر في معظم العالم. وفقاً لمعطيات منظمة الصحة العالمية تم تشخيص 223 حالة من شلل الاطفال في سنة 2012 عالمياً، وتوجد رغبة عالمية في القضاء على الفيروس بشكل تام. أما في سنة 2013 فهناك تقارير عن اصابة في دول معدودة فقط.
شلل الطفال مرض يسببه فيروس شلل الاطفال وباسمه العلمي فيروس البوليو (Polio Virus) والذي ينتمي لعائلة فيروسات الأمعاء. ينتقل الفيروس من شخص لأخر عبر الفم، حيث أن الفيروس يخرج من جسم الانسان الحامل للعدوى من البراز وفي حالات نادرة من اللعاب ومن ثم ينتقل الى فم شخص اخر من خلال اللمس. معظم حالات العدوى لا تؤدي لأية أعراض أو انها تؤدي لأعراض بسيطة وطفيفة. يستقر الفيروس بعد انتقاله في الأمعاء ومن هناك يمكن أن ينتشر الى جهاز الاعصاب ويسبب التهاب لجهاز الاعصاب مما يؤدي للشلل. غالباً فان الاطفال هم من يشكون من اعراض ومن الشلل، وفي حال اصابة شخص بالغ بالعدوى فانه لا يشكو من أية اعراض.
عدة عوامل تحول الطفل عرضة للاصابة بشلل الأطفال، ويجب الانتباه اليها:
- السن: الأطفال تحت سن الخمس سنوات هم الأكثر عرضةً للاصابة بالعدوى وبشلل الأطفال.
- عدم تلقي تطعيم شلل الاطفال.
- الأطفال المصابين بضعف جهاز المناعة، وذلك اثر اصابتهم بأمراض وراثية تضر بجهاز المناعة، تلقي العلاج الكيميائي، اصابتهم بسرطان الدم، وغيرها من أسباب.
- تلقي تطعيم شلل الأطفال في السابق مع احتمال ضعف التطعيم مع مرور الزمن (انظر أدناه).
كما ذكرنا فان معظم حالات العدوى بفيروس شلل الاطفال لا تؤدي لاية اعراض، وأقل من 10% من المصابين بالعدوى يشكون من أعراض طفيفة مثل الحرارة المرتفعة، الم الرأس، الم البطن، الم الحلق، الغثيان والقيء وغيرها من اعراض يتم الشفاء منها خلال ايام معدودة دون الحاجة لاية علاج. من المهم الاشارة الى أن حامل العدوى لا يصاب بالضرورة بالمرض، لكنه قادر على نقل الفيروس لأشخاص اخرين.
في الحالات النادرة، ولدى طفل واحد من كل الف مصابين بالعدوى فان الفيروس يؤدي لأضرار عصبية بعد انتقاله لجهاز الأعصاب. عندها نلاحظ الاعراض التالية:
- الحرارة المرتفعة.
- ألم شديد في العضلات.
- شلل العضلات: وهنا يوجد اختلاف كبير في الامر من طفل لاخر. غالباً ما يكون الشلل في الأطراف بحيث تُشل عضلات اليد أو الرجل أو كليهما، سواء شلل نصفي أو في جهتي الجسم. في بعض الحالات النادرة من الممكن أن يتقدم الشلل ويصيب الحجاب الحاجز وعضلات التنفس مما يؤدي لعدم قدرة الطفل على التنفس وللوفاة. شدة الشلل تختلف من طفل لاخر ويستمر الشلل طول استمرار الحرارة المرتفعة.
نشير أن شلل العضلات في حال شلل الاطفال هو أمر ثابت ولا يمكن الشفاء منه في حال حدوثه، وهنا تكمن خطورة شلل الاطفال لأنه قد يؤدي لشلل دائم. معظم حالات مرض البوليو تصيب الاطفال ولا تؤدي لأية أعراض لدى كبار السن، لذا يُعرف المرض باسم شلل الأطفال.
لا يوجد علاج لشلل الأطفال حتى يومنا هذا، ومن يصاب بمرض شلل الأطفال لا يُمكنه الشفاء منه ومدى الضرر لجهاز الأعصاب هو أمر لا يمكن توقعه. لكن مواجهة شلل الأطفال تتم بواسطة تطعيم الاطفال وحمايتهم من شلل الأطفال حتى في حال الاصابة بالعدوى.
في العالم يتوفر نوعان من تطعيم شلل الاطفال:
- لقاح شلل الأطفال الفموي (OPV- Oral Polio Vaccine): وهو عبارة عن فيروس البوليو المُضعف اثر اجراء بعض التغييرات فيه في المختبرات. يتم تناول التطعيم كقطرتين في الفم، ومن هناك يستقر اللقاح في الأمعاء. في الأمعاء تلتقي خلايا جهاز المناعة بالفيروس المُضعف وتتعلم القضاء عليه اذا ما اصيب الطفل بالعدوى. هكذا يمكن حماية الطفل من انتشار الفيروس خارج الامعاء. كما أن الفيروس المُضعف يخرج في براز الطفل ويتلقاه الأهل والناس المحيطين بالطفل مما يوفر الحماية أيضاً للأشخاص المحيطين بالطفل. أ ي أن اللقاح يشكل تطعيماً للطفل وللمحيطين به.
- لقاح شلل الأطفال المُعطل (IPV- Inactivated Polio Vaccine): عبارة عن فيروس معطل كلياً بحيث يكون ميتاً ويتم تناوله كحقنة في العضل. ينتشر اللقاح في الدم ويؤدي لاستجابة خلايا جهاز المناعة. يحمي اللقاح المعطل بشكل ممتاز من شلل الأطفال ومن انتقال الفيروس الى جهاز الأعصاب، لكن رغم ذلك فانه قد لا يمنع انتقال الفيروس من الأمعاء في حال الاصابة بالعدوى وكذلك لا يحمي الاشخاص المحيطين بالطفل.
الأعراض الجانبية لتطعيم شلل الأطفال
الأعراض الجانبية لتطعيم شلل الأطفال نادرة بشكل عام وتشمل الحرارة المرتفعة، الاسهال والقيء. رغم ذلك أخطر الأعراض الجانبية هي ما يُعرف باسم شلل الأطفال المرتبط باللقاح (Vapp- Vaccine Associated Paralytic Poliomyelitis) وهي حالة نادرة جداً تحدث عند التطعيم بلقاح شلل الأطفال الفموي وتؤدي لشلل لدى الطفل بعد تلقي اللقاح. هذه الحالة النادرة تحدث لدى الاطفال اللذين لم يتطعموا من قبل ابداً.
دور الاهل في نجاح التطعيم
دور الأهل في نجاح تطعيم شلل الاطفال يكمن في الحفاظ على النظافة بعد تلقي اللقاح الفموي لشلل الأطفال، وذلك من خلال غسل اليد بالماء والصابون بعد استعمال المراحيض، قبل وبعد تناول الطعام وبعد تبديل الحفاظات للأطفال.
في الدول المتقدمة فان نسبة التطعيم تصل لحوالي 95% وما فوق من المجتمع. كما ذكرنا فان التطعيم يحمي الطفل نفسه من شلل الاطفال، واللقاح الفموي ينتشر لدى الأشخاص المحيطين بالطفل. بهذه الطريقة وعند تطعيم كافة المجتمع يمكن القضاء على فيروس البوليو بحيث لا يبقى له أثر. للأسف الشديد قسم بسيط من الناس لا يتطعمون خوفاً من الاعراض الجانبية أو لمعتقدات أخرى، وقد يحملون هؤلاء فيروس البوليو مما قد يؤدي لانتشاره في مرة أخرى.
تقوم منظمة الصحة العالمية بدراسات عن انتشار البوليو في دورات المياه، وتساعدها في ذلك وزارات الصحة في البلاد، وذلك لملاحقة فيروس البوليو. في حال اكتشاف فيروس البوليو في منطقة معينة تقام حملات لتطعيم كافة المجتمع وذلك لمنع انتشار الفيروس بأية طريقة.
في سنة 2005 قررت منظمة الصحة العالمية ايقاف استعمال اللقاح الفموي لشلل الاطفال في البلاد التي انقرض منها الفيروس. لكن في حال ظهر فيروس البوليو مرة أخرى يجب استعمال لقاح شلل الاطفال الفموي للوقاية من شلل الاطفال، لأنه يوفر حماية اكبر في الامعاء وكذلك ينتشر للاشخاص المحيطين بالطفل.
يتم تطعيم ضد شلل الاطفال في المواعيد التالية:
- بعد بلوغ شهرين يتم تناول الوجبة الاولى من التطعيم.
- بعد بلوغ اربعة اشهر الوجبة الثانية.
- بعد بلوغ نصف سنة يتناول الطفل الوجبة الثالثة.
- الوجبة الرابعة بعد بلوغ سنة كاملة.
- وجبة اضافية عند بلوغ سن السابعة، والتي عادةً ما يتم تناولها ضمن برنامج لتطعيم كل الاطفال في المدارس. هذه الوجبة هدفها تقوية المناعة لدى الاطفال اللذين قد يضعف لديهم التطعيم.
منذ سنة 2005 يتم استعمال اللقاح المعطل لشلل الاطفال فقط، ولكن بعض الدول قد تستعمل اللقاح الفموي. كما يتم استخدام اللقاح الفموي في حال انتشار مجدد لفيروس شلل الاطفال. يتم تناول تطعيم شلل الاطفال كقسم من برنامج يحوي تطعيمات أخرى (ضد الخناق، الشاهوق، الكزاز وشلل الاطفال).