الكافيين
مادَّة الكافيين هي مادَّة طبيعيَّة تتواجد في بذور وأوراق نباتاتٍ عدَّة مثل الشَّاي, ألقهوة, فاكهة الكولا وغيرها.
وجود هذه المادَّة في النَّباتات تساعد على حمايتها من الحشرات إذ أنَّ الكافيين تعمل بمثابة مادَّة قاتله لهذه الحشرات, أمَّا الإنسان فيستعملها كمادَّة مُنبِّهة يستهلكها من خلال تناوله للأطعمة والمشروبات المختلفة مثل القهوة, الشَّاي مشروبات عديدة مثل مشروبات الطَّاقة, وبعض أنواع الشوكولاته والأدوية.
تعمل مادَّة الكافيين على الجهاز العصبي المركزي أي ألمخ, فترفع درجة الوعي وتُقلِّل من الحاجة إلى النَّوم لذلك فهي تُعتبر مادَّة مُنبِّهة, كما وأنها أكثر مادَّة مُستهلكة من بين المواد التي تؤثِّر على الدَّماغ, وإستعمالها بعكس العديد من هذه المواد يُعتبر قانونيًّا.
ألتأثير المباشر للكفائين هو :
- تقليل النُّعاس.
- زيادة اليقظة والتَّركيز.
- تقليل التَّعب.
- تُساعد الرِّياضيين على زيادة أدائهم.
تبدأ هذه التأثيرات خلال ساعة من إستهلاك الكافيين, وقد تستمر مُدَّة 5-6 ساعات. كميَّة الكافيين التي يجب إستهلاكها تختلف من شخصٍ لآخر لتحقيق هذه التأثيرات المرجُوَّة, فكُلَّما إعتاد الشَّخص على إستهلاك الكافيين أكثر كلَّما إحتاج لكميَّة أكبر لتحقيق ذات التَّأثير.
للكفائين تأثيرات إضافيَّة بعيدة المدى, فهو يقلل من خطر الإصابة ب:
- سرطان الكبد.
- سرطان الرحم.
- سرطان الأمعاء.
- ألحساسيَّة, فهو يُقلل من إفراز الهيستامين.
- مرض الباركينسون (Parkinson).
- مرض الزهايمر (Alzheimer).
- مرض السُّكر (ألنَّوع الثاني)
- تشمُع الكبد نتيجة شرب الكحول (Cirrhosis).
- ألنُّقرص (Gout)
- ألموت بشكل عام.
إنَّ إستهلاك كميَّة كبيرة من الكافيين والتي عادةً تُقدَّر بأكثر من 250 مغم في اليوم قد تؤدّي إلى :
- ألعصبيَّة.
- عدم الشُّعور في الراحة.
- ألأرق : إستهلاك الكافيين خلال 6 ساعات بالمعدَّل قبل النَّوم قد يؤدّي إلى الأرق, ذلك يختلف من شخص لآخر حسب إعتياده على إستهلاك الكافيين, والكميَّة التي يستهلكها.
- ألقلق.
- ألرَّجفة.
- وجع الرأس.
- نبضات قلب سريعة وقويَّة, لذلك يمكن أن يؤدّي إلى جلطة قلبيَّة أو إضطرابات بعمل القلب عند الأشخاص المعرَّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب.
- يرفع ضغط الدَّم بشكلٍ قليل ومؤقَّت عند الأشخاص الذين لا يستهلكونه بشكلٍ دائم.
- يرفع الضغط داخل العين لذلك فهو يؤثِّر سلبًا على مرضى الزراق (Glaucoma).
- مُدر للبول, لذلك بغياب شرب السَّوائل بكميَّة كافية يُمكن أن يؤدّي إلى الجفاف.
ألتَّأثيرات السَّلبيَّة بعيدة المدى قد تشمل :
- زيادة الخطر للإصابة بالقلق والأرق المُزمن.
- زيادة الخطر للإدمان على مواد أخرى.
هناك العديد من المعتقدات الخاطئة التي يتناولها النَّاس من جيلٍ إلى آخر حول تأثيرات مادَّة الكافيين, ألعديد من الأبحاث أثبتت عدم صحة هذه المعتقدات وفي كثير من الحالات أثبتت العكس تمامًا.
أكثر هذه المعتقدات شيوعًا :
- إستهلاك الكافيين يُسبب ضغط الدَّم المُرتفع : قد يرتفع ضغط الدَّم ب 10 مم-زئبق عند إستهلاك كميَّة كبيرة من الكافيين, لكن هذه الزِّيادة مؤقَّتة ولا تشكِّل أي خطر للإصابة بمرض ضغط الدَّم المُرتفع على المدى البعيد.
- يُمنع على الحوامل إستهلاك الكافيين : إستهلاك المرأة الحامل للكفائين لا يؤدّي إلى ولادة مُبكِّرة, عيوب ولاديَّة, أو موت للجنين. تخلُّص الجسم من الكافيين يكون أبطئ عند الحوامل من النساء الغير حوامل, لذلك لا يُنصحن بإستهلاك أكثر من 200 مغم كفائين في اليوم. هذه الكميَّة تُعتبر آمنة.
- إستهلاك الكافيين قد يؤدّي إلى هشاشة العظام (Osteoporosis) : رغم أنَّ إستهلاك كميَّات كبيرة من الكافيين يوميًّا يؤدّي إلى خسارة الكالسيوم عبر البول إلا أنَّه لم يُثبت بعد أنَّ ذلك يؤدّي إلى الإصابة بهشاشة العظام خاصَّةً إذا تناول الشّخص كميَّة الكالسيوم المنصوح بها.
- الكافيين يؤدّي إلى السَّرطان : ليس هناك أيُّ دلالة أنَّ الكافيين يزيد من خطر الإصابة بالسَّرطان بل على العكس فإنَّه يُقلل من حدوث بعضها.
- الكافيين يُقلِّل من تأثير الكحول : هذا إعتقاد خاطئ, فشرب الكافيين جنبًا إلى جنب مع الكحول لا يُقلِّل من آثار الأخير من ردَّة الفعل البطيئة أو فقدان القدرة على التَّفكير بمنطق سليم. كما وأثبت أنَّ إستهلاك المادَّتين سويَّةً يزيد من حوادث الطُّرق مقارنةُ بإستهلاك للكحول لوحده.
يحدث تسمُّم الكافيين نتيجة تناول كميَّة كبيرة منه, قد تختلف من شخصٍ لآخر.
ألعوارض النَّاتجة عن تسمُّم الكافيين عديدة وتختلف بإختلاف الكميَّة المُستهلكة ومدى إعتياد الشَّخص على إستهلاكها, وهي تشمل :
- عدم الشُّعور بالرَّاحة الجسمانيَّة والنَّفسيَّة.
- ألقلق والأرق.
- إحمرار الوجه.
- إرتعاش الجسم.
- أوجاع البطن.
- در البول المُفرط.
- إضطرابات بنبضات القلب.
- ألتَّكلُّم بسرعة وبصورة مُشتَّتة.
عند إستهلاك كميّات كبيرة جدًّا قد تكون أعراض إضافيَّة :
- ألإكتئاب.
- Mania.
- ألهوس.
- ألتَّهيُّؤات.
- فقدان القدرة على التفكير بمنطق.
- ألبلبلة, وفقدان الحس الزمني أو المكاني.
- تحلُّل عضلات الجسم (Rhabdomyolysis).
- ألموت : نادر جدًّا وبإستهلاك كميَّات خياليَّة تصل إلى 80 كأس من القهوة.
تسمُّم الكافيين عادةً لا يُشكِّل خطرًا على حياة المُستهلك لذلك العلاج في الأساس يقتصر على مراقبة المريض ومراقبة علاماته الحيويَّة, وفي الحالات الخطرة يمكن تنظيف الدَّم بواسطة عمليَّة الدِّيال (Dialysis).
في غالب الأحيان يقل تأثير الكافيين على المُستهلك مع مرور الوفت, إذ يحتاج الشَّخص لكميَّات أكبر من الكافيين ليحصل على ذات التأثير, هذه الظاهرة تُدعى بالتَّحمُّل (Tolerance), كما وأنَّ الشَّخص قد يشعر بأنَّه يحتاج لإستهلاك الكافيين ومُتعلِّق به لدرجة الإدمان (Addiction), بحيث إذا أمتنع عن تناوله يتعرَّض لعوارض الإقلاع عن الكافيين (Caffeine withdrawal syndrome) والتي تتخلَّل :
- أوجاع الرَّأس.
- ألنُّعاس.
- ألتَّعب.
- ألإكتئاب.
- عدم القدرة على التَّركيز.
- ألأرق.
- أوجاع البطن.
- أوجاع المفاصل.
هذه الأعراض قد تبدأ بعد عدَّة ساعات من تناول الوجبة الأخيرة وقد تستمر لعدَّة أيَّام.
رغم ذلك فإنَّ الإدمان على الكافيين لا يُشبه الإدمان على التَّدخين أو السُّموم الأخرى, وذلك لأنَّه :
- غير مُضر : حيث فشلت الأبحاث من أن تُثبت أن الكافيين مادَّة مُضرَّة, وليس هناك نصائح بوجوب عدم إستعماله.
- ألإقلاع عنه أسهل.
ألقهوة منزوعة الكافيين ليست خالية من الكافيين تمامًا بل أنَّ نسبة الكافيين مُخفَّضة فقط. ليس هناك معلومات طبيَّة اليوم تحث على الإمتناع عن إستهلاك الكافيين, بل على العكس فالأبحاث الجديدة أظهرت أنَّ لتناول القهوة منزوعة الكافيين مساوء معينَّة, أهمُّها :
- إرتفاع الخطر للإصابة بأمراض القلب لمن يستهلك أكثر من كوبين من القهوة (200 مغم كفائين) يوميًّا.
- إنخفاض نسبة الكولسترول الجيِّد في الدَّم (HDL).
في الحقيقة ليس واضحًا بعد مدى مصداقيَّة هذه الأبحاث, والأمر يتطلَّب إجراء تجارب إضافيَّة لإثبات هذه الحقائق.