تحليل البول (Urinalysis)

تحليل البول هو اختبار يفحص مركبات البول المختلفة، والبول هو افرازات الكلى الى خارج الجسم. يُجرى الاختبار لتشخيص أسباب أعراض ترتبط بالمسالك البولية والكلى. تقوم الكلى في الجسم بتصفية الدم من الأملاح، المعادن، السوائل ومواد أخرى، وتُفرزها في البول. يحوي البول العديد من المواد التي لا حاجة لها في الجسم، والتي تتأثر بالطعام اليومي، النشاط البدني، الشراب ونجاعة وظائف الكلى. العديد من الاختبارات يُمكن اجرائها للبول، الا أن تحليل البول العادي يفحص عدة أمور. نشير الى أن الاختبار مهم لتشخيص أمراض كالتهاب المسالك البولية، حصى الكلى، فشل الكلى وغيرها.

يتم فحص الامور التالية في تحليل البول:

·  لون البول: يتغير لون البول وفق العديد من الأمور، وخاصةً نسبة السوائل في الجسم. في حال وجود الكثير من السوائل في الجسم، فانها تُفرز للبول مما يُكسبه لوناً فاتحاً شفافا. أما في حال قلة السوائل أو الجفاف، فان البول يكتسب لوناً داكناً أصفراً. العديد من الأدوية والأمراض قد تؤدي لتغير لون البول. في حال وجود الدم في البول- البيلة الدموية (Hematuria) يكتسب البول لوناً داكناً أحمراً أو بنياً.

·  صفاء البول: بشكل طبيعي فان البول صافي اللون. الجراثيم، الدم، الحيوانات المنوية في البول قد تؤدي لعدم صفاء البول.

·  الرائحة: غالباً لا تكون رائحة البول شديدة، لكن بعض الأمراض قد تؤدي لرائحة بول شديدة وكريهة. أبرز هذه الأمراض هي الأمراض الوراثية في عمليات الأيض (Metabolic Disease) لدى الأطفال والتي قد تؤدي لروائح كرائحة الفئران، رائحة السمك الفاسد. التهاب المسالك البولية يؤدي أيضاً لرائحة كريهة. يؤدي السكري لرائحة تُشبه رائحة الفاكهة.

·  الثقل النوعي (Specific Gravity): يفحص كمية المواد الصلبة التي تتركز في البول، ويدل على قدرة الكلى على تركيز السوائل في البول. اذا ارتفع الثقل النوعي، يعني الأمر ازدياد المواد الصلبة في البول، مما يدل على قلة السوائل في الجسم. أما عند انخفاض الثقل النوعي، فان الأمر يعني وجود الكثير من السوائل في البول، وبالتالي في الجسم.

·  درجة الحموضة (pH): درجة الحموضة هو اختبار لقياس مدى حموضة أو قلوية البول. درجة الحموضة الحيادية (أي لا حماضي ولا قلوي) هي 7، ويُعتبر البول حماضياً اذا ما انخفضت درجة الحموضة لأقل من 7، وقلوياً اذا ما ارتفعت لأكثر من 7. بشكل طبيعي يكون البول حماضياً، بحيث تكون قيمة درجة الحموضة 6-6.5. بعض الأمور كالطعام تؤثر على درجة الحموضة في البول. بعض أنواع حصى الكلى قد تتكون اثر درجة الحموضة القصوى (الحماضية أو القلوية) ويكون علاجها بتناول أطعمة تحافظ على درجة حموضة معينة.

·  البروتين: ليس من الطبيعي أن يوجد البروتين في البول، ووجوده يدل على عدة حالات كالتهاب المسالك البولية، الحرارة المرتفعة، السكري، التهاب الكلى، فشل الكلى الحاد أو المزمن.

·  السكر (Glucose): السكر الذي يوجد في الدم يُسمى الغلوكوز، وعادةً لا يُفرز الا القليل جداً منه الى البول، أو لا يُفرز أبداً. في حال مرض السكري، فان السكر يُفرز للبول وبكثرة. أمراض أخرى للكلى قد تؤدي لافراز السكر في البول.

·  النيتريتات (Nitrites): عند التهاب المسالك البولية، تقوم الجراثيم في المسالك البولية بتحليل النيتراتات التي توجد في البول، وتحولها لنيتريتات- والتي ليس من المفروض أن توجد في البول. يدل وجود النيتريتات على التهاب المسالك البولية.

·  البيليروبين (Bilirubin): مادة في الجسم تُنتج اثر انحلال كريات الدم الحمراء، وتُفرز في البراز. بشكل طبيعي لا يوجد البيليروبين في البول ووجوده قد يدل على أمراض الكبد.

·  كريات الدم البيضاء (WBC- White Blood Cells): من غير المفروض أن تكون كريات الدم البيضاء في البول، ووجودها قد يدل على التهاب المسالك البولية، التهاب الكلى أو وجود قسطار في الاحليل.

·  الكيتون (Ketones): الأجسام الكيتونية هي حصيلة تحليل الدهنيات في الجسم، وقد توجد بكميات قليلة في البول. الا أن وجودها بكميات كبيرة قد يدل على حماض كيتوني سكري (Diabetic Ketoacidosis)- حالة خطرة ناتجة عن ارتفاع السكر في الدم بشكل شديد. وجود الكيتون في البول يدل أيضاً على الجوع الشديد أو القيء الشديد المستمر.

·  كريات الدم الحمراء (RBC- Red Blood Cells): لا توجد في البول بشكل طبيعي، ووجودها يدل على العديد من الحالات:

  التهاب المسالك البولية.

  أمراض الكلى.

  التهاب الكلى.

  أورام الكلى أو المسالك البولية.

  النشاط البدني الشديد.

  تناول بعض الأدوية.

وغيرها العديد من الأسباب الأقل شيوعاً.

تحليل البول الميكروسكوبي هو اختبار مُكمل لتحليل البول، وفي هذا الاختبار تؤخذ عينة من البول ويتم فحصها في المختبر بواسطة الميكروسكوب، بحيث يبحث الطبيب عن الأمور التالية:

·  خلايا الدم: الحمراء أو البيضاء. وجودها يدل على الأمور المذكورة أعلاه.

·  الاسطوانات (Casts): بعض أمراض الكلى تؤدي لتراكم بعض المواد في البول لتأخذ شكلاً اسطوانياً- لذا نُسمي هذه التراكمات بالاسطوانات أو القوالب. قد تتكون الاسطوانات من خلايا الدم البيضاء، الحمراء، الدهنيات، أو البروتين. تدل الاسطوانات على العديد من الأمراض وتساعد على تشخيصها، وذلك تبعاً لنوعها وشكلها.

·  البلور (Crystals): قليلاً ما توجد البلورات في البول السليم، لكن وجود العديد من البورات في البول يدل على بعض أمراض الكلى- خاصةً حصى الكلى. كما يدل الأمر على أمراض مرتبطة بعمليات الأيض (Metabolic Disease).

·  الميكروبات: وجود الميكروبات على أنواعها- الجراثيم، الفطريات أو الطفيليات- يدل على التهاب المسالك البولية أو الكلى.

يُجرى تحليل البول لتشخيص أمراض والتهاب المسالك البولية. أعراض التهاب المسالك البولية تشمل عسر البول (Dysuria)، ألم الخاصرة، البيلة الدموية، الحرارة المرتفعة، رائحة البول الكريهة ، الحاح البول وغيرها. كما يُجرى اختبار تحليل البول لتشخيص ومتابعة أمراض عديدة أخرى: السكري، ضغط الدم المرتفع، حصى الكلى، أورام الكلى، أمراض الكبد، فقر الدم الانحلالي (Hemolytic Anemia)، أورام المسالك البولية. بعض الأطباء يُجرون تحليل البول كجزء من المتابعة الروتينية لمرضاهم، وكاختبار مُكمل ومساعد للفحص الجسدي.

لا حاجة للتحضر بشكل خاص لاختبار تحليل البول، ولكن من المفضل الانتباه لعدة أمور قد تؤثر على نتيجة الاختبار:

·  من المفضل تجنب تناول الطعام الذي قد يغير لون البول قبل الاختبار. استشيروا الطبيب حول الطعام الذي يمكن تناوله قبل الاختبار.

·  من المفضل عدم القيام بنشاط بدني شديد قبل الاختبار لأنه قد يؤدي لنتيجة بيلة دموية.

·  أخبروا الطبيب بالأدوية التي تتناولونها، وعليكم اتباع تعليماته حول الاستمرار في تناول الأدوية. بعض الأدوية يجب التوقف عن تناولها لأنها تؤثر على نتيجة الاختبار. أهم الأدوية التي قد تؤثر على نتيجة الاختبار هي المضادات الحيوية (Antibiotics).

·  الحيض لدى النساء قد يؤدي لاختلاط الدم بالبول مما يؤدي لاعتقاد خاطئ بوجود بيلة دموية.

يُجرى الاختبار في عيادة الطبيب أو المستشفى، ويُعتبر اختباراً بسيطاً. يقوم الشخص المفحوص بالتبول لداخل كأس خاصة. من المهم الحفاظ على النظافة خلال التبول، وذلك لعدم تلويث العينة بالجراثيم أو الأوساخ. من المهم اتباع التعليمات التالية قبل اجراء اختبار تحليل البول:

·  غسل اليدين قبل جمع عينة البول.

·  تنظيف الأعضاء التناسلية قبل التبول بواسطة الشرائط المبللة بالمواد المعقمة.

·  التبول الأولي يكون لداخل المرحاض، وبعد عدة ثوان من خروج البول يستمر التبول لداخل كأس تجميع البول. يُساعد الأمر على جمع البول القادم من الكلى وليس البول الموجود في المسالك البولية، والذي قد يكون ملوثاً.

بعد الانتهاء من التبول تُعاد الكأس لأعضاء الطاقم الطبي. من المهم الانتباه لعدم تلويث الكأس من الداخل والحفاظ على نظافتها، واغلاقها فور الانتهاء من التبول. لا توجد أية خطورة في اجراء الاختبار، ولا يؤدي لأية الام أو أعراض جانبية.

لاستخراج عينة بول من الأطفال الصغار أو الرضع، قد تكون حاجة لقسطرة المثانة لدى الأطفال- أي ادخال قسطار (أنبوب- Catheter) من الاحليل الى المثانة وتجميع البول. اجراء اخر لتجميع البول لدى الأطفال هو ادخال ابرة مباشرةً للمثانة في أسفل البطن. تُجرى جميع الاجراءات بشكل معقم وتعتبر اجراءات بسيطة، وخالية من المخاطر تقريباً.

قيم النتائج المعروضة أدناه تُشكل مرجعاً فقط، ويجب استشارة الطبيب المعالج حول قيم تحليل البول، وذلك لأن القيم وتفسيرها قد تتغير من مختبر لاخر، ومن مريض لاخر.