التهاب الأذن الوسطى
التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media) هو حالة التهاب يحدث اثر انسداد النفير (Eustachian Tube)- القناة التي تصل بين الأذن الوسطى وبين البلعوم.
يؤدي الأمر لتراكم السوائل في الأذن الوسطى، مما يزيد من احتمال تلوث السائل بعدوى جرثومية أو فيروسية تأتي من البلعوم- مما يسبب التهاباً حاداً أو مزمناً أحياناً.
يحدث التهاب الأذن الوسطى عندما تنتقل الميكروبات من البلعوم الى الأذن الوسطى عبر النفير، وذلك بعد الزكام عادةً.
تتكاثر الميكروبات في الاذن الوسطى مما يؤدي لأعراض المرض.
غالباً ما يسبق الزكام التهاب الأذن الوسطى، وذات الميكروبات التي تسبب الزكام قادرة على أن تؤدي لالتهاب الأذن الوسطى. تسبب الجراثيم التهاب الأذن الوسطى في معظم الحالات، ولكن ما يقارب 20% من حالات التهاب الأذن الوسطى تسببها الفيروسات.
أهم الجراثيم التي تسبب التهاب الأذن الوسطى:
- الجرثومة العقدية الرئوية (Streptococcus Pneumonia).
- الجرثومة المستدمية النزلية (Haemophilus Influenza).
- الموراكسيلة النزلية (Moraxella Caatarrhalis).
أهم الفيروسات التي تسبب التهاب الأذن الوسطى:
- الفيروس المخلوي التنفسي (RSV- Respiratory Syncytial Virus).
- الفيروس الأنفي (Rhinovirus).
- فيروس الانفلونزا.
تتمثل أهم أعراض الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى فيما يلي:
- ألم الأذن الحاد.
- ثر الاذن (Ottorrhea) أي افرازات من الاذن.
- ضعف السمع.
- الحرارة المرتفعة.
- التهيج.
- قد يشعر المريض بأعراض أخرى مثل الدوار، الدوخة وقد يلاحظ الطبيب رأرأة العين.
- قد يصاحب الزكام أعراض التهاب الأذن الوسطى.
يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي وعلى علامات المرض. يقوم الأطباء باجراء اختبار تنظير الأذن بواسطة منظار الأذن.
وأهم طرق التشخيص المتوفرة:
- منظار الأذن (Otoscope): جهاز يدوي يُستخدم لتنظير الأذن والنظر داخلها. بواسطة الجهاز يمكن رؤية الأذن الوسطى من خلال طبلة الأذن. وتظهر علامات بارزة عند وجود الالتهاب كاحمرار طبلة الأذن وانتفاخها، امتلاء الأذن الوسطى بالسوائل أو القيح، عدم حركة طبلة الأذن وغيرها. معظم الأطباء ينجحون في تشخيص التهاب الأذن الوسطى بواسطة منظار الاذن. اضافةً الى ذلك يُمكن قياس الضغط داخل الأذن بواسطة منظار الأذن ويكون مرتفعاً في حال التهاب الأذن الوسطى.
- بزل الطبلة (Tympanocentesis): اختبار لاستخراج عينة من سائل الالتهاب في الأذن الداخلية، وتُخرج العينة بحقنة صغيرة. تُفحص العينة في المختبر لوجود الجراثيم. لا يُجرى الاختبار لجميع حالات التهاب الأذن انما للحالات المستعصية للعلاج.
بعض المضاعفات قد تحدث عند اهمال التهاب الأذن الوسطى وعدم علاجه:
- التهاب الأذن الوسطى المزمن: ويحدث اثر استسقاء الأذن الوسطى أي تراكم السوائل فيها. يُعتبر أكثر المضاعفات شيوعاً ويبرز لدى الأطفال حتى سن السنتين.
- الصمم: يزداد احتمال الصمم عند التهاب الأذن الوسطى المزمن، وغالباً ما يكون الصمم مؤقتاً وعابراً.
- الورم الكوليستيرولي (Cholesteatoma).
- خراج الدماغ (Brain Abscess): وهو تجمع للقيح داخل الدماغ.
- التخثر الوريدي في الدماغ: يمكن أن يسبب الالتهاب تخثراً في أوردة الدماغ.
- التهاب الخشاء (Mastoiditis): التهاب يصيب عظمة الخشاء الموجودة من خلف الأذن. يعتبر الالتهاب خطيراً ويجب علاه بسرعة بالمضادات الحيوية أو المعالجة الجراحية عند الحاجة. يؤدي التهاب الخشاء لتدمير عظمة الخشاء وينتشر الى الدماغ اذا لم يتلق العلاج الكامل. يؤدي التهاب الخشاء لانتفاخ واحمرار عظمة الخشاء خلف الأذن، كما يشعر الطفل بألم شديد جداً في المنطقة.
رغم أن التهاب الأذن الوسطى مرض يزول خلال أسبوع من الزمن، الا ان تناول المضادات الحيوية- أدوية تعمل ضد الجراثيم وتؤدي لموتها- يعود بالفائدة على المريض.
معظم الحالات التي يتم علاجها بالمضادات الحيوية تزول اعراضها خلال 3-5 ايام من تشخيص التهاب الأذن الوسطى. قد يمتنع بعض الاطباء عن العلاج بالمضادات الحيوية ويفضل متابعة المريض بعد يوم أو يومين، ولا ضير في ذلك.
المضادات الحيوية
كما ذكر فان بعض الأطباء يمتنع عن العلاج بالمضادات الحيوية، والبعض الاخر يستخدمها في جميع الحالات.
تتوفر عدة أنواع من المضادات الحيوية لعلاج التهاب الاذن الوسطى. يفضل الأطباء العلاج بالمضادات الحيوية في حال اصابة الأطفال بالتهاب الأذن الوسطى، حالات الالتهاب الشديد، ومرضى عوز المناعة.
النوع الأول من المضادات الحيوية هو الأموكسيتسيلين (Amoxicillin)، وهو من مشتقات البنيتسلين. عند فشل العلاج خلال ثلاثة أيام يجب استبدال المضادات الحيوية بأدوية مثل الأموكسيتسيلين – كلافولانات (Amoxicillin Clavulanate) أو السيفترياكسون (Ceftriaxone).
يستمر العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 4-5 ايام، وقد تكون حاجة لتمديد العلاج لعشرة أيام في الحالات الشديدة. من المهم تناول العلاج بالمضادات الحيوية بأكمله لضمان نجاح العلاج.
بزل الطبلة (Tympanocentesis)
هي امكانية معالجة جراحية للحالات المستعصية من التهاب الأذن الوسطى، طبعاً مع تناول المضادات الحيوية بالمقابل.
المتابعة والمراقبة هي امكانية أخرى دون تلقي أية علاج، وتعتبر هذه الامكانية مقبولة في حال التهاب الأذن الوسطى لدى كبار السن. من الواضح أن حالات الالتهاب الشديد، مرضى عوز المناعة، والحالات المتفاقمة لا يتم مراقبتها انما علاجها مباشرةً بالمضادات الحيوية.
تُستخدم أدوية مثل الاتسيتومينوفين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لتلطيف الحرارة المرتفعة والألم.
يعرف التهاب الأذن الوسطى المتكرر كثلاثة حالات خلال ستة أشهر أو أربعة حالات خلال سنة من الزمن.
غالباً ما يكون اثر الاصابة بعدوى جرثومية جديدة ، ولكن من الممكن أن يحدث اثر الاصابة بذات الجرثومة. علاج التهاب الأذن الوسطى المتكرر يشبه علاج التهاب الاذن الوسطى من حيث المضادات الحيوية.
تناول المضادات الحيوية للوقاية من التهاب الأذن الوسطى هو الحل للمرضى الذين يصابون بحالة التهاب واحدة في السنة على الأقل. يمكن تناول الأموكسيتسيلين (Amoxicillin) للوقاية.
التهاب الاذن الوسطى المزمن (Chronic Otitis Media) يتميز بوجود دائم ومزمن لسائل قيحي يؤدي لثر الأذن حيث يُفرز القيح منها.
يحدث ذلك كاحدى مضاعفات التهاب الأذن الوسطى الحاد، اثر ثقب طبلة الأذن. يصاحب ثر الأذن القيحي ضعف السمع في الكثير من حالات التهاب الأذن الوسطى المزمن. ويؤدي الثقب للأعراض أو يكون عديم الأعراض في بعض الحالات.
احدى مضاعفات التهاب الأذن الوسطى المزمن هو الورم الكوليستيرولي (Cholesteatoma) وهو عبارة عن تكاثر موضعي للخلايا في الأذن الوسطى، ويقدر على اختراق طبلة الأذن أو الأذن الداخلية مسبباً الصمم، الدوار وأعراض أخرى.
المعالجة الجراحية هي الحل لالتهاب الأذن الوسطى المزمن، بحيث يتم رأب الطبلة (Tympanoplasty)- اجراء جراحي يقوم به أطباء الأنف، الأذن والحنجرة لسد الثقب في طبلة الأذن.
توجد عمليات جراحية أخرى لعلاج التهاب الأذن الوسطى المزمن. تنجح العمليات الجراحية في شفاء 80% من حالات التهاب الاذن الوسطى المزمن. تتطلب الحالات المستعصية اضافة المعالجة بالمضادات الحيوية.