سرطان المبيض
يتألف المبيض من الغلاف الخارجي ويحوي خلايا تُسمى الخلايا الظهارية (Epithelial)، ومن لب المبيض. يحوي لب المبيض نوعين من الخلايا:
- الخلايا الجنسية (Germ Cell): والتي تعمل على انتاج وافراز البويضات.
- خلايا النسيج الضام (Stromal Cells): والتي تعمل على انتاج وافراز الهرمونات استروجين وبروجستيرون
قد تنشأ الأورام في المبيض من جميع الخلايا، ويتم تصنيف أنواع سرطان المبيض وفقاً للخلايا، حيث توجد أورام الخلايا الجنسية، أورام الخلايا الظاهرية، وأورام النسيج الضام. حيث أن سرطان الخلايا الظاهرية (Endometrial Ovarian Cancer) هو أكثر الأنواع انتشاراً وغالباً هو ما يُقصد به عند ذكر سرطان المبيض.
- الجيل المُتقدم: حيث أن سرطان المبيض لا يُصيب النساء الصغيرات في السن، انما يُصيب النساء المُتقدمات في السن وخاصةً سن الستين والسبعين.
- التاريخ العائلي: وجود نساء أخر في العائلة، واللواتي أصبن بسرطان المبيض، يزيد من خطورة الاصابة بسرطان المبيض. تزداد الخطورة كلما ازداد عدد النساء المُصابات بسرطان المبيض.
- علاج العقم: خلال علاجات العقم يتم استخدام أدوية تحوي الهرمونات، ولها تأثير على المبيض وتزيد من خطورة الاصابة بسرطان المبيض.
- العقم أو عدم الولادة: في هذه الحالة فان الاباضة تبقى مُستمرة لدى النساء.
- متلازمة لينش الثانية (Lynch II Syndrome): وهذه المتلازمة تُعرض صاحبتها للاصابة بأورام عديدة كأورام القولون، الرحم والمبيض.
- عوامل وراثية: تم تحديد جينات خاصة تزيد من خطورة الاصابة بسرطان المبيض اذا ما ورثتها الامرأة. كما أن هذه الجينات تزيد من احتمال الاصابة بسرطان الثدي أو سرطان الرحم. تُسمى الجينات ببركا 1 و2 (BRCA1 & BRCA2).
- التغذية: حيث أن التغذية الغنية بالدهنيات الحيوانية هي التي تُعرض لخطورة سرطان المبيض.
- الوزن الزائد والسمنة.
- مواد بيئية سامة: الأسبست والتلك (Talc) قد يزيدان من خطورة سرطان المبيض، الا ان الأمر لم يُثبت نهائياً. يوجد التلك في مساحيق البودرة، الطلاء ومواد عديدة اخرى.
- ألم البطن أو الحوض: وقد يكون الألم غير واضحاً أي كعدم راحة، أو انه يكون ألماً شديداً.
- انتفاخ البطن ، وذلك لأن الورم يضغط على الأمعاء.
- فقدان الشهية.
- الاحساس المبكر بالشبع.
- كبر البطن، وذلك اذا ما كان الورم كبيراً.
- الحاح البول أو عسر البول: وتظهر هذه الأعراض بسبب ضغط الورم على المثانة.
- الاستسقاء وذلك في الحالات المتقدمة.
- فقدان الوزن في الحالات المتقدمة.
- انسداد الأمعاء في الحالات المتقدمة.
- انصباب جنبي (Pleural Effusion): أي تراكم سوائل في جوف الجنبة- وهو الجوف المُحيط بالرئتين- ويؤدي الأمر الى ضيق النفس، السعال وألم في الصدر. غالباً ما يحدث الأمر اذا ما انتشر سرطان المبيض الى الجوف الجنبي.
- وجود كتلة في الحوض، وقد يجسها الطبيب عند الفحص الجسدي.
- النزيف المهبلي اذا ما انتشر سرطان المبيض الى الرحم.
- انتفاخ العقد الللمفاوية في الرقبة، أسفل السرة أو الحوض اذا ما انتشر السرطان اليها.
ليست كل كتلة في الحوض هي سرطان المبيض، وقد تكون الكتل حميدة في أغلب الأحيان. على الطبيب معرفة التمييز بين الكتل السرطانية وتلك الغير سرطانية.
سرطان المبيض لديه القدرة على الانتشار الى أعضاء عديدة، تلك المحيطة به كالمثانة والمستقيم، الرحم وعنقه، وقنوات فالوب. أو ينتشر سرطان المبيض الى الكبد، الرئتين، الصفاق والأمعاء، والدماغ. تتعلق الأعراض بالعضو المصاب.
- المؤشرات السرطانية في الدم: وهي مؤشرات ترتفع عند ظهور سرطان المبيض، أبرزها CA-125. الا أن هذا المؤشر يفتقر للنوعية، حيث أنه يمكن أن يرتفع في حالات أخرى عديدة- سرطانية أو غير سرطانية. لكن أهمية هذا المؤشر تكمن في تحري سرطان المبيض لدى النساء اللواتي يحملن الكثير من عوامل الخطورة، وخاصةً الوراثية. كما أن CA-125 يلعب دوراً مهماً في متابعة سرطان المبيض وترصده بعد العلاج. ان ارتفاع المؤشر CA-125 باستمرار يدل بشدة على سرطان المبيض، كحالة جديدة أو كحالة متنكسة بعد علاجه. مؤشرات أخرى قد ترتفع وتشمل ألفا فيتوبروتين (AFP-Alpha Fetoprotein) و LDH.
- اختبار انزيمات الكبد، وقد تكون الانزيمات مرتفعة اذا ما انتشر الورم للكبد.
- اختبار الدم الخفي في البراز: والهدف منه هو استبعاد عوامل للنزيف والتي قد تكون من الجهاز الهضمي، وتظهر كأنها نزيف من المهبل.
- خزعة المبيض (Ovarian Biopsy): الاختبار الأهم والأكثر نوعية لتشخيص سرطان المبيض. اختبار الخزعة هو استخراج عينة من المبيض ومن ثم فحصها في المختبر، تحت المجهر، ويحدد طبيب مُختص اذا ما كان السرطان موجوداً. يُعتبر الاختبار الأكثر أهمية ولا يُمكن تشخيص سرطان المبيض دونه. لا يُمكن استخراج العينة الا بالجراحة، لذا فان كل امرأة يُشتبه بوجود سرطان المبيض لديها، يجب أن تمر بعملية جراحية لاستئصاله وخلال العملية الجراحية يتم استخراج الخزعة.
- التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound): يُمكن اجراء التخطيط فوق الصوتي للمبيض والرحم. يُمكن اجراء التخطيط من خلال جلد البطن أو ادخال الجهاز الى المهبل. يُستخدم التخطيط فوق الصوتي لملاحظة الكتل في المبيض وتقدير انتشار الورم. رغم استعمال الاختبار المُنتشر الا أنه يفتقد النوعية لتشخيص سرطان المبيض.
- التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): والهدف منه اكتشاف حجم سرطان المبيض، انتشار سرطان المبيض في الأعضاء المختلفة والعقد اللمفاوية. يمكن تصوير قسم معين من الجسم كالدماغ فقط، أو تصوير الجسم من الرأس وحتى الحوض.
- التصوير بالأشعة السينية للصدر (CXR- Chest X-Ray): والهدف منه اكتشاف انتشار سرطان المبيض للرئتين.
يتم تصنيف مراحل سرطان المبيض الى أربعة مراحل أساسية، وذلك وفقاً للمعايير التالية:
- حجم ورم سرطان المبيض.
- انتشار سرطان المبيض الى العقد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى.
- موقع سرطان المبيض، أي اصابة مبيض واحد أم اثنين، في الحوض أو في الرحم.
المرحلة الأولى هي المرحلة الموضعية والأقل انتشاراً، فيما المرحلة الرابعة هي المرحلة التي ينتشر فيها سرطان المبيض مُنتشراً بالنقائل الى أعضاء أخرى.
غالباً ما يتم تصنيف سرطان المبيض الى مراحل مُبكرة ومراحل مُتأخرة حيث أن:
- سرطان المبيض المُبكر: أي المرحلة الأولى والثانية، وعندها يكون سرطان المبيض موضعياً، أو انتشر الى الأعضاء المُباشرة.
- سرطان المبيض المُتقدم: أي المرحلة الثالثة والرابعة، حيث ينتشر سرطان المبيض الى البطن، العقد اللمفاوية أو أعضاء بعيدة كالرئتين والكبد.
لا يُمكن اكمال تصنيف المراحل دون اجراء العملية الجراحية لاستئصال الورم، أو تقييم مراحله على الأقل. حيث أن تقييم حجم الورم وموقعه وانتشاره هي أمور تُصبح واضحة نهائياً فقط عند اجراء العملية الجراحية، ولا يُمكن تقييمها باختبارات تصويرية. يُمكن أن تُجرى العملية الجراحية كعملية مفتوحة أو بتنظير البطن، ويُمكن أن تهدف العملية الى التشخيص والتصنيف فقط أو العلاج باستئصال الورم أيضاً.
امكانيات علاج سرطان المبيض هي:
- المُعالجة الجراحية لاستئصال سرطان المبيض.
- العلاج الكيميائي، والذي يُستعمل في حالات مُعينة.
يتعلق اختيار العلاج المُناسب بحالة المريضة وأمراضها السابقة وبمرحلة سرطان المبيض وعوامل أخرى. لا يُستخدم العلاج بالأشعة لعلاج سرطان المبيض وذلك بسبب عدم نجاعته. هناك امكانيات علاج أخرى لعلاج سرطان المبيض كالمُعالجة المناعية والأدوية المضادة لنمو الأوعية الدموية، لكنها لا تزال قيد البحث.
المُعالجة الجراحية
المُعالجة الجراحية هي حجر الأساس لعلاج سرطان المبيض بغض النظر عن نوعه. عدا عن العلاج، فان المُعالجة الجراحية هدفها تشخيص سرطان المبيض نهائياً بواسطة الخزعة، وتصنيف مراحل سرطان المبيض. تُجرى العملية الجراحية لجميع مراحل سرطان المبيض، عدا المرحلة الرابعة.
يقوم طبيب اخصائي الأورام النسائية باجراء العملية. تُجرى العملية الجراحية بالتخدير الكلي، وخلالها يتم شق البطن بشق أفقي في مُنتصف البطن. من ثم يقوم الطبيب بتفقد الأعضاء المُختلفة، كالمبيض، الرحم، جوف البطن والصفاق، الأمعاء وأخرى. حيث يتفقد الورم أو نقائل مُنتشرة في أعضاء أخرى. يقوم الطبيب باستخراج عينات من الأعضاء المُصابة وخاصةً المبيض، ومن ثم تُفحص العينات في المُختبر تحت المجهر. عندها يتم تشخيص سرطان المبيض نهائياً (اذا وجد) ويستطيع الطبيب تصنيف المراحل نهائياً. اذا ما وجد سرطان المبيض، يقوم الطبيب باستئصال النسيج السرطاني في كل مكان مُمكن. غالباً ما يتم استئصال المبيضين، الرحم، قنوات فالوب، الثرب (Omentum). اذا ما انتشر سرطان المبيض الى أعضاء أخرى، يتم استئصالها- أو جزء منها- وفقاً للعضو المُصاب. من المهم استئصال أكبر كمية من النسيج السرطاني، لأن بقاء نسيج سرطاني يزيد من خطورة تنكس السرطان أو انتشاره. تُسمى طريقة الاستئصال هذه ب Cytoreduction.
في بعض الحالات، فان عملية جراحية أخرى تُجرى بعد اتمام العلاج. والهدف منها هو الاطلاع على الورم أو على انتشاره داخل البطن والحوض، وتحديد استجابته للعلاج.
بعض النساء- خصوصاً حديثات السن- يُردن الولادة بعد العملية، وفي هذه الحالات سيقوم الطبيب باستئصال مبيض واحد دون استئصال باقي أعضاء الجهاز التناسلي، شرط أنها غير مُصابة بالسرطان. من المُهم نقاش برنامج الولادة قبل اجراء العملية الجراحية مع الطبيب.
في حالات عديدة، فان المريضة لا تستطيع تحمل العملية الجراحية بسبب أمراض سابقة. عندها من الممكن اجراء العملية الجراحية بواسطة تنظير البطن (Laparoscopy)، والذي يُقلل من مضاعفات العمليات الجراحية ويحتاج لأيام أقل للانتعاش من العملية.
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو تُوقفه كلياً. يؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وبذلك يمكن علاج السرطان، كلياً أو جزئياً. الا أن لهذه الأدوية أعراض جانبية وخاصةً على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم، الجهاز الهضمي وأخرى. أغلب الأدوية الكيميائية تُعطى عن طريق الوريد وليس بالفم، ويتم تناولها مرة في الأسبوع ولمدة عدة أسابيع. كل دورة علاج هي عبارة عن عدة أسابيع من تناول الأدوية الكيميائية.
رغم ازالة ورم سرطان المبيض، لا تزال خطورة احتمال وجود خلايا سرطانية داخل الجسم. من هذا المُنطلق يُفضل الأطباء القضاء على جميع الخلايا السرطانية، ومن هنا فان العلاج الكيميائي هو أفضل علاج اضافي لتحقيق هذا الهدف. يُحسن العلاج الكيميائي من فرص شفاء سرطان المبيض، ويُقلل من احتمال تنكسه، ومن خطورة الوفاة.
الحاجة الى العلاج الكيميائي تتعلق بمرحلة سرطان المبيض. عدا عن بعض حالات المرحلة الأولى، فان باقي مراحل سرطان المبيض يتم علاجها بالعلاج الكيميائي الاضافي. عدة أدوية قد تُستخدم في العلاج الكيميائي لسرطان المبيض، وأكثرها نجاعةً هي الباكليتاكسيل (Paclitaxel) والكاربوبلاتين (Carboplatin). في بعض الأحيان يتم استخدام السيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide). يستمر العلاج لفترة 6 دورات، دورة كل ثلاثة أسابيع.
أهم الأعراض الجانبية لهذا العلاج هي:
- الغثيان والقيء.
- الاسهال.
- تساقط الشعر.
- ضرر للكلى حتى فشل الكلى.
- فقر الدم، قلة كريات الدم البيض مما يزيد من احتمال العدوى، وقلة صفائح الدم مما يزيد من احتمال النزيف.
- الاخدرار والنخز في الأطراف لأن العلاج الكيميائي قد يضر الأعصاب.
يكمن نقص العلاج الكيميائي في ظهور مقاومة الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي بعد فترة من العلاج. رغم امكانية العلاج بأدوية أخرى أو اعادة العلاج بنفس الأدوية، الا أنه من النادر أن يستجيب سرطان المبيض للعلاج في حال وجود مقاومة.
يُستخدم العلاج الكيميائي أيضاً لعلاج المرحلة الرابعة، وهي المرحلة التي لا يُمكن علاجها بالمعالجة الجراحية. لا يُمكن الشفاء من المرحلة الرابعة، لأن السرطان يكون مُتفشياً ومُنتشراً في أعضاء عديدة كالرئتين والكبد، لذا فان العلاج الكيميائي هدفه التلطيف، التحكم بالأعراض، ومنع السرطان من التقدم أكثر.
نجاح العلاج
يتعلق نجاح العلاج بعدة أمور، أهمها مرحلة سرطان المبيض. ترتفع احتمالات نجاح العلاج كلما كانت المرحلة مُبكرة، وكانت المريضة صغيرة السن. هدف العلاج هو استئصال الورم بأكمله اذا أمكن، لذا فان نجاح العلاج يتعلق أيضاً ببقاء خلايا سرطانية داخل الجسم.
يتم تقدير نجاح العلاج بعد الانتهاء من العلاج، حيث أن عدم وجود أعراض، علامات، هبوط نسبة CA-125 وعدم وجود علامات في الاختبارات التصويرية، يدلون على نجاح العلاج.