الأنف (Nose)
الأنف هو عضو في الوجه، جزء من جهاز التنفس وهو العضو الذي يحوي حاسة الشم- احدى الحواس الخمسة التي يتمتع بها الانسان. يتكون الأنف من الأنف الخارجي (External Nose) ومن جوف الأنف (Nasal Cavity) والأخير يتكون من جوف أيمن وأيسر. للأنف عدة وظائف مهمة أبرزها الشم والتنفس.
يُقسم الأنف لجزئين أساسين:
· الأنف الخارجي (External Nose): وهو الجزء الخارجي الظاهر من الأنف.
· جوف الانف (Nasal Cavity): الجزء الداخلي من الأنف، وهو استمرارية للأنف الخارجي.
الأنف الخارجي هو العضو الخارج عن مستوى الوجه، وهو ما يراه الناس في وجوه بعضهم. ظهر الأنف الخارجي (Dorsum Of Nose) يمتد من قاعدة الأنف وحتى قمة الأنف (Apex Of Nose)- وهو الطرف الأكثر بروزاً في الأنف الخارجي. في الجانب السفلي من الأنف الخارجي يوجد فتحتين بارزتين- منخاري الأنف (Nasal Nares) – ومنهن يدخل الهواء المُستنشق الى الرئتين. من جانب كل منخار يوجد جناح الأنف (Alae Of Nose)- الجزء الجانبي السفلي من الأنف الخارجي.
يغطي الجلد جميع الأنف الخارجي، ونشير الى أن الجلد في الأنف الخارجي يكون أكثر سمكاً منه في باقي أنحاء الوجه، كما أنه يحوي العديد من الغدد الزهمية (Sebaceous Glands).
فتحتان من كلا جانبي الأنف، وتقعان في الجانب السفلي من الأنف الخارجي. يمتد الجلد المغطي للأنف الخارجي حتى منخاري الأنف وهناك يزداد عدد بصيلات الشعر التي تنمو على السطح الداخلي من المنخارين. يتميز الشعر في منخاري الأنف بكونه أكثر شدة من باقي الشعر في الجسم، وذلك لكي يستطيع القيام بوظيفة تنقية الهواء المُستنشق. يتحكم الغضروف المحيط بمنخار الأنف بقطر المنخار (انظر أدناه)
هو الذي يحدد مظهر الأنف الخارجي، ونظراً للاختلاف الموجود بين بني البشر، يُمكن ملاحظة أشكال عديدة للأنف الخارجي. معظم هيكل الأنف الخارجي يتكون من النسيج الغضروفي، والذي يستعين بقاعدة عظمية.
الجزء العظمي من هيكل الأنف يتكون من أجزاء من عظام الجمجمة والتي تتجمع في منطقة الأنف وتعطي الأنف قاعدة لبناء شكله الخارجي.
الجزء الغضروفي من هيكل الأنف هو معظم الهيكل، وهو الذي يحدد شكل وكبر الانف الخارجي. يحوي الجزء الغضروفي من هيكل الأنف خمسة غضاريف:
· اثنان جانبيان في أعلى الأنف (Lateral Cartilages): وهما أكثر قسوة ويمكن الشعور بهم في أعلى الأنف.
· الغضاريف الجناحية (Alar Cartilages): يقعان أسفل الأنف وهما قاعدة أجنحة الأنف، ويكونان أكثر مرونةً من الغضاريف الجانبية، وعند تحرك الغضروف يتم التحكم بمدى فتحة منخاري الأنف.
· غضروف تابع للحاجز الأنفي (Septal Cartilage)- ويقع في الوسط، داخل الأنف.
هو الحاجز الذي يقسم جوف الأنف لجوف أيمن وجوف أيسر. يتكون حاجز الأنف – الذي يقع في منتصف الأنف – من جزء عظمي يشكل قاعدة لجزء اخر غضروفي. الجزء العظمي من حاجز الانف يتكون من عدة عظام تابعة لعظام الجمجمة. أما الجزء الغضروفي فهو أكثر مرونةً من الجزء العظمي، وذو قدرة على الحركة.
جوف الأنف هو مصطلح يعبر عن الجوف الموجود في داخل الأنف، والذي يبدأ من منخاري الأنف من الأمام، وينتهي عند البلعوم (Pharynx) من الخلف. يُغطى جوف الأنف بأكمله بطبقة مخاطية (Mucosa)، عدا عند أطراف منخاري الأنف حيث يُغطى بامتداد الجلد من الأنف الخارجي.
هي طبقة مخاطية خاصة تبطن جوف الأنف، وتمتد بشكل مباشر مع الطبقات المخاطية المبطنة لباقي الأعضاء المتصلة بالأنف (كالبلعوم، الجيوب الأنفية وغيرها). يختلف مبنى الطبقة المخاطية في أنحاء مختلفة من الأنف، وللامر ضرورة ممن حيث الوظائف المختلفة للأنف.
· ثلثي الطبقة المخاطية الأنفية السفلي بقوم بالوظيفة التنفسية للانف، بحيث أن الخلايا مسؤولة عن تنقية الهواء والحفاظ على رطوبة مناسبة. من المهم ان تتم عملية الحفاظ على الرطوبة والتنقية في الأنف وذلك لوقاية المسالك الهوائية العليا.
· الثلث العلوي من الطبقة المخاطية الأنفية يقوم بوظيفة الشم، ويحوي الجزء الخارجي من عضو الشم، والذي يرتبط بالدماغ, مبنى الخلايا يختلف في الثلث العلوي.
عبارة عن مبنى عظمي مبطن بالطبقة المخاطية، ويبرز الى داخل جوف الأنف ويُشبه شكل المحارة البحرية، ويوجد في جوف الأنف – ثلاثة من كل جانب. تقع المحارات على الجدار الجانبي لجوف الأنف، ومنها ثلاثة:
· المحارة الأنفية العليا (Superior Nasal Conchae).
· المحارة الأنفية الوسطى (Middle Nasal Conchae).
· المحارة الأنفية السفلى (Inferior Nasal Conchae): وهي الأكبر حجماً والأكثر طولاً من بين جميع المحارات، وتحوي العديد من الأوعية الدموية وغنية بالشبكة الوريديدة الأنفية (انظر أدناه).
خلف كل محارة توجد قناة او فتحة أنفية صغيرة، تُعرف بالاسم العلمي الصماخ الأنفي (Nasal Meatus). جميع الصماخات هي قنوات تصل الأنف مع الجيوب الأنفية، بحيث تُصرف جميع افرازات الجيوب الأنفية الى الأنف. نشير الى أن قناة الدمع (Nasolacrimal Duct) تصب خلف المحارة الانفية السفلى، وتحديداً في الجزء الامامي من الصماخ الأنفي السفلي (Inferior Nasal Meatus). للتوضيح نشير الى وجود ثلاثة صماخات (أو قنوات أنفية) من كل جانب:
· الصماخ الأنفي العلوي (Superior Nasal Meatus) – القناة الانفية العلوية.
· الصماخ الأنفي الأوسط (Middle Nasal Meatus) – القناة الانفية الوسطى.
· الصماخ الأنفي السفلي (Inferior Nasal Meatus) – القناة الانفية السفلية.
تتميز المحارات بشكلها الملتوي، والذي يزيد من مساحة الانف بشكل ملحوظ. ويهدف المبنى بهذا الشكل الى زيادة السطح الذي تتم فيه عملية الحفاظ على درجة الحرارة. يوجد المبنى في أجسام الحيوانات وخاصةً تلك التي تعيش في بيئة ذو حرارة قصوى. التهاب المحاراة يؤدي بسرعة لانتفاخ وتضخم في الطبقة المخاطية المغطية لها، مما يسبب انسداد في الأنف- أحد الأمور التي تسبب الرشح.
خمسة شرايين تزود الأنف بالدم الشرياني:
· الشريان الغربالي الأمامي (Anterior Ethmoidal Artery): وهو تفرع للشريان العيني (Ophthalmic Artery) القادم من الشريان السباتي الغائر (Internal Carotid Artery).
· الشريان الغربالي الخلفي (Posterior Ethmoidal Artery): وهو تفرع للشريان العيني (Ophthalmic Artery) القادم من الشريان السباتي الغائر (Internal Carotid Artery).
· الشريان الوتدي الحنكي (Sphenopalatine Artery): وهو تفرع للشريان الفكي (Maxillary Artery).
· الشريان الحنكي الاكبر (Greater Palatine Artery): وهو تفرع اخر للشريان الفكي (Maxillary Artery).
· الشريان الشفوي العلوي (Superior Labial Artery): وتحديداً تفرعه العلوي، والشريان نفسه هو تفرع للشريان الوجهي (Facial Artery).
الشرايين الثلاثة الأخيرة هي تفرع للشريان السباتي الظاهر (External Carotid Artery). نشير الى أن الشريان السباتي الظاهر والغائر، كليهما تفرع للشريان السباتي والذي يخرج من الشريان الأبهر.
تقوم الشرايين بالتفرع لتفرعات كثيرة، داخل الأنف كما أنها تقوم بالاتحاد في الجزء الأمامي من حاجز الأنف وتشكل مفاغرة شريانية (Anastomoses). تُعرف منطقة المفاغرة الشريانية باسم منطقة كيسيلباخ (Kiesslbach Area)، وهي أكثر المناطق عرضةً للنزيف. الأنف كباقي أجزاء الوجه يتمتع بدورة دموية شريانية غنية جداً، والتي تسمح بتغذيته بالدم في حال انسداد أحد الشرايين.
الصرف الوريدي
الطبقة المخاطية الأنفية تحوي شبكة غنية من الأوردة وهي شبكة الأوردة تحت المخاطية الأنفية (Submucosal Venous Plexus). تصب هذه الشبكة في الأوردة التالية:
· الوريد العيني (Ophthalmic Vein).
· الوريد الوجهي (Facial Vein).
· الوريد الوتدي الحنكي (Sphenopalatine vein).
لشبكة الأوردة تحت المخاطية الأنفية وظيفة أخرى عدا صرف الدم، ألا وهي الحفاظ على حرارة الهواء المُستنشق. يتغير حجم الدم في الشبكة الوريدية، وبذلك تتغير درجة الحرارة في الأنف. للشبكة الوريدية سلبية وهي انعدام الصمامات داخل الأوردة، مما يسهل انتقال الالتهاب بسرعة. كما أن الشبكة الوريدية ترتبط بأوردة الدماغ مباشرةً، لذا فان الالتهاب والعدوى ينتقلان بسرعة للدماغ أو السحايا في حال اصابة الأنف.
للأنف عدة أعصاب تزوده، وجميعها تتفرع من العصب القحفي الخامس (Cranial Nerve 5)- والذي يُعرف باسم العصب الثلاثي التوأم (Trigeminal Nerve). يزود العصب معظم أجزاء الوجه بالأعصاب، وله تفرعات عديدة. التفرعات التي تغذي جوف الأنف تشمل:
· العصب العيني (Ophthalmic Nerve): ويزود القسم العلوي والأمامي من الأنف، وذلك من خلال تفرعين- العصب الغربالي الأمامي (Anterior Ethmoidal Nerve) والعصب الغربالي الخلفي (Posterior Ethmoidal Nerve).
· العصب الفكي (Maxillary Nerve): يزود القسم السفلي الخلفي من الأنف، وذلك من خلال تفرعين أيضاً – العصب الأنفي الحنكي (Nasopalatine Nerve)، والعصب الفكي الكبير (Greater Palatine Nerve).
تفرعات صغيرة أخرى لهذه الأعصاب الرئيسية تقوم بايصال الأعصاب لكافة أنحاء الأنف، وهي مسؤولة عن الشعور بالألم، العطس، الافرازات الأنفية المخاطية وغيرها من وظائف أخرى. العصب العيني يزود أيضاً ظهر الأنف الخارجي بأعصاب مسؤولة عن الاحساس في الجلد.
حاسة الشم تُنقل للدماغ من خلال العصب القحفي الأول (Cranial Nerve 1) – يُعرف باسم العصب الشمي (Olfactory Nerve). الجزء المسؤول عن الشم في الانف موجود في القسم الأعلى من الأنف، وهناك تتكون شعيرات صغيرة تسمى الأعصاب الشمية (Olfactory Nerves) وهي أعصاب ممتدة من الخلايا المسؤولة عن الشم (Olfactory Epithelium). تتصل هذه الأعصاب ببصلة شمية (Olfactory Bulb) وهي عبارة عن طرف امتداد العصب الشمي. تنتقل الروائح للأعصاب الشمية، والتي تقوم بتحويل الرائحة لاشارة عصبية تنتقل من خلال خلايا الشم الى العصب الشمي. العصب الشمي ينقل الاشارة العصبية للدماغ، وتحديداً للجزء المسؤول عن الشم، حيث يفسر الدماغ الاشارات العصبية لروائح.
أهم وظائف الأنف هي:
· حاسة الشم: يحوي الأنف اطراف عضو حاسة الشم، لذا فانه يلتقط الروائح.
· التنفس: يُشكل الأنف جزء من جهاز التنفس، ومن خلاله يمر الهواء ليدخل الى مسارات التنفس العليا. نشير الى ان الأنف نفسه يُعتبر احدى مسارات التنفس العليا.
· تنقية الهواء المُستنشق من الغبار.
· الحفاظ على درجة حرارة الهواء المُستنشق بحيث لا يكون بارداً أو حاراً، ولا يضر بمسالك التنفس.
· التحكم برطوبة الهواء المُستنشق، بحيث لا يكون الهواء جافاً جداً مما قد يسبب ضرراً لأعضاء جهاز التنفس.
· استقبال الافرازات من الجيوب الأنفية (Paranasal Sinuses) وقناة الدمع (Nasolacrimal Duct) واخراجها من الجسم.
· التهاب الأنف (Rhinitis).
· اضطراب حاسة الشم.
· التهاب الأنف الأرجي (Allergic Rhinitis).
· سلائل الانف (Nasal Polyps).
· سرطان الأنف (Nasal Cancer).
· الرعاف (Epistaxis) أو نزيف الأنف.
· انسداد الأنف.
وأخرى عديدة، الا ان هذه أبرزها ولها أسباب عديدة.