الجلد
الجلد (Skin) هو أكبر عضو من أعضاء الجسم، ويتكون من ثلاثة طبقات. يشكل الجلد حوالي 25% من مساحة الجسم، ونظراً لكونه أكبر الأعضاء فانه قد يصاب بالعديد من الأمراض. يدل الجلد على صحة الانسان العامة، والعديد من الأمراض يجب أن تخطر ببال الطبيب من حالة الجلد.
يتكون الجلد من ثلاثة طبقات رئيسية:
· البشرة (Epidermis).
· باطن الجلد أو الادمة (Dermis).
· الطبقة تحت الجلد أو اللحمة (Hypodermis).
البشرة (Epidermis) هي الطبقة الدقيقة الخارجية للجلد، ويقاس سمكها بالملم. البشرة هي الطبقة التي تبدو لنا بالعين المجردة وتغطي جميع أنحاء الجلد. تتكون البشرة بدورها من خمس طبقات، تنحصر بين الطبقة القاعدية الداخلية (Basal Layer) والطبقة الخارجية السطحية (Superficial Layer). تبدأ خلايا البشرة بالتطور والنمو في الطبقة القاعدية (دائمة الانقسام) وتتقدم في نموها في كل طبقة من الطبقات الخمس. في الطبقة السطحية تموت الخلايا وتمتلئ بمادة الكيراتين (Keratin) التي تشكل قشرة للجلد.
تتميز البشرة بخلوها من الأوعية الدموية والأعصاب، وتتم تغذية خلايا البشرة من خلال الأوعية الدموية الموجودة في باطن الجلد / الادمة. كما ان الأعصاب موجودة في باطن الجلد، لذا فان البشرة لا تشعر بالألم أو الحرارة دون ارتباطها بباطن الجلد. لكن بعض أطراف الأعصاب تمتد للبشرة، مما يؤدي للشعور بالألم والحرارة واللمس.
نشير الى وجود خلايا خاصة في الطبقة القاعدية – الخلايا الميلانية والتي تقوم بانتاج وافراز مادة الميلانين (Melanin) التي تصبغ الجلد وتحدد لونه. يميل لون الجلد للأبيض كلما قلت كمية الميلانين والعكس صحيح.
باطن الجلد أو باسمه العلمي الادمة (Dermis) هي الطبقة الوسطى السميكة من طبقات الجلد، وتتكون من النسيج الضام الذي يحوي بمعظمه الألياف المرنة (Elastic Fibers) وألياف الكولاجين (Collagen Fibers). للألياف أهمية كبيرة في جسم الانسان، فهي تشكل البنية التحتية للجلد وتحافظ على شكل الجلد وتعطية القوة، المتانة والمرونة. تسير ألياف باطن الجلد في جميع الاتجاهات، ولكنها قد تسير في اتجاه واحد في بعض المناطق. اتجاه الألياف وترتيبها هو الذي يحدد تقاسيم الوجه والتجاعيد في الجلد، ونظراً لفقدان الجلد لمرونته عند التقدم في السن تزداد التجاعيد.
يحوي باطن الجلد عدة مبان أخرى في الجلد والتي تسمى باللواحق البشرية وتشمل الشعر، الغدد الزهمية، غدد العرق. كما ان الأظافر تمتد من طبقة باطن الجلد. نشير الى أن باطن الجلد يلتحم بالبشرة.
الطبقة تحت الجلد (Subcutaneous Layer) أو اللحمة (Hypodermis) هي الطبقة الأخيرة للجلد، وترقد بين باطن الجلد وبين أغشية العضلات. تتكون الطبقة تحت الجلد من الكثير من الدهن والنسيج الضام الذي يحوي غدد العرق، أوعية دموية وليمفاوية وأعصاب.
تشكل الطبقة تحت الجلد معظم الدهن في الجسم، لذا فان سمك الطبقة هو أمر مختلف من شخص لاخر تبعاً لحالته الصحية ونظام تغذيته. كما أن توزيع الدهن يختلف من منطقة لأخرى في ذات الجسم، فعلى سبيل المثال يوجد الكثير من الدهن في الطبقة تحت الجلد في البطن، والقليل منها في مقدمة الساق. فرق اخر في توزيع الدهن هو بين الجنسين: لدى الرجال يتراكم الدهن في مقدمة البطن، أما لدى النساء فانه يتراكم في الثدي والفخذين.
تلعب الطبقة تحت الجلد دوراً مهماً في ضبط الحرارة وتحافظ على درجة حرارة الجسم، كما أن الدهن يمنع احتكاك العظام بالجلد مباشرةً (عند الجلوس على سبيل المثال).
الشعر هو مبنى اضافي في الجلد والذي يوجد في معظم أنحاء الجلد في الجسم، عدا بعض الأماكن. تزداد كثافة الشعر بشكل ملحوظ في الرأس، الذقن، الابط وحول الأعضاء التناسلية. توجد فروق بين الشعر الذي ينمو في الرأس أو في باقي أنحاء الجسم، من حيث الكثافة، النعومة ومدة حياة الشعرة.
تنمو كل شعرة من داخل باطن الجلد، وتمتد الشعرة الواحدة من باطن الجلد وتبرز في البشرة. يبدأ النمو من بصيلة الشعرة (Hair Follicle) الموجودة في باطن الجلد، والتي تحاط بالغدد الزهمية. ان سرعة ووتيرة النمو الشعرة الواحد أمر يتغير من منطقة لأخرى في الجسم، كما يخضع للتأثيرات الهرمونية من جانب الهرمونات الذكرية وأهمها التيستوستيرون (Testosterone) الذي يزيد من نمو الشعر. تحاط كل بصيلة من بصيلات الشعر بعضلة ملساء – العضلة الموقفة للشعر (Arrector Muscle Of Hair) والتي تؤدي لانتصاب الشعرة في حال تقلصها، ولافراز الزهم الدهني من الغدد الزهمية نحو سطح الجلد.
غدد العرق (Sweet Glands) هي مجموعة من الغدد الموجودة في جميع أنحاء الجلد، والتي تقوم بافراز العرق. توجد غدد العرق بكثرة في الوجه، الرأس، الابط وحول الأعضاء التناسلية، لذا يتعرق الانسان بكثرة من هذه المناطق دون غيرها. تعمل غدد العرق على افراز العرق وبذلك تساهم في ضبط حرارة الجسم وتبريده.
العرق هو سائل معظمه من الماء ويحوي الملح الذي يتكون من معدني الصوديوم والكلور. بعد افراز العرق من غدة العرق، فانه يتبخر في الجو الحار، وبذلك يبرد درجة
الأظافر هي مبنى موجود في أطراف أصابع اليد والرجل. تتكون الأظافر من خلايا ميتة تحوي مادة الكيراتين التي تمنحها صلابتها. لكل ظفر ثلاثة أجزاء:
· منبت الظفر: الجزء الاول الذي يبدأ منه الظفر ويوجد بمعظمه في باطن الجلد، ويمكن رؤية جزء منه عند بداية الظفر، حيث يكون كهلال ابيض.
· صفيحة أو جسم الظفر: الجزء الثاني الذي يشكل معظم الظفر ويتكون من الكيراتين ويتميز بصلابته.
· فرش الظفر: يقع تحت الصفيحة، وهو بمثابة البنية التحتية للظفر.
تبدأ الخلايا بالنمو من المنبت، وتزداد كمية الكيراتين فيها حتى تموت وتصبح مليئة بالكيراتين الذي يملأ صفيحة الظفر. عند تكون خلايا جديدة في المنبت تُدفع الخلايا الممتلئة بالكيراتين نحو الصفيحة، وهكذا ينمو الظفر.
يختلف لون الجلد كثيراً بين الشعوب المختلفة، والبعض لونه يميل للأبيض فيما البعض للأسمر. يتم تحديد لون الجلد تبعاً لكمية الميلانين التي تنتجها الخلايا الميلانية الموجودة في البشرة، ونشير الى عدم وجود فرق في عدد الخلايا بين الشعوب انما في كمية الميلانين فقط. اضافةً لذلك فات تعرض الجلد الفاتح لأشعة الشمس يزيد من انتاج الميلانين. قد يتراكم الميلانين لدى البعض في مناطق محددة ويؤدي لظهور النمش، أو بقع الشيخوخة.
يقوم الجلد بوظائف عديدة، بحكم كونه العضو الأكبر في الجسم. أهم هذه الوظائف هي:
· حماية الجسم من البيئة المحيطة به، مثل السوائل، المواد السامة، أشعة الشمس، الميكروبات وغيرها.
· احتواء مباني الجسم، النسيج والأعضاء والسوائل الحيوية. للأمر أهمية في منع الجفاف من خلال منع خسارة السوائل. يكون الجفاف شديداً في حال اصابة الجلد بشدة (كالحروق مثلاً).
· ضبط الحرارة من خلال التعرق، والتأقلم مع درجة الحرارة الخارجية.
· حاسة اللمس: الجلد هو الذي يحوي أطراف الأعصاب المسؤولة عن حاسة اللمس.
· انتاج وتخزين الفيتامين د (Vitamin D).