اضطراب نظم القلب (Arrhythmia)
لكي يعمل القلب كمضخة للدم، عليه الانقباض والانبساط بانتظام وبشكل دائم. يتم التحكم بانتظام القلب، بواسطة اشارة كهربائية تنتقل في القلب، وتؤدي لتقلص عضلة القلب وانقباضها. يملك القلب القدرة على انتاج الاشارة الكهربائية وارسالها لجميع أنحاء القلب.
مسار الكهرباء في القلب
تبدأ الاشارة الكهربائية في القلب بنقطة تسمى العقدة الجيبية الأذينية (SA node- sinoatrial node)، وهي عبارة عن مجموعة خلايا تنتج الاشارة الكهربائية في القلب ومسؤولة عن نظم القلب. تتقدم الاشارة الكهربائية من العقدة الجيبية الأذينية، لتنتقل للقلب كله:
- تنتشر في الأذين الأيمن والأيسر وتؤدي لتقلص الخلايا وانقباض الأذينين.
- تتقدم الاشارة الكهربائية من الأذينين الى العقدة الاذينية البطينية (AV node- atrioventricular node)، وهي العقدة التي تفصل بين الأذينين والبطينين. تنحصر وظيفة العقدة الاذينية البطينية، في منع انتقال الاشارة الكهربائية الزائدة والتي لا يستطيع البطين استقبالها.
- بعد المرور من العقدة الاذينية البطينية، تتقدم الاشارة الكهربائية، لتصل البطينين الأيمن والأيسر، وتؤدي لتقلص الخلايا وانقباض البطينين. هناك خلايا خاصة داخل البطينين مسؤولة عن نقل الاشارة الكهربائية.
انتقال الاشارة الكهربائية، يتعلق بسلامة جميع الأجزاء. اذا ما تضرر أحد الأجزاء، ممكن أن يحدث اضطراب نظم القلب. كل اشارة تبدأ وتنتهي، تؤدي لانقباض القلب، محدثةً بذلك دقة قلب واحدة.
وتيرة دقات القلب
في الوضع الطبيعي، فان وتيرة دقات القلب التي تنتجها العقدة الجيبية الأذينية هي 60-100 دقة في الدقيقة.
كما أن لكل جزء من الأجزاء المذكورة، القدرة على انتاج نظم قلب. معنى هذا أن ضرر أحد الأجزاء، يؤدي لعمل الجزء الذي يليه لكي يحافظ على نظم القلب. الا أنه كلما تقدمنا في المسار الكهربائي، قلت وتيرة دقات القلب التي يمكن انتاجها. على سبيل المثال اذا ما تضررت العقدة الجيبية الأذينية فان العقدة الاذينية البطينية، هي التي تنتج دقات القلب، وتكون الوتيرة عندها 40-60 دقة في الدقيقة.
هناك أمور عديدة قد تؤثر على وتيرة دقات القلب وقد تسرعه أو تبطئه، كالهرمونات، الأدوية، المخدرات، المشروبات وأمراض عديدة أخرى. الجهاز العصبي المستقل (autonomic nervous system)، هو الجهاز المسؤول عن تحديد دقات القلب، حيث أن:
- الجهاز العصبي الودي (sympathetic nervous system) يفرز الأدرنالين ليزيد دقات القلب.
- الجهاز العصبي اللاودي (parasympathetic nervous system) يفرز مادة الأتسيتيل خولين (acetylcholine) ليبطئ دقات القلب.
قياس نبض القلب
كل دقة من دقات القلب، تضخ الدم لجميع أنحاء الجسم. يمكن فحص نبض القلب جسدياً، ومعرفة وتيرة دقات القلب. كما يمكن الملاحظة اذا ما كان النبض منتظماً.
يتم فحص النبض بواسطة وضع الأصابع على شريان محيطي. عند كل دقة قلب، يتحرك الشريان قليلاً، حيث يمكن جس النبض من خلاله. عادةً فان الشريان الكعبري (radial artery)، هو الشريان الأفضل لجس النبض. يتواجد الشريان الكعبري حوالي 2-3 سم قبل باطن كف اليد، في الذراع، في الجانب الخارجي منه. يتم الفحص، بواسطة وضع الأصابع السبابة، الوسطى والبنصر على الشريان وجس النبض. تُقاس وتيرة النبض وانتظامه لمدة دقيقة.
اضطراب نظم القلب هو مجموعة من الأمراض التي تؤدي لدقات قلب غير منتظمة أو لتغيير وتيرتها.
يُقسم اضطراب نظم القلب حسب أمرين الوتيرة والمكان:
الوتيرة: ولها نوعان
- اضطراب النظم التسرعي (tachyarrhythmia) ويكون عند تسرع دقات القلب لأكثر من 100 في الدقيقة.
- اضطراب النظم البطئي (bradyarrhythmia) ويكون عند بطء دقات القلب لأقل من 60 في الدقيقة.
المكان:
ويمكن أن يكون الاضطراب بطيني (ventricular) أو فوق البطيني (supraventricular).
اذا ما كانت حالة المريض حرجة وتتطلب العلاج الفوري، فيجب تقديم العلاج الفوري وادخاله المستشفى.
ليست جميع حالات اضطراب نظم القلب، تعالج في المستشفى. غالباً ما يتم التشخيص والعلاج في عيادة خارج المستشفى، الا في الحالات الحرجة.
يعتمد التشخيص على وصف الأعراض وقياس النبض، كما أن لفحص تخطيط كهربية القلب (ECG- electrocardiogram) أهمية بالغة في تشخيص الاضطراب، نوعه ويساعد في تحديد العلاج. في الحالات الحادة والمستعجلة، يجب التشخيص بسرعة، لتقديم العلاج المطلوب فوراً. على الطبيب النتباه الى الأمور التالية:
- هل يشكو المريض من أعراض تلائم أعراض اضطراب نظم القلب؟
- هل يوجد خطر على المريض؟ كضغط الدم المنخفض أو عدم القدرة على التنفس؟
- أمراض سابقة لدى المريض؟ سوابق لاضطراب نظم؟
- ما هي الأدوية التي يأخذها المريض.
أهم الفحوصات التي تساعد على تشخيص اضطراب نظم القلب:
- تخطيط كهربية القلب (ECG-electrocardiogram): وهو تخطيط لعمل كهربية القلب. يتألف الجهاز من أقطاب كهربائية موصولة بأسلاك. تقوم الأقطاب بالتقاط عمل القلب الكهربائي، وتُوصل الأسلاك الكهرباء لجهاز يقوم بتحويل ذبذبات الاشارة الكهربائية الى تخطيط يُرسم على ورق خاص. يتغير التخطيط حسب موقع القطب. لكل نوع من اضطراب نظم القلب يوجد تخطيط نوعي خاص به. للطبيب المختص القدرة على تشخيص الأنواع المختلفة. بما أن العلاج يختلف حسب نوع الاضطراب، فيمكن القول أن تخطيط كهربية القلب، يساعد في تحديد العلاج. يعتبر تخطيط كهربية القلب، أهم وأول فحص يجب اجرائه لأي مريض مشبوه بوجود اضطراب نظم القلب. اذا لم يتم التشخيص بواسطة تخطيط كهربية القلب، يمكن استخدام الفحوصات التالية:
- الهولتر (holter): وهو عبارة عن جهاز تخطيط كهربية القلب، والذي يتم وصله للجسم لمدة 24 ساعة على الأقل. يساعد الهولتر في تشخيص اضطراب نظم القلب، في حال لم يتم التشخيص بواسطة الأمور أعلاه. يمكن أن يكون المريض في البيت خلال استعمال الهولتر.
- جهاز مسجل لتخطيط كهربية القلب عند حدوث الأعراض: ويتم استعماله اذا ما ظهرت الأعراض قليلاً. يتم وصل الجهاز كما تخطيط كهربية القلب، وفي حال حدوث أعراض، فان المريض يستطيع الضغط على زر الجهاز، ويقوم الجهاز بتسجيل تخطيط كهربية القلب. كما أن لبعض الأجهزة القدرة على اكتشاف أي تغيير في كهربية القلب وتسجيله ذاتياً.
هناك العديد من الأجهزة الأخرى، والتي تعمل على نفس المبدأ لعمل الأجهزة أعلاه. تُستخدم هذه الأجهزة اذا ما كان ظهور الأعراض غير ثابت، ولم يساعد تخطيط كهربية القلب العادي في تشخيص اضطراب النظم. أو اذا كانت الأعراض متكررة بدون وجود سبب واضح (مثل خفقان القلب دون سبب واضح).
ما هو أسلوب التعامل مع اضطراب نظم القلب؟
اذا ما لاحظ الطبيب اضطراب نظم القلب في تخطيط كهربية القلب، لدى مريض لا يشكو من أية أعراض، نادراً ما يجب القيام بشيء أو بعلاج. عادةً ما تكون هذه الحالات بسيطة ولا تتطلب العلاج، الا أن الأمر يتغير حسب نوع الاضطراب ومن حالة لأخرى. في حال عدم وجود أعراض، يمكن للمريض أن يتوجه لطبيب مختص في القلب.
اذا ما وجدت أعراض ملائمة لاضطراب نظم القلب، يتغير أسلوب التعامل حسب الأعراض، نوع الاضطراب وحالة المريض. من المفضل النقل الى المستشفى والعلاج في الحالات التالية:
- اذا ما كانت الأعراض ضغط الدم المنخفض، ضيق النفس البارز، الاغماء، الألم في الصدر وفقدان الوعي.
- نوع الاضطراب في تخطيط كهربية القلب: اذا ما شاهد الطبيب تخطيط يلائم لتسرع القلب البطيني، أو أنواع أخرى حرجة، يجب النقل للمستشفى.
- اذا ما عانى المريض من أمراض القلب: يزيد عندها الاحتمال لحدوث أنواع اضطرابات خطرة قد تهدد حياة المريض.
اضطراب النظم التسرعي (tachyarrhythmia) هو تسرع دقات القلب لأكثر من 100 في الدقيقة ويمكن أن يكون منتظماً أو لا.
أسباب اضطراب النظم التسرعي
تسبب أمور عديدة اضطراب النظم التسرعي، المرضي منها والغير مرضي.
الأسباب الغير مرضية لا تعتبر مرضاً في القلب، انما هي حالات يتطلب فيها تسرع القلب، كجزء من استجابة الجسم لاحتياجاته. أهم الحالات هي:
- الجهد البدني: يسبب الجهد البدني، تسرع القلب المنتظم. وهذه الحالة غير مرضية، أي أنه من الطبيعي تسرع القلب عند الجهد وذلك لكي يزيد القلب ضخ الدم للعضلات التي تعمل أثناء الجهد.
- الحمل: عند الحمل، يجب ضخ المزيد من الدم للجنين، مما يتطلب تسرع القلب.
- الكفائين: يؤثر الكفائين على القلب ليسبب تسرعه. بعض الأشخاص يشعرون بذلك اذا ما شربوا القهوة مع الكفائين.
- الهلع: في حال الهلع تتسرع دقات القلب.
- التدخين.
- أدوية ومواد معينة قد تسبب تسرع القلب، أهمها الكوكائين.
الأسباب المرضية التي تسبب تسرع القلب، هي أمراض تؤثر على القلب، لتؤدي لتسرعه. أهم الأمراض هي:
- ضغط الدم المرتفع: يسبب ضغط الدم المرتفع تضخم عضلة القلب، مما يؤدي لتسرع القلب.
- احتشاء القلب الحاد (acute MI): يؤدي احتشاء القلب الى موت الخلايا العضلية، وقد يسبب اضطراب نظم القلب التسرعي.
- فشل القلب الاحتقاني (CHF- congestive heart failure): يؤدي فشل القلب الاحتقاني لضرر لعضلة القلب. اضطراب نظم القلب من مضاعفات فشل القلب الاحتقاني.
- أمراض القلب التاجية.
-
اعتلال القلب (Cardiomyopathy). اعتلال القلب هي مجموعة من الأمراض لها العديد من الأسباب، والتي تؤدي في نهاية الأمر الى ضرر لعضلة القلب وافقداها وظيفتها. هناك ثلاث أنواع رئيسية لاعتلال القلب:
- اعتلال عضلة القلب المتوسع (Dilated cardiomyopathy).
- اعتلال عضلة القلب المُقيد (Restrictive cardiomyopathy).
- اعتلال عضلة القلب التضخمي (Hypertrophic cardiomyopathy). - التهاب عضلة القلب.
- أمراض صمامات القلب.
- فرط الغدة الدرقية (hyperthyroidism): تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على نظم القلب، وتسبب فرط الغدة بتسرع نظم القلب.
-
أمراض القلب الوراثية: وهي أمراض وراثية تضر بنظم القلب وتسبب اضطراب نظم القلب. أهم هذه الأمراض:
- متلازمة بروجادا (brugada syndrome).
- متلازمة مقطع كيو تي الطويل (long QT syndrome)
وأمراض أخرى. تكمن أهمية وخطورة هذه الأمراض بكونها سبباً لاضطراب نظم القلب الخطير، والذي قد يؤدي للوفاة والموت المفاجئ، بالذات لدى البالغين صغار السن. - تغيير نسبة الشوارذ في الدم، مثل البوتاسيوم أو الكالسيوم.
أعراض اضطراب نظم القلب التسرعي
غالباً ما يكون تسرع نظم القلب عديم الأعراض. اذا ما نبض القلب سريعاً جداً، فقد لا يملك الوقت الكافي لاتمام النقباض والانبساط كما يجب، مما يؤدي لعدم امتلائه بالدم، وعدم ضخ الدم الكافي. قد توجد الأعراض التالية:
- خفقان القلب: وهو عبارة عن احساس بدقات القلب في الصدر.
- الاحساس بدقات القلب.
- الاحساس بعدم انتظام دقات القلب.
- ألم في الصدر.
- ضيق النفس.
- الغثيان.
- الغشي (syncope): أي فقدان الوعي لفترة قصيرة لا تتجوز دقائق معدودة.
- شعور بعدم الراحة بالرقبة.
تتغير الأعراض حسب نوع الاضطراب، وقد تكون حادة جداً. تسبب بعض أنواع الاضطرابات كالرجفان، ضغط الدم المنخفض وتشكل خطراً على الحياة. والبعض الخر من الأنواع، أقل خطراً وقد لا تؤدي لأعراض أبداً.
أنواع اضطراب نظم القلب التسرعي
تقسم اضطرابات نظم القلب التسرعي الى نوعين:
- اضطراب نظم القلب التسرعي الفوق بطيني (supraventricular).
- اضطراب نظم القلب التسرعي البطيني (ventricular).
سيتم ذكر أهم الأنواع المختلفة وطرق علاجها.
اضطراب نظم القلب التسرعي الفوق بطيني
وهي اضطرابات النظم التسرعي التي تبدأ من فوق البطين. أي يمكن أن يكون أصلها في العقدة الجيبية الأذينية، الأذين أو العقدة الاذينية البطينية. أهم أنواعها:
التقلص الأذيني المبكر (premature atrial contraction)
وهو عبارة عن تقلص زائد للأذين، لا يسبب هذا الاضطراب عادةً أية أعراض ولا يشكل خطراً. في بعض الأحيان يمكن وجود الخفقان. لا يتطلب التقلص الأذيني المبكر العلاج.
تسرع القلب الجيبي (sinus tachycardia)
وهو عبارة عن تسرع يبدأ في الجيب، ويكون منتظماً. لا يشكل الأمر خطراً، انما يدل على تسرع القلب بشكل طبيعي نتيجةً لسبب ما. من الأسباب التي قد تؤدي لتسرع القلب الجيبي:
- الحمل.
- الحرارة المرتفعة والعدوى.
- فرط الغدة الدرقية.
- الجهد البدني.
- الهلع.
- فقر الدم.
يتميز تسرع القلب الجيبي بازدياد دقات القلب، وتبقى منتظمة كما هي. للعلاج، يجب تشخيص سبب التسرع وعلاجه.
الرفرفة الأذينية (atrial flutter)
وهو اضطراب يبدأ في الأذين. يحدث لدى مرضى أمراض القلب المختلفة، وذلك بسبب ضرر لخلايا الأذين. يؤدي الضرر الى تشكيل دوائر كهربائية داخل الأذين لا تستطيع التقدم للبطين، مما يجعل الاشارة الكهربائية تستمر في دورانها داخل الأذين فيؤدي الأمر لتسرع الأذين. قد يصل الأذين الى وتيرة 260-300 في الدقيقة، لكن لا ينبض البطين بهذه الوتيرة، لأن العقدة الاذينية البطينية لا تسمح بمرور جميع الاشارات الكهربائية. عادةً فان الرفرفة الأذينية يسبب خفقان القلب، وقد يؤدي لأعراض حادة ويشكل خطراً على الحياة. يستطيع الرفرفة الأذينية أن يتحول لرجفان أذيني وهو أكثر خطراً.
علاج الرفرفة الأذينية:
- عادةً ما يبدأ العلاج بالأدوية المضادة لاضطراب النظم. الا أن هذه الأدوية لا تساعد غالباً في الحالات الحادة لتقويم نظم القلب. تستخدم الأدوية في الحالات المزمنة، ولتجنب حدوث الرفرفة.
- الصدمة الكهربائية: تستخدم لتقويم نظم القلب اذا لم تساعد الأدوية.
- الاجتثاث بالقسطرة: ويستخدم لاجتثاث الدوائر الكهربائية التي تسبب الرفرفة الأذينية، اذا ما تكررت الرفرفة ولم تستجب للعلاجات السابقة.
الرجفان الأذيني (atrial fibrillation)
هو نوع الاضطراب الأكثر شيوعاً. تزداد نسبة حدوث الرجفان الأذيني عند كبار السن، ومرضى فشل القلب وأمراض القلب التاجية.
يحدث الرجفان الأذيني، نتيجة وجود عدة أماكن في الأذين تبدأ منها الاشارة الكهربائية بالمقابل، مما يجعل الاشارة الكهربائية تنتقل في دوائر كهربائية مختلفة غير منتظمة. يؤدي الأمر لنبض قلب غير منتظم ومتسرع، قد يصل لأكثر من 300 نبضة أذينية في الدقيقة. الا أن العقدة الاذينية البطينية لا تسمح بمرور جميع الاشارات الكهربائية للبطين، والناتج هو تقريباً 150 نبضة بطينية. يكفي الأمر لاحداث الأعراض. قد يكون الرجفان الأذيني عديم الأعراض تذكر.
مضاعفات وخطورة الرجفان الأذيني:
- فشل القلب: يزيد الرجفان الأذيني من شدة فشل القلب لدى مرضى فشل القلب. كما أن الرجفان الأذيني يزيد الاحتمال للاصبة بفشل القلب. يؤدي الرجفان الأذيني لتسرع القلب، مما يفقده لنجاعة عملية ضخ الدم، ويمكن أن يقل ضخ الدم للدورة الدموية. قد يكون فشل القلب اللذي يسببه الرجفان الأذيني حاداً ويتطلب العلاج الفوري.
- تخثر الدم والانصمام: يؤدي الرجفان الأذيني الى انقباض الأذين بشكل غير منتظم، مما يجعل الدم يقف داخل القلب دون حركة. وقوف الدم دون حركته، يزيد احتمال خطورة تخثر الدم. يبرز تخثر الدم في الجيب الأذيني، ويؤدي تخثر الدم الى تشكيل خثرة داخل القلب. تزيد الخثرة من احتمال حدوث الانصمام في جميع الأنحاء الجسم حيث أن الانصمام في الدماغ هو الأكثر خطورة ويسبب السكتة الدماغية (Stroke).
تشخيص الرجفان الأذيني
يمكن تشخيص الرجفان الأذيني بواسطة الفحوصات التالية:
- تخطيط كهربية القلب.
- الهولتر.
- جهاز مسجل لتخطيط كهربية القلب عند حدوث الأعراض.
علاج الرجفان الأذيني
علاج الرجفان الأذيني مهم جداً. يجب علاج الرجفان الأذيني دائماً، حتى ان لم يسبب الأعراض، فان الرجفان الأذيني يجب علاجه لكي يتم منع مضاعفته. أهداف علاج الرجفان الأذيني هي كالتالي:
- تقويم نظم القلب: بواسطة الأدوية أو الصدمة الكهربائية.
- ابطاء تسرع القلب.
- تجنب تخثر الدم في القلب، وتجنب انصمام القلب.
الأدوية المستعملة في علاج الرجفان الأذيني:
- الأدوية المضادة لاضطراب النظم: وهي أدوية تعمل على خلايا القلب وتستخدم لتقويم نظم القلب وانهاء الرجفان الأذيني. لا تنجح هذه الأدوية دائماً في تقويم نظم القلب، واذا ما فشلت يمكن تغيير العلاج. أهم هذه الأدوية:
- الأميودورون (amiodorone).
- سوتالول (sotalol).
- بروبافينون (propafenone).
- فليكانايد (flecanaide).
وأدوية عديدة أخرى. أهم الأعراض الجانبية لجميع هذه الأدوية أنها ممكن أن تزيد من احتمال الاصابة باضطراب نظم القلب، لذا يجب الانتباه أثناء تناولها. اذا لم تنجح الأدوية في تقويم نظم القلب، عادةً ما تستخدم الصدمة الكهربائية لتقويم نظم القلب.
الأدوية المستخدمة لابطاء تسرع القلب
هدف هذه الأدوية هي ابطاء تسرع القلب، وبالتالي تجنب الأعراض الناتجة من ذلك. تعمل جميع الأدوية على القلب لتبطئه وبطرق مختلفة. أهم هذه الأدوية:
- محصرات مستقبلات البيتا (beta blockers): مثل الميتوبرولول (metoprolol).
- محصرات قنوات الكالسيوم (calcium channel blockers): مثل الديلتايازم (diltiazim).
- الديجوكسين (digoxin): ويستخدم عادةً اذا ما شكا المريض من فشل القلب بالمقابل.
- الأدوية المضادة لتخثر الدم (anticoagulant): تعمل هذه الأدوية على منع تخثر الدم، وتهدف لتجنب التخثر داخل القلب، مما يقلل من حدوث الانصمام والسكتة الدماغية. لذا فان أهمية الأدوية المضادة لتخثر الدم في علاج الرجفان الأذيني بارزة جداً. أهم هذه الأدوية هو الكومادين (Coumadin) ويمكن استعمال أدوية أخرى مثل الأسبيرين. يجب استعمال هذه الأدوية في حالات معينة. الأعراض الجانبية والاشكاليات في استعمال الوارفارين (الكومادين):
- قد يزيد الوارفارين (الكومادين) من خطورة النزيف. لكي يكون العلاج جيداً بالوارفارين (الكومادين)، يجب متابعة العلاج عبر فحوصات دم لتخثر الدم بوتيرة أسبوعية. لدواء الوارفارين (الكومادين) تفاعلات عديدة مع أدوية كثيرة. مع العلم أن المرضى اللذين يستخدمون الوارفارين (الكومادين) عادةً هم مرضى كبار في السن ويعانون من أمراض كثيرة أخرى ويتناولون أدوية عديدة.
كيف يمكن علاج الرجفان الأذيني، عند فشل العلاج بالأدوية؟
اذا ما لم ينجح علاج الرجفان الأذيني بالأدوية، وخصوصاً في الحالات المستعجلة المُتطلبة للعلاج الفوري، فيوجد عدة امكانيات للعلاج:
· الصدمة الكهربائية (cardioversion): وهو جهاز يمكن بواسطته توجيه صدمة كهربائية للقلب. تؤدي الصدمة الكهربائية الى تقويم واعادة نظم القلب لوضعه الطبيعي. عادةً ما تُستخدم الصدمة الكهربائية في الحالات الخطرة التي تتطلب العلاج الفوري أو عند فشل الأدوية في علاج الرجفان الأذيني. نسبة نجاح الصدمة الكهربائية، تقترب ل 90-95%.
· الاجتثاث (ablation): الاجتثاث عبارة عن اجراء يتم فيه حرق الدوائر الكهربائية التي تسبب الرجفان الأذيني، ويتم اجراءه عادةً خلال القسطرة بواسطة أجهزة خاصة كأشعة الراديو أو الليزر. يُستخدم هذا الاجراء عند فشل العلاج بالأدوية، واستمرار الأعراض. يُنفذ الاجتثاث في منطقة الأوردة الرئوية لأن الدوائر الكهربائية توجد عادةً هناك. هناك طرق عديدة أخرى لتنفيذ الاجتثاث، أبرزها الاجتثاث الجراحي.
· اجتثاث العقدة الاذينية البطينية (AV node ablation): الهدف من اجتثاث العقدة الاذينية البطينية هو الغاء وظيفتها، ومن ثم زرع جهاز ناظمة قلبية (pacemaker) يتحكم بنظم القلب.
· الجراحة: وتدعى العملية بعملية ميز (Maze procedure). ويتم اجرائها في الحالات التي لا تستجيب لطرق العلاج الأخرى، بالذات اذا ما مر المريض بعملية قلبية لسبب اخر. خلال العملية يتم اجراء تقطيع سطحي للدوائر الكهربائية.
تسرع القلب فوق البطيني (supraventricular tachycardia)
وهو تسرع منتظم للقلب لأكثر من 100 في الدقيقة، مصدره من الأذين. غالباً يؤدي لأعراض ويبدأ وينتهي تلقائياً. في حالات معينة هناك حاجة للعلاج لانهاء تسرع القلب فوق البطيني.
علاج تسرع القلب فوق البطيني:
يبدأ العلاج بتغيير الوضعية، مثل وضعية فاسالفا (valsalva)، وهي الوضعية التي يتم فيها الضغط في البطن (مُشابهة للوضعية التي يتخذها الانسان خلال الخروج).
اذا لم يُجدي الأمر نفعاً يجب العلاج بالأدوية، ويشمل:
- الأدنوزين (adenosine): وعادةً فانه كاف لوقف تسرع القلب فوق البطيني.
- محصرات مستقبلات البيتا (beta blockers): تُستخدم اذا لم يساعد الأدنوزين.
- محصرات قنوات الكالسيوم (calcium channel blockers): تُستخدم اذا لم يساعد الأدنوزين.
اذا لم تُساعد الأدوية في العلاج، يتم العلاج بواسطة الصدمة الكهربائية. كما أنها تُستعمل في الحالات الخطرة.
اضطراب نظم القلب التسرعي البطيني
وهي مجموعة اضطراب نظم القلب التسرعي، التي مصدرها في البطين. قد تكون الاضطرابات خطرة جداً. أبرز الأنواع:
التقلص البطيني المبكر (VPC- ventricular premature contracture)
هو تقلص مبكر لأوانه، مصدره من البطين. لا يسبب التقلص البطيني المبكر، الأعراض عادةً. في أحيان معينة قد يسبب الخفقان. اذا ما استمر التقلص البطيني المبكر لأكثر من ثلاثة تقلصات متتالية، فقد يتحول الى تسرع بطيني. لا يتطلب التقلص البطيني المبكر العلاج، الا اذا ما سبب الأعراض المستمرة، وعندها يكون العلاج بأدوية تبطئ القلب. الدواء الأكثر استعمالاً هو محصر مستقبلات البيتا (beta blockers).
التسرع البطيني (VT-ventricular tachycardia)
وهو تسرع منتظم مصدره في البطين لأكثر من 100 وأقل من 250 في الدقيقة. عادةً ما يعتبر خطراً ويسبب الأعراض وقد يتحول للرجفان البطيني. التسرع يمنع القلب من الامتلاء بالدم الكافي مما يؤدي لعدم ضخ حجم دم كافي ولضغط الدم المنخفض. التسرع البطيني، أكثر شيوعاً لدى مرضى القلب، كأمراض القلب التاجية واحتشاء القلب الحاد.
علاج التسرع البطيني:
يتغير العلاج حسب خطورة الموقف:
- اذا كان ضغط الدم منخفضاً أو أن المريض فقد الوعي، يجب العلاج فوراً بالصدمة الكهربائية بعد التأكد من وجود التسرع البطيني. عدف الصدمة الكهربائية هو اعادة تقويم نظم القلب فوراً. بالمقابل يمكن البدأ بالعلاج بالأدوية مثل الأميودورون (amiodorone) والليدوكائين (lidocaine).
- اذا ما كان ضغط الدم عادياً ولم تظهر أعراض خطرة، يجب العلاج فوراً بالأدوية مثل الأميودورون. واذا لم ينجح، فيجب العلاج بالصدمة الكهربائية.
الرفرفة البطينية (ventricular flutter)
هو تسرع منتظم للقلب مصدره من البطين لأكثر من 250 في الدقيقة. أعراضه، خطورته وعلاجه مشابهة للتسرع البطيني.
الرجفان البطيني (VF-ventricular fibrillation)
هو تسرع غير منتظم مصدره في البطين. يعتبر الأكثر خطورة وقد يسبب الوفاة الفورية أو الموت المفاجئ القلبي. قد يحدث كمضاعفة لحالة تسرع أو رفرفة بطينية. نجد الرجفان البطيني أكثر حدوثاً لدى مرضى احتشاء القلب الحاد، أمراض القلب التاجية، وفشل القلب الاحتقاني. التعامل مع الرجفان البطيني وعلاجه يشبه علاج التسرع البطيني.
الوقاية من التسرع والرجفان البطيني:
كما ذكر فان هذه الاضطرابات تحدث لمرضى أمراض القلب التاجية، احتشاء القلب الحاد، وفشل القلب الاحتقاني. يمكن الوقاية من تكرار التسرع و\أو الرجفان البطيني بعد حدوثه مرة، بواسطة زراعة مقوم نظم القلب المزيل للرجفان (ICD- implantable cardioverter defibrillator).
لدى المرضى اللذين لا يشكون من أمراض القلب وحدث لديهم تسرع أو رجفان بطيني،أو لمن يشكو من أمراض القلب الوراثية كالمتلازمات، يمكن الوقاية من تكرار الاضطراب بالعلاج بالاجتثاث بالقسطرة.
هو اضطراب لنظم القلب عند بطء دقات القلب لأقل من 60 في الدقيقة. ممكن أن ينتج نظم القلب البطئي لسببين:
- عدم قدرة القلب على انتاج الاشارة الكهربائية، في حال مرض للعقدة الجيبية الأذينية (SA node).
- عدم قدرة القلب على ايصال الاشارة الكهربائية للبطين، في حال مرض للعقدة الأذينية البطينية (AV node).
يعتبر اضطراب نظم القلب البطئي أكثر شيوعاً لدى كبار السن. الا أنه قد يكون أمراً طبيعياً لدى صغار السن والرياضيين.
أسباب اضطراب نظم القلب البطئي
عادةً ما يحدث اضطراب نظم القلب البطئي لمرضى أمراض القلب التاجية وفشل القلب، لذا نجد أن عوامل الخطورة لكلا الأمرين مشتركة. أبرز الأسباب لاضطراب نظم القلب البطئي:
- احتشاء القلب الحاد: ويسبب ضرراً للخلايا مما لا يسمح لها بايصال الاشارة الكهربائية.
- أمراض القلب التاجية.
- فشل القلب الاحتقاني.
- التهاب القلب.
- التهاب التامور.
-
عمليات في القلب: احدى الأعراض الجانبية لعمليات في القلب هي الضرر للخلايا وفقدانها القدرة على انتاج أو ايصال الاشارة الكهربائية.
هناك أسباب عديدة لاضطراب نظم القلب البطئي، وهي أمور خارج القلب ولها تأثير على القلب ونظمه. أبرزها: - درجة الحرارة المنخفضة لأقل من 36 درجة، تؤدي لبطء القلب.
- قصور الغدة الدرقية (hypothyroidism).
-
الأدوية: أهم الأدوية هي تلك التي تبطء القلب. مثل:
محصر مستقبلات البيتا (beta blockers).
محصر قنوات الكالسيوم (calcium channel blockers).
أعراض اضطراب نظم القلب البطئي
عادةً فان اضطراب نظم القلب البطئي لا يسبب أعراضاً، واذا وجدت فغالباً ما تكون محتملة. الا أن بعض الأعراض قد تحدث. يؤدي اضطراب نظم القلب البطئي لانخفاض حجم الدم التي يضخها القلب، مما يؤدي لانخفاض ضغط الدم وللأعراض الناتجة من ذلك. أبرز الأعراض هي:
- الدوخة.
- الغثيان.
- الاغماء.
- عدم القدرة على احتمال المجهود.
- التعب والارهاق.
تشخيص اضطراب نظم القلب البطئي
يمكن رؤية جميع أنواع اضطراب نظم القلب البطئي عند تسجيل تخطيط كهربية القلب، الا أن بعض الأنواع تحتاج للهولتر أو للجهاز المسجل للتخطيط عند ظهور الأعراض فقط.
أنواع اضطراب نظم القلب البطئي:
هناك أنواع عديدة لاضطراب نظم القلب البطئي. تقسم الأنواع حسب مكان المرض، سواء في العقدة الجيبية الأذينية أو العقدة الأذينية البطينية.
- متلازمة العقدة الجيبية المريضة (sick sinus syndrome): هي حالة تفقد فيها العقدة الجيبية، القدرة على انتاج الاشارة الكهربائية، مما يؤدي لبطء القلب. يوجد عدة أنواع وعلاجها يختلف. أسس علاج متلازمة العقدة الجيبية المريضة: اذا لم يسبب الأمر الأعراض ولم يشكل خطراً، لا حاجة لعلاجه, هدف العلاج هو تجنب الأعراض. أساس العلاج هو بواسطة زرع جهاز ناظمة قلبية (pacemaker) يتحكم بنظم القلب.
- احصار القلب (heart block): وهو مرض في العقدة الأذينية البطينية (AV node)، يؤدي الى عدم ايصال الاشارة الكهربائية للبطين، حيث تصل بعض الاشارات الكهربائية وتؤدي لبطء القلب. يوجد ثلاثة أنواع لاحصار القلب. النوع الأول أقل خطورة ولا يسبب الأعراض عادةً، والنوع الثالث خطر ويتطلب العلاج الفوري وغالباً يؤدي للأعراض. النوع الثاني يتغير بين النوع الأول والثالث. علاج احصار القلب بواسطة زرع جهاز ناظمة قلبية (pacemaker) يتحكم بنظم القلب.
عبارة عن جهاز يزرع تحت الجلد في أسفل الكتف. تخرج أسلاك من الجهاز وتتجه للقلب. يعمل الجهاز على ايصال اشارة كهربائية منه الى القلب، وبالتالي فان تحديد نظم القلب أمر ممكن. عادةً يتم التحكم بالنظم المطلوب للقلب ويعمل الجهاز على الحفاظ على هذا النظم. يستخدم جهاز ناظمة القلب لعلاج اضطراب القلب البطئي.