اختبار الجهد
اختبار الجهد (Stress Test/Exercise Test)، ويُعرف أيضاً باسم الاختبار الأرغومتري (Argometric Test) أو فحص الديناميكية- هو اختبار لتشخيص مشكلة في القلب، وخاصة في الشرايين التاجية. يعتمد الاختبار على ملاحظة تغييرات في تخطيط كهربية القلب (ECG- Electrocardiogram) خلال القيام بجهد جسدي. نشير الى أن الاختبار يُجرى لتقدير احتمال وجود أمراض القلب التاجية لدى الأشخاص المعرضين لخطورة هذه الأمراض. يُعد الاختبار غير ملائماً لجميع المرضى، انما لجزء منهم، وقد تشير نتيجته الى احتمال وجود مشكلة قلبية، عدم وجود مشكلة قلبية أو نتيجة غير واضحة. غالباً ما يتم اجراء اختبارات أخرى لتشخيص أمراض القلب التاجية نهائياً. يُجرى الاختبار في العيادة أو المستشفى، ويُشرف عليه طبيب اخصائي أمراض القلب.
يُجرى الاختبار لتقدير احتمال وجود أمراض القلب التاجية، لدى الأشخاص ذوي الاحتمال المتوسط أو المنخفض للاصابة بالمرض. كما أنه يُجرى في الحالات التالية:
· تحديد سبب ألم الصدر: قد يكون ألم الصدر اثر مشكلة قلبية، ويُستخدم الاختبار لتأكيد أو نفي المشكلة القلبية كمصدر لألم الصدر.
· تحديد العلاج الملائم لمرضى الذبحة الصدرية، حيث يُمكن علاجها بالأدوية، القسطرة أو بالمعالجة الجراحية وفقاً لنتيجة اختبار الجهد.
· تقدير قدرة المريض على القيام بالجهد، بعد مروره باحتشاء القلب الحاد أو بعملية جراحية في القلب.
· تشخيص سبب أعراض قد تكون اثر مشاكل قلبية كالخفقان، الدوار، ضيق النفس.
· تقدير نجاعة العلاج بالأدوية لحالات ألم الصدر أو اضطراب نظم القلب.
تختلف الاراء حول لزوم اجراء اختبار الجهد قبل البدء بالقيام بالتمارين الرياضية، ولا توجد الكثير من الأبحاث والدراسات حول الأمر. لكن من المتفق عليه بين الأطباء، اجراء الاختبار للأشخاص كبار السن وأصحاب عوامل الخطورة لأمراض القلب التاجية، قبل البدء بالنشاط البدني. الا أن الأمر ليس بضرورياً لدى صغار السن، وذلك لأن الاختبار يفقد من نوعيته ودقته.
قبل الاختبار أخبروا طبيبكم بالأدوية التي تتناولونها، وعليكم استشارته حول التوقف عن تناول الادوية في حال الضرورة لذلك. انتبهوا للأدوية المضادة لتخثر الدم، كالأسبيرين والوارفارين. اذا كنتم تشكون من تحسس لبعض أنواع الأدوية، عليكم اخبار الطبيب المعالج بذلك. قد يكون من الصعب على الأشخاص الغير قادرين على القيام بجهد، المرور بالاختبار. من المفضل تناول الطعام قبل الاختبار بساعات معدودة، وذلك للحفاظ على قدرة القيام بجهد جسدي.
من الممنوع منعاً باتاً اجراء الاختبار في الحالات التالية:
· احتشاء القلب الحاد.
· الذبحة الصدرية اللا مستقرة (Unstable Angina): وهي الحالة التي يكون فيها ألم الصدر مستمراً، ولا يخف عند الراحة. أو أنه بازدياد مستمر من حيث شدته.
· ضغط الدم المرتفع عديم الاستجابة للأدوية.
· اضطراب نظم القلب.
· تضيق الصمام الأبهر (Aortic Stenosis) الشديد.
· التهاب عضلة القلب (Myocarditis).
· فقر الدم الشديد.
· أمراض الرئة الشديدة، خاصةً الداء الرئوي المسد المزمن (COPD).
يُجرى الاختبار في عيادة الطبيب أو المستشفى، ويقوم طبيب اخصائي أمراض القلب أو الأمراض الداخلية بالاشراف على الاختبار وتحليل النتائج، كما يُمكن لعضو من الطاقم الطبي اجراء الاختبار.
قبل الاختبار توضع الكترودات تخطيط كهربية القلب على الذراعين، الأرجل والصدر. توصل الالكترودات لجهاز تخطيط كهربية القلب الذي يقوم بتسجيل تخطيط كهربية القلب على الورق. كما يوضع جهاز قياس ضغط الدم الالكتروني، لقياس ضغط الدم خلال الاختبار. اضافةً الى ذلك فان العلامات الحياتية كنبض القلب، التنفس ونسبة الأوكسجين في الدم تُقاس خلال الاختبار. أما عن الجهد الذي يقوم به الشخص المفحوص فهو المشي أو الركض على جهاز التدويس، أو التدويس على دراجة. خلال الجهد الذي يقوم به الشخص المفحوص يتم متابعة ومراقبة تخطيط كهربية القلب والعلامات الحياتية، كما يتم متابعة أعراض الشخص المفحوص اذا وجدت.
يتم اجراء الاختبار على عدة مراحل بحيث تزداد السرعة المطلوبة، وتزداد درجة الجهد المطلوبة عند تقدم الاختبار. يبدأ الاختبار بحيث تكون درجة الجهد بسيطة، وتكون سرعة الجهاز بطيئة. يستمر الجهاز في زيادة السرعة والمقاومة للشخص المفحوص، بحيث يحتاج الشخص المفحوص للقيام بدرجة أكبر من الجهد عند تقدم مراحل الاختبار. تستمر كل مرحلة من الاختبار لمدة 3 دقائق. قد يُسأل الشخص المفحوص عن حالته خلال الاختبار، واذا ما كان يشعر بأية ألم أو ضيق النفس.
يُوقف الاختبار في الحالات التالية:
· مدة الاختبار تعدت العشرة دقائق، ولا يرى الطبيب حاجة في استمرار اجراء الاختبار.
· تحقيق نبض القلب الأقصى (Maximal Heart Rate)، ويتم حسابه وفقاً للمعادلة التالية: 80% من- ناتج طرح عمر الشخص المفحوص من 220. فعلى سبيل المثال اذا كان عمر الشخص المفحوص 50 سنة فان نبض القلب الأقصى هو: 80% x (220-50)= 136.
· وجود أعراض تدل على أمراض القلب التاجية كألم الصدر، ضيق النفس، التعب الشديد، الدوار.
· وجود تغييرات في تخطيط كهربية القلب تدل على انخفاض جريان الدم للقلب.
· اضطراب نظم القلب.
· ضغط الدم المنخفض.
عند التوقف عن القيام بالجهد، يستطيع الشخص المفحوص أن يأخذ قسطاً من الراحة. خلال هذه الفترة تستمر متابعة ضغط الدم والعلامات الحياتية الأخرى، بالاضافة الى تخطيط كهربية القلب. بعد مرور 5-10 دقائق، تُزال الالكترودات والأجهزة المختلفة ويستطيع الشخص المفحوص أن يعود لممارسة الحياة اليومية. يستمر الاختبار لمدة 20-30 دقيقة تقريباً.
يُعتبر اختبار الجهد امناً، ولا خطر في اجرائه. الا أن بعض المخاطر قد تحدث عند اجراء الاختبار، اثر انخفاض جريان الدم للقلب بشكل شديد، مما قد يؤدي للحالات التالية:
· اضطراب نظم القلب.
· الذبحة الصدرية الشديدة.
· فقدان الوعي مما قد يؤدي للسقوط والاصابة.
· احتشاء القلب الحاد أي النوبة القلبية.
بعض هذه الحالات قد تكون شديدة وخطرة، لذا من المهم أن تتواجد معدات الانقاذ بجانب الشخص المفحوص خلال اختبار الجهد. رغم وجود هذه المخاطر الا أنها غير شائعة. نشير الى أن الكهرباء لا تنتقل الى الشخص المفحوص خلال الاختبار وذلك لأن الالكترودات تنقل الاشارة الكهربائية من الجسم الى جهاز تخطيط كهربية القلب فقط.
تتوفر النتائج خلال اجراء الاختبار، ويقوم طبيب القلب بمراجعة الاختبار ونتائجه بعد انتهائه ويُمكن الاطلاع على النتائج فور انهاء الاختبار. كما أن الطبيب اخصائي أمراض القلب يُرسل النتائج للطبيب المعالج. يقوم طبيب أمراض القلب بتحليل النتائج عند الاطلاع على تخطيط كهربية القلب، وملاحظة أية تغييرات في التخطيط.
تكون النتائج سليمة عند تحقيق نبض القلب الأقصى، دون الشعور بأية أعراض كألم الصدر، ضيق النفس، ودون هبوط أو ارتفاع ضغط الدم بشكل ملحوظ. كما من المهم أن يكون تخطيط كهربية القلب سليماً، دون وجود أية اضطرابات أو تغييرات.
يُعتبر الاختبار غير سليماً في حال وجود أحد الأمور التالية خلال الاختبار:
· ألم الصدر خلال الجهد أو بعده.
· أعراض أخرى تدل على أمراض القلب التاجية خلال الاختبار أو بعده كضيق النفس، الدوار، فقدان الوعي.
· انخفاض ضغط الدم خلال الاختبار.
· وجود تغييرات في تخطيط كهربية القلب والتي تدل على أمراض القلب التاجية.
· اضطراب نظم القلب.
نشير الى أن الاختبار ليس دقيقاً دائماً لتشخيص أمراض القلب، وقد يدل بشكل خاطئ على أمراض القلب. لذا فان الاختبار السليم لا يدل تماماً على عدم وجود أمراض القلب، وبعض الأشخاص الذين يشكون من أمراض القلب قد يحصلون على نتائج سليمة في الاختبار. الأمر مشابه لدى بعض الأشخاص الذين يحصلون على نتيجة غير سليمة، دون وجود أية أمراض في القلب.تقل دقة الاختبار لدى الأشخاص صغار السن، ولدى النساء.
قد تكون حاجة لاجراء اختبارات أخرى لتقييم الأشخاص الذين يمرون باختبار الجهد، ويحصلون على نتائج غير سليمة، لتشخيص أمراض القلب نهائياً. أحد الاختبارات التي تُجرى أحياناً هي القسطرة (Cardiac Catheterization).