الصدفية
يؤثّر مرض الصّدفية (Psoriasis) على دورة حياة الخلايا الجلديّة بحيث تصبح أسرع. ويؤدّي ذلك إلى تراكم الخلايا الجلديّة على سطح الجلد. وهذه الخلايا الزّائدة المتراكمة تسبّب ظهور بقع سميكةٍ حمراء قشريّةٍ مغطاةٍ بحراشف فضيةٍ مائلةٍ إلى البياضٍ. وعادةً ما تظهر هذه البقع على الرّكبة والمرفق وأسفل الظّهر وفروة الرّأس، لكنّها قد تظهر في أيّ مكانٍ آخر من الجسم، حتى على الأظافر وداخل الفم. وتسبب هذه البقع في بعض الأحيان الألم والحكة. ولا يُعدّ مرض الصّدفية معدياً.
وتنجم القشور الجافّة التي تظهر على البقع المذكورة عن التّكاثر المفرط الّذي يحدث للخلايا. ويحفّز هذا التّكاثر مواد كيماويةٌ التهابيةٌ تنتجها خلايا دمويةٌ بيضاء متخصصةٌ.
ويحدث مرض الصّدفية نتيجةً لقيام جهاز المناعة بإرسال رسائل خاطئةً تسرّع من نموّ الخلايا الجلديّة، ما يجعلها تنمو خلال أيّامٍ وتظهر على السطح بدلاً من أسابيع. لكن الجسم لا يتخلّص من الجلد الزّائد، بل يتراكم ذلك الجلد ليشكّل بقع الصّدفية.
وعادةً ما يصيب هذا المرض البالغين الذين تقل أعمارهم عن الـ 35 عاماً، غير أنّه قد يصيب الشخص في أيّ سنٍّ كان. كما وأنّه يصيب الجنسين بنفس النّسبة. أمّا عدد المصابين حول العالم، فيصل إلى 125 مليون شخصٍ.
وتختلف شدّة مرض الصدفية بين وقتٍ لآخر وبين مصابٍ وآخر، فعلى الرّغم من أنّه قد يؤثر على جودة حياة البعض بشكلٍ كبيرٍ، إلّا أنّه لدى البعض قد يكون مجرّد تهيجٍ في الجلد. كما وأنّه قد يكون شديداً لدى البعض بحيث يغطّي سطح الجلد كاملاً أو بسيطاً ولا يكاد يلاحظ.
ويُعدّ مرض الصّدفية مرضاً مزمناً، وفي بعض الأوقات يثور هذا المرض وتزداد أعراضه سوءاً بشكلٍ كبيرٍ، غير أنّه بعد ذلك يهدأ وقد يزول تماماً ثم يعود.
ويهدف علاج الصدفية إلى إيقاف النّمو السّريع للخلايا الجلديّة. وعلى الرّغم من عدم اكتشاف علاجٍ شافٍ من هذا المرض حتى الآن، إلّا أنّ ما يتواجد من علاجات يساعد المصابين بشكلٍ كبيرٍ. كما وأنّ التعرض للقليل من ضوء الشّمس واستخدام الأدوية التي تحتوي على هيدروكورتيزون - Hydrocortisone، والتي تباع من دون وصفةٍ طبيةٍ، يساعدان في تحسين الأعراض.
ويؤثّر مرض الصّدفية على جودة حياة المصاب، حيث أنّه يجعل من ممارسة النّشاطات اليومية أمراً صعباً لدى البعض. كما وأنّ مظهر البقع يكون محرجاً وقد يمنع الشّخص من ممارسة حياته الاجتماعيّة.
تعتمد أعراض وعلامات الصّدفيّة على نوعها، كما وأنّ المريض عادةً ما لا يصاب بجميع الأعراض الخاصة بالنّوع الذي لديه. وتتضمّن هذه الأعراض والعلامات بناءً على نوعها ما يلي:
الصّدفيّة القشريّة Plaque Psoriasis أو ما يعرف بالصّدفيّة الشّائعة Psoriasis Vulgaris
- ظهور بقعٍ حمراء أو ورديةٍ على أي مكان في الجلد. وتكون هذه البقع سميكةً ومرتفعةً عن مستوى الجلد
- تشكُّل بقعٍ مغطاةٍ بقشورٍ فضيةٍ مائلةٍ للبياض تُعرف بالحراشف
- تسبُّب هذه البقع بالحكّة، وعند حكّها غالباً ما تزداد سماكة
- ظهور البقع في أيّ مكانٍ من الجسم، غير أنّها عادةً ما تظهر على المناطق التي يحدث بها الاحتكاك أو الخدوش, منها المرفق والركبة وفروة الرّأس وأسفل الظّهر.
- اختلاف أحجام البقع، كما وأنّها قد تتّحد معاً لتشكّل بقعاً كبيرةً.
- تسبُّب البقع بمشاكل في الأظافر، منها سقوطها وظهور الحفر عليها وتفتتها.
الصَدَفِيَّةٌ القَطْرَوِيَّة Guttate Psoriasis
- عادةً ما تصيب الأطفال ومن هم في بداية سنّ المراهقة.
- ظهور بقعٍ حمراء صغيرةٍ على الجلد قطرها 13 مم أو أقل، وتسبُّب هذه البقع بالحكة.
- ظهور هذه البقع في المناطق التي كانت بها بقع الصّدفيّة القشريّة، غير أنّها ليست سميكة مثلها.
- ظهور البقع بشكلٍ خاصٍ على الجذع والساقين والذراعين، إلا أنّها قد تظهر على أيّ مكان في الجسم.
- ظهور البقع بعد الإصابة بأمراض بكتيريّةٍ معيّنةٍ، أهمها التهاب الحلق البكتيريّ.
- زوال البقع من تلقاء نفسها بعد أسابيع أو أشهر من ظهورها.
الصَدَفِيَّةٌ البَثْرِيَّة Pustular Psoriasis
-
انتفاخ الجلد واحمراره وظهور النّتوءات الّتي تحتوي على الصّديد على تلك المناطق، والّتي عادةً ما تكون في باطن اليدين وأخمص القدمين.
- ظهور النّتوءات مباشرةً بعد احمرار الجلد.
- الألم مكان ظهور النّتوءات.
- جفاف النّتوءات وتحوّلها إلى نقاطٍ بنيةٍ قد تكون مغطاةٍ بالحراشف.
وإن قامت النّتوءات بتغطية الجسم، فإنها قد تسبّب ما يلي:
- الحمّى والقشعريرة.
- الشّعور بالإرهاق والتّعب وضعف العضلات.
- فقدان الشّهية.
- تسارع النّبض.
- الحكة الشّديدة واحمرار الجلد.
صَدَفِيَّةُ الثَّنْيات Inverse Psoriasis
- ظهور البقع في الأماكن التي يلامس الجلد بعضه بعضاً بها، منها المناطق التناسليّة والؤخّرة وحول أصل الفخذ وتحت الإبط وتحت الثّدي.
- تكون هذه البقع حمراء ولينةً ومسطّحةً، لكنّها مؤلمةً.
- الإثارة عبر الإصابة بالتهاب فطريّ.
قد يتمّ تشخيص صَدَفِيَّةُ الثَّنْيات خطأ على أنّها مرضٌ جلديٌّ آخر، منها التهاب الجلد البكتيريّ أو الفطريّ أو الطّفح الجلديّ.
الصَدَفِيَّةٌ مُحَمِّرةٌ الجِلْد Erythrodermic Psoriasis
- ظهور الجلد وكأنه محترقاً، حيث يتحوّل لون غالبيّة الجلد أو كلّه إلى الأحمر الفاتح.
- الحكّة والألم الشّديدين.
- ارتفاع أو انخفاض درجات حرارة الجسم، وغالباً ما ترافق ذلك مع القشعريرة.
ويُشار إلى أنّ هذه الحالة بالذّات تعدّ خطرة على حياة المصاب. لذلك، يجب أخذه إلى المستشفى فور ملاحظتها.
صدفيّة الأظافر Nail Psoriasis
- إصابة أظافر اليدين والقدمين.
- ظهور حفر أو نقاط منخفضة على الظّفر.
- انفكاك الظّفر، حيث تظهر انفصالات بنيةٍ مائلةٍ إلى الاصفرار في الظّفر، وذلك من سرير الظّفر إلى قمته.
قد يتمّ تشخيص صدفية الأظافر خطأً بالتهاب الأظافر الفطريّ.
صدفيّة فروة الرأس Scalp Psoriasis
قد يتمّ الخلط بين هذه الحالة وبين الْتِهابُ الجِلْدِ المَثِّيّ، غير أنّ الجيّد في الأمر هو أنّ علاج الحالتين يتشابه. وتبدو صدفيّة الرّأس بشكل أو بآخر كقشرة الرّأس الشّديدة، حيث تحمرّ مناطق من الجلد وتصاب بالحكّة وتظهر حراشف جافةٌ فضيّةٌ مائلةٌ إلى البياض على فروة الرّأس.
صدفية المفاصل (أو- الْتِهابُ المَفاصِلِ المَصْحُوْبُ بالصَّدَفِيَّة) Psoriatic Arthritis
- ظهور الحفر على الأظافر وتغيّر لونها.
- التهاب الجلد وظهور الحراشف عليه.
- ألم المفاصل الذي يشابه ألم التهاب المفاصل.
- تلف المفاصل المتفاقم وتيبّسها، ما قد يؤدّي في بعض الحالات الشّديدة إلى تشوّه دائم.
يحدث مرض الصّدفية نتيجةً لنمو الخلايا الجلدية بشكلٍ أسرع من المعتاد. ويعود السبب وراء ذلك إلى جهاز المناعة، غير أن العلماء لا يعرفون السبب المحدّد وراء هذا الخلل.
ولشرح آليّة الإصابة بمرض الصّدفيّة، يجب أولاً فهم طبيعة نموّ الخلايا الجلديّة. فخلال مدّة تستغرق نحو 3 إلى 4 أسابيع، يقوم الجسم بإنتاج هذه الخلايا بداية في أعمق طبقةٍ من طبقات الجلد، ومن ثَمّ تبدأ هذه الخلايا بالارتفاع إلى الأعلى إلى أن تصل إلى الطبقة الخارجية من الجلد، وهكذا. وعند وصولها إلى الطبقة الخارجية، فهي تموت وتتقشر.
أما لدى مصابي مرض الصّدفيّة، فإن ذلك كلّه يستغرق من 3 إلى 7 أيّام فقط. ويؤدّي ذلك إلى تراكم خلايا الجلد على السّطح وتتكوّن القشور والبقع التي تميّز هذا المرض.
ويمكن تقسيم أسباب الإصابة بمرض الصّدفيّة إلى ما يلي:
العامل الوراثي والصدفية
يمكن القول بأنّ واحداً من كل ثلاثة مصابين بمرض الصّدفيّة لديه قريب مقرّب مصاب به. لكن السّبب المحدّد أو الكيفيّة المحدّدة التي تؤثّر الجينات من خلالها على التّسبب بالصدفية غير معروفة، لكنّ العلماء يشيرون إلى أنّ الجينات المرتبطة بالصّدفيّة كثيرةٌ. لذلك، فمن المرجح أنّ هناك تركيبات جينيّة مكوّنة من أكثر من جينٍ واحدٍ تسبب المرض المذكور. فالصّدفيّة لا تنجم عن جينٍ واحدٍ فقط. ويُذكر أيضاً أنّه ليس كلّ من لديه أقارب مقرّبون مصابون بالصّدفيّة سيصاب هو أيضاً بها.
الصدفية وجهاز المناعة
من المعروف أنّ عمل جهاز المناعة هو الدّفاع عن الجسم. وهو يقوم بذلك عبر خلايا متعدّدة تقع الخلايا التائية (T-cells) ضمن أهمّها. وتُعرف الخلايا التّائية بأنّها خلايا مناعية تتحرك داخل الجسم لمراقبة وجود الأجسام المُمرضة، منها الفيروسات وغيرها، لمحاربتها. لكنّها لدى مصابي الصّدفيّة تقوم خطأً بمحاربة الخلايا الجلديّة السّليمة، الأمر الذي يسبب إنتاج الخلايا الجلديّة بشكل أسرع من المعتاد، ما يثير جهاز المناعة لينتج المزيد من الخلايا التّائية. أمّا عن السبب وراء ذلك، فهو ليس معروفاً تماماً، لكنّه يُعتقد بأنّ هناك مثيرات بيئيّةٍ ووراثيّةٍ تقوم بذلك.
اسباب اخرى تحفز ظهور مرض الصّدفيّة
كثيرا ما تزداد أعراض الصّدفيّة سوءاً أو حتى تبدأ بالظهور بعد التعرض لمثير ما. وتتضمن المثيرات ما يلي:
- شرب الكحول
- التّدخين
- التّغيرات الهرمونيّة، وتحديداً لدى الإناث، وذلك بشكل خاص في مرحلتيّ البلوغ وانقطاع الحيض.
- استخدام أدوية معيّنة، منها بعض الأدوية المضادّة للملاريا ومضادات الالتهاب اللّاستيرويدية، منها الأيبيوبروفين (ibuprofen) ومثبّطات الإنْزيمُ المُحَوِّلُ للأَنْجيُوتَنْسينِ (ACE Inhibitors)، والتي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدّم، وحاصرات البيتا (Beta Blockers)، والتي تستخدم في علاج فشل القلب الاحتقانيّ.
- تعرض الجلد لإصابة ما، كجرحٍ أو حرقٍ شمسيٍّ أو قرصة حشرةٍ ما.
- التّعرض للضّغط النفسي.
- الإصابة بأمراض جهاز المناعة، منها فيروس نقص المناعة البشريّ.
- الإصابة بأمراض الحلق، وخصوصاً لدى الأطفال ومن هم في بداية مرحلة المراهقة، فالصَدَفِيَّةٌ القَطْرَوِيَّة تحدث بعد الإصابة بالتهاب الحلق البكتيريّ، غير أن هناك الملايين الذين يصابون بهذا الالتهاب ولا تتبعه الصّدفيّة.
- الأجواء الباردة والجافّة.
العوامل الخطر التي تزيد من احتماليّة الإصابة بالصّدفيّة
على الرّغم من أنّ الجميع عرضةٌ للإصابة بالصّدفيّة، إلّا أنّ هناك بعض العوامل الّتي تزيد من احتماليّة ذلك، منها ما يلي:
- التعرّض للضّغط النّفسي: فبما أن الضّغط النّفسي يؤثّر بشكلٍ سلبيٍ على جهاز المناعة، ومرض الصّدفيّة يُعدّ مرضاً خاصاً بجهاز المناعة، فإنّ الضّغط النّفسي يزيد من احتماليّة الإصابة به.
- وجود تاريخٍ عائليٍّ للإصابة بمرض الصّدفيّة: فكون أحد الوالدين مصاباً بمرض الصّدفيّة يزيد من احتماليّة الإصابة به، كما وأنّه إن كان كلاهما مصاباً فإنّ الاحتماليّة تزداد. ويُذكر أنّ التّاريخ العائليّ يعد العامل الأقوى الّذي يزيد من احتماليّة الإصابة بمرض الصّدفيّة.
- السمنة: فجميع أنواع الصّدفيّة تظهر بقعها بشكلٍ خاصٍ في أماكن وجود الثّنيات، والتي تتواجد لدى السّمناء بكثرةٍ.
العديد من النّساء المصابات بمرض الصّدفيّة يخفن من الحمل، واضعات بعين الاعتبار تأثير هذا المرض وأدويته عليهنّ وعلى الجنين. لهؤلاء النّساء، نقول أن مرض الصّدفيّة لا يؤذي الجهاز التّناسلي، سواء للذّكر أو للأنثى، غير أنّ الأدوية هي التي يجب أخذها بحذر حفاظاً على سلامة الأمّ والجنين. لذلك، فيجب الاستفسار من الطّبيب حول الأدوية الّتي من الممكن الاستمرار باستخدامها. فهناك أدوية يجب إيقافها قبل الحمل وإثنائه.
علاقة الحمل بمرض الصّدفيّة
نحو 60% من مصابات مرض الصدفية تتحسن الأعراض لديهنّ عند الحمل. أمّا لدى نحو 10 - 20% من الحوامل، فإن الأعراض تزداد سوءاً. ويعود سبب التّحسن إلى أنّ ارتفاع مستويات هرمون البروجيستيرون أثناء الحمل يهدئ من فرط نشاط جهاز المناعة الّذي يسبب أعراض الصّدفّية. أمّا من تزداد الأعراض لديهنّ سوءاً، فعليهنّ العمل مع الطّبيب للوصول إلى خطّةٍ علاجيّةٍ مناسبةٍ من حيث الفعاليّة والأمن بالنّسبة لهنّ ولأجنتهنّ. فعلى الرّغم من أنّ هناك أدوية تُعدّ آمنة للصّدفيّة أثناء الحمل، إلّا أنّ هناك أدوية أخرى قد تسبب الإجهاض أو التّشوّهات الخلقية للجنين.
أدوية مرض الصّدفيّة والحمل
ُتعدّ معظم الأدوية الموضعية الأدوية الأكثر أمناً لعلاج مرض الصّدفيّة أثناء الحمل، من ذلك الأدوية المرطّبة والمطرّيات. كما وأنّ الكريمات الستيرويدية تعد فعالة جداً، غير أنّه يجب عدم وضعها على الثّدي إن كانت الأم مرضعة. أمّا إن كانت مضطرة لذلك، فيجب عليها غسل ثديها جيداً قبل الإرضاع.
ويُذكر أنّ هناك أدوية لم تتمّ دراستها بشكلٍ كافٍ لمعرفة ما إن كان بالإمكان استخدامها أثناء الحمل أم لا، منها قطران الفحم والتازاروتين (tazarotene)، وهما دواءان موضعيّان، والأدوية البيولوجية، منها الأداليميوماب (adalimumab) والإتانيرسيبت (etanercept).
أمّا الأدوية التي يجب عدم استخدامها بتاتاً أثناء الحمل كونها تشكل خطراً على الجنين، فهي ما يلي:
- الميثوتريكسيت (Methotrexate)، فقد ارتبط بالإجهاض وولادة طفلٍ مصابٍ بالشّفة الأرنبيّة وغيرها من التّشوّهات الخلقية. ويذكر أن على الأب والأم التوقف عن استخدامه لمدة ثلاثة أشهر قبل حمل المرأة كونه يسبّب أيضاً مشاكل في الكروموزومات.
- الريتينويدات الّتي تعطى عبر الفم، منها الأسيتريتين (acitretin)، فهو قد يسبّب تشوّهات خلقية، خصوصاً إن استخدم في الثّلث الأوّل من الحمل. ولكون احتماليّة الإصابة عالية، فالأطباء ينصحون بإيقاف هذا الدّواء لمدّة عامين قبل الحمل.
الصدفية بعد الولادة
بعض النساء اللّواتي تزول أعراضهن أثناء الحمل تظهر لديهنّ بقوةٍ بعد الولادة، أي خلال نحو 6 أسابيع بعد الولادة، لكنّها لا تكون أقوى مما كانت عليه قبل الحمل.
أمّا إن كانت المرأة تنوي الإرضاع، فعليها تجنّب الأدوية التّالية:
- الأدوية البيولوجيّة، منها الأداليميوماب والإتانيرسيبت.
- السورالين (Psoralen) مع العلاج بالضّوء.
- الريتينويدات الّتي تُعطى عبر الفم.
- الميثوتريكسيت.
- أدوية لم تكن آمنة أثناء الحمل.
مرض الصّدفيّة عند الأطفال
يصيب مرض الصّدفيّة الأطفال والبالغين على حدّ سواء، وبنفس الأنواع. وقد يَشفى مرض الصّدفيّة لدى الأطفال بشكلٍ تامٍّ بعد عدّة أشهرٍ من الإصابة به. وذلك بشكلٍ خاص إن كان الطفل مصاباً بنوع الصَدَفِيَّةٌ القَطْرَوِيَّة، وإن كان الطّفل قد أُصيب بها نتيجة لالتهاب ما. أمّا في حالاتٍ أخرى، فقد يُصاب الطّفل بمرض الصّدفيّة المزمن، وخصوصاً في حالة ظهور بقع كبيرة من الصدفية القشرية، والتي تعد هنا صعبة العلاج. ويُنصح الأطفال المصابون بالصّدفيّة بممارسة التّمارين الرّياضية والحفاظ على وزنٍ صحيٍّ.
بما أنّه لم يُكتشف بعد علاجٌ شافٍ من مرض الصّدفيّة، فالهدف الحالي من علاجها هو السّيطرة على الأعراض.
ويتمّ اختيار العلاج المناسب للشّخص بناءً على نوع وشدة مرض الصّدفيّة لديه، وأيضاً على مكانها والمساحة المتضرّرة من الجلد. وعادةً ما يبدأ العلاج بشكلٍ بسيطٍ ومن ثم تتمُّ تقويته إن لزم الأمر بناءً على الحالة وعلى استجابة المصاب.
هناك تنوعٌ واسعٌ في علاجات مرض الصّدفية، غير أنّ التّعرف على العلاج المحدّد الّذي يناسب الشّخص وحالته ليس بالأمر السهل.
يشمل علاج مرض الصّدفيّة ما يلي:
العلاج الصدفية الموضعيّ
عادةً ما يبدأ علاج مرض الصّدفيّة بالعلاج الموضعيّ للحالات البسيطة إلى المتوسّطة. ويكون هذا العلاج كافياً في بعض الأحيان. ويأتي العلاج الموضعيّ على شكل مراهم وكريمات توضع على المنطقة المصابة. ويُشار إلى أنّه عادةً ما يظهر مفعولها بشكلٍ واضحٍ بعد 6 أسابيع من بدء استخدامها.
ويُذكر أن مصابي صدفيّة فروة الرّأس عادةً ما يُنصحون باستخدام المراهم مع شامبو خاص.
وتتضمن العلاجات الموضعيّة الخاصة بمرض الصّدفيّة ما يلي:
- الريتينويدات الموضعيّة
- السّتيرويدات القشريّة (Corticosteroids) الموضعيّة
- نظائر فيتامين (د) (Vitamin D analogues)
- الأنثرالين (anthralin)
- الكريمات المرطّبة
- حمض الساليسايكليك (salicylic acid)
دواء الصدفية عبر الفم أو الحقن
إنّ من لم يتجاوبوا مع العلاج الموضعيّ بشكل كافٍ يتمّ اللّجوء إلى علاجهم فموياً أو حقناً. وبما أنّ هذه الأدوية قد تسبّب أعراضاً جانبيةً شديدةً، فعادةً ما يقوم الطّبيب بإعطائها للمصاب لمدّةٍ قصيرةٍ فقط.
وتتضمن هذه الأدوية ما يلي:
- الأدوية البيولوجيّة
- الميثوتريكسيت
- الريتينويدات
العلاج الصدفية بالضّوء
يُستخدم العلاج بالضّوء للصّدفيّة عبر الأشعّة فوق البنفسجيّة أو الضّوء الطّبيعي. فضوء الشّمس يقتل الخلايا المناعيّة النشطة بإفراط كونها تهاجم خلايا الجلد السّليمة وتسبّب الصّدفيّة. ويُذكر أنّ كلاً من النّوعين (أ) و (ب) من الأشعّة فوق البنفسجية يساعدان بالتّخفيف من أعراض الصّدفيّة البسيطة إلى المتوسّطة.
وفي غالبية الأحيان، يحتاج مصابو الصّدفيّة إلى خليط من الأساليب العلاجية للسّيطرة على ما لديهم من أعراض. ومن المصابين من يستقر على علاجاته ومنهم آخرون يحتاجون لتغييرها بين الحين والآخر، حيث يتم تغييرها كل 6 إلى 24 شهرا لدى البعضً تجنبا للأعراض الجانبية وضماناً لعدم زوال فعالية الأدوية.
أما عن نتائج العلاج النّاجح، فهو التّخفيف من سرعة نموّ الخلايا الجلديّة، وبالتّالي فإن البقع الجديدة تتوقّف عن الظّهور. كما ويهدف العلاج إلى التّخفيف من أعراض وعلامات المرض، حيث أنّه قد يصفّي الجلد تماماً لدى البعض ويحسن من جودة الحياة.
علاج الصدفية بالالوفيرا (Aloe Vera)
إنّ وضع هُلام الصبار على المنطقة المصابة يقلّل من الحراشف الخاصّة بمرض الصّدفيّة ويحسّنها بشكلٍ واضحٍ، وقد تمّ اختباره من قبل الاختصاصين. أما عن كيفيّة استخدامه، فهو يجب أن يوضع ثلاث مراتٍ يومياً على المكان المصاب لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
علاج الصدفية بالثّوم
استُخدم الثّوم منذ آلاف الأعوام كعلاجٍ لأمراض عديدةٍ. وكما هو الحال في هذه الأمراض، فإنه أيضا يحسّن مرض الصّدفيّة كونه مثبطاً للايبوكسيجينيس (Lipoxygenase Inhibitor)، أي أنّه يمتلك خاصيّة تمكّنه من إيقاف الإنزيمات الخاصّة برد الفعل الالتهابيّ للصّدفيّة.
علاج الصدفية بالكركم
يقع الكركم ضمن عائلة الزّنجبيل، ويتواجد في الخردل وبودرة الكاري وغيرهما. وعلى الرّغم من أنّ هناك من يستفيدون منه للتخفيف من أعراض مرض الصّدفيّة لديهم، إلّا أنه لا توجد دراسات علميّة لدعم ذلك.
علاج الصدفية بالبابونج
للمساعدة على علاج الصّدفيّة، يُنصح باستخدام البابونج كونه يحتوي على مركّبات مضادّة للالتهاب. ويُذكر أنّ البابونج يستخدم في ذلك في أوروبا.
على الرّغم من أنّ مرض الصّدفيّة قد يكون شديداً لدرجة أنه يؤثّر على جودة حياة الشخص وعلى ثقته بنفسه بسبب ما يسبّبه من تأثيرٍ على مظهره، إلّا أنّه قد بتجسد لدى البعض بمجرد تهيّج مزعج.
لذلك، يجب التّحدث مع الطّبيب ليس فقط حول الصّحة الجسديّة، وإنّما أيضاً حول الصّحة النّفسية للمصاب، حيث أنّه قد يقوم بتحويله إلى معالج أو لطبيب نفسي إن كانت الحالة تستدعي ذلك.
هل مرض الصدفية خطير؟
يؤدّي مرض الصّدفيّة إلى احتماليّة الإصابة بأمراضٍ وحالاتٍ أخرى، منها ما يلي:
● السُّمنة (Obesity)، فعلى الرّغم من أنّ سبب الارتباط بينهما غير واضحٍ، إلّا أنّه يُلاحظ بأنّ مصابي مرض الصّدفيّة، خصوصاً الحالات الشّديدة منه، تكون أوزانهم زائدةً. ويُعتقد أن ذلك يعود إلى أنّ مصابي الصدفية قليلو الحركة بحكم مرضهم أو إلى أنّ الأعراض الالتهابيّة التي تصاحب السُّمنة ترتيط بالإصابة بالصّدفيّة.
● النوع الثّاني من مرض السّكري، فمستويات الإصابة بهذا المرض تكون عاليةً بين مصابي مرض الصّدفيّة، وتزداد احتماليّة الإصابة بهذا النّوع من مرض السّكّري مع زيادة شدّة الصّدفيّة.
● متلازمة الاستقلاب (Metabolic syndrome)، وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ من الحالات، منها ارتفاع مستويات الإنسولين والكوليسترول وارتفاع ضغط الدّم. هذه المتلازمة تزيد من احتماليّة الإصابة بأمراض القلب. وهذه المتلازمة شائعةٌ لدى مصابي الصّدفيّة.
● الأمراض القلبيّة الوعائيّة، فاحتماليّة الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب والسّكتة الدماغيّة تكون أعلى بين مصابي مرض الصّدفيّة. كما وأنّ احتمالية الإصابة بالنّوبة القلبيّة تزيد بما معدله ثلاثة أضعافٍ لدى مصابي المرض المذكور مقارنة بغير المصابين به. وكما هو الحال في السُّمنة، فقد يكون ذلك الارتباط عائداً إلى زيادة الأعراض الالتهابية وغيرها من العوامل التي تزيد من احتماليّة الإصابة بهذه الأمراض لدى مصابي الصّدفيّة. ويُشار أيضاً إلى أنّ بعض علاجات مرض الصّدفيّة تزيد من مستويات الكوليسترول في الدّم وتزيد من احتماليّة تصلب الشّرايين.
● ارتفاع ضغط الدّم، فاحتماليّة الإصابة به تكون عاليةً بين مصابي مرض الصّدفيّة.
● بعض التهابات العينين، منها الْتِهابُ الجَفْنِ والتهاب الملتحمة، حيث أنّّ هذه الالتهابات شائعةٌ بين المصابين.
● أمراض المناعة الذّاتيّة، منها مرض كرون ومرض سيلياك، فهي تصيب مرضى الصّدفيّة أكثر من غيرهم.
● مرض الشّلل الرّعاش (الباركينسون - Parkinson)، فقد ارتبط هذا المرض بمرض الصّدفيّة.
● أمراض الكلى، فقد ارتبطت الصّدفية المتوسّطة إلى الشّديدة بزيادة احتماليّة الإصابة بهذه الأمراض.
- American Academy of Dermatology (AAD): Psoriasis Overview
- Mayo Foundation for Medical Education and Research (MFMER) MayoClinic.org: Psoriasis diet: Can changing your diet treat psoriasis?, Dec, 2016
- MedicineNet.com: Psoriasi, Mar, 2017
- National Institutes of Health (NIH): Itchy, Scaly Skin?, Aug, 2010